كتابة : رحاب
آخر تحديث: 14/07/2022

أقوال الفقهاء في حكم أخذ الوالد من مال ابنه

أخذ الوالد من مال ابنه هل هذا الأمر حلال شرعاً أم حرام، هذا السؤال يطرح في الفترة الأخيرة بشكل مستمر ويرغب العديد من الناس التعرف على الحكم الشرعي لهذا الأمر، ولذلك فسوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الأحكام الشرعية الكاملة لهذا الموضوع، الجهل الذي أصبح الآن متواجد في عالمنا العربي بالدين يسبب الكثير من المشاكل خاصة مع الجيل القادم، وهذا الأمر يتمثل في انحراف هذا الجيل والطمع بشكل مستمر للحصول على كافة الأشياء التي متواجدة من حولهم، جميع هذه الأشياء يجب أن يتم التغلب عليها.
 أقوال الفقهاء في حكم أخذ الوالد من مال ابنه

أخذ الوالد من مال ابنه

سنتحدث الآن عن جميع الأمور العامة التي تخص هذا الموضوع أخذ الوالد من مال ابنه ، لأنه يشغل بال العديد من الناس ويتساءل عنه ولذلك سنتعرف على الأحكام العامة في هذا السياق:

  • يجب على الأبناء أن يقدموا كافة الأمور الجيدة والمرضية للوالدين، لأن للوالدين حق عظيم على الأبناء فهم الحياة والحب الأول والأهم، لذلك لابد من التعامل معهم بشكل جيد.
  • هناك الكثير من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي نادت بأهمية التعامل بأفضل شكل ممكن مع الآباء، لأن طريق الجنة الأول والأهم يأتي عند التعامل بشكل جيد معهم وطاعتهم.
  • هذا الأمر يتم التأكيد عليه من قبل العديد من السور التي نادت بأهمية وضرورة طاعة الأب والأم، فقال الله تعالى في سورة الإسراء {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
  • بالإضافة إلى ذلك هناك عامل هام جداً يقع على عاتق الآباء في تربية الأبناء بطريقة سليمة، وذلك لإخراج أفضل صورة ممكنة منهم، ليكون بعد ذلك التعامل معهم أسهل وأفضل في المستقبل.
  • حق الآباء على الأبناء كبير جداً ليتم رد البر والتربية السليمة التي تمت من قبل الآباء في الماضي، وهذه الديون لها مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
  • لذلك يجب على الابن أن يكون حريص في التعامل مع الأب بأفضل شكل ممكن.
  • المال أصبح في هذا الوقت من الأمور الهامة في الحياة والتي من دونها يصعب أن تستمر، ولذلك قد يلجأ الآباء خاصة بعد التقدم في العمر لأخذ المال من أبنائهم فما هو حكم الشرع في هذا الأمر.

حكم الشرع في أخذ الوالد من مال ابنه

بعدما تعرفنا على الأحكام العامة المتعارف عليها من قبل الخبراء المختصين في مجال الدين في أخذ الوالد المال من ابنه، سنتعرف الآن على حكم الشرع في هذا الأمر:

  • يجب على الشخص المسلم أن يسير دائماً على الشرع الإسلامي والشريعة الإسلامية الصحيحة، لأن مثل هذه الأمور هي الطريق الأول والأهم إلى الجنة.
  • في البداية ومن أهم مظاهر بر الولد بوالديه وفي حال كان هذا الشخص مقتدر ضرورة أن يتم إنفاق المال بشكل مناسب، وذلك من خلال الطعام أو حتى من خلال الكساء وأخيراً من خلال المسكن.
  • لكن هناك شرط واحد لا بد أن يكون متوفر في الأبناء أن يكون لهم القدرة على القيام بهذا الأمر، حتى لا تسبب مثل هذه الأمور الكثير من المشاكل الصعبة على الأبناء بعد ذلك.
  • من الممكن أن يستولي الأب على جزء من مال الابن، في حال كان الأب بحاجة كبيرة لهذا المال.
  • لكن يجب أيضا أن يكون هذا الجزء غير ضار على الابن، سواء من خلال العمل الذي يقوم به أو حتى المال المدخر، للقيام بأمر من أمور الحياة الهامة بعد ذلك.
  • يجب أن نقوم بالتأكيد على هذا الأمر من خلال الحديث الشريف القادم، عن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه.
  • هناك رجل أتى إليه وقال إنّ أبي يُريد أن يأخذَ مالي كلّه يَجتاحه، أي لا يُبقي منه شيئًا فقال لأبيه: إنّما لك من ماله ما يَكفيك، فقال: يا خَليفة رسول الله، أليس قد قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ “أنت ومالك لأبيك”؟ فقال: نعم، وإنما يَعني بذلك النّفقة. “تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 66”.

