كتابة :
آخر تحديث: 09/08/2025

من هو جوزيف ستالين؟ لماذا سمى ستالين بهذا الاسم؟

جوزيف ستالين، الزعيم السوفيتي المثير للجدل، قاد الاتحاد السوفيتي من منتصف العشرينيات حتى وفاته عام 1953، وشكّل أحد أبرز الشخصيات في القرن العشرين. عُرف بسياساته الحديدية التي حولت البلاد إلى قوة عظمى صناعية وعسكرية، لكنه ارتبط أيضًا بفترات قمع دموي ومعسكرات العمل القسري. لعب دورًا محوريًا في الحرب العالمية الثانية، وقاد الاتحاد السوفيتي نحو النصر على ألمانيا النازية، تاركًا إرثًا معقدًا بين الإنجازات والتحكم المطلق. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على معلومات هامة عته.
من هو جوزيف ستالين؟ لماذا سمى ستالين بهذا الاسم؟

من هو جوزيف ستالين؟

جوزيف ستالين (Joseph Stalin) هو سياسي وقائد سوفيتي بارز، اسمه الحقيقي إيوسيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي، وُلد في 18 ديسمبر 1878 في مدينة غوري بجورجيا (التي كانت حينها جزءًا من الإمبراطورية الروسية)، وتوفي في 5 مارس 1953 في موسكو، ومن أبرز المعلومات عنه:

  • انضم للحزب البلشفي بقيادة فلاديمير لينين قبل الثورة الروسية عام 1917، ولعب دورًا مهمًا في إسقاط الحكم القيصري.
  • بعد وفاة لينين عام 1924، تمكن من السيطرة على الحزب الشيوعي السوفيتي وأصبح الزعيم المطلق للاتحاد السوفيتي حتى وفاته.
  • سياساته شملت التصنيع السريع، الزراعة الجماعية، وبناء قوة عسكرية هائلة، لكنه أيضًا اشتهر بالقمع السياسي وعمليات التطهير الكبرى التي أعدم وسجن فيها ملايين الأشخاص.
  • كان أحد القادة الرئيسيين للحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ولعب دورًا حاسمًا في هزيمة ألمانيا النازية.
  • إرثه مثير للجدل، إذ يُنظر إليه كقائد قوي جعل الاتحاد السوفيتي قوة عظمى، لكنه مسؤول عن انتهاكات إنسانية واسعة.

لماذا سمى ستالين بهذا الاسم؟

ستالين لم يكن اسمه الحقيقي، بل هو اسم حركي اختاره لنفسه أثناء نشاطه الثوري.

  • اسمه الحقيقي كان: إيوسيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (Ioseb Besarionis dze Jughashvili).
  • كلمة "ستالين" بالروسية (Сталин) تعني "رجل من فولاذ" أو "الفولاذي"، وهي مشتقة من كلمة "ستال" (stal) التي تعني فولاذ.
  • اختار هذا الاسم ليعكس صورة القائد الصلب والقوي الذي لا ينكسر، ولتعزيز هيبته بين رفاقه وأعدائه.
  • كان من الشائع بين الثوريين في تلك الفترة اتخاذ أسماء مستعارة لأسباب أمنية ولإظهار صفات يريدون أن يُعرفوا بها.

جوزيف ستالين طول

  • جوزيف ستالين كان طوله تقريبًا 1.68 متر (حوالي 5 أقدام و6 بوصات).
  • رغم قصر قامته نسبيًا، إلا أنه كان حريصًا على الظهور بمظهر قوي وهيبة كبيرة في الصور واللقاءات، وكان أحيانًا يُصوَّر من زوايا تجعل طوله يبدو أكبر.

ماذا فعل ستالين في الحرب العالمية الثانية؟

في الحرب العالمية الثانية (1939–1945)، كان جوزيف ستالين القائد الأعلى للاتحاد السوفيتي، ودوره كان محوريًا في مسار الحرب، خصوصًا في هزيمة ألمانيا النازية، وأهم ما فعله:

1. توقيع اتفاق عدم الاعتداء مع هتلر (1939)

  • عُرف بـ ميثاق مولوتوف–ريبنتروب، وكان هدفه منح الاتحاد السوفيتي وقتًا للاستعداد.
  • الاتفاق تضمّن تقسيم مناطق النفوذ في شرق أوروبا بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي.
  • بعد التوقيع، غزا الجيش السوفيتي شرق بولندا ودول البلطيق وفنلندا (حرب الشتاء).

2. مواجهة الغزو الألماني (1941)

  • في يونيو 1941، هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي (عملية بربروسا) بشكل مفاجئ.
  • ستالين في البداية أصيب بالصدمة وتأخر في الرد، لكن سرعان ما قاد حملة تعبئة ضخمة للجيش والشعب.

