معلومات حول التحفيز الذاتي
محتويات
التحفيز الذاتي
علميا يعرف التحفيز الذاتي في علم النفس على انه القوة التي تحثك وتدفعك لأداء شيء ما، أيا ما كان هذا الشيء. لهدف نهائي هو تحقيق رغبة كامنة لديك، في تطوير الذات وبلوغ إشباع معنوي أو مادي.
من المهم أن نلاحظ هنا أن التحفيز الذاتي صادر بشكل عام عن الدوافع الذاتية الداخلية والصادقة.
يمكن أيضًا أن يكون تحفيز الذات نابعا من الدافع الخارجي، على سبيل المثل كعرض المكافآت (المال أو القوة أو المنصب أو الاعتراف)، على الرغم من أنه من الواضح أن المسألة في النهاية ترجع وتعود إلى الدافع الداخلي الذي يختار الانفعال والاستجابة لهذا الدافع الخارجي.
أمثلة على التحفيز الذاتي
من السهل فهم الدافع الذاتي عندما تفكر في بعض الأمثلة من الواقع:
- تخيل شخصا يذهب للعمل كل يوم فقط كوسيلة لدفع الفواتير، وتوفير لقمة العيش لنفسه ولعائلته، وإرضاء رئيسه دون أن يكون محبا لهذا العمل، هذا المثال ليس له دوافع ذاتية. في حين قد تجد شخصا آخر ربما من أصحاب المليارات، وقد أوتي الدنيا بمتعها، ويمكنه أن يبقى طوال حياته مخدوما دون أن يحرك ساكنا، لكنه رغم ذلك يستيقظ في الخامسة صباحا، ويسستثمر هنا وهناك ويعقد الاجتماعات العصيبة، ما يدفعه لفعل هذا كله هو التحفيز المنبثق من الذات لا الشرط الخارجي.
- الطالب الذي يكمل واجباته المنزلية فقط لأن والديه يذكرونه أو يتذمرون من أدائه الدراسي، أو لأنهم عاقبوه عندما فشل أو رسب ذات مرة، هذا الطالب ليس له دوافع ذاتية حقيقية. ولكن الطالب الذي يكمل واجبه المنزلي بدون أن يطلب منه أحد ذلك، بل فقط لأنه يريد التعلم والنجاح في المدرسة، لديه دوافع ذاتية نابعة من أعماقه.
- تخيل امرأة تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية فقط عندما تصر صديقاتها على ذلك، أو لأن طبيبها يصر على أنها بحاجة إلى ممارسة الرياضة لأنها تعاني من داء السكري مثلا، فهي لا تفعل ذلك انطلاقا من دافع داخلي. لكن المرأة التي تحب ممارسة الرياضة. وتحدّد وقتًا يوميا لقضائه في صالة الألعاب الرياضية سواء شجعها أحد أم لم يشجعها أي شخص، هذه الأخيرة لديها دوافع ذاتية قوية.
كما ترى فإذا كان دافعك يأتي من الداخل ويدفعك لتحقيق أهدافك الشخصية، فيمكن اعتباره دافعًا ذاتيًا. أما إذا كنت مجدا في تحقيق ما يأمرك به شخص آخر دون أن تريد ذلك من أعماقك، فربما لا تكون لديك دوافع ذاتية حقيقية.
من الجدير بالذكر هنا أن نقول بأن التحفيز الذاتي يتعلق بطبيعة النشاط، فلربما يكون لدى المرء رغبة جامحة في الجري لساعات إن كان محبا للماراثون، لكنه في المقابل قد لا يجد أي دافع داخلي يرضيه أثناء قيامه بأعماله الوظيفية.
أهمية التحفيز الذاتي
إن القيام بأشياء معينة لكسب مكافأة خارجية يكفي في كثير من الحالات لتشجيعنا على العمل والاشتغال، لكنه لا يصل إلى حدود تحفيز الدوافع اللازمة للابتكار والتميز. من الجيد الإعتماد على مصادر خارجية لتحفيزك في بعض المجالات، ولكن الدافع الخارجي أقل احتمالية في جعلك تشعر بالرضا الداخلي، وإيجاد معنى أعمق لما تفعله في حياتك.
