كتابة :
آخر تحديث: 27/12/2019

أطفال التوحد

أطفال التوحد هم أشخاص مصابون باضطراب عصبي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات في نمو الدماغ مما يسبب لهم صعوبة الإندماج مع اللآخرين والتواصل الإجتماعي، قد يبدو الطفل المصاب بالتوحد طبيعيا لكن سلوكه صعب للغاية. فما هو التوحد؟ وماهي أعراضه؟ وكيفية الوقاية منه؟ وكيفية التعامل مع أطفال التوحد؟
أطفال التوحد

التوحد

التوحد Autism هو اضطراب وصفه حديث نسبيا، لم يكن حتى عام 1943، وصفه الطبيب النفسي الأمريكي من أصل نمساوي،" ليو كانر"، تحت اسم مرض التوحد الطفولي.

يواجه أطفال التوحد عادة مشاكل في ثلاثة مجالات أساسية: العلاقات الاجتماعية واللغة والتواصل والسلوك. تختلف شدة الأعراض بشكل كبير بين الأطفال.

يُظهر الطفل المصاب بالتوحد الشديد عدم القدرة الكاملة على التواصل أو التفاعل مع الآخرين أو الميول للعزلة...

أعراض مرض التوحد وكيفية اكتشافه

بعض الأطفال تظهر عندهم علامات مرض التوحد في سن مبكرة. و آخرون يتصرفون بشكل طبيعي في الأشهر أو السنوات القليلة الأولى، ثم يتحولون فجأة و يصبحون عدوانيين، أو يفقدون اللغة التي اكتسبوها.

على الرغم من أن كل طفل لديه سلوك فريد، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعًا عند الأطفال هي:

  • على مستوى العلاقات الاجتماعية:
    • صعوبة الاتصال بالعين أو فهم تعبيرات الوجه.
    • صعوبة فك رموز التعبيرات العاطفية (معرفة ما إذا كان الشخص حزينًا أم لا) وصعوبة تفسير نوايا الآخرين.
    • صعوبة في التعبير عن المشاعر (يصعب أحيانًا على من حولك معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الألم، على سبيل المثال)
    • عدم الاستجابة عند مناداته باسمه.
    • يفضل اللعب بمفرده وعدم القدرة على تكوين صداقات مع زملائه.
    • عدم القدرة على لعب ألعاب رمزية (خيالية).
  • على مستوى اللغة والتواصل:
    • يبدأ الطفل في التحدث بعد سنة من عمره.
    • فقدان الكلمات أو العبارات المكتسبة سابقا.
    • لا ينظر الطفل إلى الشخص الآخر عند التحدث إليه.
    • عدم القدرة على بدء محادثة أو استمرارها.
    • يتحدث الطفل بإيقاع أو نغمة غير طبيعية (صوت غنائي أو صوت "ميكانيكي").
    • يمكن للطفل أن يكرر الكلمات لكنه لا يفهم المعنى.
  • على مستوى السلوك:
    • الميل لأداء حركات متكررة (تسمى الصور النمطية) مثل الهزاز، التصفيق.
    • الاعتماد المفرط على إجراءات أو طقوس معينة.
    • فرط الحساسية للضوء أو الصوت أو اللمس أو بعض المواد أو عدم الشعور بالألم. يمكن تفسير هذه الخصوصية باضطراب في معالجة المعلومات الحسية.
    • يكون الطفل حركي باستمرار.
    • لا يسعى الطفل إلى مشاركة اهتماماته مع الآخرين.
  • هجمات الغضب والإيماءات العدوانية الموجهة ضدك (العدوانية الذاتية) والموجهة نحو الآخرين (العدوان المغاير).

أسباب التوحد عند الأطفال

لم يتم توضيح أسباب مرض التوحد بشكل واضح حتى الآن، ولكن يتم إجراء بحوث بمعرفة جديدة لمعرفة ذلك، نحن نعلم أن مرض التوحد يرجع إلى تشوهات النمو العصبي. بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد، فإن نمو المخ وطريقة تنظيم الخلايا العصبية والاتصال بها ليست طبيعية.

هذا الاختلال الوظيفي في الدماغ يسبب صعوبات في مناطق مختلفة. يتم البحث عن أسباب هذا الاضطراب في مجال علم الوراثة (لقد وجد العديد من العيوب في العديد من الجينات) والعوامل البيئة كذلك.

الهرمونات

يؤثر مرض التوحد على الأولاد أكثر من البنات، هذا هو السبب يرجح احتمالية كون الهرمونات سببا وعاملا في الاصابة بالتوحد.

كما تم تطوير فرضية: "تمنين" الدماغ، مرتبط بعمل هرمون "التستوستيرون والكروموسوم Y". ووفقًا لهذه الفرضية، فإن هذه الإجراءات المختلفة من شأنها أن تمنع إمكانات التواصل (التبادل البصري والكلام). والتي من شأنها أن تؤدي إلى حبسهم في عالم التوحد.

وفقًا للباحثين، يمكن أن تحدث الحركة الضارة للهرمونات من مرحلة الجنين (عندما تفرزها الأم) أو في وقت لاحق أثناء نمو الطفل. إذا تم تأكيد هذه الفرضية، فسيكون من الممكن بعد ذلك اكتشاف زيادة في الهرمونات الذكرية أثناء الحمل أو حتى علاج الطفل.

