كتابة : Zakaria
آخر تحديث: 11/02/2020

أساسيات التمكن من فن الاقناع

في حياتنا اليومية وعبر علاقاتنا التواصلية، نقع في الكثير من المواقف حيث تختلف الآراء وقد تتضارب، وتتعدد الأطراف وتتفرع، فيحاول كل طرف إقناع الآخر بصواب رأيه وسداد موقفه، من خلال عملية "الإقناع"، مما يجعلنا بشكل أو بآخر نهتم بالتعرف على أساسيات وقواعد ومهارات التمكن من فن الاقناع.
أساسيات التمكن من فن الاقناع

أساسيات التمكن من فن الاقناع

الفرق ما بين الإقناع والتلاعب

الإقناع ليس التلاعب، فالتلاعب هو الإكراه بالقوة الناعمة أو الخداع، لحمل شخص ما على فعل شيء لا يصب في مصلحته. بينما الإقناع فن ومهارة لجعل الناس يفعلون أشياء تخدم مصلحتهم الخاصة بشكل يفيدك أيضًا.

هل يمكن إقناع أي شخص؟

يمكن إقناع الجميع، في التوقيت والسياق المناسبين، ولكن ليس بالضرورة على المدى القصير. تركز الحملات السياسية مثلا وقتها وأموالها على مجموعة صغيرة من الناخبين في ظرف محدد. تتمثل الخطوة الأولى في الإقناع دائمًا على التعرف على هؤلاء الأشخاص المراد إقناعهم، ثم تركيز طاقتك وانتباهك الكلي تجاههم.

لفت الانتباه ومنح الاهتمام

يجب أن تحظى بالاهتمام، لأنه لا يمكن أبدًا إقناع شخص غير مهتم بما تقوله. ولا ريب في أننا نحن جميعًا مهتمون بأنفسنا، إذ نقضي معظم وقتنا في التفكير في المال أو الحب أو الصحة.وعليه فمن أولى أساسيات فن الإقناع هو تعلم كيفية التحدث باستمرار مع الناس عنهم وعن اهتماماتهم، إذا قمت بذلك بشكل متقن فستستحوذ على انتباههم دوما.

قواعد عامة للتمكن من فن الاقناع

إجبارية التعامل بالمثل

من الأمور المذهلة بشأن العلاقات البشرية في علم الاجتماع، هو أنه عندما أفعل شيئًا من أجلك، فستشعر بالامتنان، وبأنك مضطر لفعل شيء ما من أجلي، وفي فن الاقناع من المهم أن تستفيد من المعاملة بالمثل بشكل ذكي لصالحك.

المثابرة والإصرار

إن الشخص الذي يستمر في ترديد قناعاته والدعوة لها بشكل يظهر قيمها وإيجابياتها، هو في النهاية الأكثر إقناعا. فالطريقة التي تمكنت بها الكثير من الشخصيات التاريخية من إقناع جماهير الناس، هي الاستمرار في ترديد مساعيهم ورسالتهم إلى آخر المطاف.

لنأخذ على سبيل المثال أبراهام لنكولن الذي فقد والدته وثلاثة من أبناءه وأخته وصديقته، وخسر ثمانية انتخابات منفصلة.هل تراجع؟ كلا لقد استمر في الإصرار على رسالته وأفكاره حتى تم انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة.

جامل الناس بإخلاص

نحن جميعا نتأثر كثيرا بالمجاملات الإيجابية بشكل يجعلنا أكثر استعدادا لمنح الثقة للناس الذين يكنون لنا مشاعر طيبة، هذه المشاعر التي نتلقاها من حاسة السمع على شكل عبارات وجمل لطيفة تحفز مشاعرنا بشكل جيد.

مثلا يمكنك تجربة مدح الناس بإخلاص خاصة حين يتعلق الأمر بالأشياء التي لا يتم تكريمهم عليها عادةً، إنه أسهل شيء يمكنك القيام به لتمهيد الطريق لإقناع الآخرين، إنه لا يكلف شيئًا سوى كلمة أو اثنتين.

إضبط توقعاتك

عليك أن تفكر مليا وتتريث في تقديم التوقعات للآخرين حين تحاول إقناعهم. فمثلا تتم مكافأة الرئيس التنفيذي الذي يعد بزيادة بنسبة 20 ٪، لكنه في المبيعات يتجاوز توقعه ويحقق زيادة بنسبة 30 ٪. في حين يعاقب الرئيس التنفيذي الذي يعد بزيادة بنسبة 40 ٪ حيث يحقق 35 ٪، رغم أنه تجاوز الأول ولكنه لم يف بوعده في النهاية. الإقناع هو مجرد فهم وإدارة لتوقعات ونفسية الآخرين.

