كتابة : Eman
آخر تحديث: 17/11/2021

اضطراب الشخصية الاعتمادية: أعراضه وعلاجه

قد تشعر بالاستياء الشديد من إصابة شخص قريب باضطراب نفسي مثل اضطراب الشخصية الاعتمادية، ولا يمكنه فعل شيء بمفرده، ويعتمد بشكل مفرط على من حوله، تعرفوا على الأسباب والعلاج من خلال المقال التالي.
اضطراب الشخصية المعتمدة على غيرها هو اضطراب يرتبط بحالة القلق التي يشعر فيها الشخص بعدم القدرة على أن يكون بمفرده، وهذا يجعل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المزمنة يعانون من أعراض القلق عندما لا يكون حولهم الآخرين، ويكونوا في أغلب الوقت في حالة للتهدئة بالنصيحة والدعم.
اضطراب الشخصية الاعتمادية: أعراضه وعلاجه

ما هي أسباب الاضطراب؟

كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات السلوكية، تعد العوامل الوراثية والجينات من بين أكبر عوامل الخطر لهذا الاضطراب، بالإضافة إلى الحالة التعليمية وكيفية تصرف الوالدين في مرحلة الطفولة.

ما هي السمات المميزة للشخصية الاعتمادية؟

  • الشخصية الاعتمادية من الشخصيات التي تعاني من الانهيار العصبي لأنها لا تستطيع البقاء بمفردها لفترة طويلة، وإذا حدث ذلك تبدأ أعراض الانهيار العصبي بالظهور على الشخص الذي يمكن أن يصل إلى نقطة الذعر لأنه في حاجة لاكتساب الشعور بالأمان والراحة والدعم العاطفي ممن حوله.
  • تتركز في هذه الشخصية صفة الخضوع للآخرين، لدرجة يشعر فيها المقربين منه بغباء أفعاله، وكذلك مهم جدًا بالنسبة له الاعتماد المستمر على العائلة والأصدقاء في اتخاذ القرارات قبل القيام بأي شيء.
  • تكون هذه الشخصية في حاجة دائمة إلى الشعور بالطمأنينة المستمرة والحاجة إلى إخباره بأن كل شيء على ما يرام.
  • يلاحظ كذلك عدم الرغبة في الجلوس منفرد والشعور بالوحدة، ويخاف دائمًا من الرفض أو عدم القبول أو هجر الأصدقاء أو الأحباب وتظهر عليه علامات الانزعاج العصبي بعد تركه بمفرده لفترة حتى لو كانت قصيرة.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

قد تتساءل ما هي علامات الشخصية الاعتمادية، وهل يمكن أن تظهر في شخص قريب من محيطي وكيف ألاحظها لأقوم بمساعدتهم، لذلك دعنا نعرض لك أوضح العلامات التي تشير إلى هذا الاضطراب على النحو التالي:

  • قبول الذل والخضوع، فقد تجد أنه لا يريد تغيير المواقف التي يشعر فيها بالاستياء من الآخرين لأنه يعتمد على الآخرين ولا يريد الابتعاد عنهم، بالرغم من سوء معاملتهم له.
  • الرغبة المستمرة في الحصول على الدعم العاطفي، والبحث الدائم عن الطمأنينة، والشعور بالقلق بشكل مستمر، والسعي للحصول على مشاعر الطمأنينة والراحة مع العديد من الأشخاص من حوله.
  • يقلق من أن يكون وحيدًا طوال الوقت، ويخاف باستمرار من مغادرة أصدقائه له ولا يتقبل الرفض بسهولة ممن حوله لأنه يعتمد كليًا عليهم، لذلك إذا تُرك بمفرده، فستجده متوترًا للغاية لأنه يعتقد أنه غير قادر على الاعتناء بنفسه ولا يمكنه اتخاذ قرار في حياتها بإنفراد.
  • يظهر عليه الخوف من النقد، وإذا أراد أحد المقربين أن يقدم له النصيحة أو يخبره عن إحدى الملاحظات التي رأها في شخصيته، فمن المؤكد أنك ستلاحظ خوفه.
  • تجدر الإشارة إلى أن الشخصية التابعية أو الاعتمادية تصنف في التصنيف C للشخصيات، أي أنها من الشخصيات التي تراها كثيرًا في حالة القلق والعصبية بسبب الاعتماد المستمر على الآخرين، وليس السلوك فقط.

ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

تكون الشخصية الاعتمادية معرضة بشكل كبير للاضطرابات العقلية والجسدية الأخرى، ويمكن أن يؤدي عدم التوازن هذا إلى العديد من المضاعفات مثل:-

  • الإصابة بالعديد من الأعراض الجسدية، مثل عدم انتظام ضربات القلب، واضطراب ضغط الدم، وغيرها، وذلك بسبب شدة الاضطراب العصبي الذي يعاني منه.
  • عدم القدرة على التعايش السلمي مع الآخرين.
  • الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب والشعور باليأس في الحياة.
  • يمكن أن يؤدي الوصول إلى درجة عالية من العصبية إلى نوبات هلع وفقدان ضبط النفس.
  • تتطور درجة من الرهاب أو الخوف الشديد من مواقف معينة أو التخلي عن أصدقاء معينين.
  • غالبًا ما يلجأ إلى الأدوية لتخفيف أعراض الانزعاج العصبي، وقد يصل به الحال إلى الإدمان عليها.

كيف يمكن التعامل مع الشخصية الاعتمادية؟

التعامل مع الشخصيات المتأثرة بهذا الاضطراب سيكون بالطبع صعبًا للغاية لأنك تتحمل مسؤولياتك الشخصية بالإضافة إلى مسؤوليات الشخص الآخر المتأثر بهذا الاضطراب، وهذا سيجعلك تشعر بالتوتر النفسي وعدم الارتياح، وإليك بعض النصائح التي ستساعدك:-

  • حاول تشجيعهم على الذهاب إلى طبيب نفسي متخصص وعدم الاستسلام للاضطراب النفسي الذي يعانون منه.
  • حافظ على الدعم العاطفي طوال فترة العلاج وتأكد من إخبارهم أن العلاج لا يعني أنك ستهجرهم وانك ستظل بجانبهم.
  • يعد التواصل مع طبيب نفسي أمرًا مهمًا للغاية لك انت أيضًا، لتتمكن من التعامل معهم ووضع حدود تسمح لك بالعيش بسلام دون التعرض لضغوط نفسية كبيرة.
  • تجدر الإشارة إلى أن إصابة أحد الزوجين بهذا الاضطراب ستكون لها عواقب كثيرة على الطرف الآخر، لذا فإن علاج هذه الشخصية إذا كانت في حالة زواج يجب أن يخضع إلى برامج العلاج النفسي السلوكي.

طرق علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية

يعتمد علاج الشخصية الاعتمادية بشكل أساسي على العلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى العلاج الدوائي الضروري للتغلب على أعراض الاضطراب العصابي مثل:

أولاً: العلاج المعرفي السلوكي

  • هو أساس علاج هذا الاضطراب، ويهدف إلى جعل الشخص المصاب أكثر ثقة بنفسه.
  • يهتم بتدريب المصاب على السيطرة على أعراض القلق والانهيار العصبي الذي يعاني منها.
  • يعمل على تثقيف صاحب الاضطراب لبناء علاقات صحية.
  • كما يهدف إلى جعل الشخص المصاب بهذا الاضطراب أكثر نشاطًا وأكثر تركيزًا على أهدافه واهتماماته.
  • يهدف إلى مساعدة الشخص المصاب بهذا الاضطراب على إقامة علاقات صحية ونشطة ومستقلة.

ثانياً: العلاج الدوائي

  • يمكن استخدام بعض الأدوية العلاجية في علاج اضطراب الشخصية المعتمد، ومن أبرزها مضادات الاكتئاب.
  • المسكنات العصبية.
  • بالإضافة إلى الأدوية العلاجية المستخدمة لعلاج بعض الأعراض الجسدية مثل أعراض الجهاز الهضمي وعدم انتظام ضربات القلب وغيرها.
  • تجدر الإشارة إلى أن إعطاء الأدوية العلاجية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعتمد يحتاج إلى توخي الحذر الشديد، حيث غالبًا ما يتم إساءة استخدام بعض الأدوية العلاجية الموصوفة، خاصةً عندما يعانون من بعض الحالات العصبية الخطيرة.
في النهاية نوضح أنه لا توجد حتى الآن اختبارات معملية لتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية على وجه التحديد، لذلك قد يستخدم طبيبك مجموعة متنوعة من الاختبارات لاستبعاد المرض الجسدي كسبب لأعراض الاضطراب والبدء في استخدام أكثر من تشخيص وتطبيق استمارات تقييم الشخصية لتقييم اضطراب الشخصية الدقيق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