ما هو مفهوم الثقافة في الفلسفة وأثره في المجتمع؟
مفهوم الثقافة في الفلسفة
- يقصد بتعريف الثقافة في الفلسفة بأنها: مجموعة من الاهتمامات التي تدور حول الطبيعة، وما وراء الطبيعة وحول المطلق وتصورات للطبيعة والكون والوجود بنسق يتميز بانه مغلق.
- الفلسفة تعد مكونا تقافي يندرج في إطار مفهوم الثقافة في الفلسفة العامة ويؤكد هذا القول تعبير "هيجل" الخاص بالفلسفة يتصور أن الفلسفة هي روح الثقافة ومرتبطة بها ارتباطاً أساسياً.
- كذلك يجب علينا الإدراك والفهم للمعني الرئيسي والشامل للثقافة الذي تقدم من خلال تفاوت السنوات، وبالنسبة لمفهوم الخاص للثقافة الذي قام به مجموعة من الفلاسفة والمفكرين بتلخيصه حسب أسلوب معين خاص بهم، وتوجد فروعا متعددة من علوم الفلسفة التي قد اهتمت بالثقافة باعتبارها أحد ركائزها الأساسية.
آراء مدارس الفلاسفة في مفهوم الثقافة
وقد جادلت بعض المدارس الفلسفية مثل "الماركسية والنظرية النقدية" يقولون إن مفهوم الثقافة فى الفلسفة يمثل :
- غالبا تستخدم كأداة النخب للتلاعب في الطبقات الدنيا وخلق وعي زائف ونجد ذلك منتشرًا في مجال الدراسات الثقافية.
- ونجد أن تعدد الثقافات بين الشعوب يؤدي إلي تقدير الآخر والتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة التي تعيش في نفس الكوكب.
- ومن أهم مزايا الشعوب هي الثقافة التي تميزه عن بعض وتجعل كل شعب مختلفًا عن الآخر وتمكنه من الخصوصية في العادات والتقاليد والقيم واللغة والدين.
تطور مفهوم الثقافة في الفلسفة
تطور مفهوم الثقافة في الفلسفة عبر التاريخ، وقد شكلت العديد من المدارس الفلسفية والفلاسفة المختلفين نظرياتهم وتصوراتهم حول الثقافة ومكانتها في الحياة الإنساني، ومن أهم هذه التطورات في تعريف الثقافة في الفلسفة، ما يلي:
- الفلسفة اليونانية القديمة: قد وضع كل من أرسطو وسقراط تعريف الثقافة وربطها بالتعليم وأهمية في تكوين شخصية الإنسان.
- الفلسفة في العصور الوسطى: ارتبط مفهوم الفلسفة بالجوانب الدينية والروحانية.
- الفلسفة في عصر النهضة والإصلاح في أوروبا: ارتبطت الثقافة بالقيم الإنسانية والعلوم والفنون وتطور الفكر.
- الفلسفة في العصور الحديثة والمعاصرة: ارتبطت الثقافة بالموروثات والعادات والتقاليد وتوجيهات السلطة.
- المدرسة الثقافية الجديدة: الثقافة تعبيرًا عن الفن والأدب والممارسات والقيم والاعتقادات.
الثقافة في اللغة العربية
- قبل التطرق إلى المفهوم الفلسفي للثقافة، علينا معرفة المفهوم في اللغة العربية يدل علي: حسن المنطق وفطنة الإنسان وذلك لأن الشخص المثقف هو الذي يتعلم أمورًا جديدة كل يوم في إطار معرفي شامل يفيد به نفسه والآخرين.
- مفهوم الثقافة خلال العصور الزمنية: يعتبر هذا المفهوم من أدق المفاهيم التي عرفت الثقافة خلال العصور الزمنية وتم تعريفها بأنها : عبارة عن مجموعة من الأمور الجدلية التي تكون بين العلوم والمعارف والفنون والعادات تلك الأمور التي يكتسبها الأفراد من المجتمع الذي يقيمون فيه.
تعريف الثقافة فلسفيا
المفهوم الفلسفي للثقافة يرتكز علي مجموعة من العوامل ومن أهمها :
- الفرد الذي يتولى الأهمية الموكلة إليه من خلال انضمامه إلي المجموعات الأكبر التي تقوم بدورها علي تكوين المجتمع والعمل علي دمج بين المعرفة الثقافية ذات الطوابع المادية والمعنوية ويتم اعتبار جميع الخبرات والمعارف التي يكتسبها ويتعامل بها الإنسان تكون هي السبب الرئيسي وراء تكوين الثقافة.
- يجب علينا المعرفة التامة وراء عملية تطور ثقافة المجتمع التي تحدث من خلال عملية التفاعل بين الأفراد بشكل يرتبط ارتباط كامل مع الحاجات الثقافية الأساسية لهذا المجتمع ومن خلال هذا الأمر تتطور الثقافة بشكل كبير ولزوم تواجد الاحتياجات الأساسية للفرد وقيامة بعملية التفكير في الأمور الثقافية الحياتية.
خصائص ومكونات الثقافة في الفلسفة
نظراً لأهمية وظيفة الثقافة في تشكيل الاتجاهات والقيم العامة للمجتمع من خلال التفاعل الفردي واليومي. كانت الخصائص المكونة للثقافة محط اهتمام كبير من قبل الفلاسفة والباحثين في مجال الأنثروبولوجيا. لا يمكن إطلاق مفهوم الثقافة علي فرد واحد يعيش منفصلًا عن المجتمع له خصائص أساسية مثل اللغة أو العادات الاجتماعية.
ومن أهم خصائص الثقافة الأتي :
- الثقافة قابلة للنقل من فرد إلي آخر وهذا النقل لا يتم فقط من خلال المعرفة بل يشمل العادات والقيم التي تكبح الغرائز البدائية والتي هي مستمرة ولا يمكن فصلها عن المجتمع.
- وجودها المستمر في الفرد ومع ذلك تتغير وتتحرك لتأخذ أشكالا أخري مع التطور للأفراد والمجتمعات.
- يمكن إطلاق مصطلح الثقافة علي الأشكال المثالية والواقعية والثقافة الواقعية هي السلوك الفعلي الذي يقوم به الأفراد في المجتمع.
- تمثل الثقافة المثالية السلوكيات التي يعتقد الناس أنه يجب أداؤها وفقا لنظام الأخلاق والقيم والدين والعادات.
أنواع الثقافة في الفلسفة
أنواع الثقافة كثيرة ومتعددة وتختلف فيما بينها بسبب الموضوعات التي يهتمون بالتعامل معها وهي كالتالي:
الثقافة الاجتماعية:
- تعرف بأنها الثقافة التي تتعامل مع القيم والعادات والتقاليد التي ينتمي إليها مجتمع معين.
الثقافة السياسية:
- تشمل كل ما يتعلق بالحياة السياسية سواء داخل أو خارج الدولة، وتتناول العديد من القضايا التي تهتم بها الناس كالحرية والديمقراطية وغيرها من القضايا المصيرية.
الثقافة الاقتصادية:
- تهتم بكل ما يتعلق بالاستثمار ومستوي الاقتصادي للدولة وأوضاع البورصة وأسعار العملات.
ما العوامل التي تؤثر على الثقافة في الفلسفة؟
يوجد عدد كبير من العوامل التي تؤثر على الثقافة:
1. القيم
- تعد القيم المؤثر الأكبر علي الثقافة وكذلك علي السلوك الإنساني فالقيم هي معتقدات وقواعد مقبولة من قبل المجتمع فعلي سبيل المثال تؤمن جميع الثقافات تقريبا بحرية الرأي والأفكار والخبرات والمعتقدات.
