متى يتكلم طفل التوحد وأسباب تأخر النطق عنده
التوحد عند الأطفال
مؤخراً تداولت العديد من الاستفسارات حول العديد من المشكلات الاجتماعية التي تنشأ عند الأطفال في مرحلة مبكرة من العمر، حيث أن العديد من الأمهات تعاني من مشاكله التعامل مع الطفل المصاب بمرض التوحد، حيث إنه ظاهرة اجتماعية منتشرة للغاية تسبب للعديد من الأمهات القلق خاصة وأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الكثير من الأشياء غير منطوقة إلا من خلال الأفعال الخاصة به.
كما أن العديد من الأطفال مؤخراً يعانون من مشكلات في حياتهم دون إيجاد أي وسيلة للبوح بها إلا من خلال الأفعال الصامتة والتي تسبب حيرة كبيرة لكل أم، لذا تتساءل العديد من الأمهات حول متى يمكن للطفل المصاب بالتوحد من التكلم، وهذا ما سنقوم بتفصيله جيداً من خلال هذا المقال..
ما هو تعريف مصطلح التوحد
يمكننا تعريف مصطلح التوحد عند الأطفال على أنه أحد الأمراض النفسية المؤقتة التي تنشأ بسبب حدوث خلل في العوامل الشخصية لدى الطفل بما يجعله يميل إلى الصمت وعدم التواصل مع المجتمع بصورة طبيعية كباقي الأطفال، حيث تسبب هذه الظاهرة في جعل الطفل يفقد طريقة التواصل الوحيدة مع الأشخاص والتي تتمثل في حركة النطق، فإن الطفل الذي يعاني من مرض التوحد يجد صعوبة شديدة في النطق والتواصل مع الآخرين بصورة طبيعية كما باقي الأطفال.
والجدير بالذكر أن مرض التوحد يختلف بدرجات مختلفة من طفل إلى آخر، فهناك بعض الأطفال التي يكون مرض التوحد لديهم يحتاج إلى توجيه الأمهات الطفيفة في تعليمهم كيفية محاولة النطق فقط من خلال الأساليب التعليمية المنتشرة حول التعامل مع مرضى التوحد، إلى أن هناك العديد من الأطفال التي لا يمكن معالجة حالة التوحد الخاصة بهم إلا من خلال تدخل الأطباء لمساعدته على النطق بصورة طبيبة.
وفي هذه الحالة يتبع الآباء والأمهات العديد من الوسائل والإجراءات التي يجب اتخاذها مع الطفل من أجل مساعدته على التخلص من هذا المرض وجعل الطفل يتعامل مع الآخرين بصورة طبيعية مثل باقي الأطفال.
متىيتكلم طفل التوحد
ردا على هذا السؤال في الغالب يكون الطفل المصاب بالتوحد غير قادراً على النطق لفترة طويلة مقارنة بالطفل الطبيعي الذي يدرك النطق في المراحل الأولى من مراحل النمو، وذلك بسبب التغيير النفسي الذي يتعلق بشخصية الطفل سواء كان هذا التغيير يرجع إلى عامل وراثي أو عامل نفسي خاص بالطفل، وعادة ما تكون هذه الفترة في حياة الطفل بمثابة فترة مؤقتة فقط وبعد معالجتها يكون الطفل بشخصيته الطبيعية دون مرض التوحد إلى أن عدم المساهمة في معالجة هذه الظاهرة قد يسبب في جعل هذا المرض متلازماً في شخصية هذا الطفل مدى الحياة.
لذا فإنه يجب على الأمهات الانتباه جيداً خلال هذه الفترة إلى سلوكيات الطفل ومدى تفاعله مع الواقع المحيط حوله وكما يجب محاولة مساعدته على التفاعل مع المجتمع المحيط به وضرورة التواصل مع الأشخاص من حوله باستخدام حاسة النطق.
ما هي المدة الطبيعية التي يبدأ طفل التوحد بالتكلم مقارنة بالطفل الطبيعي؟
ونجيب عن هذا السؤال أن الطفل الطبيعي يبدأ محاولاته الأولى في التكلم مع الأشخاص من حوله بداية من سن عام إلى عام ونصف، حيث أنه خلال هذه المدة يبدأ في محاولات التكلم والنطق بتعبيرات قد لا تكون مفهومة بعد إلا أنها تعد أولى الطرق إلى محاولة التكلم، بينما يبدأ الطفل المريض بمرض التوحد بإمكانية التكلم بشكل متأخر قليلاً عن الطفل الطبيعي، حيث إنه يبدأ بالتكلم في المرحلة العمرية الثالثة تقريباً، وقد يكون قبل ذلك بمساعدة والدته أو الطبيبة المتخصصة لجعله يحاول النطق بصورة مداومة.
