كتابة :
آخر تحديث: 12/10/2021

ما هي تمارين علاج الطفل الداخلي؟ وما هي علامات إصابته؟

علاج الطفل الداخلي يتمثل في علاج الصدمات والمواقف الصعبة التي تعرض لها الطفل في الصغر، وتم تخزين مشاعر هذه الصدمة في عقله اللاواعي، وأصبحت جزءا اصيلا من شخصيته في الكبر.
لكل شخص منا طفله الداخلي الذي تعرض في الصغر لمواقف صعبة للغاية، أدت إلى شعوره بمشاعر سلبية ولم يصرح بها أو يفصح عنها لأحد أو لنفسه، ومع الوقت تخزنت في عقله اللاوعي، ومن الممكن أن يكون غير متذكرا لهذه المواقف في الكبر.
لأن العقل اللاواعي يعمل على حماية الشخص من مواجهة هذه الصدمة التي في حال تذكرها من الممكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة أو دخول الشخص في غيبوبة، ولكن مشاعر هذه الصدمة تصبح عالقة في ذهن الشخص وتطفو على السطح عندما يتعرض الشخص في الكبر لنفس الموقف الذي تعرض له في الصغر.
ما هي تمارين علاج الطفل الداخلي؟ وما هي علامات إصابته؟

ما هو الطفل الداخلي ؟

قبل معرفة طرق شفاء أو علاج الطفل الداخلي يجب أولا معرفة ما هو الطفل الداخلي من وجهة نظر علم النفس، ويتمثل في:

  • في البداية أول من صاغ أو اقترح مفهوم الطفل الداخلي هو عالم النفس الشهير كارل يونغ.
  • كما قام هذا العالم بتعريف الطفل الداخلي، والذي قال عنه أنه الجانب الطفولي في كل شخص.
  • والذي يعكس ما تعرض له الشخص وهو طفل من مواقف صعبة وصدمات نفسية.
  • كما أن عمر الطفل الداخلي يكون منذ ولادة الشخص أو حتى قبل الولادة، وهو مازال جنينا في رحم أمه، حتى مرحلة البلوغ.
  • كما أن هذه الفترة يكون الطفل فيها غير مستوعبا لما يجري من حوله أو أمور الدنيا والحياة، ويعيش ويتصرف على الفطرة.
  • ولكن بسبب برمجيات وسلوكيات المجتمع من حوله تبدأ هذه الفطرة في التشوه من خلال التربية الخاطئة له أو البيئة السيئة التي يعيش فيها.
  • والتي جعلته يكبت مشاعره خاصة السلبية منها، ويخاف من إظهار مشاعره الإيجابية خوفا من الحسد أو شعوره بالذنب تجاه الآخرين أنهم غير سعداء مثله.
  • وكل هذه الأمور تتخزن في العقل اللاواعي للطفل خاصة أنه عندما يبلغ يتم برمجته على التخلي عن السلوك أو التفكير الطفولي.
  • والنظر للعالم بنظرة شخص كبير أو بنظرة عقلانية أكثر، وهذه النظرة تكون نابعة من وجهة نظر الأهل أو المجتمع.
  • تظهر مشكلات الطفل الداخلي عندما يخرج الشخص من مرحلة المراهقة ويصبح شابا يافعا وناضجا.
  • حيث تبدأ نفس المواقف أو الصدمات التي تعرض لها في الصغر بالتكرار مرة أخرى في حياته، ولكن بشكل مختلف أو بأحداث مختلفة من أجل أن ينتبه لها.
  • ويبدأ في علاجها والشفاء منها، هناك بعض الأشخاص من يفهمون الأمر منذ الوهلة الأولى، وهناك الكثيرون من لا يفهم الرسالة من وراء ما يمر به أو يتعرض له.
  • ومن ثم تتكرر على هؤلاء الأشخاص غير المنتبهين نفس الصدمات والتجارب التي حدثت لهم في الصغر حتى يفهموا رسالتها، ويبدأون في رحلة علاج الطفل الداخلي.
  • وذلك لأن ما يحتويه العقل اللاواعي من مشاعر وأفكار سلبية تجاه الحياة أو الأشخاص.
  • أو أي مجال آخر من مجالات الحياة تنعكس بشكل تلقائي على واقع الشخص، وبالتالي يجذب له نفس المواقف السلبية التي تعرض لها في الصغر من أجل شفائها.
  • وعندما يتحرر الشخص البالغ من مشاعر صدمات الطفولة، ويبدأ في تنظيف العقل اللاواعي منها.
  • أو تحرير مشاعر الطفل الداخلي منها، تبدأ حياة الشخص في الاتزان والتغيير للأفضل.

