هل كثرة اللوم والعتاب يفيد؟ وما هي أضراره وتأثيره على الأفراد؟

يعد اللوم والعتاب هو أحد الردود التي يستخدمها الكثيرين وذلك كنتيجة لأفعال وأقوال معينة ولكن ما دلالة كثرة اللوم والعتاب من وجهة نظر نفسية؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال هذا المقال في موقعكم مفاهيم عن دلالة كثرة اللوم والعتاب من الناحية النفسية بالإضافة إلى توضيح الكثير من المعلومات التي تدور حول هذا الموضوع.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• اللوم والعتاب
• هل كثرة اللوم والعتاب تفيد من وجهة نظر نفسية؟
• آداب العتاب
• تأثير وأضرار كثرة اللوم والعتاب على العلاقات النفسية

اللوم والعتاب

• يعد العتاب واللوم هو أسلوب من الأساليب التي يستخدمها الكثير من الأفراد وذلك كنتيجة حتمية للرد علي الأفعال والأقوال التي قد تعرض لها الفرد وهذا الأسلوب يظهر من خلاله بعض المحاسبة الأفعال والأقوال التي لم تعجبهم.
• ويعتبرون هؤلاء الأشخاص تلك المحاسبة هي بمثابة تذكير بمواقف ما وإظهار غضبهم من خلال هذه الموقف ويعد العتاب نوع من طلب الود من الآخرين.
• لأن غالبا العتاب يكون للشخص الذي هو من الأحبة أما الأعداء فلا يقومون بمحاسبة بعضهم بعضا.
• ولهذا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يمدحون اللوم والعتاب ويجعلونها وسيلة من وسائل التعبير عن الحب والقلة منهم يتذمرون منه ويعتبرونه أنه ليس له فائدة.

هل كثرة اللوم والعتاب تفيد من وجهة نظر نفسية؟

• تعد كثرة اللوم والعتاب من الناحية النفسية أي من وجهة نظر علماء النفس على إنه من أعلى مراتب الغباء وخصوصا إذا زاد العتاب عن حده الطبيعي وفي نفس الوقت كان الشخص الذي يعاتب منه لا يستحق هذه الدرجة من العتاب ولا يهتم بهذه المعاتبة ولا يكترث بها.
• ورغم ذلك يعد العتاب من الأشياء المحمودة حيث عاتب الله تعالى بعض أنبيائه فقد ذكر في كتابه العزيز في سورة عبس قوله تعالى : "عبس وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى *وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى" فهذا دليل واضح أن الله تعالي قد عاتب أنبيائه ولذلك اقتصر علماء النفس أن العتاب يقتصر على الأنبياء وليس من حق الأشخاص العاديين.

وقد استندوا إلى عدة أسباب تجعل كثرة اللوم والعتاب من أعلى مراتب الغباء ومن هذه الأسباب ما يلي:

1. أن كثرة اللوم والعتاب لا تأتي بأي نتيجة خيرة وذلك لأنه كثرة اللوم والعتاب يجعل الأصدقاء ينفرون من بعضهم كما إنها تؤدي إلى زيادة بغض العدو.
2. يعد كثرة اللوم والعتاب ليست من سنن الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام عليهم أجمعين وذلك من لا يستجيب للعتاب من أول مرة لا يستجب لها مهما كررت له المعتبة أكثر من مرة بعد ذلك فالطبع لن يتغير.
3. أن العتاب من الممكن أن يتعاطى فيه الشخص عن جميع جوانب الصواب وذلك لان كثرة العتاب تجعل الشخص المعاتب يعتقد أنه وحده علي حق وانه هو وحده المخطئ.
4. يعد التفتيش عن الأخطاء الخفية للأشخاص الآخرين وتتبع عورتهم وإظهار أخطائهم أمام الآخرين من الأشياء السلبية وذلك لأن كثرة اللوم والعتاب يتسبب في فضح أسرار الآخرين أمام الآخرين.
5. يعد سوء الظن بالآخرين إلى التسبب في جرحهم وتعرضهم للإيذاء وتصيد أخطائهم مع منحهم شعور سلبي فقد لا يتخلصون من هذا الشعور بسهولة.
6. يؤدي اللوم والعتاب إلى تغليب علي العقل كما أنه يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس الشخص المعاتب.

