آخر تحديث: 14/03/2022
كيف أغير شخصيتي للأفضل؟
كيف أغير شخصيتي للأفضل؟ سؤال يحمل في طياته العديد من الأسرار، كما لو كنت تسألني كيف أقود طائرة في ثوان؟ أو كيف أطلق صاروخاً في دقائق؟ ولكن شخصيتك أهم من كل ذلك بكثير.
نعم شخصيتك ونفسك أهم من اقتحام أكبر بلدان العالم، نعم، فشخصيتك أهم من كل كنوز الأرض، والسيطرة على نفسك أهم من السيطرة على كل الدنيا، لأنك ببساطة إن استطعت كشف أغوار نفسك، فستستطيع السيطرة على أي شيء في الأرض، ويكون كل شيء في الحياة طوع يمينك، فليس هناك في الحياة من كشف أسرار النفس بشكل حاسم، فقد قال عنها خالقها عن العلم بها (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)، فتابعوا معنا على موقع مفاهيم التفاصيل التالية
كيف أغير نفسي للأفضل .. البداية
- بداية أي تغيير للأفضل يكون بمعرفة نفسك بكل ما فيها من صفات وعيوب ومميزات، فمعرفة نفسك مرحلة مهمة جداً لمعرفة المكان الذي تقف فيه، والمكان الذي تحلم بالوصول إليه في تلك الحياة.
- وهناك أشخاص كثيرة لا تهتم بمعرفة نفسها، وتعيش في الحياة بشكل عشوائي بشكل كبير، فحين تسألها عن أحلامها أو تسألها عن طموحاتها تقول لك أنه يعيش اليوم بيومه، يأكل ويشرب وينام ويعمل فقط.
- وهناك من يعيش حياته بعشوائية ويعتقد أنها بساطة وأن التخطيط للغد نوع من أنواع التعقيد الذي لا داعي منه، وهذا اعتقاد خاطئ، فمعرفة النفس والشخصية من الأمور التي لا غنى عنها لأي إنسان سواء يعيش حياته ببساطة أو بأي طريقة يراها.
طرق لمعرفة الشخصية ودراستها
هناك طرق عديدة للتعرف على الشخصية ومميزاتها وصفاتها وإمكانياتها الحقيقية، سنحاول في النقاط التالية معرفة بعضها.
- وضع النفس في مواقف مدروسة لمعرفة الإمكانيات الحقيقية، نعم فهناك بعض الأشخاص الذين يظنون في أنفسهم المقدرة على فعل أشياء كثيرة، مثل المقدرة على التحدث أمام الجمهور، ويظنون أنهم قادرون على ذلك ببساطة.
- وهنا يمكن الوقوف على القدرات الحقيقية لتحقيق هذا الحلم بمواجهة جمهور محدود، ومعرفة ردود أفعالهم وقياس ذلك على وجهة النظر الأصلية التي كان يمتلكها الإنسان قبل تلك التجربة.
- وهنا يجب أن ننوه على أن الإنسان في تجارب البداية لا يبحث عن الكمال أو النجاح الباهر، ولكن يحاول فقط اكتشاف القدرات ومعرفة الإمكانيات، فالنجاح الباهر ليس وقته الآن، ولكن النجاح الحقيقي في الكشف عن مكان النقص وأساليب استكمالها على نحو سليم.
- ويجب أن لا يصاب الإنسان بالإحباط في هذا الأمر، فالمشاعر السلبية تعيق الرؤية الصحيحة للتجربة، وتعيق الشجاعة على تكرارها لاستكمال المعلومات الضرورية لرسم طريق التدريب السليم.
آراء الناس ليست هي السبيل الوحيد للمعرفة
- هناك بعض الأشخاص يحاولون معرفة أنفسهم من خلال التعرف على آراء الناس من حولهم، فإن امتدحوهم اكتسبوا الثقة في أنفسهم، وإن تجاهلوهم تضاءلت أنفسهم في أعينهم وشعروا باحتقار الذات.
- وهنا يجب التفرقة بين التجربة السابقة كنوع من الخبرات التي يكتسبها الإنسان من خلال التعرف على بعض الآراء، وبين أن يؤسس الإنسان شخصيته من خلال رؤية نفسه في أعين الناس.
- فهناك فارق كبير بين هذا وذاك، لذا يجب التأكيد على أنك عزيزي القارئ أهم شخص في الحياة وأهم رأي في جمهورك، وأنه لو كل الدنيا قالوا رأيهم فيك، ولم تقل أنت شيئاً عن نفسك، فالرأي الأهم لم يعلن بعد، فأنت بطل القصة الحقيقي أما الآخرون فمجرد مشاهدين.
كتابة المذكرات اليومية
إن كتابة المذكرات اليومية لها أثر كبير في التعرف على الذات، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب مراعاتها عن القيام بهذا الأمر.
