كتابة :
آخر تحديث: 20/05/2022

إدارة الموارد البشرية، أهميتها ومهامها وأبرز وظائفها

يجذب مفهوم ادارة الموارد البشرية أنظار الأفراد والشركات على حد سواء. إذ يعد بروز أهمية الاهتمام بإدارة الموارد البشرية، من الأسباب التي أثبتت تأثيرها على تطور الموظفين والأعمال من جهة، وتحسين بيئة العمل وخلق المزيد من التفاعل والراحة من جهة أخرى. وتساهم إدارة الموارد البشرية الصحيحة في تحسين اتجاه ورؤية المنظمات العملية، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد البشرية بما يحقق التوازن في راحة الموظفين وإنجاز العمل بطريقة صحيحة. لذلك سنتعرف من خلال هذا المقال في مفاهيم، على إدارة الموارد البشرية وتاريخ ظهوره وتطورها، كما سنلقي نظرة أقرب على وظائف إدارة الموارد البشرية، وأهميتها للمنظمات عامةً وللمشاريع الصغيرة بصورة خاصة.
إدارة الموارد البشرية، أهميتها ومهامها وأبرز وظائفها

مفهوم ادراة الموارد البشرية

تعرف إدارة الموارد البشرية (HRM) بأنها:

  • الإدارة المسؤولة عن إنشاء سياسات المنظمة وتحديد علاقتها بموظفيها وعملائها، ومن ثم الإشراف على تطبيق هذه السياسات، من خلال مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى التركيز على الموارد البشرية كأصول هامة للمنظمة، لزيادة العائد على الاستثمار وتقليل المخاطر المحتملة وتوجيه الرأس المال البشري بأفضل الطرق.
  • كما تهتم إدارة الموارد البشرية بإنجاز العديد من المهام التي تبدأ من الإعلان عن الوظائف، مرورًا بمقابلات العمل بأنواعها المختلفة إلى جانب رسم سياسات المنظمة، وصولًا إلى تدريب الموظفين والعمال وتقيمهم تنظيم الرواتب والأجور والمكافآت
  • . وبذلك نجدها تشكل ممارسة ووظيفة أساسية في كل منظمة، لتوفير الأمان والاستقرار للموارد البشرية التي تعمل في تلك المنظمة.

تطور إدارة الموارد البشرية عبر الزمن

أدى التوسع الصناعي الذي حدث في العصر الحديث وكذلك التطور العملي والتكنولوجي والتوسع في إدارج الثقافة العامة في المجتمع، إلى:

  • نمو وتطور مهام إدارة الموارد البشرية في المجتمعات العملية. وبالعودة إلى أول مرة لعبت فيها إدارة الموارد البشرية دورًا هامًا وملحوظًا في تطور الإنتاج، وهو في فترة أربعينات وخمسينيات القرن الماضي وتحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان اسمها في ذلك الوقت إدارة شؤون الموظفين.
  • إذ سادت فكرة معاملة العمال كبشر بدلًا من الاضطهاد الذي عاشوا فيه خلال الفترة الزمنية التي سبقت منتصف القرن الماضي، فقد عانى العمال من العمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة للغاية.
  • ليتطور مفهوم إدارة الموارد البشرية في سبعينيات القرن الماضي على يد فريدريك هيزيربرغ، الذي تحدث عن أهمية رضا الموظفين والعمال في تحسين جودة العمل وزيادة الإنتاج.
  • ليستقر مفهوم إدارة شؤون الموظفين على أنه عملية إشراك الموظفين وتقييم أدائهم ومكافأتهم وتطوير إمكاناتهم المختلفة لتحقيق أهداف المنظمة، وذلك عام 1995 على يد مايكل أرمسترونغ.

مهام ووظائف إدارة الموارد البشرية

تتعدد وظائف إدارة الموارد البشرية بغض النظر عن طبيعة المنظمة والأعمال التي تقدمها للعملاء والمستهلكين. وتتنوع هذه المهام والوظائف ما بين التخطيط والتنظيم والتوظيف وإدارة العلاقات، إلى جانب تقييم الأداء وتوزيع المكافآت بناء على ذلك، وتدريب الموظفين ومعالجة المشاكل والثغرات وتعزيز نقاط القوة العملية منها والشخصية. وفيما يلي أبرز وظائف إدارة الموارد البشرية:

1. توظيف الموارد البشرية

  • تعمل إدارة الموارد البشرية على استقطاب الموارد البشرية من عمال وموظفين، حسب حاجة المنظمة والأهداف والرؤى التي تسعى إلى تحقيقها. ولعل هذه الوظيفة هي الأبرز والأكثر شهرةً بين وظائف إدارة الموارد البشرية.
  • إذ تتضمن التخطيط الأمثل للتحديات التي تواجه المديرين والموظفين على حد سواء، إلى جانب تصميم الوظائف والسياسات المناسية لنمو الأعمال، وتحقيق الأرباح على مستوى المنظمة والأفراد.