قول الحقيقة

أحيانًا تكون أكثر الطرق فاعلية لإقناع شخص ما، هي إخبارهم بالأشياء عن أنفسهم التي لا يستطيع أي شخص آخر أن يقولها. كل ماعليك فعله هو قول الحقيقة وغالبا ما ستجد أن ردود أفعال الآخرين مفاجئة للغاية.

مهارات الاقناع الشخصية

المرونة السلوكية

إن الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من المرونة، وليس بالضرورة الأكثر قوة، هو الذي يتحكم. غالبًا ما يكون الأطفال مقنعين للغاية لأنهم يمرون بسلسلة من السلوكيات للحصول على ما يريدون (العبوس، البكاء، المساومة..)، في حين أن الآباء محاصرون بالرد الفردي ب"نعم" أو "لا". كلما طورت مرونتك السلوكية، كلما أصبحت أكثر إقناعا.

تعلم نقل الطاقة

يستنزف بعض الناس من طاقتنا، في حين أن أكثر الناس إقناعًا يعرفون جيدا كيفية نقل طاقاتهم الإيجابية إلى الآخرين، لتحفيزهم وتنشيطهم. في بعض الأحيان يكون الأمر واضحًا تمامًا مثل القيام بالاحتكاك المباشر عبر اللمس الجسدي أو الضحك أو الإثارة في الاستجابات اللفظية أو حتى مجرد الاستماع الفعال.

التواصل بوضوح هو المفتاح

إذا لم تتمكن من شرح مفهومك أو وجهة نظرك لطلاب الصف الثامن، بحيث يمكنهم شرحه بوضوح كافٍ لشخص بالغ آخر، فعليك أن تعمل على تطوير مهاراتك في التواصل، لأنها قلب الإقناع.

يكمن فن الإقناع في تبسيط شيء ما حتى جوهره، والتواصل مع الآخرين بما يهتمون به حقًا وبأسلوب يستوعبونه ويتفاعلون معه، بحيث يسهل تمرير المعلومة وتحفيز الآخر على مشاركتها.

التحضير المسبق يمنحك التميز

يجب أن تكون نقطة الانطلاق دائمًا في عملية الإقناع وهي معرفة المزيد عن الأشخاص والمواقف من حولك. من خلال إعداد دقيق يمهد لإقناع فعال. على سبيل المثال، تقوم بتحسين فرصك بشكل كبير في مقابلة العمل إذا علمت تمامًا بمنتجات الشركة وخدماتها وخلفيتها.

إبق هادئًا في الصراع

لا يوجد أحد أكثر فعالية عندما يحتدم النقاش في مواقف الانفعال الشديد أكثر من الطرف الذي يحافظ على رباطة جأشه، وسكون أعصابه. ستكون لديك دائمًا الأفضلية القصوى من خلال الحفاظ على الهدوء والانفصال وعدم الانصياع للعواطف والانفعالات.

في الخلافات، يلجأ الناس إلى أولئك الذين يتحكمون في عواطفهم، ويثقون بهم في تلك اللحظات لقيادتهم وهذا بالضبط ما عليك أن تكون عليه.

إستخدم الغضب لصالحك

معظم الناس غير مرتاحين حين يصل النقاش إلى الذروة الحرجة. إذا كنت ترغب في تصعيد الموقف إلى مستوى عالٍ من التوتر والصراع، فسوف يتراجع آخرون في كثير من الحالات. استخدم هذا بشكل بسيط، ولا تفعل ذلك من منطلق عاطفي أو بفقدان التحكم في النفس؛ لكن تذكر، يمكنك استخدام الغضب عمدا لصالحك.

الثقة واليقين

لا توجد قيمة مقنعة ومثيرة وجذابة بقدر اليقين. إن الشخص الذي لديه إحساس جامع باليقين هو الذي سيكون قادرًا دائمًا على إقناع الآخرين. إذا كنت تؤمن حقًا بما تفعله، فستتمكن دائمًا من إقناع الآخرين للقيام بما هو مناسب لهم، مع إمكانية الحصول على ما تريده في المقابل.

إن التمكن من فن الإقناع كما يتجلى مما سبق الحديث عنه، يقوم على كثير من القواعد والأساسيات، ويستلزم أيضا العديد من المهارات لإتقانه، ولا ننسى أهمية الممارسة لتحقيق التمكن من هذا الفن وإضافته إلى رصيدك المهاراتي، بشكل يعزز حياتك في كثير من مناحيها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