كتابة :
آخر تحديث: 09/11/2020

معلومات حول الحسد الشديد

يعتبر الحسد من ألآفات السلبية التي تؤثر على الأفراد والمجتمع بالسلب ،ويحدث الحسد بسبب انتشار موجة من الغضب والأستياء بين الأفراد وكره الخير لبعضهم البعض ،ويتم ترجمة هذا الانتقام في تمني زوال النعم من الأشخاص الأخرون،
مما يجعلهم يتعرضون إلى انتكاسات جسدية وأعراض نفسية وإجتماعية تؤثر على حياتهم ،ولقد حثنا الدين الإسلامي على ضرورة تحصين النفس من شرور الحاسدين والحاقدين ،لأن العين تكره من هم أفضل منها،
كما أمرنا بضرورة التخلى عن إلحاق الأذي بالأخرين، وان نطهر قلوبنا من الحسد والحقد، وأن ننشر مبادئ التسامح وحب الخير للأخرين،حتي نحيا في عالم أفضل، لذلك نقدم لكم أسباب وأعراض الحسد الشديد، وطرق علاجه بالقرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
معلومات حول الحسد الشديد

ماذا يعني الحسد الشديد؟

الحسد من الصفات المذمومة التي تدعو صاحبها إلى تمني زوال النعمة التي أنعم الله تعالي بها علي الشخص الأخر ،وتمنى الحاق الضرر والأذي له،

والرغبة في إمتلاك ما يملكه الأخرين ورد ذلك في قوله ” {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} آل عمران: 120

وقد ورد ت هذه الصفة البغيضة في القران الكريم في قوله عز وجل {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} النساء: 54،كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى عواقب الحسد الوخيمة على الأفراد في قوله ” «إيَّاكْم والحسدَ،

فإنَّ الحسدَ يأكُلُ الحسناتِ كَما تأكُلُ النَّارُ الحطبَ » رواه ابو داود، كذلك ورد النهي عن الحسد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “«لا تباغَضوا، ولا تَحاسدُوا، ولا تَدابَروا، ولا تَقاطعُوا، وكُونوا عِباد الله إخواناً، ولا يَحِلِ لِمسلمِ أن يهجرُ أخَاه فوق ثلاث» رواهالبخاري.

أسباب الحسد الشديد

تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد إلى امتلاك نظرة سلبية للأخرين وتؤثر على حياتهم بالسلب وقد تؤدي إلى ضياع مستقبلهم ،وتحول أمورهم إلى وضع من الصعب السيطرة عليه لذلك نقدم لكم أسباب الحسد القوي وتتمثل في:

العداوة والكراهية بين الناس

قد يتسبب العداء مع فرد من أفراد المجتمع إلى انتشار المشاعر السلبية بين الأفراد والتي تدعو إلى ضرورة رد العداء بشكل مضاعف والإنتقام والشماتة في حدوث أمر سئ ،وتمني زوال النعم التي يمتلكها الفرد ومثل هذه الأمور قد تحول حياة الإنسان رأس على عقب؛ فالحسد هو منتج أساسي للعداوة.

الفخز والإعجاب بالنفس

أحيانا قد يدفعك غرورك والإعجاب النفس إلى أمر سلبي يجعلك تري من حولك أدني منك، ولا ترغب أن يحقق أي فرد يحيط بك أي تطور ونمو في حياته ،وعندما تقابل من هم أعلى مكانة منك تتمنى زوال النعم منهم وتحقد عليهم،

وتكن لهم مشاعر سلبية ،وقد ورد ذكر هؤءلا الأشخاص الذين يحملون هذه الأفعال في القرأن الكريم في قوله عز وجل {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} الأنعام: 53

حب الجاه والسلطة

إن الطموح وحب الجاه والسلطة أمر شرع لكل فرد من أفراد المجتمع ،ويحتاج مزيد من الجهد المبذول والتعب حتي تستطيع الوصول إليه ،ولكن النظر للأخرين بعين سوء لأنهم يمتلكون منصب كنت ترغب في الوصول إليه،

أو الحقد والكراهية لأنهم يمتلكون السيارة التي كنت ترغب في إمتلكها فهذا أمر يحتاج إلى إعادة النظر فيه لأنه يمكن أن يجعلك حب السلطة والمال للوصول إلى ما تريده إلى شعورك بالحزن عند الثناء على الأخرين،

والسعادة عند وقعهم في مصائب وهي أمور تدعو إلى العدوانية والبغضاء والكراهية بين الناس في الواقع،

حب الجاه

والأمر الذي يدعو للقلق أن الحسد الشديد يحدث بين الغالبية من الأصدقاء، الزملاء، الإخوة، أبناء العمومة، والعديد من الأجواء التي تخلق جو المنافسة الضارة ونشوء الحقد والكراهية والنفور في العلاقات.

أعراض الحسد القوى

تتعدد الاعراض التي يعاني منها الشخص المحسود والتي لا تجد إجابات مقنعة عند الأطباء عن سبب حدوثها،

وهي تلحق ضرر بالغ للأفراض وتؤثر على حياتهم النفسية والإجتماعية والصحية وتجعلهم لا يعلمون السبب الحقيقي وراء كل هذه الإنتكاسات التي يتعرضون لها وتتمثل أعراض الحسد في:

أعراض نفسية

  • يتعرض الشخص المحسود إلى الإصابة بالعديد من المشاكل التي تؤثر على نفسيته بالسلب وفي الغالب تجده شخص يفكر بصفة دائمة ،ودائما قلق بشأن الأمور المحيطة به،
  • يصيبه نوبات من البكاء تارة والضحك تارة أخري بدون أسباب ،ويشعر أنه لا يتذكر بعض الأشياء وهو يحب العزلة والوحدة والبقاء منعزل عن الناس والتحدث مع النفس.
  • عدم الاهتمام بأمور الحياة ،وأصبح لا يوجد شئ قوي يجعله سعيد ودائما يبحث عن الأشياء التي تزعجه ويفكر فيها .
  • عدم الشعور بقيمة الذات وفقدان الثقة بالنفس والخوف والإحباط والشعور أنه لا يوجد أحد يحبه ،وعدم القدرة على إبرام الوعود والوفاء بها .
  • رؤية أشياء ليس لها وجود،رؤية كوابيس مزعجة أثناء النوم ،ورؤية أشخاص بصورة سيئة وقبيحة .