- مما ترتب علي ذلك إلي خلق الديموقراطية وحرية الصحافة والقضاء المستقل والتواصل الحر وحرية اختيار المنتجات وفقا لتفضيلاتها وحرية تطوير المنتجات الجديدة ولكن ليس لاستغلال المستهلك لأنه حظي بحرية تقديم شكوي بسبب نقص المنتج أو الخدمة عموماً.
2. القواعد:
- نجد أن معايير السلوك العام جانبا مهما من جوانب الثقافة ونذكر علي سبيل المثال نجد أن بعض الثقافات تتقبل حرية ارتداء ملابس السباحة علي الشواطئ وحمامات السباحة والفنادق.
- ولكن بعض الثقافات الأخرى ترفض التعري في الأماكن العامة لأن ذلك يتناف مع ثقافته ومعتقداته ونجد ذلك بصورة كبيرة في المجتمع العربي.
3. التأثيرات الدينية علي الثقافة:
- نجد أن التأثيرات الدينية آخذة في الانخفاض خاصة في جيل الشباب ولكن نجد أن لها تأثير كبير على الثقافات المختلفة.
4. التعليم والمهنة:
- نجد أن مفهوم الثقافة في الفلسفة قد يتأثر بمستوي الدخل والمهنة لكبار الصناعيين والمديرين التنفيذيين رفيعي المستوي والمهنيين مثل الأطباء والمحامين والمهندسين المعماريين وما إلى ذلك لديهم ثقافتهم الرفيعة ونجد هناك اختلافات ثقافية صغيرة بناءاً على مستوى التعليم.
- فنجد العلماء والباحثون يمتلكون درجة خاصة من الثقافة المختلفة تختلف بالتأكيد عن ثقافة الأشخاص الذين حرموا من التعليم.
أهمية الثقافة فلسفيا
نجد أن الثقافة تقدم لنا كثير من الفوائد المهمة في حياتنا سنذكر أبرزها:
1. فوائد جوهرية للمجتمع والفرد:
- تقدم الثقافة تجربة فكرية وعاطفية دسمة وتدعوك لتأمل والتساؤل واعمل عقلك وهي وسيلة للتغيير والإبداع وصياغة هويتك الفردية وتعزيز إحساسك بالمجتمع وإثراء تجاربك فيه ومعه.
2. تدعم التعلم وتنمي المهارات القيمة:
- فالثقافة تبني احترامك لذاتك وتحسن مهارات التفكير لديك وتجعل الشخص يطور من ذاته وترفع مستوي مرونتك بما يزيد من تحصيلك العلمي وفرصك المستقبلية علي الصعيد المهني وكذلك سوق العمل.
3. تعزز الصحة والرفاهية:
- كلما زادت ثقافتك تحسنت صحتك العقلية والبدنية وذلك لا يشمل الرياضيين فحسب بل تشمل جميع الأفراد والفئات العمرية المختلفة ككبار السن والأطفال.
- كما تزيد من تحسن الظروف المعيشية من خلال البناء والسعي بجد إلى تحقيق الهدف.
4. المجتمع تجعله نابضًا بالحياة:
- تساعد الثقافة علي بناء رأس مال اجتماعي من خلال جمع الناس في العديد من الأنشطة الثقافية مثل المهرجانات ويعزز الثقة بالنفس والتسامح لدي الأفراد بالإضافة إلي تقليل الفقر وحماية المجتمع من الممارسات السيئة والخطيرة.
5. فوائد اقتصادية:
- ويتم ذلك عن طريق خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فالثقافة تفتح بوابة الابتكار علي مصراعيها وتساعد في تطوير الإنتاج لكافة القطاعات بما في ذلك قطاع السياحة.
- ويظهر ذلك في البناء والتقدم الحاصل في البنية التحتية للدولة وإقامة المتاحف والمعارض وأسباب الجذب للسياح لزيارة الدولة والتعرف عليها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10018