بشكل عام فحضور الدافع الذاتي ليس كافيا لكي نقول باننا سننجز عملا ما بشكل مذهل أو مثالي، ولكنه على الأقل يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع التوتر، ويمنحنا القوة اللازمة للاستمرار في أدائه. كما أننا ببساطة نكون أكثر سعادة عندما نفعل ما نود فعلا القيام به.
إكتساب التحفيز الذاتي
بالنظر إلى فوائد التحفيز الذاتي، قد يكون سؤالك التالي، هل يمكنني أن أطور قدرتي على التحفيز بشكل ذاتي؟
الإجابة هي نعم. فالتحفيز الذاتي مرتبط بمجموعة من المهارات التي يمكنك تماما تطويرها وتحسينها وتغييرها.
نصائح ومهارات لتحفيز نفسك
- حدد أهدافا كبيرة، ولكنها تظل واقعية وتقع في حيز قدراتك.
- تأكد من اقتناعك الكامل واستعدادك التام لتقبل المخاطر.
- قم ببناء تصور واضح المعالم لما تريده وكيف تناله.
- عليك بالالتزام بأهداف شخصية والحرص على تحقيق تقدم إضافي، فلا شيء يدفعك للاستمرار أكثر من الإحساس باقتراب الهدف والغاية من التحقق.
- قم البحث النشط عن الفرص واغتنامها، فكما يقول المثل: من أدمن دق الباب، فلابد له يوما أن يلج.
- اكتسب القدرة على التعامل مع النكسات، والاستمرار في متابعة أهدافك على الرغم من العقبات (المرونة).
- عليك مواصلة التعلم واكتساب المعرفة (حب التعلم).
- اقضِ الوقت مع أشخاص متحمسين متحفزين، وابتعد عن السوداويين المكتئبين.
- احرص على تنمية عقلية إيجابية متفائلة.
- حدد نقاط القوة والضعف لديك واعمل عليها.
- تجنب التسويف واعمل على مهارات إدارة الوقت الخاصة بك.
- احصل على المساعدة عندما تحتاج إليها، وكن على استعداد لمساعدة الآخرين أيضا، وتذكر دائما أنه لكي تأخذ لابد لك من أن تعطي.
إستراتيجيات لزيادة الدافع الذاتي للدراسة
التحفيز الذاتي والدافعية مهمان جدا في العملية التعليمية، وغالبا ما يعاني الآباء والأولياء والمعلمون في إشعال شرارة الدافعية في نفوس الطلبة والتلاميذ.
هذه بعض التقنيات والنصائح والاستراتيجيات التي يمكن عبرها إثارة الحافز الذاتي لدى الطلاب:
- تزويد الطلاب بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية وحرية الاختيار (على سبيل المثال، منح الطلاب الحرية في تحديد مقاعدهم وكذا إشراكهم في الأعمال الفنية والجماعية إلخ..).
- تقديم ملاحظات مفيدة، والثناء على العمل الجاد حين يصدر من طرفهم.
- تنمية علاقة وطيدة بين المعلم وتلامذته من خلال اظهار الاهتمام الحقيقي، والتصرف بشكل ودي معهم، وكذا غض الطرف ومسامحتهم عند ارتكابهم لخطأ ما.
- تشجيع الطلاب على التفكير والكتابة ومناقشة مدى صلة ما يتعلمونه بحياتهم.
وهذه بعض النصائح التي تهم التلاميذ والطلبة أنفسهم، بهدف تعزيز تحفيزهم الذاتي أثناء الدراسة:
- ضع هدفك نصب عينيك دائما.
- ضع خطة شهرية وأسبوعية ويومية.
- اخلق لنفسك روتينا وطبق مهارات إدارة الوقت لتصبح أكثر تنظيما وإنتاجية.
- نوع في أمكنة دراستك، واحرص على المذاكرة في بيئات مريحة (يجب أن تكون هادئة وغير مشتتة للانتباه).
- احصل على قسط كافٍ من النوم وتناول طعامًا مغذيًا ومارس الرياضة بانتظام للحفاظ على صحتك.
- قم بترويض "وحوش الوقت" مثل الإنترنت أو ألعاب الفيديو أو الوقت غير المنتج الذي تقضيه مع الأصدقاء.
- تجنب تعدد المهام من خلال اختيار موضوع واحد أو مهمة واحدة للعمل عليها في وقت واحد وتركيز كل انتباهك عليها.
- خذ فترات راحة دورية للبقاء منتعشًا ومتحمسًا.
- تقبل دعم الأصدقاء والعائلة الذين سيشجعونك على بذل قصارى جهدك.
- تحدث بإيجابية مع نفسك.
كيفية تعزيز الدافع الذاتي في مكان العمل
قد تجد أنه من الأسهل بكثير تشجيع الحافز الذاتي في مكان العمل عنه في المدرسة. بعد كل شيء، الجميع في مكان العمل موجودون لأنهم اختاروا أن يكونوا هناك، وليس لأنهم مطالبون بالتواجد بموجب القانون أو من قبل والديهم.
قد يكون لدى الموظفين أسباب متباينة إلى حد كبير لوجودهم في العمل، ولكن من غير المحتمل أن يكونوا مجبرين على العمل ضد إرادتهم الذاتية.
كمدير، هناك العديد من الطرق لتعزيز التحفيز الذاتي في مكان العمل، نذكر منها ما يلي:
- إمنح موظفيك الإهتمام والتعليقات الإيجابية والتقدير الفردي.
- إضمن حصول موظفيك على فرص للترقي بالإضافة إلى فرص التدريب والتعليم.
- إضرب المثل من حيث اللهجة وأخلاقيات العمل والقيم. كن قدوة في الإيجابية والتفاؤل والعمل الجاد.
- إغرس ثقافة راقية ومحفزة تشجع الموظفين على أن يبذلوا قصارى جهدهم.
- إحرص على العمل الجماعي عبر تشكيل فرق للعمل على المشاريع والأحداث المختلفة.
- حافظ على الشفافية قدر الإمكان وافتح نفسك لتقبل الأسئلة والمخاوف والأفكار التي تراود موظفيك. واتبع سياسة الباب المفتوح لضمان شعور موظفيك بأن أصواتهم مسموعة ومرحب بها.
- ركز على إلهام موظفيك بدلاً من تحفيزهم. سيتم تحفيز الموظفين الملهمين بطبيعتهم.
- أظهر تقديرك للعمل الشاق الذي يقوم به موظفوك واحرص على شكرهم كلما أتيحت الفرصة.
- شارك شغفك مع الفريق واحرص على التفكير بإيجابية، وهكذا دون أن تدري سترى أن روح الإيجابية ستنتشر في مكان العمل.
أيضا إذا كنت موظفا، يمكنك التحكم في دوافعك الذاتية بخصوص وظيفتك. وهذه بعض التقنيات الفعالة في هذا الصدد:
- العثور على عمل يثير اهتمامك (هذه نصيحة جوهرية، من السهل أن تكون لديك دوافع ذاتية عندما تكون شغوفًا بما تفعله وتشارك في أدائه من منطلق الحب).
- تعلم مهارة جديدة ذات صلة بمجال عملك، واحرص دائما على متابعة الجديد، حتى لا تمل، فالملل كما يقال عدو الحياة.
- اطلب علاوة: تعتبر الحوافز المالية بشكل عام دافعًا خارجيًا، ولكن إذا كنت راضيًا عن منصبك، فإن الدفع بما تعتقد أنك تستحقه يمكن أن يكون محفزًا ذاتيًا فعالا للغاية.
- ذكر نفسك بـ "لماذا"، أي سبب قيامك بالعمل الذي تقوم به. عندما تجد الإجابة المقنعة فهذه خطوة مهمة في سبيل اكتساب الدافع الذاتي.
- تطوع بخدماتك للآخرين، فالعلاقات الجيدة مع زملائك، ستجعل من مكان العمل أكثر إمتاعا وحيوية بالنسبة إليك.
- خذ إجازات دورية، للسماح لنفسك بالراحة وإعادة الشحن والعودة منتعشا وجاهزا تماما للعمل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3277