3. معركة ستالينغراد (1942–1943)

  • نقطة التحول في الحرب ضد ألمانيا.
  • ستالين أمر بالدفاع عن المدينة حتى آخر جندي ("لا خطوة إلى الوراء").
  • انتهت المعركة بانتصار ساحق للجيش الأحمر، وأسر أكثر من 90 ألف جندي ألماني.

4. التنسيق مع الحلفاء

  • شارك في مؤتمرات كبرى مع تشرشل وروزفلت (مثل طهران ويالطا) للتخطيط لهزيمة هتلر وتحديد شكل العالم بعد الحرب.
  • طالب بفتح جبهة غربية في أوروبا لتخفيف الضغط عن الجيش السوفيتي.

5. التقدم حتى برلين (1945)

  • الجيش الأحمر قاد الهجوم النهائي على برلين.
  • رفع الجنود السوفيت العلم الأحمر فوق مبنى الرايخستاغ، معلنين نهاية النازية في أوروبا.

6. النتائج

  • الاتحاد السوفيتي خرج كقوة عظمى، لكن الحرب كانت مكلفة جدًا: أكثر من 20 مليون قتيل سوفيتي.
  • ستالين استغل النصر لتعزيز نفوذه في أوروبا الشرقية وبداية الحرب الباردة.

جوزيف ستالين والمسلمين

علاقة جوزيف ستالين بالمسلمين معقدة ومتقلبة، لأنها تأثرت بالسياسة السوفيتية العامة تجاه الدين وبالوضع الجغرافي المتنوع للاتحاد السوفيتي، الذي كان يضم جمهوريات ذات أغلبية مسلمة مثل أوزبكستان، كازاخستان، أذربيجان، طاجيكستان، وتركمانستان، إضافة لمسلمي القوقاز وتتار الفولغا.

1. موقفه من الإسلام والدين عمومًا

ستالين كان يتبنى الفكر الشيوعي الماركسي اللينيني، الذي يعتبر الدين "أفيون الشعوب"، وخلال فترة حكمه، خصوصًا في الثلاثينيات، شن حملة قمعية ضد جميع الأديان، بما فيها الإسلام:

  • إغلاق المساجد أو تحويلها لمبانٍ حكومية.
  • اعتقال علماء الدين والأئمة.
  • حظر التعليم الديني.

2. الحرب العالمية الثانية وتغيير السياسة مؤقتًا

  • مع الغزو الألماني عام 1941، احتاج ستالين دعم الشعب بكل فئاته، بما في ذلك المسلمين.
  • خفف القيود قليلًا، وسمح بفتح بعض المساجد، وأعاد الاعتبار لعدد من القادة الدينيين لكسب الولاء.
  • أُنشئت إدارات دينية إسلامية رسمية في بعض المناطق (مثل الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى).

3. ترحيل وتهجير المسلمين

  • ستالين نفّذ عمليات ترحيل جماعية ضد بعض الشعوب المسلمة بتهمة التعاون مع الألمان أو تهديد الأمن:
  • الشيشان والإنغوش (1944) → رُحّلوا إلى آسيا الوسطى.
  • التتار القرم (1944) → رُحّلوا إلى أوزبكستان.
  • مسلمو البلقار والقراشاي أيضًا رُحّلوا قسرًا.
  • هذه الترحيلات أدت إلى وفيات هائلة وظروف قاسية.

4. إرثه لدى المسلمين

  • كثير من المسلمين في الاتحاد السوفيتي يتذكرون عهده كفترة قمع قاسٍ للدين والثقافة الإسلامية.
  • ومع ذلك، يرى البعض أن تخفيفه المؤقت للضغط خلال الحرب العالمية الثانية ساعد في بقاء الإسلام حاضرًا في بعض المناطق.

جوزيف ستالين وهتلر

العلاقة بين جوزيف ستالين وأدولف هتلر مرت بثلاث مراحل متناقضة تمامًا: التحالف المؤقت – الصدام الدموي – الحرب حتى الموت:

1. البداية: العداء الأيديولوجي (قبل 1939)

  • الشيوعية (التي يمثلها ستالين) والنازية (التي يمثلها هتلر) كانتا أيديولوجيتين متصارعتين تمامًا.
  • هتلر كان يعتبر الشيوعية عدوًا رئيسيًا و"مؤامرة يهودية"، بينما ستالين كان يرى النازية خطرًا على الاتحاد السوفيتي.
  • رغم ذلك، كلاهما كان يتجنب الحرب المباشرة في الثلاثينيات، لأنهما كانا يعيدان بناء جيوشهما.

