كتابة :
آخر تحديث: 23/04/2022

كفارة عدم قضاء صيام رمضان وحكم تأخيرها

تتمثل كفارة عدم قضاء صوم رمضان في قضاء الأيام التي فطرها الشخص خلال الشهر الكريم أو إخراج فدية عن هذه الأيام ويتم تقدير قيمة الكفارة من الجهة المختصة بكل دولة، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن كفارة عدم قضاء صيام رمضان. صيام رمضان من أركان الإسلام المفروضة على كل مسلم ومسلمة، ويتم إخراج كفارة عدم قضاء صوم رمضان في بعض الحالات مثل المرض أو الحيض أو الحمل.

شهر رمضان

إن شهر رمضان من الشهور المباركة وذلك لأن القرآن الكريم قد نزل في هذا الشهر كما أن فيه ليلة القدر وعي من الليالي المباركة التي يستجيب فيها الله عز وجل إلى دعاء عباده، وحثنا الله عز وجل إلى صيام شهر رمضان في كثير من المواضع ويعتبر صيام الشهر الكريم ركن أساسي من أركان الإسلام وتعتبر من أهم العبادات التي أمرنا الله عز وجل بتأديتها تقربا لوجهه الكريم.

وشهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ولذلك يتسارع المسلمين في كافة الأنحاء على استغلال هذا الشهر في الصلاة والصيام والتصدق والتقرب إلى الله تعالى، ويستعد المسلمون في كافة الأنحاء إلى استقبال شهر رمضان من قبل بدء هذا الشهر بفترة من خلال تعليق الزينة الخاصة بالشهر الكريم وشراء الكثير من السلع التموينية والأطعمة والعصائر من أجل تناولها في الإفطار والسحور خلال أيام شهر رمضان وهو من الشهور ذات الطابع الجميل حيث تعم الفرحة والسعادة المنازل خلال أيام الشهر الكريم.

كفارة عدم قضاء صيام رمضان


أتفق جموع أهل العلم على استحباب المبادرة في قضاء ما فاتها من أيام خلال الشهر الكريم وذلك لأنه فرض واجب واتفقوا أيضاً على عدم ترك هذا الواجب حتى يحل رمضان الذي يليه بحيث يبدأ الشخص في صيام أيام شهر رمضان التالي بدون أن يترك أيام متأخرة من رمضان السابق ولكن هناك اختلاف فيما يخص الفدية ويتعلق هذا الأمر بالجمهور.

حيث أن جمهور الفقهاء المتمثل في الحنابلة والملكية والشافعية أقروا بأهمية دفع الفدية واستدلوا في هذا الأمر على أفعال بعض الصحابة والتابعين مثل أبي هريرة رضي الله عنه وعبد الله بن عباس الذين أقروا لزوم الفدية والتي تتمثل في إطعام مسكين عن كل يوم تم إفطاره بحيث يتكون إفطار هذا المسكين من مدا من القمح أو الدقيق ويتمثل المد في حوالي 57 جراما من الدقيق أو القمح.

ومن الممكن أن يقوم هذا الشخص بإفطار عدد من المساكين يقدر بعدد الأيام التي أفطرها هذا الشخص في نفس اليوم، أما الحنفية فقالوا عدم أهمية الفدية واستدلوا في ذلك الأمر على أن قول الله سبحانه وتعالى (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر) ولم يتطرق الله سبحانه وتعالى إلى أمر الفدية.

كفارة عدم قضاء رمضان للحائض

كفارة عدم قضاء صوم رمضان للحائض مع القدرة: إن قضاء صيام الأيام التي تفطرها الحائض خلال الشهر الكريم من الواجبات الشرعية وتم الاستناد في هذا الأمر إلى ما قلته السيدة عائشة رضي الله عنها (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة).

حيث يعتبر قضاء صيام رمضان بعد الشهر من الأمور الواجبة ومن المعروف بأن المرأة التي أفطرت أيام خلال شهر رمضان ليس عليها بالكفار طالما أن هناك عذر وهو الحيض كما أنها تستطيع أن تؤدي هذه الأيام بشكل غير متواصل.

