آخر تحديث: 04/07/2020

معلومات عن البطالة الاقتصادية

كان الإنسان مند القديم يبحث ويستقصي على إمكانيات تساعده من أجل ضمان عيشه اليومي وتكفيه ما يخصه من الأساسيات فكان في البداية يعتمد على نفسه فيقوم بزراعة أرضه وكان يوفر حاجياته اليومية لنفسه حيث يقوم بالمقايضة في حالة رغبته في حاجة معينة لا تتوفر، لكن بعض ظهور الثورة الصناعية وقبل ذلك بانتقاله للتعامل بالقطع النقدية كان ضروريا عليه البحث عن إمكانية إيجاد فرصة شغل لدى الغير، غير أن منهم مو وقع ضحية البطالة الاقتصادية مند القدم، فما هي البطالة الاقتصادية ؟
معلومات عن البطالة الاقتصادية

مفهوم البطالة الاقتصادية

يعتبر مفهوم البطالة الاقتصادية من من المفاهيم القديمة التي يرجع تاريخ ظهورها إلى الحقبة الثانية للتورة الصناعية حيث بفعلها تحول الإنسان من الحالة القديمة التي كانت تتمثل في الإنتاج الذاتي عن طريق ممارسة الزراعة والصيد وغيرها والتي كانت مخصصة لضمان الاكتفاء الذاتي.

والتي لم تكن تدر إنتاجا كبيرا إلى منظمات ومؤسسات وشركات كبيرة هدفها المساهمة في إنتاج كبير للمنتوجات بكيفية تمكن من إيجاد إنتاج مدر للأرباح.

حيث يقصد بها تلك الحالة التي يكون عليها الشخص في حالة عدم إيجاده لعمل يدر عليه مدخولا وأجرا يكفيه حاجياته اليومية ويعنى في ما يتعلق باحتساب نسبة هذا المفهوم الفئة النشيطة القادرة على الإنتاج وبالتالي لا يعنى به العجزة ولا الأطفال الصغار والذين لا يرغبون في العمل لأنهم غير قادرين على الإنتاج أو لا يرغبون في ذلك.

أسباب البطالة الاقتصادية

  • إرتفاع الكثافة السكانية يعتبر من بين الأسباب الأساسية التي تساهم في انتشار البطالة الاقتصادية حيث تؤدي إلى صعوبة إيجاد عمل نظرا للإمكانيات المادية التي يتعين توفيرها من أجل توفير فرص عمل لعدد كبير من الأشخاص ونظرا لتوفر فائض على مستوى اليد العاملة.
  • الطور التكنولوجي زيادة للاعتماد على المكننة من بين الأسباب الأساسية في البطالة الاقتصادية حيث أن رغبة المؤسسات المنتجة في صنع منتوجات ذات جودة وفي وقت قياسي وكيفية كبيرة أدى بهم وبكيفية كبيرة إلى الاعتماد على الآلات عوض اليد العاملة البشرية.
  • تعتبر العلاقات السياسية بين الدول عاملا كذلك حيث أن فرض عقوبات على دول معينة تمنع التعامل معها على المستوى الاقتصادي يؤدي إلى الإضرار بالمؤسسات المنتجة الشيء الذي يضطرها إلى تقليص اليد العاملة بشكل كبير تقليصا منها في النفقات.
  • حاليا يعتبر التوجيه التعليمي من المسائل الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى البطالة حيث أن هناك مجموعة من التوجيهات التي تكون فرص الشغل فيها ضئيلة بشكل كبير حيث أصبحت التكوينات التقنية من أكثر المجالات طلبا في سوق الشغل زيادة على أن جودة التكوين لها دور كذلك فكلما كانت جودة هذا التكوين ضعيفة فإن ذلك يؤدي إلى صعوبة إيجاد فرصة عمل.
  • من المسائل التي تؤدي كذلك للبطالة الأزمات التي تكون نتيجة لمجموعة من العوامل منها ما هو سياسي وما هو اجتماعي وما هو اقتصادي حيث تعتبر الحروب من بين هذه الأزمات.
  • ضعف الإنفاق الحكومي على مستوى إنجاز البنيات التحتية اللازمة من أجل جدب الشكات الكبرى للاستثمار حيث تعتبر حافزا لها من أجل بناء المصانع وغيرها في البلاد ما يؤدي إلى الزيادة في البطالة.

أنواع البطالة

هناك مجموعة من الأنواع فيما يتعلق بالبطالة الاقتصادية والتي يمكن تعدادها كما يلي:

البطالة التقليدية

يكون هذا النوع من البطالة نتيجة توجه فئة كبيرة إلى مجال معين من أجل الحصول فيه على فرصة عمل وذلك نظرا لارتفاع الأجور في ذلك المجال ما يؤدي إلى كثرة الطلب مع انخفاض الطلب الشيء الذي يترتب عنه بطالة في صفوف هؤلاء، كما يمكن أن تكون نتيجة لعدم الرغبة في مجال معين من طرف طالبي الشغل وذلك نتيجة لانخفاض الأجور.

البطالة الدورية

هذا النوع يكون نتيجة لعدم رغبة مجموعة من المؤسسات الصناعية في إنتاج مجموعة من الصناعات أو تقديم مجموعة من الخدمات وذلك نتيجة لانخفاض الطلب عليها حيث يؤدي إلى انخفاض فرص الشغل في من يتخصصون بتلك المجالات.

