كتابة :
آخر تحديث: 15/05/2023

تطور وسائل النقل على مر التاريخ

شهد تطور وسائل النقل على مر التاريخ تطورا ملحوظا، حيث عمل الإنسان على ابتكار وسائل نقل جديدة، ولم يقتصر اعتماده في التنقل على الوسائل التي وفرتها له الطبيعة؛ بل ساهم في تطوير صناعة جديدة ألا وهي المواصلات التي واكبت بشكل ما تطور العصر؛ ومن ثم قدمت خدمة جيدة ومناسبة لتطلعات الإنسان دوما، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم، نتعرف على أهم التطورات التي لاحقت وسائل النقل، تابعونا.
تطور وسائل النقل على مر التاريخ

وسائل النقل

  • لا شك في أن واحدا من أهم العناصر في أي مجتمع حضاري هو قطاع النقل، إذ أكدت التجارب العالمية على أهمية ودور نظام النقل في التطوير الحضاري والعمراني للبلدان وكذلك، فكل من النمو الاقتصادي والاجتماعي يعتمد بشكل كبير على النقل.
  • نظرا للمكانة الكبيرة التي يتميز قطاع النقل في حياتنا اليومية، فمن البديهي أن نتساءل على تاريخ النقل، وكيف بدأ وتطور مع تطور الحضارة البشرية، حيث سنهتم بمعرفة تاريخ النقل بشتى أنواعه وكيفية تطوره عبر العصور، بالإضافة إلى دوره في تطوير الحضارة البشرية.

أهمية وسائل النقل

  • النقل هو حركة البضائع أو الأشخاص، ويعتبر واحد من أهم متطلبات الحياة وعامل من عوامل تطور الحضارة البشرية. كما واكب النقل مراحل مهمة من التاريخ البشري ورسم منعطفات جديدة قادت الإنسان نحو العديد من الإنجازات المهمة.
  • فالنقل كان وسيلة لتقريب المدن والدول ومن ثم القارات، وتبادل السلع والبضائع كما هو حال العديد من المنتجات التي غزت العالم عن طريق التنقل بعد أن كانت منحصرة في مكان واحد، وساهم أيضا في تلاقي الحضارات الشرقية والغربية.
  • وساعد على تنقل الإنسان واكتشاف أراضي جديدة لتوسيع التواجد البشري في العالم، زد على ذلك دور النقل المباشر في تطوير الحضارة البشرية بمساهمته في تقليص المسافة بين البشر بمختلف الأعراق والأعراف الذي أدى بدوره إلى تنقل الاختراعات والأفكار الجديدة والعلوم البشرية؛ مما ساهم في تطور الإدراك البشري.

Transportation

أنواع وسائل النقل

من أكثر الوسائل التي تطورت على مر العصور هي وسائل النقل، وقد أدت الحاجة إلى وسيلة تساعد على التنقل، وتوفر الوقت الضرورة إلى تطوير ونشأة طرق ووسائل حديثة للنقل، ومن أشهر وسائل النقل الموجودة حاليا، ما يلي:

  1. النقل البري: ويشمل من المشي إلى الخيول إلى العربات إلى الدراجات إلى السيارات إلى الشاحنات.
  2. النقل البحري: القوارب والسفن والبواخر، والسفن العملاقة وسفن الحاويات، والجدير بالذكر أن 90٪ من التجارة الدولية تتم من خلال النقل البحري.
  3. النقل الجوي: تعتبر الطائرات هي الشحن الأسرع على مستوى النقل جميعا، بل والأكثر كفاءة من حيث الوقت، ولكن تكلفة استخدامه أعلى نسبيا.
  4. النقل بالسكك الحديدية: تم اختراع النقل بالسكك الحديدية في أوائل القرن التاسع عشر، ورغم أهمية القطارات في نقل البضائع والحمولات، ألا أنها مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً في الإنشاء.
  5. النقل متعدد الوسائط: وهو استخدام أكثر من وسيلة نقل للأفراد والبضائع، على سبيل المثال الاعتماد على نقل البضائع عن طريق النقل البري بالشاحنات، ومنها إلى السكك الحديدية ثم السفن.
  6. خط الأنابيب: هي وسيلة خاصة بنقل الغازات والسوائل عابرة للقارات عن طريق أنابيب تنقل الوقود الأحفوري من مكان لأخر، مثل نقل الغاز والنفط، وغيرها.

مراحل تطور وسائل النقل على مر التاريخ

لقد كان تطور وسائل النقل بين الماضي والحاضر، يمر بالعديد من المراحل التي شهدت تطورا ملحوظا في وسائل النقل، وتشمل ما يلي:

5000 سنة قبل الميلاد والقرن الثامن عشر ميلادي

  • مر النقل بمراحل كثيرة تطور فيها وتطور الإنسان، فأول وسيلة نقل استعملها الإنسان هي المشي والجري والسباحة، وبعد تدجين الحيوانات كالحصان والبقر والثور استعملت للتحميل والتنقل حوالي عام 5000 قبل الميلاد.
  • وفي وقت لاحق استعمل الإنسان أول العربات البدائية التي يعود بناؤها للسومريين في بلاد الرافدين عام 3500 قبل الميلاد التي ساهمت في جعل نقل الحيوانات للبضائع والأشخاص أكثر كفاءة.
  • كما استغل البشر منذ القدم الأنهار والبحار للتنقل، في العصر الحجري استعمل الإنسان قوارب بدائية للملاحة النهرية والشاطئية لتتطور فيما بعد حوالي عام 3200 قبل الميلاد، حين اخترع المصريون الأشرعة، وصنعوا أول مركبة شراعية مهدت الطريق نحو أنواع جديدة من السفن الكبيرة العابرة للمحيطات.

