ما هي الموبقات السبع في الاسلام؟

ما هي الموبقات السبع؟
الموبقات السبع هي الذنوب الكبائر المهلكة التي حذر منها النبي محمد ﷺ، وسُميت "موبقات" لأنها تُهلك صاحبها في الدنيا والآخرة إن لم يتب منها.
وردت في حديث النبي ﷺ الصحيح:
قال رسول الله ﷺ: "اجتنبوا السبع الموبقات." قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات." — رواه البخاري ومسلم.
تفصيل الموبقات السبع:
- الشرك بالله: أي عبادة غير الله أو الإشراك به في الدعاء أو العبادة.
- السحر: ويشمل التعامل مع الشياطين أو التأثير على الآخرين بطرق باطلة وخفية.
- قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق: أي القتل العمد بغير سبب شرعي، مثل القصاص.
- أكل الربا: التعامل بالفوائد الربوية، سواء بالإقراض أو الاقتراض مع زيادة محرّمة.
- أكل مال اليتيم: أي التعدي على مال اليتيم بغير وجه حق.
- التولي يوم الزحف: الفرار من القتال في ساحة الجهاد المشروع.
- قذف المحصنات الغافلات المؤمنات: أي اتهام النساء العفيفات المؤمنات بالزنا بدون دليل شرعي.
لماذا سميت الموبقات السبع بهذا الاسم؟
سُميت الموبقات السبع بهذا الاسم لأن: "الموبقات" جمع "موبقة"، أي المهلكات. والوبق في اللغة العربية يعني الهلاك، والموبقة هي: الذنب العظيم الذي يُهلك صاحبه في الدنيا أو الآخرة أو فيهما معًا إن لم يتب منه، لأن هذه الذنوب:
- كبائر عظيمة في الإسلام.
- تؤدي إلى غضب الله وسقوط البركة.
- تُعرض مرتكبها لعذاب شديد في الآخرة.
- بعضها يؤدي إلى الفساد في المجتمع (مثل الربا، وقتل النفس، والسحر...).
- قد تُوجب الحدود أو اللعن والطرد من رحمة الله (مثل قذف المحصنات).
قال الإمام النووي:
"وسميت موبقات لأنها تُهلك فاعلها وتوجب له النار إن لم يتب."
ما هي السبع الموبقات في القران؟
في القرآن الكريم، لم تُذكر الموبقات السبع مجتمعةً في آية واحدة، ولكن تم ذكر كل واحدة منها أو الإشارة إليها في مواضع متفرقة، مع بيان عِظم إثمها وعقوبة من يرتكبها، فيما يلي الموبقات السبع كما وردت في حديث النبي ﷺ، مع الآيات القرآنية التي تدل على تحريم كل واحدة منها:
1. الشرك بالله
قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" [النساء: 48]
2. السحر
قال تعالى: "وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ..." [البقرة: 102]
3. قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق
قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" [الإسراء: 33]
4. أكل الربا
قال تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ..."[البقرة: 275]
5. أكل مال اليتيم
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا" [النساء: 10]
6. التولي يوم الزحف
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ..." [الأنفال: 15–16]
7. قذف المحصنات الغافلات المؤمنات
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" [النور: 23].
ملاحظة: ورد ذكر هذه الكبائر مفرقة في القرآن، بينما جمعها النبي ﷺ في حديث واحد ليُحذر منها بشكل واضح ومركّز.