البطالة الهيكلية

تكون هذه نتيجة لعدم ملائمة تخطيطات الدولة على مستوى التكوين مع متطلبات سوق الشغل على اعتبار أن سببها هو عدم تلاؤم تكوين اليد العاملة مع متطلبات السوق في مجال معين ما يؤدي إلى انخفاض اليد العاملة فيه بينما في المجالات غير المطلوبة يكون الطلب مرتفعا ما يؤدي إلي بطالة العديدين.

البطالة المؤقتة

تكون نتيجة لتغيير الأفراد للعمل حيث أن الفترة التي تمتد بين خروج الشخص من عمل معين وحصوله على عمل أخر هي الفترة التي يكون فيها في حالة بطالة مؤقتة.

البطالة الموسمية

تكون نتيجة لنشاط بعض الأعمال في فترات موسمية معينة ولا تكون دائمة على سبيل المثال بعض الأنواع من الزراعات وكذلك السياحة حيث يكون المتخصصين في هذه المجالات في فترة عطالة في الفترة الممتدة بين تحرك النشاط وتوقفه.

البطالة طويلة المدى

هذا النوع هو الذي يكون مستمرا لأوقات طويلة وتختلف مدد احتساب هذه العطالة حيث أن الولايات المتحدة تعتبر بطالة طويلة تلك التي تتمر لمدة 27 أسبوعا على الأقل بينما أوروبا تعتبرها كذلك إدا استمرت لأكثر من سنة؟

الأثار التي تترتب عن البطالة

يؤدي انتشار البطالة على مستوى المجتمع إلى مجموعة من النتائج والتي يمكن تحديد بعض منها في:

  • تؤدي البطالة إلى انتشار العديد من الأمراض النفسية في صفوف الفئة العاطلة عن العمل حيث هناك منهوم من يصاب بالحزن والاكتئاب زيادة على فقدان الثقة في الذات والانعزال على النفس حيث يصل الأمر ببعضهم إلى غاية الانتحار.
  • إنتشار الإجرام حيث أن هذه الظاهرة تفقد العاطل مصدر الحصول على قوته اليومي فيدفعه ذلك في بعض الأحيان في القيام بعمليات السرقة بهذه تغطية مصاريفه اليومية كما أن هذه الأفة تدفع بالعديد من العاطلين إلى تناول المخدرات بكافة أنواعها في محاولة منهم لنسيان الأوضاع التي يعيشونها.
  • تؤدي البطالة إلى انحلال أخلاقي في الوسط المجتمعي حيث أن من بين الدروب التي يسلكها بعض العاطلين وخاصة على مستوى الفئة النسوية هو الدعارة والفساد كحل لضمان مدخول يومي يؤمن لهم الحاجيات الأساسية والضرورية.
  • يترتب عن البطالة كذلك إهدار مليارات من الأموال التي استخدمت من أجل تكوين الشباب من البداية إلى التخرج وتحرم الدولة من الاستفادة من كفاءتهم وقدراتهم زيادة على أنها تؤدي إلى خسارة الملايير من الاستثمارات في مجالات معينة.
  • تعتبر البطالة من الأسباب التي تدفع العديد من الشباب وخاصة من دوي الكفاءة إلى الهجرة ما يسبب للدولة في هجرة أدمغتها التي خسرت الملايين في تكوينها نحو دول أخرى لتستفيد منها .
  • من بين الأضرار التي يمكن أن تترتب عن البطالة انعدام الاستقرار على المستوى الأمني في المجتمع حيث يمكن أن تؤدي إلى المظاهرات والاحتجاجات كما يمكن أن تسبب احتقانا بين الشعب والسلطة الحاكمة ما يمكن أن يؤثر على مجالات أخرى غير المجال الاقتصادي.

حلول لظاهرة البطالة

هناك مجموعة من الحلول التي يمكن تعدادها كحل لهذه الظاهرة ولعل من بينها :

  • يجب على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تطرآ على المستوي العالمي من أجل تحديد الاختصاصات التي يتعين التكوين فيها مع الأخذ كذلك بعين الاعتبار الإمكانيات التي تتوفر عليها الدولة في دلك.

  • يجب العمل على جودة البنية التحتية على مستوى الدولة بهدف جدب المؤسسات العالمية الكبرى للاستثمار على مستوى البلاد عن طريق مثلا توفير موانئ في المستوى ومطارات زيادة طرق وغيرها من البنيات التحتية.

  • تأقلم الشباب من العولمة : يتعين على الفئات الراغبة في الحصول على فرصة عمل أن يحاول توظيف الإمكانيات العلمية الموجودة حاليا زيادة على الحرص على التكوينات المتطلبة في سوق الشغل وخاصة عن طريق التكوين الذاتي عن طريق الوسائل المعلوماتية.

  • يجب على الدولة أن توعي بالأضرار التي يمكن أن تترتب على الكثافة السكانية وأن تقوم دي سبيل ذلك بالتواصل مع الأسر وتوعيتها .

  • محاولة التشجع على الاستثمار الذاتي وتكوين مقاولات شابة فيتحول العاطل الذي يبحث عن العمل إلى مستثمر يشغل معه يد عاملة وذلك عن طريق تقديم ومساعدات تحفيزية للشباب.
في خاتمة المقال يمكن القول على أن البطالة من بين الظواهر التي تشكل خطرا كبيرا على المجتمعات نظرا للأضرار الخطيرة التي تسببها سواء على مستوى نفسية الشعوب وكذلك على مستوى الخسارات المادية الكبيرة للدول وبالتالي يتعين البحث عن حلول ناجعة من أجل القضاء عليها وذلك في مدد زمنية معقولة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