آداب العتاب

هناك بعض الآداب التي تتعلق بالعتاب ومن هذه الآداب ما يلي:

• يجب أن يكون العتاب بقدر بسيط في العتاب مطلوب بين الأحبة بحيث يكون الشخص قليل العتاب وليس مبالغا فيه.
• التغاضي عن بعض الأخطاء أثناء المعاتبة وعدم تعرضه للجرح بالإضافة إلى غض النظر عن بعض من أفعاله.
• الحرص على تقديم النصيحة الغير مباشرة للصديق مع الحرص على عدم استخفاف بالشخص المعتب أو إقامة المعاتبة أمام الجميع.
• أن يكون العتاب لا يحمل أي إساءة أو أي لون من ألوان الذم والتحقير فمن شروط العتاب أن كون لينا.
• عدم تكرار نفس كلمات العتاب وعدم المبالغة فيها.
• أن يراعي الشخص المعاتب الاعتدال في أسلوب المعاتبة فلا يعطي فلا يعطي الخطأ حجما أكبر من قدرها.
• أن يتجنب الفرد إصدار الأحكام القاسية أثناء العتاب.
• يجب أن يحافظ الشخص المعاتب على أن يحافظ على مساحة للود والتسامح فيما بينهم.
• الحرص على عدم التفتيش عن الأخطاء الخفية أثناء المعاتبة وعدم فضح الأسرار.
• الحرص على إيصال فكرة المعاتبة بطريقة راقية ولطيفة دون استخدام أسلوب المغالاة والغلو في عرضه حيث أن طريقة العتاب تعبر عن الأخلاق الذي يتخلق بها الشخص.

تأثير وأضرار كثرة اللوم والعتاب على العلاقات النفسية

أن كثرة اللوم والعتاب من الناحية النفسية قد ينتج عنها إصابة الفرد بالاكتئاب وسوء المزاج، حيث انه مع مرور الوقت سوف يحدث تغيرات هرمونية ومزاجية تؤدي إلى إحباط الفرد وتغير مزاجه ومن الممكن أن تصيبه بالاكتئاب ومن العادات التي تساهم في تدمير العلاقات النفسية:

اللوم والعتاب المستمر للظروف والأشخاص:

• حيث هناك الكثير من الأمثال الشعبية التي تشجع وتمنح الأعذار التي تشجع على ممارسة هذه العادة ومن أشهر هذه الأمثال العتب صابون القلب والمثل القائل اللي يحبك يعاتبك إلى غير ذلك من الأمثال التي تشجع العتاب بين الأفراد.
• ولكن يجب علينا أن نتذكر دائما أن الحب هو عبارة عن إعطاء مساحة من المسامحة والعطاء للآخرين.

الاستسلام وعدم ملاحقة الهدف:

• إذا كان لدي الفرد هدفا قد قام بتدوينه وتحديده فعليه أن يسرع ويبادر في تحقيقه حيث أن ذلك سوف يمنحه شعورا بالإثارة بالإضافة إلى تزويد ثقته بنفسه مع الشعور بمزيد من الارتياح النفسي عند تحققه.

الحرص على الحصول على تقبل ورضا الآخرين:

• بعض الأشخاص بارعين في إخفاء حقيقتهم أثناء التعامل مع الآخرين وذلك من اجل الظهور بمظهر مثالي من أجل الحصول على تقبل الآخرين ونيل رضاهم.
• غير أن ذلك يؤدي إلى استنزاف طاقاتهم بالإضافة إلى شعورهم بأنهم أشخاص مزيفين وحقيقة لا يجب عليك إثبات صفاتك الجيدة أمام الآخرين.
• بل يجب عليك أن تتصرف حسب طبيعتك ومن اجل إثبات لنفسك فقط أنك شخص تستحق التقدير ونيل الحب والرضا من جهة الآخرين وهذا يعني انه يجب أن تكون المشاعر الإيجابية والتغذية النفسية نابعة من الداخل وليس من الخارج.

التسويف:

• يعني التسويف هو تعويد الفرد على الكسل وتأخير إنجاز الأمور فيقوم الفرد بتأجيل عمله إلى الغد وهكذا إلى أن يقوم الفرد بالإغراق في كم من الأعمال لا يتمكن القدرة الكافية لتحقيقها.
• مما يؤدي إلى انه يقوم إلغاء بعض من هذه الأعمال بالكامل ومن ثم شعوره بالإحباط وقلة الإنجاز وشعوره بأنه شخص غير كفء.

متلازمة إدمان الأشياء:

• عندما يتعود الأطفال على الحصول على مبتغاهم حتى ولو كان هذا بشكل يومي فبمجرد أن يحقق هدفا يسعى للحصول على الهدف الآخر وهذا العادة سوف تستمر معه في الكبر.
• حيث إنه سوف يصاب بالملل وقلة تقديره لما يمتلكه من أشياء فمثلا نجده يفرح عند شرائه كتابا ولكنه سرعان ما يشعر بالملل بعد وقت قصير حتى قبل أن ينتهي من قراءة الكتاب.