2. إدارة وتقييم الأداء

  • تحدد إدارة الموارد البشرية الأنظمة والأدوات والطرق التي يجب من خلالها تقييم أداء العملين في المنظمة، وهي معايير يمكن اتباعها لتقييم الأداء الوظيفي ومعالجة المشاكل المتعلقة به.
  • وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوظيفة دقيقة وحساسة للغاية، إذ لا يمكن تقدير القيمة الحقيقية لتعب وجهد الموظف على الأقل من وجهة نظر الموظف نفسه، ومن هنا تأتي أهمية ضبط معايير التقييم وتوضيحها بصورة صريحة وواضحة للجميع.

3. تدريب وتطوير الموظفين

  • يعد تدريب الموظفين وتطويرهم عملية لا يمكن الاستغناء عنها في أي منظمة، وذلك لأن أداء المنظمة نفسها يعتمد بطريقة أساسية على أداء القوى العاملة فيها.
  • لذلك تعمل إدارة الموارد البشرية على تطوير برامج خاصة لتدريب الموظفين الجدد وتأهيلهم إلى بيئة العمل من جهة، وتطوير وتحسين أداء وعمل الموظفين الحاليين من جهة أخرى.

4. إدارة التعويض والمكافآت

  • تعمل إدارة الموارد البشرية على تحديد وتطوير المكافآت والتعويضات المناسبة للعمال والموظفين، بناءً على أدائهم وما يقدمونه للعمل المطلوب منهم في المنظمة.
  • فمن الطبيعي أن يشعر العامل والموظف بضرورة تقدير الجهود الإضافية التي يبذلها في هدف تحسين العمل وزيادة الإنتاج العام. الأمر الذي يساهم في زيادة الإنتاجية وفعالية وجودة العمل المقدم من قبل الموظفين والعمال.

5. تنظيم وتحسين علاقات الموظفين

  • إن العمل على خلق بيئة عملية مريحة، من أبرز الأسس التي تساهم في زيادة إنتاجية العمال والموظفين وقدرتهم على الإبداع وتقديم أفضل الخدمات.
  • لذلك تساعد إدارة الموارد البشرية في تنظيم العلاقات بين الموظفين ورؤوس العمل من جهة، والموظفين فيما بينهم من جهة أخرى. في سبيل تحقيق الاستقرار الأمثل والتوازن في بيئة العمل.

أهمية إدارة الموارد البشرية

تكمن أهمية الموارد البشرية للمنظمات في عدة نواحٍ، ومنها:

  • أولها إدارة الاستراتيجيات المختلفة لضمان وصول المنظمة إلى أهدافها بصورة صحيحة، للمساهمة في صناعة القرار المؤسسي والتنبؤ في المستقبل وما قد يحمله من تحديات لمواجهتها بطرق حكيمة. بالإضافة إلى تحليل الفوائد وتقليل التكاليف من خلال تدريب الموظفين وتأهيلهم للاحتفاظ بأفضل الكوادر العاملة.
  • من ناحية أخرى، يلعب تدريب الموظفين دورًا بارزًا في خلق علاقات جيدة تعزز نمو الموظفين، وتعزيز التفاعل والشعور بالانتماء. إلى جانب القدرة على تشكيل فرق العمل، الأمر الذي يزيد من الإنتاجية ويساهم في إدارة الصراع بأفضل الطرق والتعامل مع المشاكل من خلال التواصل الفعال.

أهمية إدارة الموارد البشرية للمشاريع الصغيرة

  • تواجه الشركات الصغيرة عدة مشاكل تتعلق في الموارد البشرية لديها وخاصة في بداياتها. مما يؤثر على الأداء الوظيفي العام للمنظمة، ويأخذها عدة خطوات إلى الخلف بدلًا من تقدمها.
  • لذلك من الضروري أن تبدأ إدارة الموارد البشرية أعمالها منذ بدء عمليات التوظيف، لإنشاء الأدلة والسياسات وتجهيز برامج التطوير والتدريب.

أهداف إدارة الموارد البشرية

تتنوع أهداف الموارد البشرية بناءً على تطور إدارة الموارد البشرية، لتصب في مصلحة المنظمة والموظفين. وأبرز هذه الأهداف هي ما يلي:

  1. تحقيق الرسالة التنظيمية والأهداف من خلال استخدام الموارد البشرية بطريقة قيمة وصحيحة
  2. الاستفادة الكاملة من إمكانات وقدرات رأس المال البشري، من خلال تصميم الوظائف الفعالة
  3. تقليل التعارضات بين الموظفين والمديرين لضمان عدم انخفاض الروح المعنوية في العمل وتعزيز شعور الانتماء إلى المنظمة
  4. تكوين ثقافة تنظيمية من القيم والاتجاهات والممارسات لضمان تكامل الأعمال داخل المنظمة وخارجها
  5. تأمين الأدوات التي تحتاجها الموارد البشرية للإبداع والعمل الجماعي والتطور المستمر لتلبية احتياجات وتوقعات العملاء
ختامًا، ترتبط إدارة الموارد البشرية مع الإدارات الأخرى في المنظمة بصورة وثيقة، خاصة مع زيادة التحديات العالمية والتطور السريع لأسواق وبيئات العمل. لذلك من الضروري الاهتمام بإدارة الموارد البشرية وتعزيز دورها، لتحقيق الكفاءة الإنتاجية وزيادة مستوى العاملين وتحسين أدائهم في المنظمة. إلى جانب تصميم أفضل بيئة للعمل، وزيادة المكاسب المادية والمعنوية على حد سواء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