2. الاتفاق المثير للجدل: ميثاق مولوتوف–ريبنتروب (أغسطس 1939)

  • اتفاق عدم اعتداء بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي.
  • تضمّن بروتوكولات سرية لتقسيم بولندا ودول البلطيق بينهما.
  • بعد أسبوعين فقط، غزا هتلر بولندا من الغرب، وستالين من الشرق، ما أشعل الحرب العالمية الثانية.

3. الانقلاب: عملية بربروسا (يونيو 1941)

  • رغم الاتفاق، هتلر غدر بستالين وأطلق عملية بربروسا، أكبر غزو بري في التاريخ، ضد الاتحاد السوفيتي.
  • ستالين فوجئ تمامًا في البداية، لكن سرعان ما أعلن "الحرب الوطنية العظمى" وجيّش الشعب ضد النازية.

4. العداء المطلق والنصر السوفيتي

  • المعارك بينهما كانت من أشرس ما شهده التاريخ، مثل ستالينغراد وكورسك.
  • الجيش الأحمر بقيادة ستالين صدّ الغزو، ثم طرد الألمان وصولًا إلى برلين عام 1945.
  • النتيجة: هتلر انتحر، وستالين خرج كأحد المنتصرين الكبار في الحرب.

كيف مات ستالين؟

  • جوزيف ستالين توفي في 5 مارس 1953 عن عمر 74 عامًا، وسبب وفاته كان سكتة دماغية (جلطة في الدماغ)، لكن حولها كثير من الجدل.

جوزيف ستالين تاريخ ومكان الوفاة

  • التاريخ: 5 مارس 1953
  • المكان: منزله الريفي (الداشا) في منطقة كونتسيفو قرب موسكو، الاتحاد السوفيتي (آنذاك).
  • في ليلة 1 مارس 1953، وُجد ستالين على أرض غرفته فاقدًا الوعي بعد أن ظل لساعات دون أن يراه أحد، لأن حراسه ترددوا في الدخول خوفًا من غضبه.
  • الأطباء أكدوا إصابته بنزيف دماغي حاد، ودخل في غيبوبة.
  • بعد أربعة أيام من الصراع مع المرض، توفي في منزله الريفي قرب موسكو.

الجدل حول وفاته:

  • بعض المؤرخين يشكّون في أن وفاته لم تكن طبيعية، ويطرحون احتمال تسميمه أو تركه دون علاج متعمدًا، خاصة أن صراعات السلطة كانت قوية بين قادة الحزب.
  • لكن الرواية الرسمية السوفيتية بقيت تقول إنها سكتة دماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية مزمنة.

من هو الرئيس الذي خلف ستالين؟

بعد وفاة جوزيف ستالين في مارس 1953، لم يتسلم شخص واحد الحكم مباشرة، بل كان هناك قيادة جماعية في البداية، ولكن الشخص الذي برز لاحقًا وأصبح الزعيم الفعلي للاتحاد السوفيتي هو:

نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev)

  • أصبح الأمين الأول للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1953، وهو المنصب الأقوى في البلاد.
  • رسّخ سلطته تدريجيًا، وفي عام 1956 ألقى خطابًا سريًا أدان فيه جرائم ستالين، فيما عُرف بـ سياسة إزالة الستالينية.
  • حكم حتى عام 1964، وارتبط عهده بأحداث كبرى مثل أزمة الصواريخ الكوبية وسباق الفضاء.

أما من الناحية الرسمية فور وفاة ستالين:

  • غيورغي مالينكوف أصبح رئيس الوزراء (منصب حكومي).
  • كليمنت فوروشيلوف تولى رئاسة مجلس السوفيت الأعلى (منصب شرفي).
  • لكن خروتشوف هو الذي أصبح الزعيم الأبرز لاحقًا.
يبقى جوزيف ستالين شخصية تاريخية ثنائية الأبعاد؛ بطلًا قوميًا عند البعض لدوره في هزيمة النازية وبناء قوة الاتحاد السوفيتي، وطاغيةً عند آخرين بسبب حملات التطهير والترحيل والنفي التي أزهقت أرواح الملايين. إرثه السياسي والفكري ما زال محور نقاشات المؤرخين حتى اليوم، كأحد أكثر الزعماء تأثيرًا وإثارة للجدل في التاريخ الحديث.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع

  • Service, Robert. Stalin: A Biography. Harvard University Press, 2005.
  • Tucker, Robert C. Stalin in Power: The Revolution from Above, 1928–1941. W. W. Norton & Company, 1990. Ask ChatGPT
  • Davies, Sarah. Popular Opinion in Stalin's Russia. Cambridge University Press, 1997.