أبرز أنواع الشك وطرق علاجه
مرض الشك
مرض الشك أو كما يطلق عليه مرض الوسواس القهري هو عبارة عن حالة مرضية منتشرة في مجتمعاتنا، حيث تؤدي هذه الحالة إلى اختلاط الأفكار داخل عقل الانسان المريض هذه الافكار غالبا ما تكون غير مقبولة وغير قابلة للشرح وتسمى بالهواجس في علم النفس والاجتماع. قد تؤدي هذه الهواجس إلى قيام الشخص بأفعال متكررة ونمطية، يطلق عليها اسم الدوافع.
قد يحدث هنالك خلط بين هذه الهواجس والنشاطات اليومية التي يقوم بها الشخص على مدار اليوم مسببة له اضطرابات نفسية شديدة.
وقد تختلف التصرفات الصادرة من شخص طبيعي مقارنة مع شخص مصاب بمرض الشك وهذا يعتبر شيء بديهي، فالشخص المصاب لا يرغب هو الأخر في إصدار هذه التصرفات الغريبة إلا أنها قد تصدر عنه بشكل قهري رغما عنه، فهي أفعال خارجة عن إرادته رغبته.
يمكن لشخص طبيعي أن يتأكد من إغلاق صنبور الماء الخاص بمنزله عل الارجح مرتين الى ثلاث مرات، وهذا ليس بالضرورة دليل على إصابته بمرض الشك، فالكل يمكنه فعل ذلك الأمر، أما فيما يخص مرضى الشك فهم يقومون بفعل ذلك لعدة مرات خلال مدة قليلة.
ما يميز الأشخاص المصابين بمرض الشك عن غيرهم هو وجود بعض المناطق الغير متوازنة والغير طبيعية داخل الدماغ، كما أن اضطراب الوسواس القهري تصاب به السيدات أكثر دون الرجال. تظهر أعراض مرض الشك في مراحل مختلفة من عمر الإنسان، لكن غالبا ما تظهر هذه الأعراض عند المراهقين أو فئة البالغين الصغار.
أنواع الشك
يُقسم مرض الشك إلى ثلاثة أنواع الشك رئيسة نذكرها من بينها ما يلي:
الشك العادي المقبول
لا يختلف اثنان على أن جميع الفئات العمرية لديها درجات قليلة من الوسواس، والذي يدخل في خانة الشك العادي أو الشك المقبول، وذلك لتجنب الوقوع في الأخطاء الناتجة عن التقديرات التي تم اكتسابها من خبرات الأناس الآخرين، أو التجارب الشخصية الفاشلة.
الشك الملازم للإنسان
يؤدي الشك الملازم للإنسان في وجود صعوبة كبيرة في الاتصال مع الأشخاص الأخرين حتى أقرب الناس، والتي يمكن أن تظهر في كثير من الجوانب، من أهمها ما يلي:
- وجود شكوك مختلفة ودائمة بين المخطوبين والأزواج دون توفّر دليل واضح.
- وجود عداوة مستمرة اتجاه الأشخاص الأخرين.
- تفسير غير منطقي وسلبي للكثير من الأمور المتعلقة بشؤون الحياة المختلفة.
- الشك في الآخرين باستغلالهم له سواء ماديا أو معنويا.
- الشك في بعض الناس أن في نيتهم إلحاق الأذى له.
- فقدان الثقة بالأصدقاء والجيران والأزواج والأقرباء والزملاء.
- احساس المريض بأن تصرفات الأشخاص الآخرين تعدٍّ وهتك لحقوقه.
الشك المرضي
خلال إصابة الإنسان بالشك المرضي يبدأ في المعاناة من وجود هلوسات وتخيلات وأوهام لا أساس لها من الصحة، وغير موجودة على أرض الواقع، فيحس كأن جميع من حوله يخططون لإيذائه والتعدي عليه والمؤامرة ضده، الشيء الذي يؤدي إلى تطور وتأزم الأمر مع مرور الوقت لتصبح شغله الشاغل دون وجود أي برهان أو دليل واضح عليها.
وعلى الرغم من معرفة الشخص المصاب بعدم توفر دليل موثوق وواضح إلا أنّ صاحبها لن يقتنع أبدا ومهما حاول بأنها مجرد فكرة وهميّة من نسج خياله فقط.
فعلى سبيل المثال نجد أن هذا النوع من الشك يسيطر ويبعثر أوراق العلاقة الزوجية عن طريق الشك في الخيانة، إذ قد تجد أن الزوج يلجأ إلى مراقبة زوجته ويتجسس عليها، ويعمل على مراقبة خط هاتفها، أو قد تجد الزوج يعود إلى المنزل في غير الوقت المعتاد؛ لاكتشاف دليل يقطع له الشك باليقين هل تخونه أم لا حسب اعتقاده.
أعراض مرض الشك
تنقسم أعراض الشك إلى قسمين الأول يسمى بالأفكار الوسواسية المتكررة (OBESSIONS)، والثاني يسمى بالأفعال القهرية (COMPULSIVES)، ولكلٍ من هذه الأنواع أعراضه الخاصة، من بينها ما يلي:
أعراض الأفكار الوسواسية المتكررة
الأفكار الوسواسية المتكررة المتعلقة بمرض الشك هي عبارة عن مجموعة من التخيلات والتهيئات المتكررة والغير المرغوب فيها. والتي تسبب أفكار سلبية وتطفلية. الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الشخص بالقلق والتوتر، وحينها نجد المصاب يحاول أن يتخلص من هذه الأفكار عبر القيام ببعض الأفعال، حيث تترتب عليه الأعراض التالية:
- خوف المريض من التلوث والقذارة.
