كتابة :
آخر تحديث: 24/03/2022

ما هي هوية الضحية؟ وكيفية التعامل معها وعلاجها؟

لكل شخص في هذه الحياة هوية أو شخصية معينة يتبناها أو تكون هي الغالبة عليه في معظم تصرفاته في كافة نواحي الحياة، وعلى أساسها يعيش الشخص حياة سعيدة أو تعيسة. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن هوية الضحية.
تتشكل هوية الشخص أو شخصيته منذ أن كان صغيرا أو من أول يوم جاء فيه على هذه الحياة، ويقول بعض من علماء النفس أن شخصية الإنسان تتشكل منذ أن كان جنينا في بطن أمه، ولذلك من المهم جدا أن ينتبه الشخص لهذا الأمر حتى يتخلى أو يعالج الخلل الموجود في شخصيته ليعيش حياة متوازنة وسعيدة خاصة إذا كانت هويته القديمة بها خلل ما يجلب له الحظ السيء أو الألم والمعاناة في الحياة.
ما هي هوية الضحية؟ وكيفية التعامل معها وعلاجها؟

ما هي هوية الضحية؟

هوية الضحية هي:

  • من الهويات التي إذا تبناها الشخص في حياته ستجلب له المزيد من الألم في الحياة.
  • بالإضافة إلى أن الشخص سيكون في وضع استسلام تام للمستغل أو من يحاول استغلاله.
  • ولذلك من الأفضل إذا اكتشف الشخص أنه كذلك أن يتخلى تماما عن لعب هذا الدور حتى يتحسن وضعه على كافة الأصعدة خاصة النفسي.
  • لأن الشخص الضحية أو الذي يرى نفسه ضحية الآخرين أو الظروف فهو شخص غير واثق في نفسه وقدراته.
  • على الرغم من أنه يملك الكثير من الأمور التي لا يمتلكها غيره، ولكنه لا يطور تلك المهارات، ويعتقد عن نفسه أنه ضعيف.
  • ويحتاج لوجود الآخرين من حوله أو دعم الآخرين له، وهذا ما يعرضه للتلاعب أو الاستغلال، ويستنزف طاقته.

صفات هوية الضحية

أولا: عدم تحمل المسؤولية

  • الشخص الذي يتبنى شخصية الضحية هو شخص لا يتحمل مسؤولية حياته.
  • بمعنى أنه دائما يلوم الآخرين على ما حدث له أو يحدث له.
  • ولا يتحمل نتيجة أخطائه في الحياة، ويلتمس العذر لنفسه في كل إخفاق يقع له أو يحدث له.

ثانيا: عدم البحث عن حلول للمشكلات

  • الشخص الناضج أو الواعي هو الشخص الذي يبحث دائما عن حلول لمشكلاته حتى يتخطى مرحلة صعبة من حياته أو مشكلة ما يواجهها.
  • لكن الشخص الضعيف أو الذي يرى نفسه ضحية للآخرين والظروف هو شخص مستسلم للغاية.
  • بالإضافة إلى أنه لا يبحث عن حل لمشكلته في الحياة لأنه لا يرى أنه مسؤول عن الأذى الذي وقع عليه بل يرى الآخرين هم المسؤولين.
  • كذلك الشخص الضحية يرفض أن يقدم له شخص ما مساعدة معينة ليخرج من الوضع الحرج أو الصعب الذي يعيش فيه.
  • لأنه لا يريد الخروج من هذا الوضع، وفي العمق أو في العقل اللاواعي له هو مستمع ومرتاح جدا لهذا الأمر.
  • لأن هذا الوضع بالنسبة لهذه الشخصية هي منطقة راحتها.
  • ولذلك يخاف الشخص كثيرا من التغيير أو الخروج من هذه المنطقة أو التخلي عن تلك الهوية.

كيفية التعامل مع هوية الضحية؟

توجد بعض التعليمات والنصائح التي يجب اتباعها في حال قرر شخص ما توعية الشخص الذي يلعب دور الضحية، لكي يتخلى عن هذا الدور الذي يسبب له مزيدا من الألم والفشل في حياته، خاصة وأن هذا النوع من الشخصيات يرفض مساعدة الآخر له، ومن تعليمات للتعامل مع هوية الضحية ما يلي:

  • لا يُنصح بعرض المساعدة بشكل مباشر وواضح على الشخصية التي تلعب هذا الدور.
  • لأن في الغالب هذا الشخص سيرفض أو سيدافع عن نفسه بشكل أو بآخر عند قيام أحدهم بتوضيح مدى خطورة هذا الدور له أو أنه يجب أن يتخلى عنه.
  • ولذلك يجب أن يتم ذلك بحكمة وبطريقة غير مباشرة حتى لا يقاوم هذا الشخص أي تغيير أو أي محاولة تغيير تحدث له.
  • من الممكن أن يتم سؤال الشخص أو الضحية على ما ينوي القيام به في المستقبل حتى ينجح أو يحقق نجاح ما.
  • ومن ثم يتم تشجيع هذا الشخص بشكل متوازن، وعرض بعض الأفكار عليه بخصوص خطواته تجاه هذا النجاح أو تحقيق الهدف.
  • حتى يتبناها الشخص، وتساعده أكثر على النجاح دون شعوره بأن الآخر يتدخل في شؤونه أو يدفعه للتغيير.
  • لا تجعل هذا الشخص يشعر بأنك تتفوق عليه في أمر ما في الحياة.
  • كما يجب عليك ألا تتناقش مع هؤلاء الأشخاص بالمنطق أو بالعقل، لأن لديهم عقل غير صحي أو جيد بالمرة.
  • يجب على الشخص أن يتأكد تماما إذا كان الشخص الذي أمامه بالفعل هو يلعب دور الضحية أم لا.

كيفية علاج هوية الضحية؟

في البداية يجب أن نعلم أن الشخص الذي يلعب دور الضحية لا يرى نفسه كذلك، ولذلك فلن يكون هناك فائدة من علاج هذا الشخص أو عرض فكرة العلاج والتغيير عليه، ولذلك أولى مراحل الشفاء من هذا الأمر هو:

  • اعتراف هذا الشخص بأنه يلعب دور الضحية أو أنه ضحية الظروف والآخرين.
  • وخلال الاعتراف بذلك يجب أن يعرف الشخص أنه هو المسؤول عن كل ما حدث له في الماضي، وما يحدث له حاليا، وما سيحدث له في المستقبل.
  • ومن هنا تبدأ رحلة العلاج الناجحة لهذا الشخص، والتي تكون عبارة عن معرفة السبب الرئيسي الذي كون تلك الهوية عند الشخص.
  • وهذا السبب سيكون في الغالب صدمة أو موقف قاسي وصعب تعرض له هذا الشخص في الصغر جعله يرى نفسه عاجزا أو ضعيفا.
  • وبالطبع هذا الأمر لن يكتشفه الشخص بنفسه بل يتم عندما يتابع أو يطلب هذا الشخص المساعدة من أحد المتخصصين في مجال الطب النفسي أو العلاج الشعوري.
  • ويكون شخص محترف ومعتمد من قبل الدولة أو من جهة رقابية ما في الدولة حتى لا يتم استغلال هذا الشخص مرة أخرى من قبل هذا المعالج.
  • ومن ثم يقوم المعالج باستخدام بعض التقنيات التي تساعد الشخص على تحرير تلك الصدمة من أجل أن يتخلى عن دور الضحية.
  • ويبدأ في رؤية الأمور على حقيقتها ومن ثم يبدأ في تحمل مسؤولية حياته، ويبدأ في تحقيق النجاحات.
  • كذلك على الشخص الذي اعترف بأنه يتبنى دور الضحية أن يعمل على زيادة الثقة بالنفس والذات.
  • وذلك من خلال التحرر من مشاعر العار والتأنيب، والتحرر من السعي وراء إرضاء الآخرين أو الحاجة إلى إثبات الذات لهم.
  • كما أن الشخص الذي يريد أن يتخلى عن دور الضحية يجب أن يكون لديه أهداف ونوايا بشكل مستمر في شتى نواحي الحياة.
  • حتى ينشغل بها أو بالسعي إلى تحقيقها لكي لا يكون لديه شعور بالفراغ أو انعدام الذات.
  • وهذه الأمور هي المدخل الأساسي لشعور الشخص بأنه ضحية الظروف والآخرين، وتعرضه للتلاعب أو الاستغلال ممن حوله.
  • فالهدف من وضع الأهداف والنوايا ليس تحقيقها بل الخروج من منطقة الراحة للشخص أو الخروج من عباءة هوية مزيفة مثل هوية الضحية.
كانت هذه بعض المعلومات التي تفيد في معرفة ما هي هوية الضحية، وكيفية التعامل معها وعلاجها، والذي نستنتج منه أن اعتراف الشخص بأنه مسؤول عن كل ما يحدث له أو حدث له هو أمر جيد للغاية، لأن من هذا المنطلق يبدأ الشخص في تغيير الكثير من الأمور السلبية في شخصيته، والتي تكون عائقا للنجاح أو الانخراط أكثر في المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