القرن التاسع عشر ميلادي

  • حتى الثورة الصناعية، كان التنقل لمسافات طويلة مكلفا وبطيء، ومع تطور المحرك البخاري في بريطانيا في القرن الثامن عشر ميلادي عرف النقل عصرا جديدا، ومهد الطريق لظهور وسائل جديدة كالطائرات والسفن البخارية والقطارات البخارية وصولا للسيارات.
  • وحقق أول خط سفن بخارية عام 1807م نجاحا تجاريا باهرا في الولايات المتحدة، كما أدى ظهور القاطرات البخارية لأول مرة في بريطانيا لتعزيز خط النقل البري، ويصبح بهذا مستقلا تدريجيا عن استعمال قوة الحيوانات والإنسان في التنقل.

القرن العشرون والواحد العشرون ميلادي

  • تميَزت المركبات البخارية بالسرعة والقوة الأمر الذي طور النقل العالمي، وأدخل الإنسان تدريجيا لعصر السرعة، أصبح النقل البري أكثر تنافسية مع تطوير محرك الاحتراق والسيارات التي تعمل بالنفط حوالي عام 1900 م.
  • في عام 1903 م قدم الإخوان {WRIGHT} للعالم أول طائرة تستعمل قوة المحرك للطيران؛ ومن ثم تقدم النقل خطوة إلى الأمام في مجال المواصلات.
  • بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت الطائرات وسيلة سريعة لتنقل الأشخاص والبضائع لمسافات طويلة، بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت شركات السيارات وشركات الطيران التي زادت من حصتها في النقل الأمر الذي جعل دور المواصلات البحرية والقطارات البخارية يتقلص بشكل كبير.
  • ويتمحور في أغلب الأحيان على خدمات الشحن عن طريق الحمولات، في الخمسينات توجه اهتمام البشر نحو الفضاء الخارجي للكرة الأرضية، وظهرت وسائل نقل جديدة تتميز بالقوة والسرعة.
  • في ستينات القرن الماضي أصبح التنقل الجوي الدولي متاحا بشكل أكبر إلى جانب نمو السيارات والطرق السريعة الأمر الذي أجبر السكك الحديدية إلى تطوير نوع جديد من خطوط السكك يعرف حاليا بخط القطار الفائق السرعة HSR الذي ظهر لأول مرة في باريس عام 1981 م، وتجدد عام 2008 م بمنظور جديد في الصين، ساهم هذا الأخير في ازدهار النقل البري الرفع من قيمته حيث تميز بالسرعة الفائقة وقدرة الاستيعاب الكبيرة والكفاءة التقنية.

تطور وسائل النقل الحديثة

  • قد يكون النقل وصل لمرحلة متطورة وثورية في السنوات الأخيرة، إلا أنه مازال يجاري تغيرات الحضارة الإنسانية ونموها السريع شركات النقل الكبرى لم تكتف بالتطورات الموجودة حاليا.
  • بل تعكف هذه الأخيرة على ابتكار وسائل نقل جديدة وسبل أكثر أمنا وسرعة تسخر الذكاء البشري والتقنية للتغلب على الوقت والمسافة من مكان لآخر. وبهذه التغيرات المتجددة - التي تواكب تجدد الحياة البشرية - نضمن نموا تنمويا للعالم الحضاري على طول السنوات القادمة.
  • مجال النقل عرف تطورا ملحوظا، وذلك لأهميته التي خلقت فارقا في حياة الإنسان على مر التاريخ، فنجد أن كل حقبة شكلت مرحلة من مراحل التطور التي أبدع الإنسان خلالها من تطوير وسائله التنقلية التي أحدث طفرة في الحياة الصناعية؛ ومن ثم تمكنت من إحداث الفرق والتطور الذي نشهده الآن.

وسائل النقل بين الماضي والحاضر

تطور وسائل النقل الجوي

  • بدأت وسائل النقل الجوي في الظهور مع ارتباط العديد من الأساطير والخرافات حول حلم الطيران والمحاولات العديدة التي قام بها البعض وتركيب أجنحة والقذف من أعلى في محاولة التحليق في السماء، ويعد عباس بن فرناس أول من حاول الطيران في التاريخ.
  • ثم ظهرت محاولات فعلية من خلال رسومات قام بها الرسام دافنشي للمركبات الطائرة.
  • ومحاولة الأخوين رايت في الطيران بمركبة أثقل من الهواء في عام 1903.
  • كما صاحب الحربيين العالميتين الاهتمام بمجال النقل الجوي، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي، إذ بدأ عصر الطائرات النفاثة في النقل الجوي.
  • ومع تطور الطائرات النفاثة والطائرات المدنية والحوادث التي تعرضت لها، كان هذا عامل في تطوير صناعة الطائرات بحيث تتفادى هذه الحوادث السابقة. وتمت معالجة معايير تصميم الطائرات للسرعة والمدى والحجم وكفاءة الوقود.
  • وحاليا أصبحت هناك العديد من الخطوط الجوية، والطائرات المخصصة للبضائع ذات المساحات الواسعة، والسرعة والكفاءة المطلوبة، وتعددت تصاميم وكفاءات النقل الجوي.

