كتابة :
آخر تحديث: 25/09/2020

التعامل مع الشخصية الخجولة

يعتبر الخجل من الصفات المحمودة التي تجعل الأشخاص يشعرون بالحرج وعدم الأرتياح عند مقابلة الغرباء والتعامل معهم لأول مرة، ولكن الأمر الذي يدعو للقلق هو أن يكون الخجل جزء من شخصية الفرد ويؤثر ذلك على كافة سلوكياته وتعاملاته مع الأخرين سواء المقربين أو الغرباء.
وكثيرا ما نجد دراسات علمية تبحث في تطوير الشخصية الخجولة ومحاولة علاج مشكلة الخجل لديهم حتي تستطيع أن تواجه المجتمع ونادرا ما توجد دراسة تحث الأفراد على اختيار الطريقة المثلي للتعامل مع الشخص الخجول الذي قد يصادفك التعامل معه.
لذلك نقدم لكم طرق التعامل مع الشخصية الخجولة باعتبارها جزء من نسيج المجتمع ،بالإضافة إلى بعض النصائح للتخلص من الخجل والانفتاح في التعامل مع الأخرين .
التعامل مع الشخصية الخجولة

ماهي الشخصية الخجولة؟

هي نوع من أنواع الشخصيات البشرية التي تتميز بالخجل في كافة سلوكياتها والخجل، وهو مجموعة من المشاعر التي تحكم تصرفات الفرد وسلوكياته مع نفسه ومع الأخرين، وينتاب هذه الشخصية مشاعر مختلفة تتأرجح بين التوتر والإرتباك والخوف وبين عدم الشعور بالإرتياح والأمان عند التعامل مع الأخرين.

ويصاب الخجول بمجموعة من الإشارات الجسدية تدل عليه، مثل إحمرار الوجه أو الشعور بالصمت والإرتعاش وضيق التنفس والرغبة في مغادرة المكان.

وتجد حركات جسده في وضع الإستعداد للمغادرة خوفا من المواجهة ،ويوجد فرق بين الخجل والإنطواء ؛ فالخجل هو الخوف من الحكم السلبي ، والانطواء هو تفضيل للبيئات الهادئة عن الإحتكاك بشكل كبير مع الأخرين.

سمات الشخصية الخجولة

تتعدد السمات التي يتميز بها أصحاب الشخصية الخجولة ،وتجدهم يتميزون ببعض الصفات التي تجعلهم يختلفون عن الأفراد الأخرين في التالي:

يعتبر الشخص الخجول من الأشخاص الذين لا يحبون التحدث إلى مجهولين، ولا يستطيعون أن يختلطون بأشخاص جدد، ويحبون العيش بمفردهم ولا يفضلون مشاركة الأخرين في شيئا.

إذا وضعتهم الظروف الخارجية في التعامل مع غرباء تجدهم يشعرون بالإحراج، ويجدون صعوبة في تبادل أطراف الحديث.

لا تجدهم يتحدثون معك إلا إذا شعر وا بالإرتياح وتجد حديثهم مخلوط ببعض التحفظات، وغالبا ما يبداون بالتحدث وعند تخطي مرحلة الخجل لا يتوقفون عن الكلام ،وتجدهم شخصية أكثر انفتاحا.

ولكن إذا كنت قابلت عشاق من النوع الخجول نادرا ما تسمع منهم كلمة أحبك فهم يحبون في صمت رغم صدق مشاعرهم ،ولكنهم لا يستطيعون التعبير عنها.

وكلما رغبوا في التحدث تجدهم يشعرون بالإرتباك، ويتحول لونهم إلى اللون الأحمر.

هم أشخاص محبوبون، ولكن ينقصهم الإحتكاك والتعامل مع الأخرين، لانهم يحبون العيش بمفردهم رغم عدم حمل مشاعر كراهية أو بغيضة، ولكنهم يفضلون الأنفراد بأنفسهم مع حالتهم الذهنية.

على الرغم من عدم تحدثهم مع الأخرين إلا أنهم أكثر الأشخاص الذين يلاحظون ما يدور حولهم بشكل صامت ويهتمون بالتفاصيل الدقيقة للحدث.

يتميز الشخص الخجول بالهدوء، وعدم محاولة لفت أنظار الأخرين إليه، على سبيل المثال إذا حصل على دعوة فرح تجده يبحث عن أناس يعرفهم يتوجه إليهم مباشرة وعينه منصبة اتجاه الأرض، ويبتسم للأخرين دون إبداء الرغبة في التحدث معهم.

كيفية التعامل مع الشخصية الخجولة

إن الشخصية الخجولة هي شخصية مختلفة تحتاج مزيد من الجهد للتعامل معها، لذلك نقدم لكم بعض النصائح المهمة، التي تساعد على التعامل معها من خلال التالي:

إذا قررت التحدث إلى الشخص الخجول بقصد أو دون سابق إنذر أعلم يقينا أن طريقة المحادثة لكن تتم كما تتوقعها لأنه قد ينسحب في بداية الحديث.

