كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 27/03/2024

أهمية الثقافة وعناصرها وتأثيرها على الفرد والمجتمع

تدور أهمية الثقافة حول تكوين الفرد أو الضمير الجماعي للمجتمع، وفي ذات الوقت ما يمثل المشاعر التي تدفع سلوكهم بطريقة معينة وإشارة بوصلة السلوك نحو الفرد وأيضًا نحو المجتمع، لأن يحاسب الفرد بهما. إن أهمية الثقافة تكمن في تعيين القيم حيث تتأثر شخصية الشخص وأيضًا تكوينه بصورة مباشر بالثقافة. حيث تعين الثقافة القيم والمعايير المقبولة وليست المقبولة، مما تشارك في تنظيم حياة البشر وأيضًا علاقاتهم مع بعضهم البعض، مما يمنع حدوث الفروق الاجتماعية وسوف نتناول بالتفصيل في هذا المقال في موقع مفاهيم كل ما يخص الثقافة.
أهمية الثقافة وعناصرها وتأثيرها على الفرد والمجتمع

تعريف مصطلح الثقافة

الثقافة تعرف بالإنجليزية باسم: (Culture) بأنها :

  • عدد من الخصائص التي تميز المجتمع بمفرده، على سبيل المثال: اللغات، والأديان، والأطعمة، والأصل، بالإضافة إلى التقاليد السائدة، والفن والموسيقى، وما إلى ذلك.

تستطيع تعريفها أيضًا على أنها:

  • معرفة والسلوكيات المشتركة بين الأشخاص ناتجة عن التعليم الاجتماعي، حيث تعين الثقافة هوية المجتمعات وتقويها، كما تأتي عبارة ثقافة من تعريف فرنسي مأخوذ من عبارة لاتينية معناها الزراعة، التي تدل على الاتجاه نحو الأرض وأيضًا بذل الجهد لنموها وأيضًا ازدهارها.

جوانب الثقافة

يصنف الأخصائيين الاجتماعيين الثقافة لنوعين من الجوانب متعلقين ببعضهما، وهما كما يلي:

1. الثقافة المادية:

  • يعبر ذلك المصطلح عن الأشياء المادية والعناصر والمناطق التي يذهب إليها الناس، حيث يساهمون في إدراك سلوك وأيضًا تصورات الأفراد وفهم ثقافاتهم المتنوعة.

2. الثقافة (الغير المادية):

  • يشير ذلك التعريف إلى عدد من الأفكار والآراء التي لدى الأشخاص حول ثقافتهم، كما تضم: المعتقدات والأخلاق العامة وأيضًا القيم والشركات والهيئات المتفاعلة معها.
  • ويعتقد أخصائيون الاجتماع أن فئات الثقافة (الغير مادية) تشارك بصورة أساسية لبناء أفكار الأشخاص وأيضًا أحاسيسهم وسلوكهم وهذا حسب اللغة التي يتكلمون بها وأيضًا المبادئ التي يسيرون عليها.

أهمية الثقافة

الثقافة تلعب دوراً هامًا داخل المجتمع، لأن لها أهمية عظيمة، تكمن أهمية الثقافة فيما يأتي:

1. تكوين المجتمع:

  • تعتبر الثقافة من العوامل الرئيسية وأيضًا الحيوية في بناء المجتمع وتنميته، لأنها تحدد طريقة تجاوب أعضائه مع بعضهم البعض.

2. تحقيق الانتماء :

  • تعطي الثقافة الفرد شعوراً بالانتماء إلى مجتمعه، خاصة إذا كان أفراده يتكلمون نفس اللغة.

3. الإحساس بالأمان:

  • تمنح الثقافة استقرار المجتمع، هذا يعزز إحساسهم بالأمان، ويسهل التواصل بين الناس في مختلف المدن وأيضًا الأماكن التي يعيشون فيها.

4. الإحساس بالرعاية والحب:

  • الأشخاص الذين لهم نفس التاريخ والأيديولوجيات في مجتمع محدد عندهم إحساس بالألفة وأيضًا الحب بينهم؛ هذا يقوي وحدتهم، ويعمل على ترابطهم بتاريخ أسلافهم ويعطيهم الفرصة كي يعرفوا الكثير عنها.

5. معرفة العادات الاجتماعية:

  • تشارك الثقافة بصورة كبيرة في إعطاء الشخص القدرة على معرفة المواقف الاجتماعية الكثيرة وفهم الأفراد الآخرين وفهم الوسيلة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض.
  • مما يشارك في احترام العادات والأسس الثقافية الخاصة بالمجتمع، وطريقة للتصرف وفقًا لذلك، بحيث يكتسب الشخص القدرة على التأقلم مع الثقافات المتنوعة التي ربما تختلف مع مرور الوقت.

التنوع الثقافي

تستطيع تعريف التعدد الثقافي والتنوع الثقافي عن طريق عدد من الممارسات، حيث وصفها علماء الاجتماع الدكتور (كاليب روسادو) المتخصص في التعددية الثقافية، تلك الممارسات هي كما يلي:

  • فهم وجود ثقافات متعددة ومتنوعة على مستوى كبير جدًا سواء في منطقة معينة أو في العالم.
  • احترام الآخر، وقبول التغيير والتنوع فيما بينهم، وقبول الاختلافات عوضًا عن تحملها لتحقيق الألفة وأيضًا الوحدة فيما بينهم.
  • قبول جميع أشكال التعبير الثقافي المتنوع والمختلف.
  • احترام الثقافات الأخرى، والفوائد التي تقدمها الثقافات للمجتمع.
  • دعم مشاركة جميع الفئات الثقافية المتنوعة.
  • مساعدة الأشخاص، أنفسهم وأيضًا الآخرين، على الاستفادة من قدراتهم إلى حد كبير، عن طريق رفض قبولهم الشخصية فكرة أو مجموعة محددة.