أعراض إجتماعية

يتعرض الفرد المحسود إلى مشاكل كثيرة لا يعلم من أين تأتي وبمجرد الأنتهاء من حل مشكلة تظهر الأخري سواء كانت تلك المشكلات تتعلق بالعمل أو حياته الأسرية أو علاقته بزوجته وأطفاله أو التعرض لانتكاسة مالية وغيرها من المشاكل الإجتماعية التي تسيطر على الفرد المحسود والتي تجعله في صراع معها.

أعراض جسدية

  • يعاني الشخص المحسود من قلة النوم والشعور المستمر بالأرق وزيادة معدل دقات القلب عن المعدل الطبيعي.
  • الشعور بألم غير عادي في الجسم والرقبة والكتف ،وشم رائحة كريهة مصاحبة للشخص المحسود .
  • الشعور بوجع وألم في الرأس يصاحبه صداع غير عادي، صداع نصفي، وتنميل في الرأس .
  • إلى جانب المعاناة الدائمة من مشاكل مستمرة في المعدة ، مثل الإمساك وإلتهابات الأمعاء ،إلى جانب شحوب وإصفرار الوجه .
  • الوخز في أماكن مختلفة من الجسم وثقل الساقين وألام في الكلي.
  • عدم إنتظام الدورة الشهرية وألام شديدة أثناء تواجدها، وقد لا تأتي الدورة الشهرية لفترة طويلة ،وفي حالة الحمل قد تتعرض المرأة للإجهاض.

علاج الحسد من القرآن والسنة النبوية

لم يترك الدين الأسلامي أمرا في شئون المسلمين إلا تطرق إليه وأعطي الإجابة الشافية عليه، وقد ذكر في القرأن الكريم الحسد، وأن الإنسان يمكنه التصدي لهجمات الحاسدين من خلال تحصين النفس،

وتجنب القيام بسلوكيات تدفع الأفراد إلى الإنتباه إليك، ويمكن علاج الحسد الشديد في الإسلام من خلال:

ذكر الله وسيلة فعالة لتحصين النفس

إن المدوامة على ذكر الله وقراءة القرأن وأيات تحصين النفس وأذكار الصباح والمساء والمعوذتين وسورة الإخلاص"ثلاث مرات " والكرسي والأيات الاولى من سورة البقرة والأيات الأخيرة منها،

والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بحفظك من شر الحاسدين والحاقدين ،وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالي وانه قادر على صد أي أذي قد يصيب الإنسان لقوله تعالي {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ،والمداومة على الاستغفاروسيلة رائعة يمكن استخدامها لمنع الحسد وتأثيره السلبي على الأفراد .

الأذكار والأدعية

ترديد الأذكار والأدعية التي أوصنا بها النبي صلى الله عليه وسلم لتحصين النفس من الحسد،وتتمثل في:

((اللَّهُمَّ أنت ربِّى لا إله إلا أنتَ، عليك توكلتُ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكن، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شىء قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شىء علماً، وأحصَى كُلَّ شىءٍ عدداً، اللَّهُمَّ إنى أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسى، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّى على صِراط مستقيم )).

” أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ” .

" بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ". رواه مسلم.

الكتمان وعدم البوح بما نمتلكه لأي شخص

من الأمور الضرورية التي ينبغي على المؤمن اتباعها للوقاية من الحسد هي الكتمان عند قضاء الحوائج لأن العين تكره الأفضل منها،

بالإضافة إلى وجود أناس مريضة لديها داء حب أمتلاك أشياء الغير وعند عدم القدرة على امتلكه يقومون بالحسد المميت،

وقد جاء ذلك عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) ( صحيح الجامع – 943 ).

ماذا نفعل لمنع أعيننا أن تحسد

وعلى المؤمن عندما يري نعمة عند أخ مسلم عليه ذكر قول" بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، أو الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم وقول الله أكبر ثلاث مرات هي علاج لشرور العين وفتنتها، أو الدعاء لصاحب الأمر بالبركة فيها،

وتذكير النفس الدائم بالنعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا يجعلنا نشعر بقيمة ما نمتلكه ،وما لدينا من نعم تعتبر فضل الله علينا ،لذلك وجب علينا الشكر والرضا بما قسمه الله لنا من نعم ومنح.

قراءة أيات الذكر الحكيم

الحرص علي قراءة آيات الذكر الحكيم، وخاصة بعض السور التي تحصنك وتدفع عنك عين السوء وتتمثل في سورة الملك والإخلاص والمعوذتين قبل النوم وفي الصباح قراءة سورة يس وسورة الرحمن وسورة الجن وسورة الملك، وفي المساء قراءة سورة الصافات، سورة الدخان، سورة الملك، سورة المعارج ،والله خير حافظ .

وفي النهاية، ينبغي علينا التمسك بمبادئ الإسلام السامية التي تدعو الأفراد إلى حب الخير لبعضهم البعض، وأن هذا لا ينقص من رزقك شئ، وأعلم يقينا أننا جميعا متساوون في الارزاق، وأن الحقد والكراهية والحسد أمور سلبية ينبغي التخلي عنها حتي نحيا حياة أفضل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