هل يجوز الصيام على جنابه للرجل أو المرأة؟ وكيفية الاغتسال من الجنابة؟
ما المقصود بالجنابة؟
الجنابة في اللغة:
- إن الجنابة هي عكس مصطلح القرب أو القرابة، حيث أن ما يتجنبه الشخص ويبتعد عنه يسمي جنبا.
- وجاء ذلك بسبب النهي عن الاقتراب من مواضع الصلاة واماكنها إذا لم يكن الشخص طاهرا، وتشمل الجنابة الذكر والأنثى على سواء فيستوي فيها الواحد والتثنية والجمع.
الجنابة في الشرع:
- تعني الجنابة في الشرع الإسلامي بأنها فعل حاصل في جسم الإنسان، فيعرفها النووي بأنها صفة تطلق على الشخص الذي أنزل المني والشخص الذي جامع.
- حيث أنه إذا حدث ذلك الفعل يجب على الإنسان البالغ المسلم ألا يذهب إلى المسجد ولا يصلي ولا يقرأ قرآن حتى يقوم بالتطهر.
- فهي في النهاية عبارة عن حدث معنوي يصيب البدن ولا تصح صلاة أحد وهو جنب حتى يتطهر.
هل يجوز الصيام على جنابه؟
لقد اتفقت مذاهب الأئمة الأربعة أن الصوم على جنابة صحيح وغير باطل وذلك لان هناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة النبوية الشريفة على ذلك وتتمثل فيما يأتي:
قول الله تعالى في القرآن الكريم :
- (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل)، وتشير تلك الآية إلى أن الصيام على جنابة صحيح، حيث أنه يجوز الجماع في الليل حتى طلوع الفجر، ومعني أت جواز الجماع حتى طلوع الفجر يقتضي طلوع الفجر على المجامع وهو في جنابة لذلك يصح الصوم.
ما ورد في أحاديث البخاري:
- عن عائشة وام سلمة رضي الله عنهما (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ)،فلقد بين ذلك الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجامع زوجاته ليلا في شهر رمضان ويتأخر في الغسل حتى يطلع عليه الفجر ويقوم بالاغتسال.
- وإن ذلك كان بعد الجماع وليس بعد الاحتلام، وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي)، فيؤكد ذلك الحديث وجوب صحة الصوم على جنابة.
- وتبين كل هذه الادلة الجواب على سؤال هل يجوز الصيام على جنابة، حيث أن الطهارة على من الجنابة ليست شرطا من شروط صحة الصوم، ويشمل ذلك الصوم على جنابة بسبب الاحتلام أيضا، حيث أنه لا يوجد مانع من تأخير الاغتسال حتى بعد طلوع الفجر.
- وأيضا يقاس على ذلك أن المرأة التي انتهى حيضها قبل طلوع الفجر وقامت بالاغتسال بعد طلوع الفجر فإن صومها صحيح وذلك لأن الحيض يشبه الجنابة، فتجوز النية والصوم عليهما.
الجماع على تعمد في نهار رمضان يفسد الصيام:
- ولكن لقد اتفق جميع العلماء على أن الجنابة بسبب الجماع عمدا في نهار رمضان يفسد الصيام، ويشترط عدة شروط للتكفير عن ذلك، فيجب قضاء اليوم والكفارة، وأيضا يفسد الصوم عند وقوع الجنابة بتعمد ولكن دون الفرج مثل القبلات واللمس بشهوة والاستمناء.
- ولكن في هذه الحالة يجب قضاء اليوم ولا توجد كفارة عن جميع جمهور أهل العلم ولكنها تجب عند المالكية، حيث أن الواجب عند المالكية وجوب الجمع بين الكفارة والقضاء، وإن ذلك يتضمن الرجل والمرأة حيث أنهم سواء.
- ولكن إذا كانت الجنابة بسبب النظر أو بسبب التفكير فإنها لا تفسد الصيام عند جمهور الفقهاء، وذلك حيث أنه يوجد دليل من السنة وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا وسْوَسَتْ، أوْ حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ به أوْ تَكَلَّمْ).