خاصية الاختلاط الثقافي

لا تلغي خاصية الاختلاط الثقافي مكانة وفوائد الأسس الثقافية لكل المجتمعات، ولا ينبغي لمبدأ الاختلاط الثقافي أن يعوض عن المتطلبات الثقافية لكل مجتمع، ويرجع ذلك إلى :

  • لأنه على الرغم من تعدد مكونات الثقافة، فإنه من الصعب تعريف أو وصف شخص ما أو حتى الحكم عليه كشخص متعلم إذا تم أخذ مكون التعليم، وأيضًا المعرفة في الاعتبار.
  • كما يجب أن نعلم أن الثقافة من أفضل العوامل التي تقوم إنشاء المجتمعات وتنميتها، حيث تعد الركيزة الأساسية فيها لتشمل جميع الجوانب المختلفة للأسس والأفكار بالإضافة إلى العادات وأيضًا التقاليد والموروثات الثقافية والأذواق والجوانب المختلفة الأخرى، الخاصة بمجتمع معين عن المجتمعات الأخرى.
  • لهذا، فإن كل محاولات فصل الثقافة عن بناء المجتمعات وتطويرها تعتبر من المحاولات فاشلة.
  • لعل من أهم وأحسن الأشياء للتحقق من مدى حاجة المجتمعات المختلفة للثقافة هو اختلاف تعريفات ومفاهيم الثقافة والإنشاء والتنمية.
  • وفي هذا الفضاء يمكننا الاكتفاء بتعريف يبدو أنه الأحسن المصطلح المعطى للثقافة، فإن ذلك المصطلح الذي جاء خلال (مؤتمر اليونسكو) الخاص بالثقافة سنة 1982.

أهداف الثقافة

  • الثقافة هي الجزء الرئيسي الذي لا ينفصل عن الحضارة طالما أنها معنية لا ماديًا ولا تقنيًا، على سبيل المثال الأدب والفن والحضارة والتقاليد والعادات وما إلى ذلك.
  • وفي الوقت ذاته تتمتع الثقافة بعلاقات تفاعلية بينها وبين التنمية وأيضًا بين بناء المجتمع.
  • حيث أن الثقافة اليوم هي جزء رئيسي في التنمية الشاملة حيث لا يوجد تخطيط مستقبلي بمجالات التنمية، لتنجح في غياب النهج الثقافي الذي أصبح اليوم مساهمة رئيسية وفعالة في رفع مستويات الأفراد سواء كان مستوى سياسي أو مستوى اقتصادي أو مستوى اجتماعي أو مستوى علمي أو مستوى تربوي.

أهمية الثقافة في حياة الإنسان المعاصر

هناك العديد من الفوائد للثقافة في حياة الإنسان المعاصر، وتتمثل فيما يلي:

  1. تميز البشر عن غيره من المخلوقات.
  2. مواكبة كل المتغيرات التي تحدث خلال عصر السرعة أو عصر العولمة.
  3. المشاركة في تقدم المجتمع، وأيضًا تطوره، حيث أنه كلما ارتفعت ثقافة المجتمع، ارتفع تقدمه وحضارته.
  4. صقل المهارات الفردية حيث أنه عن طريق الثقافة أو التفكير أو التفتيش أو القراءة يستطيع الشخص معرفة مواهبه المتنوعة والعمل على تطورها.
  5. الوصول إلى الازدهار الفكري، وأيضًا الثراء العلمي.
  6. تشجيع المجتمع على التطور والتقدم عن طريق العلم وأيضًا القراءة، وتعمل على الاستفادة بما هو جديد، فلا يحدث هذا إلا من خلال الثقافة.
  7. قضاء وقت الفراغ في القراءة وفي التفكير.
  8. تصحيح التواءات بعض الناس ورفع طاقتهم الإيجابية.
  9. الوصول لإيجاد حلول للمشكلات بصورة أسرع نتيجة تجمع المعرفة والخبرة بين الأفراد بصورة خاصة والشركات بصورة عامة.
  10. ارتفاع شأن الإنسان لأعلى مستويات النجاح بالحياة، وتمهد الثقافة الطريق أمام المتعلم ليحقق أهدافه ورغباته وأمنياته بشكل ما لأنه يمتلك الخبرة والمعرفة.
  11. إعطاء الشخص الحب والاحترام والمودة للآخرين.

خصائص الثقافة

هناك بعض الخصائص والسمات التي تميز الثقافة العامة للفرد والمجتمع، وتشمل ما يلي:

  • الثقافة ترتبط بالنفس البشرية وهي من الصفات المكتسبة.
  • تراكمية متكاملة وقابلة للتجديد والتطور.
  • يتميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات الحية.
  • تعتمد على العقل والفكر الذاتي للإنسان.
  • تحتاج إلى الوعي بأهميتها واكتسابها.
  • الثقافة متغيرة وديناميكية وغير ثابتة.
  • تعبر عن العادات والتقاليد والقيم والعرف المجتمعية.
  • مشتركة فهي تحكم مجموعة أفراد في منطقة جغرافية معينة.
  • رمزية معنوية وليست شيء مادي يمكن لمسه.
وأخيرًا أهمية الثقافة تتمثل أيضًا في رفع قدرة الأشخاص أو الشركات أو المنظمات لاتخاذ قرارات صحيحة، لاطلاعهم على تجارب سابقة في شؤون الإدارة أو التخطيط أو اتخاذ القرار.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