مفهوم المنهج في علم الاجتماع وأنواعه
تعريف المنهج في علم الاجتماع
المنهج في علم الاجتماع يشير إلى الأسلوب المنظم أو الطريقة العلمية التي يستخدمها الباحثون لدراسة الظواهر الاجتماعية وتحليلها وفهم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات. يهدف المنهج إلى تقديم تفسير علمي ودقيق للظواهر الاجتماعية من خلال جمع البيانات، تحليلها، واستخلاص النتائج.
المنهج التاريخي في علم الاجتماع
يستخدم هذا المنهج لدراسة التغيير الواقع على شبكة العلاقات الاجتماعية وتطويرها مع التحولات التي تحصل لها، كما يستخدم لعمل مقارنات بين الثقافات المختلفة والنظم، أهم مصادر البحث الاجتماعي الوثائق الشخصية وأيضاً الرسمية والعامة، ويمكننا توضيح المنهج التاريخي بعلم الاجتماع من خلال الآتي:
- يتم استخدام هذا المنهج عند دراسة التغير الذي يطرأ على شبكة العلاقات الاجتماعية فيتم تطور النظم الاجتماعية بجانب التحول في المفاهيم والقيم.
- يتم أيضاً دراسة أصول الثقافات وطرق انتشارها وتطورها ثم عقد المقارنات المختلفة بين تلك الثقافات والنظم بجانب أهمية معرفة تاريخ المجتمع لفهم واقعه.
- صاحب نشأة المنهج التاريخي علم الاجتماع، وكانت بداية هذا التطوير يميل لوضع المراحل التطورية المختلفة في المجتمعات الإنسانية.
- بدأت النزعة التطورية تتلاشى وذلك لعدم موضوعيتها كما تعد الوثائق سواء كانت شخصية أو عامة أو رسمية من أهم مصادر المعرفة الاجتماعية.
- عادة تحتوي هذه الدراسات على معلومات ذات قيمة عند التحليل يمثل هذا النوع من الدراسات بالدراسة الضخمة كما أعدها مجموعة من علماء الحملة الفرنسية وكانت تحت عنوان وصف مصر وكانت دراسة شاملة البناء الاجتماعي لمصر من خلال فترة تاريخية معينة.
المنهج الوصفي في علم الاجتماع
يمكننا توضيح المنهج الوصفي بعلم الاجتماع من خلال الآتي:
- هذا المنهج في علم الاجتماع هو الأفضل الذي يلائم الواقع من جانب الاجتماعي وخصائصه هو منهج الوصف.
- كما تعد الخطوة الأولى لتحقيق الفهم الصحيح لهذا الواقع، نتمكن من خلاله الإحاطة بكل أبعاد هذا الواقع المحدد على خريطة تصف وتطور بكل دقة لكافة ظواهره وسماته.
- واكب أيضاً المنهج الوصفي نشأة علم الاجتماع كما أطلق عليها حركة المسح الاجتماعي أو منهج لوبلاي لدراسة الحالة مع نشأة الدراسات الأنثروبولوجيا.
- يقوم المنهج الوصفي على فكرة أساسية وهي أن المشكلة التي واجهت الدراسة العلمية لكافة الظواهر الاجتماعية وهي عدم وجود منهج علمي حقيقي يصلح لتحليل تلك الظاهرة.
يعتمد المنهج الوصفي على ثلاث خطوات:
- الخطوة الأولى القيام باختيار الوحدة الاجتماعية الأولية والاساسية في الموضوع المدروس.
- الخطوة الثانية اكتشاف ومعرفة الطريقة الملائمة للقياس الكمي لمختلف عناصر مكونات وحدة الدراسة.
- الخطوة الثالثة القيام بفحص تلك العوامل المختلفة والمؤثرة في تنظيم الظاهرة المدروسة لوظائفها.
- يقوم البحث الوصفي على مرحلتين وهما مرحلة الاستكشاف والصياغة، ومرحلة التشخيص والوصف المتعمق وهما مرحلتين بينهما ترابط.
- ما يمثل البحث الوصفي أو ما يندرج تحت البحث الوصفي هو المسح الاجتماعي ودراسة الحالة والبحث السكاني الذي يصف المواليد والوفيات وحركات السكان وتوزيعهم.
- يساعد البحث الوصفي على توفير الكثير من المعلومات والبيانات لزيادة المعرفة بالظواهر مع تنمية البصيرة بالواقع الاجتماعي من جميع أبعاده.
المنهج التجريبي في علم الاجتماع
يمكننا توضيح المنهج التجريبي بعلم الاجتماع من خلال الآتي:
- التجريب يعتبر جزء من المنهج العلمي، حيث يسعى العلم صياغة النظريات التي تختبر الفروض التي تتألف منها مع التحقق من مدى صحتها.
- التجربة بكل بساطة هي طريقة تستطيع من خلالها اختبار صحة الفرض العلمي، فقد يكون لدى التجريب القدرة على توفير كافة الظروف التي من اختصاصها أن تجعل ظاهرة معينة ممكنة الحدوث.
- يبدأ التجريب بسؤال يوجهه الباحث، هل يرتبط ارتفاع المستوى الاقتصادي للشخص باقباله على التعلم؟ هل هناك علاقة بين الدين والسلوك الاقتصادي؟
- تقتضي الإجابة على هذه التساؤلات في اتباع أسلوب منظم لجمع البراهين والأدلة، الوصول لإدراك العلاقة بين الأسباب والنتائج، والتحكم في مختلف العوامل التي قد تؤثر في الظاهر موضوع البحث.
- يعتمد البحث التجريبي عدة خطوات تتمثل في الآتي تحديد المشكلة، صياغة الفروض التي تمس المشكلة، تحديد المتغير للمستقبل، وأيضا المتغير التابع، مع كيفية قياس المتغير التابع، وبالتالي تحديد الشروط الضرورية للضبط والتحكم.
