كتابة :
آخر تحديث: 07/03/2022

كيف تجعل قلبك قويا؟

سؤال صعب خاصة عند مواجهة المواقف المهمة في الحياة، السؤال هو كيف تجعل قلبك قويا؟ الحقيقة أنه من ما من إنسان إلا وله حالة ضعف تنتابه، ولكن كيف لا يؤثر هذا الضعف على مواقفك الهامة؟
إن القلب القوي هو نتاج ممارسات صحية يقوم بها الإنسان تساهم بشكل كبير في صيانة القلب من الوقوع في حالة الضعف، واستنزافه في مواقف سلبية باستمرار، تلك الممارسات التي قد يكتسبها الإنسان من خبراته الخاصة، ومواقفه الشخصية، وقد يكتسبها الإنسان من خبرات يراها فيمن حوله، ولكن الأهم من هذا وذاك أن يكتسبها الإنسان في الوقت المناسب، ولا يكون هذا في وقت متأخر، فيعرف المعلومة الصحيحة بعد فوات الأوان، وهذا ما سنتعرف عليه الان على موقعكم مفاهيم.
كيف تجعل قلبك قويا؟

كيف تجعل قلبك قويا؟

القلب القوي نتاج تربية سليمة من البداية، قلباً تعود على مواجهة المواقف الصعبة منذ كان صغيراً، شجعه أبواه على التجريب والدخول في معترك الحياة بدون خوف أو خجل.

فما هي تلك الشروط التي تجعلك تربي ابنك منذ البداية على الشجاعة ومواجهة المواقف الصعبة بقلب قوي؟ ذلك ما سنحاول تلخيصه في هذه النقاط:

  • لا تحاول أن تسيطر على كل قرارات ابنك، ولا تحاول أن تحل محله في كل شؤون حياته، بل اجعاه يختار ما يمكن اختياره، اجعله يختار لعبته التي يلعب بها، ولعبته الرياضية التي يمارسها، ومكان التنزه الذي يذهب إليه.
  • فاختيار الطفل بعض الاختيارات في البداية يجعله قادراً على التدرب على تحمل نتائج اختياراته بقلب شجاع، فلا يهاب النتائج السيئة التي قد تنتج من تلك الاختيارات الخاصة به.
  • جدير بالذكر أن الطفل حين يقع في مشكلة نتيجة اختياراته لا يجب أن يشعر بالحرج من تلك الاختيارات، أو أن يوجه له أبواه اللوم والعتاب على سوء اختياراته.
  • فيجب أن يشعر الطفل أن له حق في الخطأ، له حق في التجريب والمحاولة والخطأ مراراً وتكراراً حتى يتعلم، وهذا يكسبه في المستقبل قوة أمام الأخطاء التي قد يرتكبها في المستقبل، فلا يشعر أنها نهاية العالم، ولكنها مجرد محاولة تتلوها محاولات جديدة.

القلب القوي في مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة هي مرحلة بينية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب، وهي مرحلة بها العديد من التحولات الفكرية والنفسية وحتى الجسمانية للإنسان، فيشعر فيها الإنسان بمشاعر وشهوات لم يكن يشعر بها في مرحلة الطفولة.

  • الطفلة تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة محاولة إثبات أنها لم تعد طفلة، وأنها قادرة على الدخول في علاقات مع الجنس الآخر.
  • ولكن هناك بعض المعلومات الجوهرية التي يجب أن تتعلمها الطفلة عن تلك المرحلة، تلك المعلومات تجعلها مؤهلة للدخول في المرحلة التالية بأمان، تلك المعلومات مثل أنه ليس كل الكلمات المعسولة تعد حباً، وأن هناك العديد من الشخصيات التي يجب الحذر منها.
  • كما أنه يجب تسليح الفتاة بعقيدة سليمة عن نفسها وثقتها في ذاتها، فلا تضعف أمام الكلمات المعسولة، فكثير من الكلمات المعسولة تخفي شخصيات مريضة لا أمان لها.
  • كما أن هناك معلومات يجب أن تصل للشاب أو الفتاة وهي أن الشهوات لا يتم منعها ولكن يتم حبسها حتى تخرج في الوقت والطريقة المناسبة، فخروجها في وقت غير مناسب وبطريقة غير مناسبة قد تسبب مشكلات رهيبة.
  • أما بالنسبة للطفل الذكر، فإنه ينتقل لتلك المرحلة وهو يريد إثبات أنه أصبح رجلاً وأنه أصبح مؤهلاً لتحمل مسؤوليات الحياة، ويريد أن يشعر أنه صاحب رأي وصاحب قرار، فإن لم يتح له والديه الفرصة لإثبات ذلك وظلوا يعاملونه على أنه طفل لا عقل ولا قرار له، حاول أن يثبت ذلك وسط أقرانه وأصدقائه.
  • والقلب القوي في مرحلة المراهقة، ليس صعباً ولا مستحيلاً متى كان الاستعداد بالمبادئ الصالحة والعقيدة الراسخة موجوداً بشكل مبكر في تربية الشاب والفتاة من مراحل الطفولة المبكرة.