الزئبق

هناك فرضية أخرى عن سبب التوحد تتعلق بمعادن: الزئبق، من المعروف أنه يسبب الاضطرابات العصبية بجرعات عالية. لكن هل يمكن أن يؤدي التعرض لجرعات أقل إلى مشاكل عند الأطفال مثل التوحد؟
هو مادة حافظة تستخدم في العديد من اللقاحات، (الثيومرسال). إنه يحتوي بالفعل على زئبق، ولكنه كان يستخدم في صنع لقاحات ضد الخناق والكزاز أو التهاب الكبد B. وقد تم إزالة هذا المركب منذ ذلك الحين من تكوين معظم اللقاحات.

البيئة

ينتج عن مرض التوحد عدوان مبكر ناتج عن عوامل بيئية كذلك مثل (التلوث، العوامل المعدية، المعادن الثقيلة...) هذا يثبت أن الطفل قد يكون طبيعيًا عند الولادة، ولكن هذه العوامل تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد.

الدماغ

عندما نقول "السلوك" نقول "الدماغ". يتميز أصحاب التوحد باضطرابات التفاعلات الاجتماعية أو التواصل أو التطور أو السلوك، وقد أظهرت علم الأعصاب دليلًا على أن تنظيم دماغ الشخص المصاب باضطرابات طيف التوحد يختلف عن الباقي السكان.

تظهر هذه المشاكل في وقت مبكر جدًا من الحياة وقد تظهر في الرحم. إنها تتداخل مع نمو المخ الطبيعي أثناء الحمل والسنوات الأولى من الحياة.

طرق الوقاية من التوحد

فالعامل الوراثي لا يمكننا تغييره لكن نستطيع تغيير العوامل الأخرى من خلال تغيير نمط الحياة خصوصا خلال فترة الحمل حيث على الأم الحامل الاهتمام ببعض الأمور والنصائح حتى توفر للجنين ظروف ملائمة تقيه احتمال الاصابة بالتوحد، فمثلا على الحامل:

  • تجنب تعاطي الكحول والسجائر: يمكن أن يكون له أثار سلبية على الجنين.
  • تناول حمض الفوليك قبل الحمل: لحماية الجهاز العصبي للجنين من الضروري تناول حمض الفوليك قبل الحمل وأثناء الشهور الأولى من الحمل كذلك.
  • عدم التعرض لتلوث الهواء: تلوث الهواء له علاقة مباشرة بمرض التوحد بحيث كلما ارتفعت مستويات التعرض للتلوث ازداد خطر الإصابة به، لذلك يجب تجنب الشوارع المزدحمة.
  • الوقاية بعد الولادة: من خلال التحدث مع طفلك دائما في محاولة لتوثيق الصلة عبر التواصل معه من قبل المحيطين به خاصة الأم.
  • الرضاعة الطبيعية: تعتبر الوسيلة الأفضل لتغذية الطفل، فهي تقوي صلتك به وتحميه من عدة أمراض وتقوي جهاز المناعة.

كيفية التعامل مع أطفال التوحد

  • دعي الطفل يعبر عن مشاعره: كلما زاد تعبير الطفل عن مشاعره، كلما كان من الممكن الحد من مشاعره السلبية التي يمكن أن تسبب للطفل نوبة من العصبية مما يؤدي إلى فقدان السيطرة.
  • ساعدي الطفل لمعرفة كيف يشعر الآخرون: من المهم أن يتعرف طفلك على مشاعر الآخرين. من خلال قدرته على قراءة بعض تعبيرات الوجه وجزءًا آخر من لغة جسد الآخرين، فقد يكون أكثر قدرة على إدراك شعور الآخرين. من خلال تعليمه فك شفرة غير اللفظي، سيكون من الأسهل بالنسبة له لإيجاد أفضل طريقة للتفاعل مع هؤلاء الناس مما سيسمح له ببناء علاقات هادفة ومفيدة.
  • على الأم معرفة ما يحزن طفلها وما يسعده لذلك يجب دائما مراعاة حالته النفسية.
  • تحفيز الطفل لكي يتواصل مع محيطه.
  • تعليم الطفل الدفاع عن نفسه ومساعدته لكي يثق في نفسه.
  • التأكد من أن الطفل يفهمنا ويفهم ما نطلبه منه، ومن الضروري جدا اللعب مع الطفل حيث أن للعب دور مهم في النمو وهو طريقة لتفريغ الانفعالات وعلاج الإضطرابات.
  • الإستعانة بخبرات الآخرين سواء كانوا الآباء الذين مروا من نفس التجربة أو ذوي الخبرة في هذا المجال.
قد نجد صعوبة في التعامل مع أطفال التوحد لكن على أولياء الأمور التحلي بالصبر وأن لا يتوقعوا حدوث تغيير في سلوكهم بين عشية وضحاها، حاولوا تتبع التغييرات الدقيقة في سلوك طفلك، والتركيز على هذه التغييرات للبناء عليها فأي تحسن بسيط فهو جد مهم ويمكن أن يكون مفتاح الشفاء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