آخر تحديث: 04/02/2022
كيف تكافئ نفسك وتحقق النجاح؟
ربما كان هذا العنوان على رغم بساطته إلا أن بين حروفه أهم عادة من عادات الناجحين والإجابة على سؤال، كيف تكافئ نفسك وتحقق النجاح؟ هو في الحقيقة البداية الحقيقية لأي نجاح تريد عزيزي القارئ الوصول إليه، لهذا سنتحدث في هذه المقالة وفي موقع مفاهيم عن هذا الموضوع.
فالإنسان في مشوار نجاحه لا يصل إلى هذا النجاح بسهولة ولكنه أيضاً لا يصل إليه بحزن واكتئاب، فطريقه فيه من المكافآت ما يعوضه عن آلام الفشل المؤقت التي واجهها في رحته، فاسأل أي ناجح في أي مجال، هل على النجم الهداف في مباراة كرة القدم أن يحصل على هدف من كل ركلة أمام المرمى؟ إن حزنه على الفرص الضائعة لا يسلبه العزم على استكمال الطريق، وفرحته بالأهداف الرائعة التي يحرزها فيما بعد لا يقل لأنه أضاع بعض الأهداف في وقت سابق، الاحتفال ومكافأة النفس أحد أهم صفات الناجحين.
أهمية مكافأة النفس
وفي البداية يجب عليك عزيزي القارئ الخروج من دائرة النقد الهدام عند عدم الحصول على النتائج التي تطمح إليها في مشروعك، سواء كان هذا المشروع لتنمية الذات أو لتنمية الجوانب الاقتصادية أو العلمية، فلماذا من الضروري مكافأة النفس:
- لأن فقد الذات بشكل مبالغ فيه يساعد الإنسان على الشعور السلبي بقدراته ويجعل من التجربة السلبية سبباً للتوقف عن المحاولة، ولكن المطلوب هو النظر للنتائج السلبية على أنها نتائج طبيعية يجب أن تحدث في أي تجارب نجاح.
- وبنفس الطريقة فإن تجاهل مكافأة النفس على أعمالها الجميلة الإيجابية يجعلها فريسة للاستسلام لأي نقد سلبي وعرضة للانهيار بسببها، الاحتفال بالتجارب الإيجابية يحقق التوازن المطلوب، خاصة حين يدخرها الإنسان لتذكرها في المواقف السلبية.
- جناحان لا يطير الإنسان بدونهما للنجاح، الجناح الأول تعلم عدم إهانة الذات وتوبيخها في المواقف السلبية وتعلم الاحتفال بالنفس عند المواقف الإيجابية، فمهما كانت قدراتك في مجالك الذي تسعى للنجاح فيه، والحفاظ على قدراتك المناسبة لأطول فترة ممكنة يجب عليك أن تحافظ على هذا التوازن.
كيف تكافئ نفسك؟ وما أنواع المكافأة عند الإنسان؟
هناك نوعين من المكافآت يمكن تصنيفهم وتقسيمهم، مكافآت داخلية ومكافآت خارجية، وتشمل الآتي:
- المكافآت الداخلية هو الشعور بالسعادة عند إتمام العمل الإيجابي، والمكافآت الخارجية هي المكافآت التي يكافئ بها الإنسان نفسه عن طريق عوامل خارجية مثل شراء منتج يحبه أو خلاف ذلك.
- والجدير بالذكر أن المكافآت يجب أن تكون مكافآت غير ضارة وغير مسببة لمتاعب للإنسان بعد ذلك، فهناك من يكافئ نفسه بأن يقوم بالتدخين، وهناك من يكافئ نفسه بتناول المخدرات، فهي مكافآت غير صحية وغير سليمة بالمرة.
- كذلك هناك من لا يحرص على مكافأة نفسه في كل المواقف الإيجابية، فهو يحتفل بنفسه في موقف من المواقف ثم لا يحتفل بنفسه في موقف بعده، وهذا أيضاً يجعل من الاحتفال عادة غير فعالة.
- فيجب على الإنسان أن يكون الاحتفال بالنفس عادة يحتفظ بها في كل أفعاله مهما كانت بسيطة أو سهلة، فالجسم يكون في احتياج شديد إلى هرمونات السعادة في تلك اللحظة.
ويبقى السؤال ما علاقة المكافآت بالسعادة، وهل المكافآت الداخلية وحدها تكفي!!! وما تأثير هذه المكافآت على الإنسان؟؟
المكافأة وهرمونات السعادة
- من المعروف أن الجسم يكون في احتياج دائم لهرمونات النشاط والتحفيز التي ينتجها المخ في ظروف معينة يشعر فيها الإنسان بالسعادة والفرحة، تلك التي تنتج بواسطة منظومة تسمى منظومة المكافأة في المخ، فإذا لم ينتجها الإنسان في أوقات نجاحه، حاول الجسم إنتاجها في أوقات أخرى.
- فمن المعروف أن هرمونات السعادة تتأثر بشدة بتاريخ الإنسان وسلوكياته، الإصابة بالإدمان مثلاً تضرب منظومة المكافأة في المخ بشكل كبير، فبدلاً من شعور الإنسان بالسعادة من نجاحاته، فإن المخ ينتج تلك الهرمونات في وجود المادة الإدمانية فقط.