الضعف صفة إنسانية

  1. الضعف صفة إنسانية لا يجب أن يشعر أي إنسان بالخجل منها، فأي إنسان ضعيف أمام المرض، فلا يغتر بصحته لأنه يعلم أنه معرض للمرض في أي وقت.
  2. كما أن الضعف صفة طبيعية في مرحلة التعلم والتدريب، فالإنسان ضعيف أمام ما يجهله، يخافه يشعر أنه وحش كاسر، وبعد تعلمه وفهم أسراره تجده قادراً على مواجهة أي موقف يخص ما تعلمه، لأنه تدرب عليه وفهم أبعاده.
  3. فالملتحق بعمل جديد، يكون في قمة خوفه من المجال الجديد الذي التحق به، ويشعر أنه في اضطراب كبير من مشاعر متداخلة، شعور بالرغبة في إثبات الذات، وشعور آخر بالرغبة في عدم الوقوع في أي خطأ، وشعور بالخوف من الشخصيات الجديدة التي سيشاركها العمل، ورغبة في التعرف عليهم وتجنب الشخصيات السلبية منهم.
  4. وخوف الأب على ابنه، شعور طبيعي جداً، فالضعف أمام مطالب الأبناء شعور يحدث مع معظم الآباء، ولكن يجب أن لا يتم التمادي في هذا الشعور، فهناك لحظة يجب أن يكون الأب قوياً أمام رغبات أبنائه، فيعلمهم الصبر على المنع، كما يعلمهم متعة العطاء.

القرار يبدأ من عندك

نعم عزيزي القارئ فالقرار يبدأ من عندك أنت، ففي حالة أنك وجدت أن هناك بعض المعلومات والخطوات التي لم تكتسبها فكانت سبباً في ضعف قلبك أمام التجارب العاطفية أو التجارب العملية المهنية أو غيرها، فإن القرار يبدأ من عندك أنت، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على علاج قلبك من هذا الضعف.

  1. اعلم أنك قادر على الوقوف على أسباب ضعفك وعلاجها مهما كانت، وأنك قادر على أن تملك من القدرات والامكانيات ما يجعلك قادر على اكتساب مهارات جديدة كل يوم.
  2. فقط امتلك اليقين من قدرتك على التعلم والتدريب، وأنك قادر على تغيير الواقع، فاليقين له دور كبير في نجاح عملية التغيير.
  3. عليك باختيار المعلم والمدرب المناسب الذي يكسبك المهارات المطلوبة للتغيير، فإن اختيار المعلم المناسب واختيار القدوة المناسبة لها تأثير إيجابي كبير في تحقيق القوة المطلوبة.
  4. كما أنه يجب عليك أن تتسرع في الحكم على نفسك بمجرد البدء في التغيير، فيجب عليك النظر بإيجابية لكل مواقف حياتك حتى حين تجد أن تحقيق القوة ليست بالسرعة التي تتوقعها.
  5. فالتغيير والعلاج البطيء أمر طبيعي ليس فيه أي مشكلة، فتغيير بنسبة واحد في المائة يومياً يحقق النجاح الكامل بعد ثلاثة أشهر، وهذا نجاح كبير.
  6. لا تجعل المحبطات تهزمك، بل اجعلها دروس مستفادة تستفيد منها في التجارب القادمة من الحياة، فكثير من الأشخاص لا يصدقون المحاولات التي نخوضها لتحقيق القوة التي نتمناها، ولكن تصديقهم أو عدم تصديقهم لا يجب أن يؤثر على طريقنا، فسواء صدقوا أو لم يصدقوا، عليك أن تستمر في طريقك واثقاً من نفسك، واثقاً من قوتك، فتلك الثقة هامة جداً في تحقيق قوة قلبك وإرادتك القوية، وبدون تلك الثقة فلا قوة لقلبك يمكن تحقيقها.
وأخيراً .. فسؤال كيف تجعل قلبك قويا؟ سؤال هام جداً يجب عليك أن تجيبه في اليوم عدة مرات، فعند الإجابة عليه تتدرب على أسباب قوتك باستمرار.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