هل صلاة التراويح 13 ركعة؟ ما حكمها وفضلها؟
جدول المحتويات
هل صلاة التراويح 13 ركعة؟
قبل الإجابة عن سؤال هل صلاة التراويح ١٣ ركعة، ينبغي أن نذكر أن صلاة التراويح من الصلوات التي تؤدي في شهر رمضان بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة، وقد أطلق عليها هذا الاسم بسبب أن من يصليها يستريح عقب كل أربع ركعات أثناء صلاتها.
وأما من حيث الإجابة عن هل التراويح ١٣ ركعة فقد أجمع الفقهاء على أن صلاة التراويح ٢٠ ركعة بدون الوتر أي ٢٣ ركعة مع الوتر، فمن زاد على ذلك فلا إثم عليه ومن انقص من هذا العدد فلا إثم عليه.
وعلى هذا القول للعلماء فإنه لا يجوز للمسلم أن ينقص في عدد ركعات صلاة التراويح إلى أقل من ٨ ركعات، حيث يكون عدد ركعات كل ترويحة ٤ركعات فإن نقصت عن ثمانية لا تعتبر صلاة تراويح ويضيع ثوابها ويسرها المسلم.
فقد جاء في صحيح النسائي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت :" ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن أحد عشر ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن.
ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت السيدة عائشة ثم قلت: يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي".
وقد اتفق علماء الأمة على أن عدد ركعات صلاة التراويح بين ١١ركعة مع الشفع والوتر، سنة بما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، و٢٠ ركعة بدون الشفع والوتر كما يؤديها المسلمون في الحرم الشريف ثم يصلون ثلاث ركعات الشفع والوتر أي ٢٣ركعة مع الوتر،
حيث يصلونها كصلاة الفجر ركعتين والتسليم ثم ركعتين والتسليم وهكذا بالتتابع، فيجوز صلاتها على الوجهتين ما في استطاعة المسلم أن يؤديها، فمن أداها على الحرم المكي جاز وحسن ثوابه ومن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم جاز وحسن ثوابه.
وقد قال الكاساني أن ركعات هذه الصلاة ١٧ ركعة مع العشاء لأن المصلى قد يكون مقيم او على سفر، فإن كان مقيم صلاها ١٧ركعة فيصليها ركعتين ثم أربع ركعات ثم أربع ركعات ثم ثلاث ركعات.
وذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولقوله في صحيح البخاري "صلوا كما رأيتموني أصلي" فيكون بيان ال١٧ ركعة كما قصد الكاساني: ٤ ركعات العشاء ثم ٢ سنة العشاء ثم ٤ و٤ التراويح ثم ٣ الشفع والوتر.
حكم صلاة التراويح ووقتها
صلاة التراويح في شهر رمضان هي سنة مؤكدة للمسلمين يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، وقد كان النبي يصليها في بدء الأمر في جماعة، ثم بدأ بصلاتها بمفرده خشية على أن تصبح فرضاً على الأمة الإسلامية فيشق عليهم، فقد نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم :"خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج الرسول فصلى بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: "أما بعد فإنه لم يخف على مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله والأمر على ذلك".
فلما انتهى الخوف من فرضها وعرفها الناس قام سيدنا عمر بن الخطاب بإحيائها، وأما وقتها فيبدأ عقب صلاة العشاء، ويمتد حتى طلوع الفجر.
كيفية صلاة التراويح وبيان ركعاتها
- لم يرد في الأحاديث عن النبي ببيان أو تحديد عدد ركعاتها ولكن ثبت صلاته لها ١١ ركعة مع الشفع والوتر، وذلك لا يدل على وجوب الإقرار بهذا العدد، فقد أجاز الفقهاء الزيادة في ما في استطاعة المسلم أدائه.
- فقد قال ابن تيمية: له أن يصلي عشرين ركعة كما هو مشهور في مذهب أحمد والشافعي وله أن يصلي ستاً وثلاثين كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشر ركعة وثلاث عشرة ركعة".
وقد أورد الحافظ بن حجر في كتابه الفتح بياناَ بعدد ركعاتها كالتالي:
- ١١ركعة مع الوتر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- ١٣ ركعة مع الوتر.
- ٢١ ركعة مع الوتر.
- ٢٣ ركعة مع الوتر.
- ٣٩ ركعة مع الوتر.
- ٤١ ركعة مع الوتر.
- ٤٩ ركعة مع الوتر.
هيئتها: يصليها المسلمون دون تحديد للسور القرآنية فيها فلم يرد عن النبي او الصحابة الكرام في ذلك، وإنما يحرص المسلمون على ختم القرآن كاملاً فيها على مدار شهر رمضان، بحيث يكون المسلمين قد قرأوا القرآن وسمعوه كاملاً خلال الشهر.
وكان يطول المسلمين في القراءة في هذه الصلاة، وبين كل ركعتين تسليم ثم يستريحون عقب كل أربع ركعات ويمكنهم شرب الماء وتناول التمر في المسجد وتكون الاستراحة لإلقاء الحكم والمواعظ ليتفقه المسلمين في دينهم، وفيها ايضاً من الذكر والدعاء.
كما يستحب للمسلم ألا يزيد في ختم القرآن عن مرة واحدة في صلاة. التراويح ويستحب الزيادة في غير الصلاة، وذلك حتى لا تكون مشقة عليهم وتعباً ويحدث فيها الفتور، وقد قال الإمام ابن عبد البر أنه يستحب للمسلم أن يقرأ في صلاة التراويح ما يعادل عشراً من الآيات الطوال، وأما في القصار فيمكنه أن يزيد، وأن تكون قراءته على ترتيب المصحف الشريف.
صلاة التراويح جماعية أم فردية
بعد الإجابة على سؤال هل صلاة التراويح ١٣ ركعة فقد يتساءل المسلم عن صلاتها فردية أم في جماعة؟
هذه الصلاة سنة مؤكدة في حكمها على المسلمين رجالا ونساء، كما يستحب تعليمها للأطفال، والصلاة للرجال في جماعة المسجد أفضل، من صلاته في بيته وذلك في سائر الصلوات، فقد أوضح الفقهاء ان أقيمت صلاة التراويح جماعة في المسجد، فإنه:
- ذهب رأى الجمهور أن صلاتها مع الجماعة في المسجد أفضل، وهذا اقتداء بما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو المنتشر في بلاد المسلمين خلال شهر رمضان.
- وقد ذهب المالكية في رواية وبعض من الشافعية أن ادائها في البيت أفضل وذلك للحديث الشريف " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" أي المفروضة ويقصد بها الصلوات الخمس والجمعة.
- وهناك الرأي الثالث الذي يجعل الأمر عائداً لعلم الأشخاص وقدرتهم، فمن كان يحفظ من القرآن الكريم كثيراً ويستطيع ادائها في منزله، ولن يؤثر تخلفه عن ادائها في المسجد على باقي المسلمين كأن يكون هو الأكثر حفظاً ولا قدر تلاوة، صحت صلاته في بيته وفعل، ومن لم يكن على حفظ كثير أو قدرة على النطق الصحيح والتلاوة فصلاته مع جماعة المسجد أفضل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17248