علامات إصابة الطفل الداخلي

الشخص الذي يعاني من مشكلات في الطفل الداخلي يكون لديه بعض الصفات أو السلوكيات غير الجيدة أو غير الطبيعية، والتي تجعله إما شخصا مؤذيا سواء لنفسه أو للآخرين، أو شخص ضعيف للغاية أو يلعب دور الضحية، حيث يكون عرضة أكثر للأذى البدني والنفسي من أشخاص بعينها، حيث يقوم هو بشكل غير واعي بجذبهم لحياته، أما عن صفات أو علامات الإصابة بمشكلات الطفل الداخلي فهي:

  1. شعور الشخص بأنه ليس بخير معظم الوقت، وأن هناك أمر خاطئ في شخصيته أو حياته يجعله يعاني ويتألم في هذه الحياة.
  2. يكون الشخص غير قادرا على تجربة شيء جديدا في الحياة، أي لا يستطيع أو يخاف من الخروج من منطقة الراحة الخاصة به.
  3. إصابة الشخص بالهياج العصبي أو الغضب الشديد تجاه الآخرين في حال أساءوا إليه سواء بقصد أو بدون حتى يشعر أنه موجود.
  4. دخول الشخص أو الوقوع في علاقات سامة أو مؤذية، ويكون مستمتعا بذلك، ويجد صعوبة في الانسحاب منها.
  5. انتقاد الشخص لذاته طوال الوقت انتقادا لاذعا، ومقارنة نفسه بالآخرين، وشعوره بأنه شخص غير محظوظ.
  6. سعي الشخص المبالغ فيه للكمال والمثالية في كل شيء، وهو أمر مرهق للغاية ذهنيا وبدنيا، وذلك لاعتقاده بأن هذا الأمر يجعله مقبولا أكثر عند الآخرين.

طرق علاج الطفل الداخلي

هناك أكثر من طريقة يمكن اتباعها لشفاء الطفل الداخلي، ولكن الأهم منها هو وعي الشخص بأن طفله الداخلي يعاني من مشكلات كبيرة، أو أن الشخص لديه الكثير من المشاعر السلبية المكبوتة، والتي عرضته في الكبر للأذى أو الفشل أو الإصابة بالأمراض النفسية والبدنية، فهذه أولى خطوات الشفاء، أما عن طرق وأساليب الشفاء فهي:

الاعتراف

  • وهو اعتراف الشخص بوجود مشكلات أو مشاعر سلبية مخزنة من الماضي في عقله اللاواعي، وهي سبب معاناته في هذه الحياة.

فتح الصندوق الأسود للشخص

  • بمعنى قيام الشخص بالرجوع بالذاكرة إلى ذكريات الطفولة المخزنة بعقله اللاواعي، من أجل معرفة مشاعر هذه الذكريات أو الأفكار البيئية المتعلقة بها.
  • ومن ثم تقييمها ومعرفة مدى تأثيرها على حياة الشخص في الكبر، والبدء في تحريرها.
  • وبالطبع الأمر ليس سهلا، حيث تعتبر هذه المرحلة من أصعب مراحل العلاج، حيث أن الشخص يواجه مشاعره وأفكاره السلبية.
  • ويواجه المواقف الصعبة التي تعرض لها وهو طفل، ويبدأ في عيشها من جديد أو مرة أخرى من أجل التفاوض مع الموقف أو المشاعر وتحريرها.
  • لأنه قد يكون الطفل قد فسر ما تعرض له في الصغر على أنه أمر مقصود من الآخرين أو أنه طفل غير جيد، وعندما كبر اعتقد ذلك عن نفسه.
  • ولكن عندما يسترجع الشخص هذه المواقف مرة أخرى ينظر إلى نفسه وهو طفل، ويبدأ في الحديث معه لإخباره أن حدث له في الصغر أمر غير مقصود.
  • أو أنه بسبب سوء فهم أو وعي من الآخرين، وهو ليس له علاقة بالأمر، وفي هذه المرحلة الصعبة يمكن الاستعانة بأحد المتخصصين في علم النفس.
  • أو الاستعانة بمعالج شعوري متخصص في تحرير مشاعر صدمات الطفولة.

التصالح مع الطفل الداخلي

  • وذلك من خلال قيام الشخص بالتعرف أو اكتشاف أمنيات الطفل الداخلي له، والتي لم تتحقق له من قبل الأهل.
  • ويقوم الشخص بنفسه بعملها أو تحقيقها لطفله الداخلي، مثل شراء لعبة أو الخروج في رحلة للتنزه أو ركوب الملاهي، والتي تم منعها عنه أو رفضت من قبل الأهل في الصغر.
في النهاية نستنتج أن علاج الطفل الداخلي ليس بالأمر السهل أو البسيط، فالأمر يتطلب شجاعة وإرادة وتصميم من الشخص على التغيير، لأن بعد الشفاء تبدأ حياة الشخص في التغيير على كافة الأصعدة، وتنتهي معاناته التي كان يشعر بها في الماضي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