كفارة عدم قضاء صيام بالنسبة للحائض مع عدم القدرة

إن مسألة عدم قدرة المرأة على الصيام من الأمور التي بها عدد من التفاصيل والتي تتعلق بإفطار هذه المرأة أيام من شهر رمضان بسبب الحيض وبعد انتهاء شهر رمضان مرضت هذه المرأة وأصبحت غير قادرة على الصيام فيجوز لهذه المرأة أن تأخر في الصيام حتى يتم شفائها حتى إن استغرق الأمر سنتين أو ثلاثة.

أما إذا كانت هذه المرأة مصابة بأحد الأمراض المزمنة التي تكون نسبة الشفاء منها قليلة ففي هذه الحالة من المباح لها أن تخرج الفدية أو كفارة الأيام التي أفطرتها هذه المرأة وتكون الكفارة في هذا الأمر هي إفطار مسكين عن كل يوم أفطرته هذه المرأة.

كفارة من ماتت ولم تقضي صيامها من الحيض

عند انتهاء شهر رمضان قد تبدأ المرأة في صيام ما فاتها من أيام خلال الشهر الكريم بسبب الحيض وفي أثناء هذا الأمر قد تموت هذه المرأة ولا تستكمل قضاء الأيام التي أفطرتها من الشهر الكريم فمن الممكن أن يقوم أهلها بقضاء الصيام عنها وتم الاستناد في هذا الأمر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) والولي هنا تعني القريب ومن الملاح أيضاً أن يقوم بقضاء الكفارة عنها بحيث يتم إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته هذه المرأة خلال الشهر الكريم.

حكم تأخير قضاء صيام شهر رمضان لرمضان الذي يليه

  • إن عامة جمهور أهل العلم والفقهاء ذهبوا إلى قضاء الأيام التي فطرها الشخص قبل قدوم رمضان الذي يليه واستدلوا في هذا الأمر على قول الإمام البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت (كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان ) وذلك لأن تأخير قضاء الصيام بدون عذر من الأمور التي تدل على التراخي والتساهل وقد أقر الفقهاء بأن تأخير قضاء الصيام في حالتين وهم:
    • o أن يكون التأخير بعذر كأن يكون هذا الشخص قد مرض في رمضان مرض اضطره إلى الإفطار واستمرت أعراض هذا المرض مع الشخص إلى رمضان الذي يليه فلا مشكلة بالنسبة لهذا الشخص في التأخير وعليه القضاء فقط.
    • o أما الحالة الثانية وهي التأخير بلا عذر كان يفطر الشخص أيام من رمضان ثم بعد رمضان يقوم هذا الشخص بتأخير قضاء الصيام مع العلم بأن هذا الشخص لا توجد لديه أي مشاكل في القضاء أي أنه شخص قادر على القضاء ولكنه قام بتأخيره ففي هذه الحالة يأثم هذا الشخص بهذا التأخير.

مسائل تتعلق بقضاء صيام رمضان

وتتمثل تلك المسائل في النقاط التالية:

  • مسألة التتابع في قضاء صيام رمضان : إن فقهاء المذاهب الأربعة اتفقوا على أن التتابع في صيام الأيام التي فكرها الشخص خلال شهر رمضان ليس من الأمور الضرورية وذلك بسبب عدم وجود أية قرآنية أو حديث شريف أكد على هذا الأمر، ولكن التتابع في قضاء هذه الأيام من الأمور المحببة وذلك لعدم معرفة الشخص بما سيحدث له فيما بعد.
  • مسألة تضاعف كفارة عدم قضاء أيام رمضان بحيث يتأخر الشخص في القضاء أكثر من عام فاختلف الفقهاء في هذا الأمر حيث قال الملكية والحنابلة بأن الفدية التي يخرجها الشخص عن إفطار رمضان لا تتضاعف وبالتالي فإن على هذا الشخص إخراج فدية واحدة، بينما قال الشافعية قالوا بأن الفدية تتضاعف من خلال تأخير القضاء

أما الحنفية فقالوا: ليس من الضروري إخراج الفدية أصلا ويكتفي بالقضاء.

ختاما وبعد أن عرفنا كفارة عدم قضاء صيام رمضان علينا الالتزام بمختلف الأمور التي تخص الكفارة أو القضاء وذلك من أجل التقرب إلى الله وطاعته.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