تطور وسائل النقل البري

لقد شهد النقل البري العديد من التطورات، ويشمل هذا التطور ما يلي:

  • لقد بدأ النقل البري بالمشي، ثم ترويض الخيول والحيوانات، ثم اختراع العجلة، ويرجع اختراع العجلة إلى عام 4000-3500 قبل الميلاد، في بلاد ما بين النهرين أو آسيا، ومن ثم تم الجمع بين ترويض الحيوانات للنقل وربط عربات صغيرة باختراع العجلة.
  • وأصبحت العجلة هي وسيلة نقل البضائع والأفراد، ويعد السومريين أول من جربوا النقل على عجلات، كان عجلة ثم أصبحت اثنين، ثم استخدام العربات ذات الأربع عجلات.
  • في القرن الثامن عشر، بدأ إضافة المحرك البخاري للعربات للحصول على مزيد من السرعة، وفي فترة الحرب العالمية الثانية بإدخال محرك يعمل بالديزل، ومن ثم تم الاعتماد على الكهرباء في تشغيل القطارات ولكن كان الكفاءة قليلة، مما جعل الفكرة يصعب تنفيذها لقلة الخبرة، وتم تطوير الفكرة حاليا وأصبحت مترو الأنفاق يعمل بالكهرباء.
  • ثم استطاع لينوار جان إتيان الفرنسي صنع محركًا يعمل بالغاز، ومن ثم أصبحت الشاحنات والسيارات تسير من خلال محرك يعمل بالبنزين والغاز.

تطور وسائل النقل وعلاقة ذلك بالتطور العلمي والتقني للإنسان

  • إن تطور وسائل النقل على مر التاريخ، اقتران بالعديد من المحاولات التي تفشل تارة وتنجح تارة أخرى، والجدير بالذكر، أن الاكتشافات الحديثة والبحوث العلمية والتجارب في مجال وسائل النقل، والمقترن باستخدام التطور العلمي والتقني ساهم بشكل كبير في إحداث ثورة في صناعة وتطور وسائل النقل على مستوى العالم.
  • ولا يقف العلم على ما توصل إليه من تطورات ملحوظة في مجال وسائل النقل، ولكن لازالت البحوث العلمية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في اكتشاف الجديد لمزيد من الرفاهية والراحة والسرعة والكفاءة والتنقل بشكل أكثر تطورا.

تطور وسائل النقل وتأثيرها في المجتمع

لقد ساهم تطور وسائل النقل على إحداث تغييرات جذرية في المجتمع، ومنها ما يلي:

  1. إذ ساهم في إمكانية الوصول إلى الوظائف والسلع والخدمات والترفيه والاتصال الاجتماعي بسهولة وسرعة فائقة.
  2. أصبح امتلاك وسيلة نقل معينة دليل على المكانة الاجتماعية للفرد، مما يشير إلى زيادة دخل الفرد.
  3. أصبح الاتصال بين الأفراد والتواصل أسهل وأسرع، وتلاشت المسافات بين الأفراد على مستوى العالم.
  4. ساهمت في زيادة اقتصاد الدول مما يؤدي إلى تحسين معيشة الأفراد.
  5. ساهم في التعرف على مدن جديدة نتيجة سهولة التنقل.
  6. التنقل عاملاً في ضعف التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد.
  7. تزايد فرص العمل والخدمات المتاحة للأفراد وإمكانية الحصول عليها من أي مكان.

هناك العديد من العواقب التي تزامنت مع تطور وسائل النقل، وهي التلوث الهوائي وعوادم السيارات، الضوضاء التي تحدثها وسائل النقل، تلوث المياه نتيجة للانسكابات النفطية، وعوادم السفن، الازدحام المروري وتضييق الشوارع بالسيارات. للتخفيف من الآثار الخارجية البيئية لوسائل النقل هي فرض اللوائح المتعلقة بالمعايير ومستويات الانبعاثات وظروف التشغيل.

وختاما، إن تطور وسائل النقل على مر التاريخ، جعل لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان وجعلت فكرة التحري عن وسائل أكثر رفاهية وعملية أكثر توحي للإنسان قديما أن وسائله البدائية ليست كافية. مما جعله يبدع في ابتكار وسائل جديدة وتطويرها بشكل تدريجي ومهم في نفس الوقت، حيث لا ننكر أن قطاع النقل أحدث الفرق في مجال الصناعة؛ وبالتالي ساهم بشكل مهم في تطوير ونمو العالم بشكل متجدد لا ينتهي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع