كتابة :
آخر تحديث: 14/02/2022

افضل الطرق للقضاء على التردد

التردد مشكلة يعاني منها الكثيرون، وهي مشكلة لها أسباب كثيرة جداً، ولكن نحاول في تلك المقالة عرض المشكلة بشكل بسيط، ومساعدة صاحب هذه المشكلة في القضاء على تلك الحالة.
في البداية يجب أن نعرف ما هو التردد، إنه عدم القدرة على اتخاذ القرار والاختيار، سواء كان سبب هذا التردد الحيرة في الحصول على مكسب، أو الحيرة في الحذر من الخسارة، فمثلاً من الممكن أن يكون التردد بسبب أن أحد الخيارات سيسبب الحصول على مكسب محتمل، بينما الاختيار الآخر قد نحصل منه على مكسب محتمل أعظم، مثل المفاضلة بين فرصتي عمل متساويان في الراتب، ولكن أحد الفرص احتمالات زيادة المرتب بها أعلى بينما احتمالية الاستقرار في العمل أقل من الفرصة الأخرى.
افضل الطرق للقضاء على التردد

أفضل الطرق للقضاء على التردد

قبل مناقشة موضوع المقالة وهو عرض لأفضل الطرق للقضاء على التردد، يجب أولاً أن نفهم أن هناك أسباب أخرى بخلاف ما ذكرناه في صدر تلك المقالة تسبب التردد، ومن أهم تلك الأسباب ما سنوجزه في النقاط التالية:

  • قد يكون السبب في التردد هو النقص الشديد في الخبرة التي اكتسبها الإنسان في مراحل طفولته الأولى في مجال الاختيار حيث أن هناك العديد من الأطفال يعانون من نقص التقدير للذات بسبب عدم وجود خبرات تؤكد نجاحاتهم في اختياراتهم في الصغر.
  • فأي طفل يحتاج في مراحل طفولته الأولى إلى خبرات تؤكد قدرته على الاختيار ونجاح هذا الاختيار، كاختيار الألعاب المفضلة له ونجاحها في إسعاد أصدقائه وعائلته عند اللعب بها.
  • أو اختيار أماكن التنزه التي نجح الطفل حين اختارها في إسعاد العائلة في رحلة ممتعة لا ينساها أي أحد، ويحكي عنها الأب وتحكي عنها الأم لسنوات وسنوات، وكلما تكرر ذكر تلك الاختيارات الناجحة للطفل من أبويه أمام الناس، كلما كان ذلك داعماً لقدراته على اتخاذ القرارات في المستقبل.
  • إن نقص الخبرات المكتسبة في مرحلة الطفولة في اتخاذ القرار والاختيار يؤثر بشدة على الإنسان في مراحله التالية، حيث أن هذا النقص يؤثر على تأخر قراراته في العديد من مجالات الحياة.

التردد في مجال اختيار المهنة

هناك حالة من التردد تنتاب العديد من الطلاب عند اختيارهم لمجال العمل الذي ينوون العمل به في المستقبل، وهناك كثيرين ينتابهم الندم على اختيار مجال عمل غير مناسب لمهاراتهم وقدراتهم، وهذه الحيرة وهذا التردد يرجع للعديد من الأسباب:

  1. الحماية الزائدة التي يعاني منها بعض الأطفال في بداية طفولتهم وحتى سنوات تالية من أعمارهم، تلك الحماية التي تجعل الأب والأم يقومون باتخاذ قرارات الدراسة واختيار مجالات التعلم للطفل بدلاً منه.
  2. وهنا نجد الطفل يستجيب لاختيارات الوالدين معتقداً أنها اختياراته، ومعتقداً أن طاعة الأبوين واجبة في كل المجالات، ولكن وبعد خوض الطفل لمجالات دراسية لا تناسبه يظهر جلياً أن اختيارات الأب والأم لم تكن هي الأدق، وأن هناك للطفل مهارات لم تكتشف بعد، كانت هي الأولى في الأخذ بالاعتبار عند اختيار مجال التعلم.
  3. ولا تكمن المشكلة في الطلاب المتفوقين دراسياً حيث أن تلك الطلبة يعلمون جيداً المجالات التي يرون فيها أنفسهم قادرين على التحصيل أكثر من غيرها.
  4. بينما تكمن المشكلة في الطلبة المتعسرين دراسياً، حيث أن تلك النوعية من الطلبة يواجهون مشكلة في فهم معظم المواد الدراسية باختلاف نوعياتها سواء علمية أو أدبية، الأمر الذي معه يحدث التردد الشديد في اختيار مجال العمل.

كيفية التعامل مع التردد في مجال المهنة

في هذه المشكلة يجب على كل أب وكل أم البحث في قدرات الإنسان ذاته وليس في المواد الدراسية التي سيدرسها، وهنا يجب قراءة تاريخ الطالب بطريقة إيجابية وليست سلبية.

حيث أن أولياء الأمور أو الآباء والأمهات يقعون في مصيدة شديدة التعقيد عند حل تلك المشكلة، حيث ينظرون لتاريخ الطالب المتعسر دراسياً كما لو كان منذ ولادته لم يحدث له أي شيء إيجابي في حياته، فالحالة السلبية التي تسيطر عليهم نتيجة النتائج المتدنية دراسياً التي حصل عليها، تجعل الأب والأم لا يرون أي ميزة تذكر في ابنهم.

وأكيد هذه الحالة ليست واقعية وليست صحيحة، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض ليس به أي صفات تميزه عن غيره في الكفاءة والتفوق، فكل البشر موجود بهم مواهب لا حصر لها، ولكن تكمن المشكلة في فهم تلك المواهب واكتشافها.

إننا في عالمنا العربي نهتم بشدة بالجوانب النظرية والحفظ والتلقين ونعتبرها مسألة حياة أو موت، رغم أن مهارة الحفظ والتذكر هي مهارة واحدة فقط من عشرات المهارات التي من الممكن أن يكون الطفل متمتعاً بها.

فعند قراءة تاريخ الطالب بطريقة إيجابية سنجد حتماً موقفاً ظهرت فيه موهبة من مواهبه ولكن مرت دون تفكر ووعي من أسرته، ذلك الموقف مثل حرص الطالب على فتح الآلات وإصلاح بعضها بالفعل.

أو مهارة قد تكون موجودة عنده وهي كثرة الأصدقاء والقدرة على التعامل مع الناس وفي تلك الحالة قد يكون مجال العمل المناسب له في التسويق، المهم أن نقرأ التجارب بطريقة إيجابية.

التردد في اختيار شريك الحياة

  • هناك حالة من التردد قد تنتاب المقدم على الزواج، فهناك بعض التجارب الفاشلة التي قد يكون قد مر بها صاحب حالة التردد بنفسه، أو يكون قد عايشها مع قريب أو صديق، ولا يريد أن يكررها مع نفسه.
  • فحين يعايش الإنسان تجربة فاشلة مع صديقه بكل جوارحه، فإنه يتأثر بها تأثراً شديداً، مثل تجارب الخيانة أو بعض المشكلات الأخرى التي قد تحدث بشكل طبيعي بين المقدمين على الزواج.
  • وهنا يجب التنبيه على أن التجارب لا يشترط أن تتكرر مع كل مقدم على الزواج، فهناك اختلاف كبير بين البشر، واختلاف في الوعي والفهم والثقافة والبيئة الخاصة بكل إنسان، الأمر الذي يجعل لكل إنسان قصته المستقلة عن الآخر، استقلال يضمن عدم تكرار التجارب الفاشلة.

كيفية التعامل مع التردد العاطفي

إن التردد في هذا الشأن لا يمكن تلخيص مناقشته في سطور قليلة، ولكن يمكننا القول بأن التردد المبني على الخوف من خوض التجارب العاطفية يمكن التعامل معه بالإقناع.

حيث أن التحفيز الذاتي والثقة المتنامية بين الطرفين يمكن أن تحسم التردد بشكل فعال، خاصة في حالة وجود مواقف إيجابية داعمة للاختيار.

التردد ليس مرفوضاً دائماً

هناك نوع من التردد يعتبر مطلوب ولا يعتبر مرفوضاً، وهو التردد المبني على أدلة وأسانيد واقعية منطقية مقنعة، فهذا التردد يعتبر من الصفات الجيدة جداً.

وهنا نؤكد على أن هذا النوع من التردد هو الوجه الآخر من صفة سلبية وهي التسرع، فالتردد الذي يدفع صاحبه لمزيد من البحث والدراسة الصحيحة، قد تكون سبباً في نجاته من مشاكل كبيرة جداً فيما بعد.

والفرق بين التردد المرضي والتردد الإيجابي هو أن التردد الإيجابي يصل صاحبه في النهاية لقرار حاسم في الوقت المناسب، أما صاحب التردد المرضي فهو لا يصل لأي قرار بل يترك الآخرين يقررون بدلاً منه.

وأخيراً .. فإن مناقشة أفضل الطرق للقضاء على التردد مناقشة تحتاج لسطور وسطور، ولكننا حاولنا مساعدتك عزيزي القارئ قدر المستطاع للوصول لبعض الطرق للقضاء على بعض الأنواع من التردد.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