الفرق بين السبع الموبقات والكبائر
نعم، هناك فرق مهم بين السبع الموبقات والذنوب الكبائر، رغم أن السبع الموبقات تدخل ضمن الكبائر، لكن ليست كل الكبائر من الموبقات، ويشمل الفرق بين السبع الموبقات والكبائر:
الوجه | السبع الموبقات | الكبائر |
التعريف | هي أخطر سبع كبائر حددها النبي ﷺ لأنها مهلكة جدًا لصاحبها. | هي الذنوب العظيمة التي جاء فيها وعيد شديد من الله أو رسوله ﷺ. |
العدد | سبعة فقط، وردت في حديث النبي ﷺ. | غير محصورة بعدد معين، وبعض العلماء عدّها فوق 70. |
الورود في الحديث | وردت مجتمعة في حديث صحيح (البخاري ومسلم). | وردت متفرقة في نصوص كثيرة من القرآن والسنة. |
النتيجة | تُهلك صاحبها في الدنيا والآخرة إن لم يتب. | تُعرض صاحبها لغضب الله والعقاب، لكنها تتفاوت في الشدة. |
مثال | الشرك، السحر، قتل النفس... إلخ. | الكذب، عقوق الوالدين، شرب الخمر، الزنا، السرقة... إلخ. |
من السبع الموبقات ما يخرج من الإسلام ومنها ما لا يخرج من الإسلام بين ذلك
نعم، السبع الموبقات ليست جميعها على نفس الدرجة من الخطورة في الحكم الشرعي، فمنها ما يُخرج من الإسلام (كفر أكبر)، ومنها ما يبقى صاحبه مسلمًا لكنه مرتكب لكبيرة (كفر دون كفر)، وتفصيل الحكم الشرعي لكل موبقة:
الموبقة | الحكم | هل تخرج من الإسلام؟ |
---|---|---|
1. الشرك بالله | كفر أكبر مخرج من الملة | ✅ نعم |
2. السحر | إن كان فيه استعانة بالشياطين أو عبادة غير الله، فهو كفر | ✅ نعم إذا تحقق الشرط |
3. قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق | كبيرة من الكبائر | ❌ لا يخرج من الإسلام |
4. أكل الربا | كبيرة من الكبائر | ❌ لا يخرج من الإسلام |
5. أكل مال اليتيم | كبيرة من الكبائر | ❌ لا يخرج من الإسلام |
6. التولي يوم الزحف | كبيرة من الكبائر | ❌ لا يخرج من الإسلام |
7. قذف المحصنات الغافلات المؤمنات | كبيرة من الكبائر ويُجلد القاذف شرعًا | ❌ لا يخرج من الإسلام |
- الشرك والسحر (إذا بلغ حد الكفر) يُخرجان من الإسلام.
- أما باقي الموبقات فهي كَبائر لكنها لا تُخرج من الملة، وصاحبها يبقى مسلمًا فاسقًا عاصيًا، ويُخشى عليه العذاب يوم القيامة ما لم يتب.
قال ابن تيمية:
"ليس كل من فعل كبيرة يكون كافرًا، بل يُكفّر من استحلّها أو أنكر حرمتها مع العلم."
عقاب السبع الموبقات
السبع الموبقات هي الكبائر التي نهى عنها النبي ﷺ وذكر في حديثه العقوبات المترتبة عليها في الدنيا والآخرة، وتختلف العقوبات بحسب خطورة الذنب:
1. الشرك بالله
- عقوبة في الدنيا: الشرك بالله يترتب عليه عدم قبول الأعمال والحرمان من مغفرة الله.
- عقوبة في الآخرة: من يموت على الشرك يخلد في النار، حيث لا يُغفر له.
2. السحر
- عقوبة في الدنيا: قد يُقتل الساحر حدًا إذا ثبت التسبب في أذى للآخرين أو الاستعانة بالشياطين.
- عقوبة في الآخرة: اللعن والطرد من رحمة الله، وعذاب شديد إذا كان السحر يتضمن الكفر أو العبادة لغير الله.
3. قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق
- عقوبة في الدنيا: إذا قُتل شخص بغير حق، يُعاقب بالقصاص (القتل)، إلا إذا عفا أولياء الدم.
- عقوبة في الآخرة: غضب الله والعذاب في النار، مع احتمال الخلود فيها إذا لم يتب.
4. أكل الربا
- عقوبة في الدنيا: يُمنع الربويّ من الشهادة والولاية في المجتمع، ويُحرم من البركة في المال.
- عقوبة في الآخرة: يُواجه حربًا من الله ورسوله، مع عذاب شديد في النار.
5. أكل مال اليتيم
- عقوبة في الدنيا: يُلزَم الشخص برد مال اليتيم ويُعزّر شرعًا.
- عقوبة في الآخرة: من يأكل مال اليتيم يأكل نارًا في بطنه، ويُعدّ من أهل النار.
6. التولي يوم الزحف
- عقوبة في الدنيا: إذا فرّ الجندي من المعركة دون عذر شرعي، يُعزّر.
- عقوبة في الآخرة: غضب الله والخزي في الدنيا، مع عذاب شديد في الآخرة.
7. قذف المحصنات الغافلات المؤمنات
- عقوبة في الدنيا: يتم جلد القاذف 80 جلدة ويُردّ شهادته.
- عقوبة في الآخرة: اللعنة في الدنيا والآخرة، مع عذاب عظيم إن لم يتب.
- جميع هذه الذنوب تسقط بالتوبة الصادقة، فإذا تاب الشخص وعاد إلى الله فإن الله يغفر له، وأشدها خطرًا هو الشرك بالله، لأنه لا يُغفر إلا بتوبة صادقة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21347