- ولنا أن نتخيل إنساناً لا يشعر بالسعادة في أوقات النجاح ولا يشعر بالفرحة في أوقات الاحتفالات، فإن حالة الاكتئاب ستكون ملازمة له لفترات طويلة جداً، لعجزه عن الشعور بالسعادة في الأوقات الطبيعية.
المصادر الداخلية للمكافأة لا تكفي
- قد يقول قائل إذا ما كان الإنسان يشعر بالسعادة والفرحة في حالة النجاح، فهذا الشعور يكفي كمكافأة داخلية ولا داعي للمكافأة الخارجية، ولكن هذا القول مردود عليه.
- الشعور بالسعادة ليس في مقدورنا الحفاظ عليه والاستمرار عليه لفترات طويلة، فالمشاعر بشكل عام لا يمكن توقع حضورها أو غيابها، فالقلب يمل من أشياء كثيرة، مثل اعتياد الإنسان على تناول طعام واحد لفترات طويلة، فهو رغم قبوله لهذا الطعام إلا أنه لا يظل في حالة قبول شديد له طوال الوقت.
- كما أن المشاعر الإيجابية تتلاشى بالتدريج في أوقات الضغط والصدمات، فمشاعر القلق والخوف تتعاظم في قوتها على تلك المشاعر الخاصة بالسعادة بالإيجابيات، لذلك فإن الشعور بالإيجابيات ومكافأة النفس عليها بعوامل خارجية أمر في غاية الأهمية.
- كما أن الإنسان في مراحل خطواته الأولى لا يشعر بالنجاح بسهولة خاصة في مجال جديد، وذلك لأنه لا يكون لديه الخبرة الكافية لتقييم نفسه بشكل صحيح، ولكن عند وجود مكافأة خارجية فالأمر يكون مختلفاً بشكل كبير.
- كما أن المكافأة الداخلية في المشاريع التي تتطلب وقتاً طويلاً للإنجاز لا تكون كافية، ذلك لأن نتيجة العمل بعد وقت طويل، مثل مذاكرة الطالب استعداداً لدخوله الامتحان في آخر العام، فإن نتيجة العمل الإيجابي ستكون بعد شهور طويلة، و ستتأجل مشاعر السعادة لما بعد ظهور النتيجة.
مواصفات المكافآت الخارجية
- يجب التأكيد هنا على أن المكافآت الخارجية مكافآت يمكنك التحكم فيها واختيارها والتحكم في اختياراتها، مثل المكافآت المادية والتي تحصل فيها على المال مكافأة لك على إنجازك.
- والمكافأة هنا يمكن أن تحدث عن طريق أن تشبع رغبة مؤجلة لديك، مثل حصولك على وجبة كنت تتمنى تناولها من قبل، أو عمل خطوة كنت تؤجلها مثل لعب رياضة معينة مع أصدقائك.
- المشكلة التي تحدث هو أن تلك النوعية من المكافآت لها أضرار سلبية عند البدء فيها، فلنا أن نتخيل شخصاً هو أصلا مصاب بإدمان الإنترنت يكافئ نفسه بتصفح الانترنت لمدة نصف ساعة، فهل يستطيع الالتزام بوقت النصف ساعة؟
- أو نتخيل شخصاً مصاب بتخمة الطعام، فهل يستطيع التوقف عن الطعام في الوقت المناسب؟ أكيد هناك صعوبة كبيرة في التحكم في مثل تلك الحالات، ولكنها ممكنة السيطرة عليها إن كان الإنسان واعياً بخطورتها.
مكافآت تضيع مجهودك
- وهنا يقدم الإنسان على مكافأة نفسه بمكافآت تضيع نتائجه الإيجابية، مثل إقدام لاعب الرياضة على تناول بعض الأطعمة الممنوعة والتي تؤدي لتزويد الجسم بسعرات حرارية أكبر من تلك التي فقدها في لعب الرياضة.
- أو أن يقوم الإنسان بتصفح الانترنت بشكل ينسيه المعلومات التي اكتسبها قبل فتح الانترنت أصلا، فهي أفعال تضيع الإنجاز الذي حققه الإنسان، ذلك لأن تلك الأفعال تتسبب في ضياع الطاقة الذهنية التي يحتاجها الإنسان لاستكمال مشواره.
- وهنا ينصح الخبراء بأن يكون تصفح الانترنت في آخر اليوم وليس في أوله، بحيث يكون الإنسان مستعداً لقضاء وقت طويل على الانترنت دون تأثير لذلك التصفح على أوقات الأسرة أو الاستذكار.
- كما يمكنك استبدال تلك النوعية من المكافأت بعمل فترة للراحة والاسترخاء مثل اختيار ساعة مناسبة لقراءة الكتب أو سماع الأغاني أو خلاف ذلك.
- كما يمكنك أن تستبدل بطريقة أخرى وهي شراء أدوات تساعدك على تطوير طريق نجاحك، مثل شراء الأدوات التي تحتاجها في المرحلة القادمة.
وختاماً .. فإن الإجابة على سؤال .. كيف تكافئ نفسك .. يمكنك أنت أيضاً الإجابة عليه بخبرتك عن نفسك وببحثك في ذاتك، وتجربتك بها ما يساعدك ويسعدك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15218
تم النسخ
لم يتم النسخ