قد يعود إلى التحدث بشكل أكثر إنفتاحا، ثم عند يتذكر خجله يبدأ في التقهقر إلى الخلف مرة أخرى، لذلك مهما بذلت من مجهود من أجل استمرار الحديث على الوتيرة التي ترغب فيها تأكد أن زمام الأمور ليس بيدك.

وإنما يمتلكها الشخص الخجول صاحب النظرة المتوترة والقلقة بشأن الأمور المختلفة، لذلك إذا رغبت في حديث أطول عليك توفير سبل الراحة، وتحسين الحالة المزاجية له حتي يمكن التعامل معه

لايعني أنهم يرفضون التحدث إليك إنهم اأشخاص مجانين أو متعجرفين أو يرغبون في البقاء بمفردهم، ويكتفون بالملاحظة والمراقبة.

ولكن هم لا يفضلون ذلك ولكنهم قد مروا بأناس ومواقف مزعجة، لذلك قرروا الهدوء وعدم التحدث مع الأخرين خشية من المواجهة ،وتجدهم أكثر الأشخاص الغير متكلمين والمتحفظين في حديثهم.

وما يحتاجون إليه هو الكثير من المشاعر الإيجابية التي تجعلهم يشعرون بالدفء حتي يستطيعون التأقلم على الوضع .

حتي تستطيع أن تكسب ود هذا الشخص عليك تجنب التعليق عن خجله وهدوؤه أو السخرية منه، لانه سيقابل هذا بمزيد من تجنبك رغم أهمية ذلك في توضيح أنه توجد مشكلة وينبغي حلها ومن أجل زيادة الواعي الذاتي لهذا الشخص.

وغالبا ما يقابل هذا سوء الفهم والإستمرار في خجله، لذلك ينبغي عدم ذكر هذا العيب أمامه مباشرة ..

ينبغي أن تقود أنت زمام المبادرة في التحدث ،لأن هذا الشخص غالبا لا يتحدث إلا إذا طلب منه ذلك، لأنه يشعر بالخجل ولا يعلم كيف يعبر عما بداخله بكل سهولة وينتظر حتي تبدأ الحديث.

وغالبا ما تجد الحديث معه يتم على وتيرة واحدة، لذلك عليك التحلى بالصبر لأنه لا يعطي إجابات سريعة لتساؤلاتك ،ولكن يفكر مرارا وتكرارا مع كل كلمة يتفوه بها.

من الأشياء التي يتم وضعها في الحسبان هي ضرورة إتاحة الفرصة للشخص الخجول لجمع قواه والتحدث.

لذلك امنحهم بضع دقائق للإحماء،وسيبدأ الأمر بالشعور بالقلق وتوخي الحذر ثم يبدأ في الإنفتاح ولا يتوقف ذلك على التحدث فقط بل في جميع السلوكيات.

ينبغي أن تتحلى بالحذر عند التطرق في الحديث في موضوعات معينة قد تزيد خجلهم وتجعلهم يشعرون بالإرتباك ،مثل متي قابلت حب حياتك ؟أو هل أصطحبت فتاة في نزهة قصيرة ؟

وغيرها من الأسئله التي تجعلهم يشعرون بالإحراج، كذلك ينبغي البحث عن الموضوعات محط اهتمامه والبدء في التحدث عنها ،لأن هذا سيدفعهم إلى التكلم عنها أكثر من الموضوعات المحرجة أو التي لا تعني لهم شئ ،على سبيل المثال لاتبدأ حديثك معهم عن الطقس.

ولكن عليك الدخول إلى صلب الموضوع محط اهتمامهم ماذا تعلم عن المحاسبة لذلك،كن حذرًا من الموضوعات التي قد لا تكون مرتاحًا لها.

لا تجعل التعامل معه على اعتباره استثنائي، ويحتاج معاملة خاصة،ولكن عليك بالسلوك الطبيعي مع بعض التحفظات ،لذلك لا تكن شديد الاهتمام، وتبدأ بلفت الأنتباه ما تفعله اتجاه في كل وقت.

على سبيل المثال قد تكرر كلمة هل أنت على ما يرام؟ لأن هذا الأهتمام يجعله يشعر بالقلق والتوتر ،لأنه لا يريد لفت الأنتباه نحوه بل يريد أن يتقوقع داخل نفسه ،ولا يسمح للأخرين أن يخترقوا هذا الجدار، ولكن عليك بجعل الأمور تبدو طبيعية ..

ينبغي عن تعي حقيقة أن الشخصية الخجولة لا تكرهك ،ولكنها تحب الجلوس بمفردها، وتجد المتعة في ذلك، لانهم يحصلون على راحة الأعصاب والهدوء والسكينة المطلوبة بعد يوم من الضغط والتوتر في تعاملات مع أفراد أجبرتهم الظروف في وضعهم في ذلك.