- يجب أن يكون القيام بذلك الأمر واجب إلزامي لا علاقة له بالتقلبات المزاجية للإنسان، فهناك بعض الأشخاص يقومون بالبدء في كتابة مذكراتهم بحماسة شديدة في البداية، ثم بعد ذلك تفتر عزيمتهم.
- والواجب هو أن يكون هذا الأمر كنوع من أنواع الالتزام الخالي من المشاعر، فهذه المذكرات تساعد بشكل كبير في التعرف على أمور عديدة
- فتصنيف المذكرات إلى جوانب اقتصادية كتسجيل المشتريات والاحتياجات، وتصنيف آخر للمواقف والمشاعر الحياتية، وتصنيف آخر للمعلومات المهنية، وغيرها من التصنيفات التي تساعد بشكل كبير على ترتيب المعلومات تمهيداً لاستغلالها وتحليلها.
طرق تحليل المعلومات بعد كتابة المذكرات
- من الممكن معرفة مدى جدوى المشتريات التي قمت بشرائها من أسبوع، فتنظر هل بالفعل كنت في احتياج إليها بشدة، أم أنها لم تكن بهذه الأهمية الكبيرة التي كنت تعتقدها عند شرائها.
- كما أنك من الممكن معرفة أهم الجوانب التي تستهلك جانب كبير من نفقاتك وصنع بدائل أقل تكلفة توفر لك الكثير، مثل تغيير جودة بعض المنتجات لتستخدم منتج أقل جودة وأقل تكلفة ولكنه يفي بالغرض.
- كما أنك ستتمكن من فهم المشتريات التي يمكنك الاستغناء عنها تماماً دون أي تأثير حقيقي على حياتك.
تحليل الجوانب المعنوية في المذكرات
- هناك جوانب معنوية يمكنك اكتشافها وتغييرها عند كتابة المذكرات، فمثلاً الكشف عن الأوقات التي تشعر فيها بالسعادة والحديث عنها يجعلك تدرك جيداً أسرار سعادتك.
- كما أن التفريغ النفسي الذي يحدث عند التحدث عن السلبيات مهم جداً، لأنه يخرج الشحنة السلبية خارج حدود نفسك ويجعلك قادر على رؤيتها ودراستها، فإذا ما أدركت حجمها الحقيقي، أدركت أنها مجرد حدث يمكن عبوره وتجاوزه بسهولة، وأنه ليس هذا الوحش الكاسر ولا الكارثة العظمى التي تحطمت عليها إرادتك.
- ويجب أن يصيبك الخوف من أن يقرأ البعض سطوراً من مذكراتك، فهذا الأمر يمكن علاجه بأن تضع بعض الرموز في كلماتك بشكل لا يدرك مفاتيحه إلا أنت.
- مثل قولك مثلاً على شخص من الأشخاص باسم فاكهة من الفواكه، أو أن تذكر الحرف الأول منه فقط، أو غير ذلك من الرموز التي لا يفهمها إلا أنت.
- أما أن يمنعك الخوف والحرج من كتابة تلك المذكرات، فهذا أمر تخسر معه الكثير لأنك ستعيش دون أن تدرك حقيقة نفسك لتنجح في تغييرها.
تغيير النفس بعد اكتشافها
- الآن عزيزي القارئ أنت قادر على صنع أولى خطواتك نحو التغيير، وذلك من خلال وضع أهدافك الخاصة سواء أهداف سريعة تحققها في يوم أو يومين، أو أهداف طويلة الأجل تحققها في أسابيع أو أشهر.
- أنت الآن قادر على فهم نفسك وفهم سلبياتك ومميزاتك بشكل أكبر، فأنت الآن عالماً بنفسك بشكل يفوق معرفة أي إنسان آخر، لذلك لا تستسلم للانتقادات ولا الإحباطات فكلها إلى زوال وأنت بأفكارك الراسخة السليمة باقي، فاجعل من الانتقادات سلماً تقف عليه لترى تحقيق أهدافك وصناعة أحلامك الرائعة.
- لا تمل من المحاولة، فمع كل محاولة فاشلة معلومات ثمينة جداً، تساعدك على النجاح في المحاولة القادمة، والنجاح ليس في تحقيقه ولكن النجاح في السير في الطريق نفسه، فطريق التغيير وإرادته هو النجاح الحقيقي.
وأخيراً .. فإنك حين تقول لنفسك .. كيف أغير شخصيتي للأفضل لا تحاول التسرع في الإجابة، ولكن تمهل بشكل يساعدك على التأمل والتفكير والحلم، وهذا كله يساعدك على رسم أهدافك بشكل سليم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11937
تم النسخ
لم يتم النسخ