ما هي الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم؟
تعريف بالأخلاق بشكل عام
- إن الإنسان بفطرته وبطبيعته التي خُلق عليها يكون قد جُبِلَ على مجموعة من الأخلاق والطباع التي تميزه عن غيره من الناس، فيبدأ هذا الشخص في التصرف مع المحيطين به وفقًا لهذه الأخلاق التي فُطِرَ عليها، فيكون شخص صالح إذا كانت أخلاقه حسنة أو يكون غير صالح إذا كانت فطرته وأخلاقه غير حسنة.
- والأخلاق بصفة عامة لا تكون مقتصرة فقط على النوع الغرائزي الذي لا دخل للإنسان في اكتسابه بل إن فطرته تكون هي السبب الرئيسي في حصوله على تلك الصفات، بل إن الأخلاق يُقصد بها أيضًا تلك الصفات التي نكتسبها من البيئة المحيطة بنا أو من الأشخاص الذي نتعامل معهم باستمرار وبالأخص خلال السنوات الأولى من عُمر الطفل التي تبدأ فيها أخلاقه بالتشكل وفقًا لأخلاق الأب والأم وأفراد العائلة.
- فعندما ينشأ الطفل بين أبوين صالحين وعلى قدر كبير من العلم والمعرفة فإنه بالطبع سيكون له حظ وفير من تلك الأخلاق التي يتمتع بها أبويه والعكس صحيح أيضًا، هذا إلى جانب أن الأصدقاء لهم تأثير كبير على أخلاق بعضهم البعض.
- لذا يتوجب الانتباه إلى انتقاء الأشخاص المحيطين بأبنائنا حتى لا يكون لذلك تأثير سلبي على أخلاقهم وسلوكياتهم.
الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم
إن الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم هي التي تتسم بالٱتي:
- تُحسن من صورة الإسلام والمسلمين في أعين أصحاب الديانات الأخرى، فالمسلم يكون بمثابة علامة وإشارة على الدين الذي يحمله، لذا يتوجب أن نُصدّر للآخرين صورة حسنة حول الإسلام من خلال أخلاقنا التي نتحلى بها.
ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنة، فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سُألت عن أخلاق النبي: "كان خُلُق نبي الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن"، وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسولِ الله أسوةٌ حسنةٌ لِمَن كانَ يرجُوا اللهَ واليومَ الآخِر وذَكَرَ اللهَ كثيرًا).
- تختلف نوعية تلك الأخلاق تبعًا للجانب الذي تتعلق به، ونعني بذلك أنه إذا أردنا أن نتحدث عن أخلاق التعامل مع الآخرين فإنها ستكون مغايرة تمامًا لأخلاق التعامل مع النفس أو أخلاق التعامل مع الله -عز وجل- وهكذا، وسنحاول جاهدين أن نقوم بتوضيح كل تلك الأنواع من خلال سطور مقالنا.
أخلاق تعامل المخلوق مع الخالق - عز وجل-
الآن سنشرع في الحديث عن أفضل أنواع الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم ألا وهي أخلاقه التي سيتعامل بها مع الله -تبارك وتعالى-، ونجد أنها تتمثل في الآتي:
- الإيمان بوحدانية الله -عز وجل- وبأنه لا شريك له يعتبر أسمى الأخلاق وأجلّها، ويعتبر ذاك الخلق تمهيد لجميع الخصال الحسنة التي تأتي من بعده.
- يجب أيضًا أن نتعامل مع الله -عز وجل- بحُسن الظن في الله وفي أقداره التي قدرها لنا، وأن نوقن تمام اليقين بأن ربّ الخير لا يأتي إلا بالخير.
- الشعور بالرضا أيضًا من الأخلاق الحسنة والتي لا بد أن يتحلى بها المسلم في علاقته مع ربه، ونلاحظ أن الرضا يندرج تحت حسن الظن، فإذا كان المسلم يظن بالله ظن حسن فإنه بالتبعية سيكون راضٍ عن قضاء الله وعن كل أفعاله.