كذلك لا يعتبر الشخص الخجول أناني ولا يحب إلا نفسه، ودائما يفضل أن يكون منفرد، ولكن هم يفضلون ذلك حتي لا يقعون في خطأ ناتج عن توترهم وقلقهم الزائد عن الحد .

نصائح للتخلص من الخجل

هناك مجموعة من الإستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها الشخصية الخجولة في التخلص من الخجل، الذى يسبب لها دائرة معارف منغلقة ،إلى جانب الشعور بالتوتر والقلق عند التعامل مع الأخرين والشعور ببعض الأعراض الجسدية ،إذا زادت حدة الخجل.

وتتمثل النصائح في التالي:

التصرف بثقة

هذه الشخصية يمكنها أن تحصل على مزيد من الثقة والشعور بقيمة الذات ،ويأتي ذلك من خلال التعلم والممارسة والعمل، وهذا ما يجعلها تتخلى عن الخجل.

وتبدأ في الأنخراط في المجتمع وتعديل سلوكها نحو الأفضل،خاصة أن الشعور بالقلق يجعلها تتجنب التفاعلات الاجتماعية ،وقد يساعدها صقل الثقة إلى مواجهة القلق والتوتر .

الانخراط

لا يعني الإنخراط في المجتمع أن تصبح أكثر إنفتاحا في يوم وليلة ،ولكن هذا يحتاج مزيد من الوقت، حتي تستطيع القيام بذلك، لذلك عليك بإجراء محادثة قصيرة من وقت لأخر مع أناس غرباء.

هذا يجعلك بشكل تدريجي تحب التعامل مع الأخرين وتقترب منهم عاطفيا ،ويصبح التواصل سهل ولا يحتاج منك مجهود ولا عناء .

جرب أشياء جديدة

قد تكون تجربة القيام بأشياء جديدة ومختلفة عما تعتاد عليه ،أمر محبط يسبب لك القلق والتوتر، ولكن قد يبدأ بهذا الشكل وينتهي بشكل أفضل، لذلك يمكن كسر هذا الروتين الممل الذي تعيش فيه.

وقم بالإنضمام إلى نادى رياضي أو فصل دراسي تتعلم منه، أو القيام ببعص المهام الصعبة الذي إذا تجاوز تها فتأكد من شفاءك.

الحديث

قد يشكل أمر الحديث مع الأخرين ،وخاصة جمهور كبير مشكلة كبيرة جدا يصعب القيام بها، وتجده يرتبك، لذلك ينبغي التدرب على التحدث في البداية إلى الأهل بثقة.

ثم الإنتقال إلى زملاء العمل ،وإذا نجح الأمر يمكن التحدث خلال الإجتماعات أو القاء الخطب أو بعض العروض التقديمية ،و دع صوتك وأفكارك مسموعة.

إجعل نفسك عرضة للخطر

المغامرة في الحياة تساعدنا على صقل الشخصية ،ومزيد من الثقة ،والقدرة على المخاطرة من أجل أشياء نتمنها في الحياة ،وإلى جانب الماعة التي قد نحصل عليها من هذه المخاطرة ،تجعلنا نشعر بقيمة الحياة وما نحتاجه نحصل عليه رغم الخطر الذي نتعرض له.

وهذا ما يجعلنا من تخطى عقبة القلق والخجل ،ومن خلال القيام بأشياء يحكم عليها الأخرين، لذلك أندفع وأفعل ما تشاء مادام لا تضر أحد، وتجاهل كلام الأخرين.

تدرب على إظهار لغة الجسد الواثقة

غالبا ما يصاحب هذه الشخصية لغة جسد متقوقعة، وتنظر إلى الأسفل وتتميز بأحمرار الوجه مع كل تعامل مع الغرباء.

لذلك ينغي أن يجتهد الفرد في محاولة أن يبدو في مظهر واثق من نفسه رأسه مرفوعة وعينه نصب عين المتحدث، ويتكلم بثقة ،وصوته أكثر وضوح وتأثيرا ،ويجلس بجوار الأخرين .

كن يقظا

أن الشخص الخجول صمته له فائدة عظيمة ،في التعرف على ما يدور حولك ومحاولة تجميع أكبر قدر من الأفكار والمشاعر والأحاسيس ،وبالتالي هذا قد يفيدك كثيرا أثناء التفاعلات الإجتماعية مع الأخرين، ويجعلك أكثر استعدادا للمحادثة، والتعبير عن مشاعرك.

وفي النهاية، إذا كنت تعاني من الخجل في العلاقات مع الأخرين ؛فهذا قد يضرك كثيرا، لذلك عليك التخلى عنه والإستمتاع بالحياة والتحدث مع الأخرين، فإنك تعيش في الدنيا مرة واحدة ،لذلك استثمر وقتك في الصداقات والعلاقات المثمرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