اتفاق الفقهاء على ضرورة إنفاق الولد على أبيه

من جانب آخر تم توضيح أمر هام من قبل الفقهاء وهو ضرورة أن يتم إنفاق المال من قبل الابن على أبيه، ولذلك سنتعرف على التفاصيل الهامة في هذا السياق:

  • اتفق الفقهاء في هذا السياق على ضرورة أن يقوم الابن المقتدر بصرف المال وبشكل مستمر على الأب، لأن هذا الأمر هو الطريق الأول والأهم للجنة.
  • بالإضافة إلى ذلك هناك أمر شائع الآن بين الكثير من الأبناء وهو عدم إسرافهم للمال على الأب الفقير، وفي مثل هذه الحالات يكون هناك هذا إثم عظيم عند الله سبحانه وتعالى.
  • كما يجوز للأب أن يأخذ ما طاب له من مال ابنه، لكن من الضروري ألا يتم صرف هذا المال في الأمور الغير جيدة في الحياة، لأن ذلك سيكون ذنب عظيم على الأب يصعب غفرانه.
  • فقد ورد حديث شريف عن السيدة عائشة حيث قالت ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم ) رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد وابن حبان والحاكم وهو حديث حسن صحيح كما قال الترمذي.
  • هناك حديث شريف متعارف عليه عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يقول ( أنت ومالك لأبيك).

أقوال الفقهاء في حكم أخذ الوالد من مال ابنه

هناك العديد من الأحاديث الدينية التي أتت من قبل الفقهاء المختصين في هذا الأمر، للتعرف على الحكم الشرعي لأخذ الأب المال وبصورة مستمرة من الابن:

  • توجد الكثير من الأحاديث التي أتت عن رسول الله والصحابة الكرام، عن ضرورة أن يكون الابن هو الطوع الأول والأهم في حياة الأب، ولا يحتاج الأب لأمر ما في الحياة في ظل وجود أبنائه.
  • بالإضافة إلى ذلك هذا الأمر تم الاستشهاد به من قبل ابن قدامة حيث قال، للأب أن يأخذ من مال ولده ما شاء، ويتملكه مع حاجة الأب إلى ما يأخذه، ومع عدمها، صغيراً كان الولد أو كبيراً.
  • لكن لهذا الحديث شق آخر وهما شرطين لابد من توافرهم، الشرط الأول أن لا يجحف بالابن، ولا يضر به، ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته، والثاني أن لا يأخذ من مال ولده فيعطيه الآخر.
  • من الأحاديث الأخرى التي يتم الاستشهاد بها من قبل الإمام البخاري (إذا أعطى بعض ولده شيئاً لم يجز حتى يعدل بينه ويعطي الآخر مثله، ولا يُشهَد عليه).
  • جميع هذه الأمور لا بد أن يتم مراجعتها من قبل الابن، حتى يكون قادر على التعامل بأفضل شكل ممكن مع الآباء، لأنه كما ذكرنا الطريق الأول والأهم للجنة هي طاعة الأب والأم.
أخذ الوالد من مال ابنه تعتبر من الأمور الجيدة التي يجب أن يقوم بها الأبناء باستمرار، لأن هذا الأمر سيجعل لهم مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر تم التأكيد عليه من قبل العديد من الأحاديث الدينية والآيات القرآنية المختلفة، التي نادت بضرورة التعامل بشكل جيد مع الأب والأم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