- عبادة الله -عز وجل- على الوجه الذي يرضيه عنا، بأن نتجنب الأمور التي نهانا الله عنها وأن نفعل كل ما أمرنا به وأن نطيعه في كل شيء.
الأخلاق التي لابد أن يتحلى بها المسلم
إنّ جماع آداب الخير تتفرع من مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، وتتمثل فيما يلي:
- فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليقُل خيرًا أو ليَصمُت"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مِن حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه"، وقوله للشخص الذي اختصر له في الوصية: "لا تغضب"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يُحب لأخيه المؤمن ما يُحب لنفسهِ".
- إذا نظرنا للحديث الأول سنجد أن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يحثنا على ضرورة التحدث بالخير فقط والصمت عن الكلام الذي لا خير فيه، أو الكلام الذي قد يتسبب في إيذاء مشاعر الآخرين، وهذا الخُلُق من أعظم الأخلاق التي إذا تحلى بها المسلم فإن الجميع سيحبه ويرغب في التعامل معه لأنه لا يؤذي أحد بقول أو تصرف قاسٍ، وقد قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم: (ولو كنتَ فظًا غليظَ القلبِ لانفضوا من حولِك).
- أما بالنسبة للحديث الشريف الثاني فإنه يوضح لنا أن المسلم الحسن لا يتدخل في شؤون غيره أبدًا، وأن يكون اهتمامه الكامل منصب على تطوير ذاته والاعتناء بأموره الخاصة لا بأمور غيره، فالناس عمومًا ينفرون من الأشخاص المتطفلين الذين يتدخلون في أمور حياتهم، لذا فإن المسلم الحق هو الذي يترك كل ما لا يعنيه ويهتم بنفسه فقط.
- والحديث الثالث تجتمع فيه أفضل التوصيات التي يمكن أن تُوجه لأي شخص، فالإنسان الذي يقوى على التحكم في انفعالاته وقت الغضب لن يصدر عنه أي كلام يجرح المحبين له وبالتالي سيكون شخص لين ومحبب لدى الكثيرين، قال تعالى: (والكاظمين الغيظَ والعافين عن الناسِ والله يُحب المحسنين).
- وفي الحديث الرابع إشارة إلى ضرورة أن يحب المؤمن الخير لغيره ولا يكون شخص أناني يبحث عن المصلحة الشخصية فقط.
طرق حصول المسلم على الأخلاق الحسنة
توجد مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها أن يكتسب المسلم بعض الصفات الحسنة ويتخلص من الصفات السيئة، وسوف نوضح أهمها بشيء من التفصيل:
الصُحبة المحيطة بالإنسان:
- قد أشرنا سابقًا إلى ضرورة التأني في اختيار الأصدقاء وأن ينتبه الآباء إلى الصُحبة المحيطة بأبنائهم، لِما للأصدقاء من قدرة كبيرة على تحويل أخلاق بعضهم البعض إلى أخلاق حسنة إن كانوا صحبة صالحة أو العكس، وقد قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "المرء على دين خليلِهِ فلينظُر أحدكم مَن يخالل"، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه المحكم في تصوير لمشهد ندم البعض على سوء اختيارهم لأصدقائهم: (ليتني لم أتخِذ فُلانًا خَليلا).
الدعاء:
- فيجب على المسلم أن يتوجه إلى الله بالدعاء عندما يريد شيء ما، وأن يطلب منه بشكل مستمر -دون أن يَمل من الدعاء- أن يجعل أخلاقه أخلاق حسنة تليق بالإسلام والمسلمين، مع ضرورة الصبر إلى حين استجابة الدعاء، قال تعالى: (إن الله مع الصابرين).
مراقبة النفس:
- فيلزم أن يراقب المسلم نفسه ويراقب التصرفات التي تصدر عنه، إن كانت حسنة فيسعى إلى الثبات على ذلك وإن كانت سيئة فيحاول جاهدًا أن يتوقف عن القيام بالأفعال السيئة ويبدأ في تحسين سلوكه حتى يكون مسلمًا حقًّا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15620