- ولكن أيضا قام المالكية وبعض أهل العلم بمخالفة هذا الرأي وقالوا أن ذلك يفسد الصوم فيجب القضاء ولقد قال المالكية أن الكفارة واجبة مع القضاء أيضا وذلك على من أطال في النظر أو داومه.
الأشياء التي يحرم على الجنب فعله
وبعد الإجابة عن " هل يجوز الصيام على جنابة " بنعم يجوز الصوم على جنابة، فإنه توجد أشياء يحرم على الجنب فعله ومن تلك الأشياء ما يأتي:
- الصلاة وسجود التلاوة حيث ذكر في القرآن الكريم قوله تعالى (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، لذلك يجب التطهر قبل القيام بذلك.
- الطواف حول الكعبة المشرفة حتى وإن كان ذلك الطواف نافلة، حيث أنه ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الطواف بالبيت الحرام صلاة.
- مس القرآن الكريم فقد قال الله تعالى (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).
- تلاوة القرآن الكريم باللسان بهدف القراءة ويشمل ذلك لغة الإشارة من الأخرس حيث إنها كالكلام حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُقرئُنا القرآنَ على كلِّ حالٍ ما لم يكن جُنبًا)،ولكن يستثنى من ذلك بعض الأشياء إذا كان القصد الدعاء أو الاستعاذة أو الثناء أو التعليم، فكل هذه الأشياء غير محرم على الجنب فعلها.
- ويجوز ذلك إذا جاءت القراءة على اللسان من دون قصد ويجوز البسملة ايضا وتحميد الله تعالى وقراءة سورة الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي ولكن شرط ذلك أن يكون ذكر الله تعالى وذلك عند الحنفية والشافعية.
- أما عند المالكية فيجوز قراءة الآيات التي ليست طويلة ويجوز تهجئة القرآن، ويجوز عندهم أيضا قراءة القرآن للحائض والنفساء قبل انقطاع الدم سواء كان ذلك على جنابة أم لا.
- الاعتكاف في المسجد، حيث قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا).
كيفية الاغتسال من الجنابة؟
إن الغسل من الجنابة واجب باتفاق جميع العلماء، ويوجد له صفتان الأولى الصفة الكاملة والثانية صفة الأجزاء، وهما كالآتي:
الغسل ذو الصفة المجزئة
- وهو أن يقوم الشخص المسلم بأداء الواجبات فقط في غسله وليس السنن، فيقوم بنوي الغسل ثم يقوم بتعميم الماء على بدنة كله.
- ثم يقوم بالمضمضة والاستنشاق، فإنه إذا فعل ذلك يكون غسله صحيح ولا بأس فيه.
الغسل ذو الصفة الكاملة
وهو أن يقوم الشخص المسلم بأداء الواجبات والسنن معا، فتكون خطوات الغسل الكامل بالترتيب كالآتي:
- النية: ومحلها القلب ينوي المسلم الطهارة من الحدث.
- التسمية: وهي أن يقول المسلم بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل الكفين: فيقوم المسلم بغسل الكفين ثلاث مرات حيث أنهما أداة غرف الماء.
- غسل الفرج باليد اليسرى: حيث أن الفرج موضع الجنابة فيجب غسله من الأوساخ والأذى العالق به.
- تنظيف اليد اليسرى: وتدليكها بشدة وتنظيفها من الأوساخ.
- الوضوء: يكون ذلك الوضوء مثل وضوء الصلاة كاملا.
- غسل القدمين: وهناك اختلاف في الوقت فيرى البعض أن يكون غسلهما مع الوضوء واستحب الجمهور غسلهما بعد الانتهاء من الاغتسال وكلامها صحيح.
- تعميم الماء في أصول الشعر: عن طريق ادخال الاصابع بينهم حتى يصل الماء إلى المنبت.
- غسل الرأس بالماء ثلاث مرات: حتى يصل لأصول الشعر.
- تعميم الماء على الجسد: وذلك مرة واحدة ومن السنة أن يتم تدليك البدن من الجهة اليمنى إلى اليسرى.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15047