ما هي حقوق الجار؟ وما الأمور التي يتأذى منها؟
ما هي حقوق الجار؟
الإحسان إلى الجار ومعاملته كما قال الإسلام يعد حقاً عظيما اكفله الدين الإسلامي على كل مسلم، فقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف على القيام بالآتي مع الجيران:
- الإحسان إلى الجار والمعاملة الحميدة كما أمر الله سبحانه وتعالى فقد ربط الله عز وجل الإيمان بين الإحسان إلى الجار وإكرامه، وقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ).
- وهذا الحديث يوضح لنا ضرورة الإحسان إلى جيراننا، والجار هنا هو الشخص الذي جور الإنسان في سكنه أو في الدراسة أو في العمل سواء كان مسلما أو كافراً، لما كنت شرع الإسلام ضرورة محبة الخير للجار.
- وأصبح ذلك علامة من علامات إيمان الشخص وهو ما قد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)، ويوجد عدة صور مختلفة عن الإحسان إلى جيراننا وإكرامهم.
ويتمثل من تلك صور الإحسان ما يلي:
- إقراضه المال في حالة طلب الجار ذلك وحاجته إلى ذلك المال.
- صورة مدّ يد العون إلى جيراننا.
- زيارته وعيادته في حالة مرضه، وكذلك تفقّد أحواله.
- ضرورة مشاركته في أحزانه وأفراحه.
- عدم الاستطالة عليه إلا بإذنه البنيان.
- ضرورة إسداء النصح والمشورة إليه.
- يجب اتّباع جنازته.
- عدم القيام بإيذائه من خلال رائحة الطعام في حالة فقره، وكذلك لا بد من تقديم شيء من الطعام له حتى وإن كان يسيراً، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يوصي أبا ذرًّ -رضي الله عنه-: (يا أبا ذَرٍّ إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكْثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَكَ).
- القيام بالدعاء إلى الجار والستر عليه.
- ألا يلحق الأذى بجاره سواء بشتمه أو ضربه، أو إلحاق الأذى من خلال أي شي إفساد أي شيء مِن أغراضه الخاص به، أو حتى القيام برمي القمامة عند باب منزله.
- ضرورة رد السلام على الجار عند مقابلته، وكذلك التكلم معه بأسلوب مهذب ولطيف وكذلك عدم التعامل معه بتعالي أو تكبر.
- ضرورة عدم إزعاج الجار باي أصوات مرتفعة وعالية.
- التحلي بالصبر عن أذى الجار له، وكذلك محاولة كتم الغضب، وبعدها يقوم الشخص بالتحدث معه باللين والرفق للوصول لحل لأي من المشاكل، وهو تنفيذاً لقول الله تعالى في كتابه العزيز-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
كيفية التعامل مع الجار؟
لقد أكده أيضًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد رُوي عن أصحابه عندما كانوا يسألونه: (يا رسولَ اللهِ، ما حقُّ الجارِ؟ قال: إنِ اسْتقرَضَك أقرضتَّه، وإنِ استعانَك أعنْتَه، وإنِ احتاجَ أعطيتَه، وإنْ مرِض عدْتَه، وإن مات تبعتَ جنازتَه، وإن أصابَه خيرٌ سرَّك وهنَّيْتَه، وإن إصابتْه مصيبةٌ ساءَتْك وعزَّيْتَه، ولا تُؤْذِه بِقُتَارِ قِدْرِكَ إلَّا أنْ تغرفَ له منها، ولا تسْتَطِلَّ عليه بالبناءِ لِتُشرفَ عليه وتسدَّ عليه الريحَ إلا بإذنِه)، ويشير هذا الحديث إلى ضرورة اتباع الآتي:
- الحرص على زيارة الجار والعمل على تلبية دعوته، حيث إنه من حقّ الجار على جاره أن بتعهُّدُه دوماً بالزيارة، وكذلك الحرص على مشاركة أحزانه وأفراحه، ولا يتأخر عنه في تلبية دعوته.
- وفي حالة قد دعاك جارك لحضور أي من المناسبات عنده، فهنا عليك ضرورة سرعة تلبية دعوته وزيارته، حيث أن ذلك سوف يزيد من المحبة والألفة بين قلوبكم كما أنه سوف يقوي العلاقة بينهما.
