آخر تحديث: 13/07/2024
خصائص شعر الفرزدق وسمات شخصيته
شهد العصر الأموي فطاحل الشعر العربي وهم الفرزدق والأخطل وجرير، وهم أكثر الأفراد المؤثرين في تاريخ الأدب العربي والذين غادروا وتركوا تراث من الشعر والقصائد التي تحفل به المكتبة العربية، وتعتبر من الكنوز العريقة التي يرجع إليها الشعراء في العصر الحديث. باعتبار قصائدهم وشعرهم الركيزة الأساسية التي يقاس عليها مدي قوة أو ضعف المادة الأدبية، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نقدم لكم نبذة عن الفرزدق الذي يعتبر من الشعراء المميزين في الأدب العربي.
نبذة عن نشأة الفرزدق
- تعريف الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة وكنيته أبو فراس أو أبو مكية وهو من شعراء العصر الأموي ولقب بالفرزدق "نسبة إلى" خشونة وضخامة ملامح وجهه".
- وقد ولد في البصرة في السنة العشرين للهجرة.
- وكان ينتمي إلى قبيلة بدوية"قبيلة دارم" لها شأن عظيم في العصر الجاهلي.
- واكتسب الفرزدق العديد من الخصال الحميدة، نظرا لنشأته في الصحراء حيث تميز بحبه للشجاعة ومساعدة الأخرين ونجدة المحتاجين والكرم والجود.
- كما تميز بالطابع الجاد القوي وقوة أسلوبه وقدرته على الجدال وإقناع الأخرين.
- بالإضافة إلى تمسكه باللغة الصحراوية.
- وقد تعددت زيجات الفرزدق ومن أبرز الزيجات زواجه من ابنة عمه النوار بنت مجاشع وأنجب العديد من الأبناء من زيجاته المتعددة.
- فقد عاصر بداية الأسلام حتي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وصولا للخلافة الإسلامية والعهد الأموي.
صفات الفرزدق
طبيعة نشأة الفرزدق في البادية أستطاعت أن تؤثر في تكوين شخصية وجعلته مميزا وذو شأن عظيم، وتميز الفرزدق بالأتي :
- اهتمامه الكبير بمظهره ولباسه ونظافة وجه وشعره ولحيته، حيث رغم ضخامة وجهه وشكله الغير الوسيم كان يرتدي أفضل الثياب المصنوعة من الديباج والخز.
- كما كان يهتم بتهذيب لحيته وشعره وكان معتزا بنفسه كثيرا.
- بالإضافة إلى تميزه بالصفات الحسنة وكان يتمتع بقدر كبير من الذكاء والبلاغة واللباقة.
- امتاز الفرزدق بحكمته وذكائه، وكان قادرًا على الرد على منتقديه ومهاجميه بأسلوب لاذع وحجج قوية.
- كان الفرزدق فخورًا جدًا بانتمائه القبلي، وكان يدافع عن قبيلته ويفاخر بإنجازاتها.
- كان الفرزدق جريئًا في شعره وفي مواقفه، ولم يكن يتردد في التعبير عن آرائه بصدق ووضوح.
- الفرزدق كان معروفًا بفصاحته وقوة بلاغته، واعتبر واحدًا من أعظم الشعراء العرب في استخدام اللغة العربية.
- برع في شعر الفخر، حيث كان يفخر بنسبه وأصله وبطولات قبيلته.
- اشتهر أيضًا بالهجاء، وكان له عداوات شعرية مع عدد من الشعراء الآخرين مثل جرير والأخطل.
خصائص شعر الفرزدق
لقد تميز شعر الفرزدق بعدة خصائص منها :
- قوة الكلمات وخشونتها ورصانة التراكيب.
- كما تميز بميله إلى الكلمات الغير متداولة بين الأفراد ويختار الصور الجمالية المؤثرة، والمرادفات القوية.
- وتميز بالأسلوب المميز في عرض المادة الشعرية.
- وقد وصف شعر الفرزدق كالشخص الذي ينحت من الصخر نظرا لقوة أسلوبه وخشونة كلماته
- وقد تعددت الأغراض الشعرية الذي استخدمها الفرزدق في شعره فله العديد من قصائد في الفخر، والهجاء، والرثاء ،والمديح، والغزل.
- ولقد عاصر الفرزدق العديد من الخلفاء والحكام طيلة حياته مما جعله إلى استخدام المدح لكسب ود الحكام والتقرب منهم تارة والهجاء تارة أخرى.
- وتميز الفرزدق بأسلوبه الفريد في توليد الصور، وقدرته على اشتقاق الكلمات والمعاني؛ كما كان يكثر من العبارات والمعاني والقصص القرآنية، مدح آل البيت.
- كما كان الفرزدق يميل إلى القصائد القصيرة أكثر من طوالها؛ نظراً لكونها أسهل للحفظ، ويسهل تداولها في المجالس.
آراء الشعراء عن الفرزدق
لقد عاصر الفرزدق عاصر الكثير من الشعراء وكان من أشهرهم: الأخطل، وجرير، وكعب بن جعيل، والأحوص، ورغم المنافسة الشديدة بينهم فقد تحدث العديد من الشعراء عن شعر الفرزدق والذين أعتبره من شعراء الطبقة الأولى في الإسلام،ومن آرائهم :
- وقد مدحه جرير: في قوله إنه نبعة الشعر والنبعة من أجود أنواع الشجر، وأكثرها صلابة.
- كما شبه أبو عبيدة بالشاعر زهير بن أبي سلمى، وأوضح أهمية شعر الفرزدق وقال لولا شعر الفرزدق لضاع من اللغة العربية ثلثها.
- كما أعتبره أبو فرج الأصفهاني: من أفضل الشعراء الإسلاميين.
- وقد ذاع الهجاء بين الفرزدق وجرير الذي دام لسنوات وقسمت المجالس إلى جزأين أحدهما في فريق الفرزدق والأخر مع جرير مما ساعد على الإبتكار والدقة وترك إرثا عظيما من الشعر والقصائد العربية.
وفاة الفرزدق
- لقد هجر الفرزدق الشعر واستمر في حفظ القرأن الكريم، ولكن أصيب بمرض مزمن فذهب إلى البصرة؛ لتلقي العلاج واشتد عليه المرض وتوفي
- وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ الوفاة كانت عام 110هجريا، والأخر يرى أنه في 111هجريا.
- وكان جرير حزينا كثيرا على وفاة صديقه الفرزدق، وقد قال: «أما والله إني لأعلم أنيقليل البقاءِ بعده، ولقد كان نجمنا واحدا،وكل واحد منا مشغول بصاحبه»، وبقي حزيناً وقال: «أطفأ موت الفرزدق جمرتي، وأسال عبرتي، وقرب منيتي».
وفي الخاتمة، لقد مات الفرزدق وترك لنا تراث عظيم من الأدب العربي، الذي يستمر صداه حتي وقتنا هذا، ويحيا فيه الفرزدق كلما أطلع عليه أحد ووجد روعة شعره وقصائده.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4692
تم النسخ
لم يتم النسخ