- عدم الرغبة في لمس الأشياء التي لمست من طرف الأشخاص الآخرين.
- الخوف من اتساخ ملابسه.
- هوس الشخص المصاب بمرض الشك في رؤية الأشياء مرتبة ومنتظمة.
- الاحساس بالقلق الشديد عند رؤية الأشياء الغير المرتبة والمنسقة كما يجب أن تكون عليه.
- ظهور لدى الشخص المريض أفكار عدوانية على سبيل المثال ايذاء النفس أو إيذاء الآخرين.
- ظهور لدى الشخص المريض أفكار غير مرغوبة فيها تتعلق بمواضيع دينية، مثل الشك في وجود الله.
- ظهور لدى المريض أفكار متمردة تتعلق بمواضيع جنسية أو عدوانية.
- احساس المصاب بالحزن والأسى اتجاه بعض التخيلات الجنسية السيئة التي ينسجها في عقله ومخيلته.
أعراض الأفعال القهرية
الأفعال القهرية هي مجموعة من السلوكيات والأفعال التي يقوم بها الشخص المصاب بمرض الشك بطريقة لا شعورية وذلك من أجل التخفيف من حدة القلق والإزعاج الذي يصيبه جراء الأفكار الوسواسية. كما أنها أفعال غير مرغوب فيها تتكرر دائما فيحس من خلالها المريض بأنه مجبر على القيام بها.
الشيء الذي يترتب عليه الأعراض التالية:
- التحقق من اغلاق الأبواب مرات عدة سواء أبواب المنزل، السيارة، الحديقة...
- التحقق من أن الهاتف لا يرن مرات كثيرة.
- الغسل والتنظيف الدائم والمتكرر.
- الفحص المستمر للاشياء المحيطة به.
- اتباع روتين قاسٍ في ما يتعلق بالأكل والشرب...
- عدم الاحساس بالطمأنينة، وقد يكون ذلك بسبب الأفكار الوسواسية.
أسباب مرض الشك
لازال العلماء والأطباء يبحثون لإيجاد سبب واضح يشرح إصابة بعض الأشخاص بمرض الشك، لكنهم لم يعثروا عليه بعد، إلا أن هناك بعض الفرضيات التي ترجح أسباب الإصابة بمرض الشك وهي كالتالي:
- عامل الوراثة، أي وجود مصابين بمرض الشك مثل الأب والأم والأخ والأخت.
- إصابة الشخص المصاب بالقلق والاكتئاب.
- إصابة الشخص بالتشنجات اللاإرادية.
- إصابة قديمة سواء نفسية أو جسدية.
- وجود تاريخ من الاعتداء الجسدي في مرحلة الطفولة.
- وجود اعتداء معنوي في جميع المراحل العمرية للشخص.
- وجود صدمة قديمة.
علاج مرض الشك
تختلف الطرق المستعملة في علاج مرض الشك، فكل مريض يتبع منهجه الخاص به على حسب معتقداته، دخله المادي، الحالة الاجتماعية له إلى غير ذلك، إلا أنه توجد وسيلتان للعلاج وهما:
العلاج الشرعي
العلاج الشرعي للتخلص من الشك يكمن في اتّباع الطريق الديني والتقيّد بأحكامه حتى يرشده الله عز وجل الى الطريق الصحيح، فمن التزم به أبعد الله عنه مرض الشك والعديد من الأمراض الأخرى، كما يستعمل هذا العلاج للتخلص من وساوس الشياطين الملازمة للإنسان، إضافة إلى قطع الشك الذي لا أساس له من الوجود في الأصل.
علاوة على التمكن في البعد عن الشياطين، كما يعتبر هذا العلاج فعالا في جميع الحالات المرضية من الشك رغم تفاوت درجاته، كما أنه يعد علاجا مناسباً لشك الرجل بشريكة حياته على وجه الخصوص.
العلاج الحسيّ السلوكيّ
العلاج الحسي السلوكي أو ما يعرف بالعلاج النفسي، هو علاج يقوم أساسا على زيارة المريض المصاب لطبيب مختص في مجال علم النفس، وذلك لتفادي حدوث المزيد من حالات الشك المرضية، كاللتي قد تحدث بين الأزواج والأصدقاء. إذ أن هذا النوع من العلاج يمكن من تحديد الأسباب المؤدية للشك وتخصيص العلاج اللازم للتخلص من هذا المرض.
يمكن هذا النوع من العلاج من شغل الشخص المصاب بمرض الشك في التفكير في كل ما هو ايجابي، والإبتعاد عن التفكير في الضغوطات النفسية واليومية التي تؤدي به الاضطرابات النفسية المختلفة.
قد توجد بعض الحالات المستعصية التي تتطلب التدخل الطبي من أدوية وعقاقير طبية مناسبة للحالة، وذلك من أجل العمل على تخفيف حدة هذه الأعراض أو المضاعفات البالغة الخطورة المصاحبة لمرض الوسواس القهري.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2695