من هو الحجاج بن يوسف الثقفي؟ ما أعماله؟
من هو الحجاج بن يوسف الثقفي؟
أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي وأطلق على نفسه اسم الحجاج بعد أن كان يسمي كليب، أما فيما يخص والدة الحجاج فهي الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي، وكان للحجاج موهبة وتميز كبير في مجال الإدارة والقيادة الأمر الذي جعل منه شخص ذو مكانة متميزة ومرموقة في وسط مجتمع إعلام الإسلام.
وخير دليل على ذلك كتب التاريخ الكثيرة والمتنوعة التي ذكر فيها اسم الحجاج في عدد من المواضع حيث تحتوي معظم كتب التاريخ على اسمه وتناول سيرته، وهناك عديد من السمات الأخرى والتي اشتهر بها الحجاج في كتب التاريخ المختلفة ومن هذه السمات أنه اشتهر بالجبر، والظلم، كما عرف بالتكبر وحبه لسفك الدماء كل تلك الانتقادات أثرت بشكل كبير للغاية على سيرة الحجاج من حيث ضياع محاسنة
وعلى الرغم من طغيان الجانب المظلم في سيرة إلا أن هناك عدد ليس بالكثير من المؤرخين الذين قاموا بإنصافه وإظهار محاسنه وذلك من خلال إظهار وتلميع إنجازاته المتنوعة في التاريخ الإسلامي، وفي عام 41 من الهجرة ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في مدينة الطائف ونشأ في أحد البيوت الكريمة من بيوت ثقيف الأمر الذي جعل منه شخص يمتلك درجات عالية من فصاحة اللسان وذلك من خلال اتصاله بقبيلة تميزت بالفصاحة وهي قبيلة هذيل التي تعتبر من أفصح قبائل العرب، وكان للحجاج دائماً ما يذهب إلى الحلقات العلمية والتي كان يعدها الصحابة والتابعين أمثال أنس بن مالك وعبد الله بن عباس.
حياة الحجاج
وبعد أن عرفنا من هو الحجاج بن يوسف سنتعرف على حياته كيف كانت:
- على الرغم من بعد المسافة ما بين بلاد الشام والطائف إلى أن الحجاج بدء في طموحاته السياسية من بلاد الشام حيث استطاع الحجاج عند وصوله إلى الشام أن يصل إلى شرطة إمارتها والتي كانت في ذلك الوقت تعاني من الكثير من المشاكل والتخبط وذلك من خلال عدم الالتزام بالأنظمة، ومشكلة قلة المجندين.
- كل تلك الأمور جعلت من الحجاج يظهر أعلى درجات الوعي والالتزام وأخذ ينبه الأشخاص المعنيين بمعظم المشاكل الواقعة وإبداء رائيه في كيفية حلها وكان قائد الشرطة آنذاك يسمي بن زنباخ الذي رأى العزيمة والقوة في الحجاج فقام يمنحه مكانة مميزة ومرموقة بين أصحابه.
- وكان الحجاج في قيادته شديد وذلك من خلال توجيه العقاب الراداع لمرؤوسيه على أسهل الأمور وأبسطها.
- في عام 73هـ أراد الخليفة عبد الملك بن مروان أن يتخلص من عبدالله بن الزبير فكلف الحجاج بتلك المهمة والذي قام بتجهيز جيش عظيم ثم سار بجيشه إلى مكة قاصدا محاصرة عبدالله بن الزبير ودارت بينهم حرب استمرت لعدة أشهر والتي انتصر فيها الحجاج وحقق مطالب عبدالملك بن مروان.
- ثم قام عبد الملك بن مروان في عام 75 من الهجرة بعزل الحجاج من ولاية الحجاز وقام بتوليته حكم العراق والتي استمرت مدته لحوالي 20 عام.
- قال الحجاج عبارته الشهيرة إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وكأني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى، وذلك في إحدى الخطب الشهيرة والتي تدل على توعده لمن يخالف الأوامر من أهل العراق وأظهرت تلك الخطبة السياسة الحازمة والتي اتبعها الحجاج في قيادته الأمر الذي جعل أهل العراق يخضعون لحكم بني أمية والقائد الحجاج بن يوسف الثقفي
إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي
وبعد أن عرفنا من هو الحجاج بن يوسف الثقفي وعرفنا نبذة عن حياته وعن السياسة التي اتبعها في حكمه والآن سنتعرف على إنجازاته:
- من أهم الإنجازات التي حققها الحجاج بن يوسف الثقفي خلال فترة حكمه للعراق أنه قام بعمل نهضة في مختلف المجالات سوء كانت المجالات الاقتصادية أو السياسية، والصحية، والاجتماعية والإدارية.
- عمل الحجاج على تعريب الدواوين وعمل على إصلاح العملة، كما أنه اهتم بالأراضي الزراعية واهتم بالفلاحين وعمل أيضاً على توفير الحيوانات التي تساعد في عملية الحراثة وذلك من أجل مساعدة الفلاحين في عملية الزراعة.
- قام الحجاج بالعمل على منع الخمور كما أمر بعدم التغوط في الأماكن العامة وأصدر أمر بقتل الكلاب الضالة وأصدر أمر بعدم النواح على النواح على الموتى.
- عمل على الاستفادة من مياه الأمطار وذلك من خلال تخزينها في صهاريج بالقرب من مدينة البصرة الأمر الذي عمل على توفير المياه للقوافل المارة على مدينة البصرة وعمل على توفير مياه صالحة للشرب للمارة وذلك من خلال حفر الآبار في الطرق العامة.
- قام الحجاج ببناء مدينة في وسط مدينتي البصرة والكوفة واتخذها مقرا لحكمه واستغرقت تلك المدينة مدة ثلاث سنوات حتى تم إنشاؤها.
- ومن أهم إنجازات إنه اهتم بتنقيط الأحرف في المصحف الشريف كما أنه قام بوضع علامات الإعراب ويعتبر الحجاج صاحب قرار تجزئة القرآن الكريم كما قام الحجاج بكتابة الكثير من المصاحف وقام بعد ذلك بإرسال تلك المصاحف إلى الكثير من الدول.
- كان للحجاج دائمًا ما يقوم بمراقبة الأعمال المختلفة بنفسه ويشرف على معظم الأعمال المختلفة وكان يتميز بالتأني في اختيار الولاة والعمال وكان يمنعهم من التجاوز في حقوق الآخرين.
نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي
وبعد أن تعرفنا على إجابة سؤال من هو الحجاج بن يوسف الثقفي وعرفنا حياته ومسيرته وأهم أعماله سنتعرف على نهايته:
- في نهاية حياة الحجاج أصابه مرض شديد وغريب والذي عرفه المؤرخون باسم الأكلة وهو مرض يصيب البطن.
- كما استطاعت الديدان أن تسكن أمعائه بكميات مهولة وذلك عندما أحضر الطبيب قطع من اللحم وقام بتغليفها في حلقه وأخرجها بعد ذلك وهي مليئة بالدود.
- أصيب أيضا بالبرد الشديد والذي يعرف باسم الزمهرير والذي جعله لا يستطيع أن يشعر حتى بحرارة النار القريبة منه.
- بقي الحجاج بن يوسف الثقفي مريضاً لمدة 15 يوم وتوفي في شهر رمضان وذلك في سنة 95 هـ وتم دفنه في مدينة واسط.
- وكان الحجاج دائما ما يستشعر بشماتة للناس من حوله في مرضه كما كان يستشعر بقرب موته واستشعر بمدى كره بعض الناس له.
- أرسل الحجاج في آخر أيامه برسائل إلى الوليد بن عبدالملك تدل على قرب وفاته، وكان في آخر أيامه ما يقوم بإنشاد الكثير من الأناشيد والقصائد التي تدل على قرب أجله.
- كان الحسن البصري قد نعي الحجاج عن تعرضه للصالحين إلا أنه رفض وابي وكان ذلك سبب من أسباب الكره له والشماتة في مرضه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16190