ما هي فرائض الحج وأهميتها والحكمة من الحج؟

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

ما هي فرائض الحج وأركانه؟

توجد فرائض للحج أو أركان لا بد من القيام بها حتى يقبل الله تعالى هذه العبادة، وقد أظهر العلماء المسلمين هذه الأركان وواجباتها وعددها، ويجب العلم بأن ترك ركن واحد يتسبب في بطلان الحج، وتتمثل هذه الأركان في ما يلي:

الإحرام

• لقد بين العلماء أن الحج لا يقبل عند ترك الإحرام والوقوف بعرفة، أما بالنسبة للسعي بين الصفا والمروة وطواف الإفاضة فيمكن أن يقبل الحج بدونهم، أو يمكن أدائهم بعد مرور فترة زمنية حسب ظروف الشخص.
• ويقصد بالإحرام عقد النية على الحج ويقول المحرم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ويشترط فيه النية، أي أن الإحرام يعتبر أذكار لله عز وجل.
• وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد فيه على أهمية عقد النية قبل العمل( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) أي أن نية الحج تكون بالإحرام.

الوقوف بعرفة

• يعتبر أهم ركن من أركان الحج، حيث أتم الله سبحانه وتعالى نعمته على المسلمين فيه، حينما قال سبحانه وتعالى( اليوم أتممت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، ويكون وقت الوقوف بعرفة من فجر التاسع من شهر ذي الحجة إلى فجر يوم النحر.
• ويمكن الوقوف بعرفة ليلاً أو نهاراً، ويستحب قبل الوقوف بعرفة الاغتسال والدعاء وتأدية عبادات أخرى، ويكون موقع الوقوف عند عرفات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة).
• قال سيدنا محمد أيضاً في الوقوف بعرفة( الحج عرفة فمن جاء ليلة الجمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج)، ويقصد بليلة الجمع ليلة المزدلفة، حيث أن الوقوف ولو لوقت قصير في عرفة في الوقت المحدد لذلك يحقق ركن الوقوف بعرفة.

طواف الإفاضة

• يعرف الطواف بأنه ركن هام من أركان الحج، حيث ذكر في القرآن الكريم( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)، وهو الركن الذي يتم تأديته بعد الوقوف بعرفة، ويعرف بأنه الطواف الذي يجب على المسلم أن يؤديه يوم النحر في مكة المكرمة بعد الإفاضة من منطقة تعرف ( منى) حيث يطوف الحاج ثم يعود إلى منى.
• ولطواف الإفاضة أسماء أخرى وهي طواف الزيارة، وطواف الصدر، وطواف الفرض، وقد أجمع علماء المسلمين أن الحج لا يصح إلا بطواف الإفاضة، حيث قال الله تعالى( وليطوفوا بالبيت العتيق).
• ويتم الطواف بعد ستر العورات والتطهر سبعة أشواط وكل شوط منهم يبدأ بالحجر الأسود، ثم ينتهي عنده، بحيث تكون الكعبة على اليسار، ويكون الطواف خارج الكعبة أو داخل المسجد الحرام.
• وفي رأي الحنفية والمالكية والحنابلة فإنهم أجمعوا على أن الطواف يبدأ في فجر يوم النحر بعد رمي الحاج جمرة العقبة وبعد الحلق.

السعي بين الصفا والمروة

• هو الركن الرابع والأخير من أركان الحج، ولا يصح الحج بدونه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا)، ويبدأ هذا السعي بعد أن يقوم الحاج بصلاة ركعتين خلف المقام الإبراهيمي، وبعد رجوعه إلى الحجر الأسود واستلامه يتوجه إلى الصفا، وعندما يقترب منها يقول( إن الصفا والمروة من شعائر الله)
• ويصعد الحاج إلى الصفا حيث يرى البيت ويستقبل القبلة ويذكر الله تعالى ويحمد ويكبر، ثم يقول الذكر( الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثلاثة مرات ثم يرفع يديه ويدعو بما يشاء.
• ينزل بعد ذلك إلى المروة ويسير إلى أن يصل لأول علم لونه أخضر، حيث يفضل السعي بين الصفا والمروة ركضاً وليس سيراً ذلك إن أمكن، دون أن يتسبب في ضرر لأحد، وعندما يصل الساعي إلى العلم الثاني يتوقف عن الركض ويسير بطريقة عادية إلى أن يصل إلى المروة.
• فيصعد عليها حتى يرى الكعبة فيدعو ويذكر الله كما ذكر في الصفا، ويكون السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة، حيث يحسب الذهاب من الصفا إلى المروة بأنه شوط ومن المروة إلى الصفا شوط.

الحكمة من شروع الحج

ما هي فرائض الحج؟ فرض الله تعالى الحج على كل مسلم قادر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)، ولله تعالى حكم عظيمة في فرائضه ومقاصد مفيدة للمسلمين، ومن أهم الحكم ما يلي :

• الخضوع والتواضع لله عند الإحرام، والبعد عن الزينة وتخليص النفس من الشرور والغرور، والشعور بأن الناس سواسية.
• أداء شعائر الحج من طواف وسعي ووقوف بعرفات يكون دليل على استجابة العبد لأوامر الله عز وجل.
• تدريب النفس على الصبر والخلق الحسن، ذلك عن تحمل السير في الزحام والصبر وعدم الجدال، كما قال رسولنا محمد ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)، وقال ربنا العظيم( الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
• ذكر الله تعالى وشكره على النعم العظيمة وهي الصحة والمال والجمال والأبناء وغيرهم من النعم التي أنعم الله بها على العبد.
• يجتمع المسلمون في الحج على كلمة واحدة، كما يجتمعون سوياً على طاعة الله، مثل صلاة الجماعة والأذكار والتلبية وغيرها من العبادات.
• يظهر الحج قوة الإسلام والمسلمين، ذلك نظراً لاجتماع أعداد كبيرة جداً توحد الله وتسبحه وتدعوه وتنفذ تعليمات وأوامر الله، كما يكون الناس عند الحج من كل مكان في العالم.
• يتحقق في الحج المساواة بين البشر سواء كان غني أو فقير أو أبيض أو أسود فالجميع يرتدي نفس الملبس ويفعل نفس الخطوات ويؤدي نفس المناسك.
• تتحقق التقوى في أداء فريضة الحج لأن الحج ليس له هدف إلا إرضاء الله تعالى وامتثال لأوامره، فيتحقق الإخلاص.
• في الحج يقتدي الحجاج بالنبي إبراهيم عليه السلام، حيث إنه كان يدعو المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة، وقال الله تعالى له ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير).