كتابة :
آخر تحديث: 21/08/2024

هل الكوابيس تتحقق؟

جميعنا تقريبًا نرى الكوابيس، ولكن هل الكوابيس تتحقق؟ فالكوابيس تكون أحلامًا مزعجة ومخيفة تسبب لنا القلق والخوف؛ ولهذا نخاف من أن تتحقق، في هذا المقال في موقع مفاهيم، سنتحدث عن تحقيق الكوابيس. إذ تعد الكوابيس والأحلام المزعجة من أسوء ما يمكن أن يتعرض له الشخص في يومه، فهي تعكر اليوم، وتزيد مشاعر الخوف والقلق طوال اليوم، كما يقلق البعض من أن تتحقق هذه الكوابيس.
هل الكوابيس تتحقق؟

هل الكوابيس تتحقق؟

إذا كنت قد رأيت كابوسًا من قبل وتتساءل هل الكوابيس تتحقق ففي هذه الفقرة سنجيبك أكثر عن هذا السؤال:

أولًا: الكوابيس بعد الفجر

  • قد يستيقظ بعض الأشخاص خوفًا من الكوابيس في وقت آذان الفجر، ويخافون حينها من أن تتحقق مثل هذه الكوابيس.
  • وفي الحقيقة الرؤيا المفزعة والمخيفة من الشيطان، ولا تؤول ويجب على صاحبها ألا يتحدث عنها لأحد، ولن تضره إن شاء الله، وأيضًا يجب عدم الاعتماد على كتب التفسير، والقراءة فيها لمعرفة تفسير الرؤيا.
  • ولمن يخاف من أن تتحقق الكوابيس التي تأتي وقت آذان الفجر ويحمي نفسه عمومًا من ضرر الرؤيا السيئة ويمنع من تحقيقها في أرض الواقع هو أن يتقي العبد ربه في اليقظة.
  • كما عليه أيضًا أن يستعيذ من الشيطان الرجيم وألا يفكر كثيرًا حول هذه الكوابيس، وإنما يتوكل على الله في حياته، ويعلم أن الله لا يضر العباد.
  • وفي الحقيقة الأحلام تنقسم إلا 3 إما أن يكون من الله، وإما أن تكون رؤيا صالحة، وإما أن تكون من الشيطان، وما يراه الإنسان من مخاوف وكوابيس هي من الشيطان إن شاء الله.
  • وأيضًا الرؤيا تحدد وفقًا لمواصفاتها، وليس هناك اعتبارًا لوقتها، فمن يرى في وقت الفجر كابوسًا أو رؤيا مزعجة، فليست من الضروري أن تكون رؤيا.

والدليل على ذلك ما قاله البخاري في الصحيح: "باب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ، وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا اللَّيْلِ".

ثانيًا: الكوابيس بعد طلوع الشمس

  • قال القيرواني أنه لا فرق في حكم العبارة بين رؤيال النهار والليل، وكذا رؤيا الرجال والنساء، وقال الملهب: (لا يخص نوم النهار على نوم الليل، ولا نوم الليل على نوم النهار بشيء من صحة الرؤيا وكذبها وأن الرؤيا متى أُريت فحكمها واحد).

أما الكوابيس التي ترى بعد طلوع الشمس فلا يجب التفكير فيها، لأن الكوابيس والأحلام المزعجة من الشيطان.

أسباب الكوابيس قبل الفجر

الكوابيس التي تحدث قبل الفجر قد تكون ناتجة عن عدة أسباب نفسية وبيولوجية، وتشمل:

  • مرحلة النوم العميق وهي التي تسبق وقت الاستيقاظ وهي المرحلة التي يكون فيها الدماغ نشطًا والأحلام أكثر وضوحًا.
  • إذا كنت تشعرين بالضغوط النفسية أو القلق بشأن أمور معينة، فقد تظهر هذه المشاعر في شكل كوابيس.
  • بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي قد تزيد من احتمالية حدوث الكوابيس.
  • تناول وجبات ثقيلة أو أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر قبل النوم قد يؤثر على جودة النوم ويزيد من احتمالية حدوث الكوابيس.
  • اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق.
  • الانتقال إلى مكان جديد، أو مشاكل في العمل أو العلاقات قد تزيد من توتر الشخص، مما يزيد من احتمال الكوابيس.

هل الكوابيس تتحقق قبل الفجر؟

  • الكوابيس هي ببساطة أحلام مزعجة تحدث خلال النوم، ولا يوجد دليل علمي يثبت أن الكوابيس، سواء حدثت قبل الفجر أو في أي وقت آخر من الليل، يمكن أن تتحقق في الواقع.

هل الكوابيس تتحقق بعد الفجر؟

  • بالسؤال عن هل الكوابيس تتحقق بعد الفجر فهذا أمر نسبي قد يصدف مع البعض ويختلف مع الآخر، حيث أنه لا يوجد وقت محدد يمكن أن يرى فيه الإنسان الرؤى التي ستتحقق، وعلى الإنسان الذي رأى كابوس في المنام الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ويتفل ثلاث مرات على يساره، ولا يحدث به أحد ولا يسعى لتفسيره وتأويله حتى لا يقع.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ : فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ .فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ: فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ: فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ).

لماذا لا يجب عليك أن تقلق من الكوابيس؟

كما ذكنا سابقًا أن الكوابيس والأحلام المزعجة من الشيطان، وبالإضافة إلى ذلك عليك أن تعلم أن هناك العديد من العوامل التي تسبب الأحلام الزعجة تلك، وليست بالضرورة أنها شيء سيتحق أو أنها رؤيا. حيث يذكر علماء النفس أن الضغوط الحياتية، والأمراض النفسية، ومشكلات الصحة العقلية تلعب دورًا هامًا في ظهور الكوابيس.

وإليك بعض الأدلة على ذلك:

  • تقول الأبحاث العلمية أن بالتزامن مع الاحداث الجارية المؤلمة على مستوى العالم، تفشت في المقابل ذروة أخرى، ألا وهي رؤية كوابيس وأحلام مزعجة، وربط الأطباء النفسيون أن السبب في ذلك هي الخوف والارتباك ونظام الحياة الجديد الذي فرضته على العالم أجمع.
  • كما تشير الدراسات أن أكثر من 25% من الأطباء الذين عملوا في الصفوف الأولى لمواجهة كورونا في مدينة ووهان الصينة عانوا من الكوابيس بشكل متكرر.
  • أيضًا زادت مشكلات الكوابيس واضطرابات النوم وقت ذروة كورونا لدى الشباب والنساء والأشخاص الذين يعانون في الأصل من مشكلات صحة عقلية كالقلق، والاكتئاب.
  • أيضًا أظهرت دراسة أخرى أجريت على أطفال قطاع غزة، والذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 12 عامًا، أن أكثر من نصف الأطفال عانون من كوابيس ليلية بشكل منتظم.
  • وهذا يعني أن الأطفال يتاثرون بالضغوط والمخاوف التي يرونها في حياتهم اليومية، وهو ما ينعكس على نومهم، ويسبب لهم كوابيس ليلية.

أيضًا هناك العديد من المشكلات النفسية وأمراض الصحة العقلية، التي لها تأثير قوي على ما نراه خلال الليل، مثل اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم أيضًا.

هل يمكن أن تكون الأحلام المزعجة مفيدة؟

أثناء النوم، يقوم الشخص بتنظيم ذكرياته عن اليوم السابق والاحتفاظ بها، وكذلك إعادة استخدام ذكرياته الأقدم من ذلك أو إجراء تعديلات عليها. على الرغم من أنه يُعتقد أن هذا يحدث خلال فترة النوم بأكملها، تُعرف المرحلة باسم نوم حركة العين السريعة، والتي تسبق الاستيقاظ مباشرة، أو تتزامن مع النوم العميق.

وشهدت هذه الفترة الاحتفاظ بذكريات ذات طبيعة عاطفية أكثر من أي فترة أخرى، فهل يمكن أن تكون الأحلام المزعجة مفيدة؟ إليك الإجابة:

  • يقول العلماء إن "الأحلام المزعجة" يمكن أن تساعدنا أثناء فترات الاستيقاظ؛ لأن أثناء النوم تزيد من قوة الذكريات العاطفية، وتؤدي إلى الحفاظ عليها وتخزينها بشكل آمن، كما تساعد في تقليل الاستجابات العاطفية التي نطلقها لاحقًا استجابةً لتلك للأحداث المرتبطة به.
  • فعلى سبيل المثال إذا صرخ رئيسك في وجهك وفي الليلة التالية التي حلمت فيها بهذا الموقف، ستجد أن رد فعلك على هذا الصراخ سيكون أقل حدة عاطفياً إذا تكرر في المستقبل.
  • في حين أن احتمال أن تدربنا أحلامنا على التحكم في عواطفنا فكرة جذابة، فهناك من يشكك في الأدلة العلمية على أن هذا هو الحال.
  • مع ملاحظة أننا ندخل نوم الريم قبل أن نستيقظ مباشرة، تصبح مناطق الحُصين واللوزة في الدماغ نشطة بشكل خاص.
  • الحُصين هو منطقة من الدماغ تشارك في تنظيم ذكرياتنا والحفاظ عليها وتخزينها، واللوزة هي الجزء الذي يساعدنا في معالجة مشاعرنا وعواطفنا.
  • قاد هذا الباحثين إلى إظهار أن الأحلام المؤثرة عاطفيًا التي تبقى في الذاكرة بعد الاستيقاظ، مثل تلك التي تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة، هي مظاهر لتخزين الذكريات في دماغنا، وتحتفظ ببعض أو تستبعد البعض الآخر.
  • بعد أن نرى حلمًا مزعجًا، تصبح مناطق الدماغ التي تجعلنا نشعر بالخوف أكثر فاعلية، وكأن الحلم كان يدربنا على التعامل مع هذا الموقف.
  • لقد وجد أنه كلما طالت فترة شعور الناس بالخوف أثناء الحلم، قل عدد الصور المزعجة التي تظهر لهم مما يتسبب في تنشيط أقل للمركز المسؤول عن مشاعرهم.
  • من ناحية أخرى، قد تتطلب اللوزة الدماغية هذه الفترة من النوم لتتم معالجتها لإعادة ضبطها إلى وضعها الأصلي، قبل أن ننخرط في أنشطة اليوم التالي؛ لأنه يمكننا التخلص من هذا "العبء العاطفي" أثناء الليل.
  • كشفت الدراسات التي أجريت على العمال المعرضين للإجهاد والتوتر أن مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يساعدنا في تنظيم استجابتنا لمثل هذه المشاعر والأحداث السلبية، تصل إلى الذروة في الصباح.
  • يرى نوم حركة العين السريعة أيضًا أن الحُصين واللوزة الدماغية والقشرة المخية الحديثة تصدر موجات ثيتا بطيئة ومنخفضة التردد.
  • تفسير آخر هو أن مناطق الدماغ المشاركة في معالجة الأحداث العاطفية أثناء الأحلام يتم تحفيزها مرة أخرى عندما يتم تشغيل نفس الضغوط في فترة الاستيقاظ قبل النوم.
  • قد يعني هذا أن نوم الريم ونشاط ثيتا متورطان بشكل فريد في التخزين طويل المدى ومعالجة الذكريات المزعجة.
هل الكوابيس تتحقق؟ من الأسئلة التي يسألها الكثيرون، حيث يخافون أن تكون تلك الأحلام المزعجة التي يرونها قد تتحقق يومًا من الأيام، أو تكون رؤيا، وفي هذا المقال جاوبناك على هذا السؤال.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