ولكننا نشير أن بنسبة كبيرة يمكن للطفل بعد مرحلة المعالجة التكلم بصورة طبيعية والتواصل بشكل طبيعي مع الأطفال وباقي الأشخاص، لذا نوجه الآباء دائماً بأن هذه المرحلة تكون انتقالية فقط يلزم بها الحرص على إرشادات الطفل فقط، فلا داعي للقلق وجعل الطفل يشعر بأي نوع من أنواع التفرقة بينه وبين الأطفال الآخرين.
أسبابتأخر النطق عند الأطفال المصابين بمرض التوحد
بعد أن وضحنا "متى يتكلم طفل التوحد" تداولت العديد من الدراسات النفسية من قِبل أكثر الدارسين في العالم حول الأسباب الشائعة في تأخر النطق عند الأطفال المصابين بمرض التوحد، ومن خلال هذه النقطة، ظهرت العديد من الإجابات الناتجة عن البحث الطبي والنفسي حيال الأمر، حيث أن أكثر الأطباء وجدوا أن إصابة الطفل بمرض التوحد قد يكون ناتجاً عن العديد من الأسباب التالية:
- طبيعية الصفات الوراثية المنتقلة إلى الطفل من خلال والديه، حيث أن هناك بعض الصفات الوراثية المطابقة مع صفات الأم والأب التي قد تسبب في حدوث نوع من أنواع مرض التوحد المؤقت، والجدير بالذكر أنه في حالة حدوث هذه الحالة يجب التأكد ومتابعة الطفل بصورة دورية للتأكد من أنه تعالج من هذه المرض نهائياً.
- قد يكون بسبب حدوث خطأ في طريقة التعامل الصحيحة مع الطفل، وتلك الظاهرة عادة ما تكون في الأطفال الذين لم يتواصلوا مطلقاً أو بصورة مباشرة مع المجتمع الخارجي إلا من خلال الأب والأم، فإن ذلك يعد خطأ شائعاً للغاية، وعلى الآباء مراعاة جعل الطفل يتواصل مع الآخرين من حوله بصورة مباشرة خاصة مع الأطفال من ذوي عمره.
- حدوث صعوبة من صعوبات النطق أو التعلم للنطق، فإن ذلك قد يساهم في تفاقم حالة التوحد عند الطفل تزامناً مع الحالة المرضية للطفل المتعلقة بصوبة النطق.
طرق معالجة مرض التوحد عند الطفل
يبحث العديد من الآباء بصورة حية عن وسائل ذكية يمكنهم من خلالها معالجة مرض التوحد عند الطفل، حيث أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج بصورة كبيرة إلى مساعدة توجه عقله الصغير نحو ضرورة استخدام النطق، ولأن الأطفال في بداية أعمارهم ينجذبون نحو التقليد واتباع أفعال الآباء، فعلى الآباء استخدام الطرق التعليمية الصحيحة في تدريب الطفل على النطق، وذلك من خلال العديد من الوسائل الذكية، منها:
- استخدام وسائل التكنولوجيا في جذب انتباه الطفل إلى النطق، وذلك يبرز من خلال قنوات الأطفال والأناشيد الطفولية التي تحفز الطفل على إيجاد وسيلته الخاصة للتعبير والمشاركة مع هذا النوع من الألعاب، وتلك الوسيلة تساهم في جعل الطفل يحاول بنفسه التكلم لأجل التكمن من المشاركة وإبداء رأيه الخاص مع برامج الأطفال أو الصور المتحركة.
- تركيز الآباء على ضرورة توجيه الطفل إلى استخدام عضو اللسان، على سبيل المثال أن تشير الأم إلى لسانها بصورة مستمرة أثناء النطق لتأهيل طفلها على استخدامه في قول الكلمات أيضا.
- محاولات متعددة في جعل الطفل يستمع إلى الدروس الصوتية المتعلقة بصور الحيوانات وأسماءهم، حيث أن هذه الفكرة تساهم في جعل الطفل يدرك أسماء هذه الحيوانات بجانب محاولاته الطفيفة في أن ينطق أسمائهم كما هو مطلوب منه من خلال الدروس الصوتية.
- ضرورة استخدام طريقة المقاطع الصوتية الصغيرة مع الطفل المصاب بالتوحد، حيث يجب على الأم أن تجعل طفلها يتقن التكلم من خلال تيسير نطق الكلمة، كأن تطلب منه نطق كلمة بابا على مقطعين صوتيين مكونين من با ثم با.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13958