كلام عن الغربة والوحدة
كلام عن الغربة
ربما عانى البعض من إحساس الغربة في حياته، فليس شرطًا أن تكون الغربة سفر إلى الخارج، فقد تكون الغربة في نفس الإنسان من الداخل، إلا أن مفهوم الغربة مرتبط بشكل كبير بمعنى السفر، وهناك من الأقوال والعبارات ما جاء عن الغربة، فلنذكر أجملها:
- قد يكون الفراق مثل لهيب الشمس، يبخر كل الذكريات من القلب، إلا أنه نار ليس لها حدود ولا مسافات.
- من مصاعب الحياة أن تجد نفسك غريبا بلا أهل ولا أحباب في بلاد الغربة الموحشة.
- لا تحزن يا قلب على تلك الحياة التي نعيشها في غربة الروح والمشاعر، بعيدا عن الأحبة، فلنا موعد قريب مع اللقاء بهم.
- ليس هناك أقسى من الغربة، فهي مثل نبتة الصبار الموجعة في وسط الصحراء الواسعة لا طعام ولا شراب إلا إيّاها.
- الغربة تغير النفس إلى شيء باهت لا روح ولا حس ولا أحباب.
- يصاب الشخص بالغربة كما يصاب بالربو لا علاج لهما.
- إن أشد أنواع الغربة هي غربة النفس عن الأوطان.
- أكاد أبكي في كل مكان وأنا غريب في بلاد لا أشعر فيها بلذة الحياة الصاخبة كتلك التي في بلادي.
- المؤمن في هذه الدنيا غريب، لا ينبغي أن يجزع من ذلها ولا ينافس من يهواها في عزها.
- الغربة تتيح لك أن تتعرف على من حولك بكل شفافية ووضوح، وكأنك أول مرة تعرف من هم معك ومن هم ضدك.
- ربما تجد في الغربة الأنيس والجليس، لكنك لن تجد نفسك مثلما تجدها في وطنك الحقيقي.
من أجمل ما قيل في الغربة؟
تعد الغربة مصدر إلهام بعض المفكرين والمثقفين من الأدباء والشعراء، وهناك العديد من كلام عن الغربة لأشهر هؤلاء الكتاب مثل:
يقول محمد علوان: "الغربة مبنى آيل للسقوط أسقفه قديمة، ولا تدري متى سينهار على رؤوسنا".
ويقول جبران خليل جبران: "غريبة في هذا العالم غريبة وفي الغربة وحدة قاسية ووَحشَة مُوجِعة، غير أنها تجعلني أفكر أبدا بوطن سحري لا أعرفه وتملأ أحلامي بأشباح أرض قصية، ما رأتها عيني غريبة في هذا العالم، وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد مسقط رأسي ولا لقيت من يعرفني ولا من يسمع بي".
بينما يقول جلال عامر: "يتراجع دور الوطن في الخارج عندما يتراجع دور المواطن في الداخل".
ويقول إبراهيم نصر الله: "في الغربة لا تدعين امتلاكك لشيء، في الغربة لا تملكين إلا حلمك".
ويقول فولتير: "خبز الوطن خير من كعك الغربة".
يقول ابن رشد: "أن العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة".
ويقول فيدور دويستفسكي: "إن الزمن الذي يخاف فيه أهلنا علينا من الغربة انتهى، وجاء زمن نحن في غربتنا نخاف عليهم من الوطن".
ما يقال للمغترب؟
قد يختلف كلام عن الغربة بين الناس عند تعبيرهم عن هذا الشعور القاسي، فهناك من يعبر بالكلمات والعبارات وهناك من يقول أدعية التوفيق للمغترب منها:
اللهم استودعتك حبيبًا لا يفارق عيني وقلبي، فاللهم أرعه واجعله في عنايتك في بلاد الغربة ووفقه في كل شيء.
اللهم احفظ كل غريب في بلاد الغربة وارزقهم الرزق الحلال وأبعدهم عن كل ما هو حرام، ويسر أمورهم وسهل عليهم دروبهم.
اللهم احفظ لي مسافرا لا أرى نعيم الدنيا إلا به، اللهم استودعتك هذا الشخص، فاحرسه بعينك التي لا تنام.
اللهم لا تفجعني بفاجعة قد تصيب قلبي بالحزن أو أهلي ومن أحب، اللهم احفظ لي زوجي في تلك الغربة وكن معه في كل خطوة وأمّنّهُ في كل مكان وكل طريق.