- لا بد من عدم التعرض للجار بأي أذى، أو أي سوء، فقد حرَّم الإسلام الاعتداء على الجار سواء بالقول أو بالفعل، فقد اعتبر ذلك الذين الإسلامي أحد الكبار التي يصبح قد ارتكبها المسلم وعليه مصالحة جاره، كما قد قام الدين الإسلامي بنفي اكتمال الإيمان عن كل إنسان يتعرض لأي من جيرانه بالأذى، وهو ما أكده حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم حين قال-: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقه).
- ويكمن معنى الحديث في أنه لن يكتمل إيمانه منا لا يأمن جارُه شرَّه وظلمَه وأذاه، وجاء تكرار القسم ليؤكد على حرمة الجار، وكذلك تأكيد على وجوب الرعاية لكامل حقوقه على جاره.
- وكان قد حدثنا رسولنا الكريم أنه كانت هناك أحد السيدات كانت من أهل النار رغم أنها، محافظة على صلاتها، وتحرص على إخراج الصدقة وتكثر منها، ولكنها كانت تتعرض لجيرانها بالأذى، فكان مصيرها النار أعاذنا الله منها أجمعين.
أمور يتأذى منها الجار
هناك عدة أمور سوف يترتب عليها الذي الجار، ومن الضروري على كل مسلم ومسلمة أن يتجنب فعل تلك الأمور، فقد حرمها الدين الإسلامي وحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه، ومن بين تلك الأمور التي سوف يتأذى منها الجار ما يلي:
- النظر إلى الجار وهو جالس داخل منزله وكذلك تتبع عوراته.
- تراقب الجار ومحاولة التنصت عليه هو وأسرته، ومحاولة كشف أسراره.
- عند التحدث عن الجار بالسيئ ونذكره بما لا يحب أمام الناس الآخرون، وكذلك ذِكر عيوبه أو في حالة الإساءة لسمعته هو أو أحد أفراد أسرته.
- في حالة التعرض للجار بالغيبة والنميمة وكذلك إثارة المشاكل والفتنة بينه وبين الناس والجيران الآخرون.
- عند تعمد إزعاج الحار باستمرار في كل الأوقات وخاصة أوقات الليل والسكينة.
- عند القيام بالتضييق على الجار ودفعه لترك منزله بسبب سوء معاملته.
- عند القيام بتفقد أحواله، فقد أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجار بضرورة تعاهد الجيران، وكذلك ضرورة تفقّد أحوالهم، وفي حالة قد أتى الجار إلى بيتك عليك إكرامه، فالجار هو ذلك الشخص الأقرب لك حتى من أهلك.
- في حالة الاطلاع الجار ومحاولة التدخل في شؤونه وخاصة عند عدم رغبته بذلك وكان هذا التدخل في أمور أسرية وخاصة لا يرغب هو باطلاع أحد عليها بأي حال من الأحوال.
الواجب على الجار فعله تجاه جاره
يمكننا إلقاء الضوء على " ما هي حقوق الجار؟" من خلال الآتي:
- اعتناء المرء بجاره.
- الإحسان إليه.
- العمل على زيادة المحبة والألفةَ بيننا وبين جيراننا حتى تتحقق السكينة والطمأنينة.
- ضرورة ستر الجار وكذلك عدم التجسس على محارمه من النساء أو الرجال.
- صيانةُ عرضه، وكذلك الحفاظ على شرفه، حتى في حالة وجوده أو غيابه فلا يكشف له سترا، ولا يهتك له عرض، وهو ما أمرنا به وحقنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
- عدم القيام بنشر أخباره وكل ما لا يرغب بنشره بين الناس.
- عدم إشاعة وإفشاء أسراره.
- ما هي حقوق الجار؟ مواساته في الأحزان ومشاركته في الأفراح.
- تحمل الجار وأذاه.
- ضرورة التماس الأعذار.
- عدم الإساءة إليه وعلى العكس القيام بالإحسان إليه في جميع الأوقات.
- نصيحته بالرفق واللين في حالة خطئه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16283