- وجود صعوبة في تطبيق هذا المنهج في العلوم الاجتماعية إلا أنه تم تطبيقه واستطاع أن يغزو علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية متأثر بالنجاح الذي حققه في العلوم الطبيعية.
المنهج المقارن
يمكننا توضيح المنهج المقارن بعلم الاجتماع من خلال الآتي:
- يتم تطبيقه في علم الاجتماع بكافة فروعه ومجالات دراسته حيث لا يخلو أي بحث في علم الاجتماع إلى الحاجة لعقد مقارنة.
- استعان أغلب علماء الاجتماع به قديماً وحديثاً كما يمكن ذكر المجالات الرئيسية لعلم الاجتماع التي يمكن أن تخضع للبحث المقارن من خلال ما يلي.
- القيام على دراسة وتطور نمو أنماط الشخصية والاتجاهات النفسية والاجتماعية في المجتمعات والتي تكون متعددة الثقافات مثل بحوث الثقافات والشخصية بالإضافة لدراسات الطابع القومي.
- القيام بدراسة أوجه الشبة والاختلاف بين الأنماط الرئيسية للسلوك الاجتماعي، مع دراسة النماذج المختلفة من التنظيمات والتنظيمات السياسية والصناعية
- القيام بدراسة النظم الاجتماعية في مجتمعات مختلفة والتي تتمثل في دراسة معايير الزواج ومدى قوة القرابة والأسرة أو القيام بدراسة المعتقدات الدينية.
علم الاجتماع والمنهج العلمي
- علم الاجتماع هو دراسة الظواهر والعلاقات الاجتماعية باستخدام مناهج علمية تهدف إلى تحليل وفهم سلوك الأفراد داخل المجتمع. يعتمد علم الاجتماع بشكل أساسي على المنهج العلمي لتحقيق الموضوعية، الدقة، وإنتاج معارف موثوقة عن المجتمعات والظواهر الاجتماعية.
- هو أسلوب يقوم الباحث باعتماده لإتمام بحثه، وتحليل أفكاره بالإضافة لعرضها لهدف معرفة الحقائق حول تلك الظاهرة أو حدث ما.
- لكي يقوم الباحث لتحقيق هذا يجب أن يتبع مجموعة من الخطوات وفق ترتيب معين بداية من تحديد المشكلة وصولاً لكتابة البحث واقتراح التوصيات.
المنهج في علم الاجتماع
يمكننا توضيح مفهوم المنهج في علم الاجتماع من خلال الآتي:
- منذ خلق الله الإنسان وهو يقوم بكثير بالتجارب لمعرفة طبيعة الأرض التي يعيش عليها وما بها من موارد حتى يستطيع أن يستفيد منها.
- كانت عبارة عن موضوعات خارجية تفرض نفسها فيقوم بتفسيرها وتحليلها موضوع التجريب ما هو إلا وقائع خارجية من موضوع استدلالي يتم في نطاق العلوم.
- كما يتضح لنا أن عندما ظهر المنهج التجريبي في اليونان عند محاولة إثبات دعائمه لم تكن بالأمر اليسير فقد حاول الظهور منذ عهد سقراط.
- كثير من علوم اليونان نجدها منتمية للعلوم التجريبية مثل النظريات المتعلقة بالكون ومما يتألف وما هي التركيبة وكان يشيع هذا المنهج بين أصحاب الحرف والصناعات.
- عند ظهور الإسلام جاء تعليم المنهج التجريبي على علم التفكير والتدبر حيث أظهر الكثير من العلماء المسلمين الذين اعتمدوا على التجربة منهج أساسي لتعلم المعرفة وكان من أبرزهم الحسن بن الهيثم الذي اشتهر بعلم البصريات وله من النظريات انكسار الضوء.
مناهج علم الاجتماع
ومن أهم مناهج علم الاجتماع، ما يلي:
- المنهج الوصفي: وصف الظواهر الاجتماعية كما هي باستخدام أدوات مثل الملاحظة والاستبيانات.
- المنهج التاريخي: دراسة تطور الظواهر الاجتماعية عبر الزمن لفهم جذورها.
- المنهج المقارن: مقارنة الظواهر بين مجتمعات أو أزمنة مختلفة.
- المنهج التجريبي: اختبار العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية من خلال التجارب.
- المنهج التحليلي: تحليل مكونات الظاهرة لفهم أسبابها ونتائجها.
- المنهج البنيوي الوظيفي: دراسة البنى الاجتماعية ووظائفها للحفاظ على استقرار المجتمع.
- المنهج النقدي: تحليل الظواهر لكشف التناقضات وتحقيق التغيير الاجتماعي.
مناهج البحث في علم الاجتماع السياسي
بعد التعرف على مفهوم المنهج في علم الاجتماع يمكننا توضيح مناهج البحث لذلك العلم من خلال الآتي:
المنهج الفلسفي أو المعياري:
- هو ارتباط العلوم الأساسية بالمنهج الفلسفي حيث كانت تفسر الظواهر من خلال منظور فلسفي.
- حتى انتقد هذا المنهج وتم تبني مناهج أكثر واقعية وعلمية وبالرغم من ذلك ظلت التحليلات السياسية تحمل صبغة فلسفية.
المنهج التاريخي:
- الهدف منه الوصول لقوانين تطور الظواهر السياسية التي وقعت بالماضي مع الاستفادة منها لتحليل الظواهر السياسية المعاصرة.
- أبرز من استخدم المنهج التاريخي بن خلدون في دراسة الظواهر السياسية وطلب بإعادة كتابة التاريخ لكي يتم تنقيته من الأكاذيب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14441