يارب إن لي مغترب جعلته في ودائعك وتحت عيناك، فاللهم احفظه لي وبارك لي فيه وقرّب بيننا الأيام.
لماذا يغترب الإنسان عن بلده؟
لربما تكون الغربة في مجملها هي الخلاص الأخير والوحيد من أمور عديدة يعانيها الإنسان في بلده، والكثير ممن لديهم كلام عن الغربة قد يكونون أكثر الناس الذين يمتلكون أسبابًا قوية للسفر والهجرة والاغتراب عن الوطن، فلنوضح ذلك:
- قد يكون سبب اغتراب الإنسان عن موطنه هو العمل وكسب المزيد من المال لمواجهة ضغوط الحياة بمختلف مجرياتها.
- أيضا من أسباب الغربة الزواج، بأن تتزوج الفتاة من شخص يعيش في بلد غريبة غير بلدها، أو أن يتزوج الشاب من أجنبية ويستقر معها.
- قد تكون الغربة بسبب انخفاض الدخل وانتشار الفقر نتيجة زيادة عدد السكان.
- بسبب الكوارث الطبيعية.
- عدم وجود فرص عمل مناسبة أو أقل من الهدف المراد تحقيقه.
- لربما يكون سبب الغربة وجود عوامل مساعدة في بلاد الغربة للعيش فيها كتوفير فرص العمل، الرخاء الاقتصادي، توفر الخدمات المختلفة، الدخل الشهري مرتفع، والتقدم العلمي والتكنولوجي.
- بسبب الاضطهاد الديني أو الثقافي أو السياسي.
- التمييز العنصري.
هل الغربة تغير الإنسان؟
نعم، الابتعاد عن الوطن يغير الإنسان ويجعله يرى الأمور بشكل مختلف، حتى أننا سنلاحظ تأثير الغربة عليه وكيف لها أن تغيير وجهة نظره كليًا، فلنتعرف من خلال كلام عن الغربة على آثارها فيما يلي:
- الشعور بالافتقاد للراحة والخوف من المجهول.
- قد يصادف الإنسان بعض من الأشخاص السلبيين الذين يتسببون في زيادة الأفكار السلبية عن الغربة.
- الشعور بعدم القدرة على التكييف والتأقلم في أولى سنوات الغربة.
- الحاجة إلى الأمان بسبب الابتعاد عن الوطن والأهل.
- بينما على الوجه الآخر قد تمنح الإنسان فرص مناسبة للحياة العلمية والعملية وتغيير نمط معيشته إلى الأفضل.
- رفع مستوى الوعي والثقافة وزيادة العلاقات بين العديد من المجتمعات الأخرى.
- قد تتغير وجهة نظر الإنسان وأفكاره وقدراته الذهنية والعقلية والنفسية حسب ما إذا كان هدفه من الغربة تحقيق أهدافه أم أنه اتجه إلى الغربة من أجل الهروب من واقعه الأليم.
قصائد مؤثرة عن الغربة
لا زلنا في كلام عن الغربة وأروع ما قيل من أشعار لكبار الشعراء، فلنسرد واحدة منها:
قصيدة للشاعر عبد الله البردوني
كان صبح الخميس أو ظهر جمعه
أذهلني عني عن الوقت لوعه
دهشة الراحل الذي لم يجرب
طعم خوف النوى ولا شوق رجعه
حين نساءت إلى الصعود فتاة
مثل أختي بنيّة الصوت ربعه
منذ صارت مضيفّة لقبوها
(سورنا) واسمها الطفولي (شلعه)
إن عصرية الأسامي علينا
جلد قبل على فوام ابن سبعه
هل يطري لون العناوين سفرا
ميّتا زوّقته آخر طبعه
حان أن يقلع الجناحات... طرنا
حفنة من حصى على صدر قلعة
مقعدي كان وشوشات بلادي
وجه أرضي في أدمعي ألف شمعة
ووصلنا ... قطرت مأساة أهلي
من دم القلب دمعة بعد دمعه
زعموني رفعت بند التحدي
واتخذت القتال بالحرف صنعه
فليكن ... ولأمت ثلاثين موتا
كلما خضت ستة هاج تسعه
كلما ذقت رائعا من مماتي
رمت أقسى يدا وأعنف روعه
ألأنّي يا موطني ... أتجزأ
قطعا من هواك في كل رقعه
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19929