كتابة :
آخر تحديث: 30/11/2023

خلق من أخلاق القرآن الكريم

خلق من أخلاق القرآن الكريم، القرآن العظيم هو منهج حياة لكل مسلم ومسلمة، فهو الذي يخرجنا من النور إلى الظلمات، فنجد في القرآن الكثير من الأخلاق التي يجب أن نتحلى بها، فمن خلال موقعنا مفاهيم سوف نتعرف سويًا عن أخلاق القرآن العظيم، فالأخلاق الحميدة من الصفات الجميلة التي حثنا الشرع عليها، أيضًا يجب أن نتصف بالأخلاق التي كانت في رسولنا العظيم فقد قال تعالى عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[القلم:4]، فإذا اقتدينا بالني صلى الله عليه وسلم وعملنا بالأخلاق الموجودة في القرآن سوف نعيش حياة سعيدة ومطمئنة.

خلق من أخلاق القرآن الكريم

تحدث القرآن عن موضوع الأخلاق بشكل رائع جدًا، بل ومدح من يتصف بهذه الأخلاق، وفي نفس الوقت نهى عن الأخلاق السيئة التي لا بد أن نبتعد عنها بشكل كلي، فمن عظمة القرآن أنه وضح كل خلق على حدا وجزاء من يتحلى بهذا الخلق، فسوف نوضح لكم بعض الأخلاق التي وردت في كتاب الله وبالأدلة القرآنية:

1. الوفاء بالعهد

فهذا الخلق من الأخلاق التي الحميدة التي يجب أن نسعى في التحلي به، بل ونربي أولادنا على أن الوفاء بالعهد خلق يجب أن نراعيه ونوفي بما نقوله مع الآخرين، فقد قال تعالى في كتابه:

  • ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34],
  • ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].
  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32].

2. الأمر بالعدل

أيضًا هذا الخلق ذكر فيه آيات كثيرة تبين لما أن العدل أساس الدين، والله تعالى لا يرضى بالظلم فقد حرم الظلم على نفسه، فيجب أن نعدل في حياتنا مع الجميع حتى ممن لا ينتسبون إلى الإسلام، ومن الأدلة على ذلك قال تعالى:

  • ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152].
  • ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]
  • ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90].
  • ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ [الشورى: 15].

3. التعاون على البر والتقوى

التعاون من الأخلاق الحميدة التي دعا إليها الدين الإسلامي وهذا الخلق من أجلّ الأخلاق؛ لأنه يحثنا على فعل الأعمال الصالحة التي تنفع المسلمين، ولا نتعاون على أمور تضر بالمسلمين فقال تعالى:

  • قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

4. الصدق

فمن أعظم الأخلاق الصدق، فيجب أن نكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا حتى يرضي الله ورسولنا العظيم، فقد لقب النبي عليه أفضل الصلاة السلام "بالصادق الأمين" فمن أحب النبي صدقًا يتحلى بأخلاقه، ومن آيات الله تعالى عن الصدق:

  • ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]
  • ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].

5. الصبر

هذا الخلق من الأخلاق التي ينبغي علينا أن نتعلمه ونسعى أن نكون من الصابرين، فالصبر أنواع منه الصبر على الطاعة، والصبر على المعصية، والصبر على الابتلاء، فالصبر يعلمنا الرضا بأقدار الله وقضائه فقال تعالى:

  • ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]
  • ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
  • ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75].

أهمية وفضائل الأخلاق في المنهج القرآني

الأخلاق لها أهمية كبيرة جدًا في حياة الفرد والمجتمع، وترجع أهميتها إلى الآتي:

  • الأخلاق الحسنة هي امتثال لأوامر الله والرسول، فالكثير من الآيات التي تبين لنا لا بد من التخلق بالأخلاق الحسنة، وفي نفس الوقت نهى القرآن بالتخلق بالأخلاق السيئة مثل: اللمز، والتنابز بالألقاب، أيضًا الظن السيئ بالآخرين، والتجسس، والغيبة، فكل هذا من الأخلاق المذمومة التي يجب أن نبتعد عنها حتى لا ينالنا العذاب الشديد.
  • كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخلق بكل الأخلاق الحميدة في أقواله وأفعاله، فإنه كان خلقه القرآن، ومن الأحاديث الجميلة عن الأخلاق قال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ".
  • كذلك الأخلاق الحميدة تعد من مقومات شخصية المسلم، فالأخلاق تبين معدن الإنسان سواء من الظاهر أو الباطن، فالله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا.
  • فالإنسان بشكل عام لا يحكم عليه بلونه أو طوله أو عرضه أو فقير أو غني، بل خلقه وأفعاله هي المعيار.
  • فقال تعالى: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

أما عن فضائل الأخلاق الحسنة تتمثل فيما يلي:

  • سبب لدخول العبد الجنة بإذن الله.
  • أيضًا تكون سبب في حب الله للعبد.
  • كما أن من أسباب محبة النبي هو التحلي بالأخلاق الحسنة.
  • كذلك أثقل شيء في الميزان يوم القيامة هو مكارم الأخلاق.
  • أيضًا الأخلاق الحسنة سببًا في تضاعف الأجور والثواب.

الأخلاق المذمومة في القرآن

كما وضح القرآن العظيم الأخلاق الحميدة، كذلك بين لنا أنه يوجد أخلاق مذمومة يجب عدم التخلق بها؛ لأن عاقبتها سيئة ومن أهمها الآتي:

1. البغض والكراهية

فهذه الصفات ينتج عنها العداوة والحقد والحسد وهذا بفعل الشيطان فقال تعالى:

  • (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة: 91].

2. ذم الإسراف والتبذير والنهي عنهما

فالقرآن حذرنا من الإسراف والتبذير فهذا من الأفعال المذمومة قال تعالى:

  • (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
  • (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).

3. ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها

فهذا الخلق مذموم لأنه فيه عدم مراعاة الآخرين، فنرى من يسيئ ويجرح بالكلام وغير ذلك، فالقرآن حذرنا من فعله فقال تعالى:

  • (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) [المؤمنون: 96].
  • (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)، [الإسراء: 7].
  • (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية: 15].

4. أدلة من السنة عن الأخلاق الحميدة والمذمومة

فالنبي صلى الله عليه وسلم حرص على أن يعلمنا فضل الأخلاق الحميدة، والبعد عن الأخلاق المذمومة التي تهلك صاحبها، وإليكم بعض ما ورد من السنة النبوية عن الأخلاق:

  • عن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال : يا رسول الله، أوصني، قال : «افشِ السَّلام وابذل الطَّعام، وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت».
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج».
  • قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق».
  • قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَبغَضَكُم إليَّ، وأَبعَدَكُم مِنِّي في الآخِرَةِ: أَسوَؤُكُم أخلاقًا».
  • قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ».
وبذلك نكون قد انتهى حديثنا عن خلق من أخلاق القرآن الكريم، فيجب علينا كمسلمين أن نتخذ هذا القرآن دستور لحياتنا حتى ننجو من فتن الدنيا ونتحلى بالأخلاق الحميدة التي ذكرها ونجتنب كل الأخلاق السيئة التي حذرنا منها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