ما هو الإحباط في الإسلام؟ كيف يمكن علاج الإحباط؟
جدول المحتويات
الإحباط في الإسلام
الإحباط في الإسلام يقصد به تعرض المسلم لمجموعة من المشاعر الداخلية المزعجة، والتي تجعله غير قادر على الوصول إلى الهدف التي يسعى إليه، أما عن تعريف الإحباط في الإسلام لغويًا واصطلاحا فيكون كما يلي:
تعريف الإحباط لغويًا
- كلمة الإحباط يكون أصلها في اللغة (ح ب ط)، والكلمة دالة على ألم حادث للشخص، أو بطلان عمل لشخص قام به.
تعريف الإحباط اصطلاحا
- أما عن تعريف الكلة اصطلاحا فالمقصود بها هو إحباط الحسنات بالسيئات، أو عدم بلوغ الإنسان لما يريده، ولكن في العصر الحديث يكون كلمة إحباط مشهورة بالخيبة التي قد يتعرض لها الإنسان، مما يؤدي لحدوث اليأس، فبذلك الإحباط أقل درجة من اليأس.
ما هي أنواع الإحباط؟
أما عن أنواع الإحباط فتكون كما يلي:
- الإحباط الناتج عن الأعمال الدنيوية، أي عدم بلوغ المرء لما يريد من أعمال حياتية، وهي لا تقدم شيء يوم القيامة لصاحبها، وذلك في قوله تعالى "وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً".
- أن يكون الإحباط ناتج عن أعمال دنيوية، أي أن صاحبها لا يبتغي بها رضا الرحمن.
- أن يكون الإحباط ناتج عن القيام بأعمال صالحة، تحولت إلى سيئات.
لماذا يتعرض الإنسان للإحباط؟
- الإنسان قد يتعرض لمشاكل الإحباط إذا كان يقوم بشيء ما ولكنه لم يستطيع إكماله، مما يجعله يشعر بالتوتر والضيق والألم، ولكن تختلف درجة الإحباط من شخص لآخر.
- فقد تجد بأن بعض الشخاص قد يعانون من مشاكل الإحباط بدرجة قليلة، ومنهم سرعان ما يعودون مرة أخرى لما كانوا عليه، ولكن الأشخاص الذين تعرضوا لدرجة عالية من الإحباط، هم من يواجهون فترة كبيرة للعودة لما كانوا عليه من قبل.
كيف يقوم القرآن الكريم بمعالجة الإحباط؟
القرآن الكريم كله رحمة وشفاء، حيث أن كلماته تبعث في النفس البشرية طمأنينة من الخوف والإحباط، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه نهى المسلم أن يتعرض لليأس والإحباط، ويكون علاجه كالآتي:
- معرفة أسبابه وتجنبها، ويكون العلاج المثالي لهذه المشكلة هو القرب من الله سبحانه وتعالى، كما أن قراءة القرآن الكريم فيه الكثير من المواعظ والقصص التي تكون عبرة لمن يتعرض لليأس.
- فتجد أن النبي صل الله عليه وسلم كان يألم لما يتعرض له الناس في وقته، ولكن الله أنزل عليه الصبر والثبات من خلال تعرفه على ما سبقه من الأنبياء وما تعرضوا له.
- كما أن الصحابة رضي الله عنهم مر عليهم الكثير من الأزمات واليأس التي غطى قلوبهم، فقد جاء خباب بن الأرت إلى النبي صل الله عليه وسلم يطلب منه أن يدعي لتحقيق النصر.
- فشعر النبي بأن خباب يشعر باليأس في كلماته، فقام النبي صلوات الله عليه بمعالجة هذا الأمر معه من خلال الكلام معه بأن الله سبحانه وتعالى هو من يختار متى النصر، وأننا لا نفرض على الله ذلك، والله سبحانه وتعالى يعلمنا معالجة الضراء بالصبر على قضاءه، فهو يفعل ما هو خير لعباده.
آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الإحباط في الإسلام
لم يترك القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة لنا شيء إلا تكلموا عنه، ومن الآيات القرآنية التي تكلمت عن الإحباط واليأس ما يلي:
- "ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ".
- "مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ"
- "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ".
- "وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ".
أما عن الأحاديث الشريفة التي جاء بها النبي عن الإحباط، ما يلي:
- روى حذيفة رضي الله عنه قال، أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم: "إنّ رجلا حضره الموت، فلمّا يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا، حتّى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثمّ انظروا يومًا راحًا فاذروه في اليمّ، ففعلوا. فجمعه اللّه فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر اللّه له".
- روى أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "أنا أوّل النّاس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشّرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربّي ولا فخر".
أسباب الإحباط
يوجد العديد من الأسباب المختلفة التي تتسبب في حدوث الإحباط، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
- الجهل، هو واحد من أسباب إصابة المسلم بالإحباط، فقد قال ابن القيم في ذلك: "إنما تنشأ من الجهل بعبودية القلب، وترك القيام بها".
- عدم الصبر، فعندما يبلغ الإنسان الكثير من المشاكل ولا يستطيع الصبر وتحمله ويستعجل الخير، فهو يعرض نفسه للإحباط واليأس.
كيف يمكن علاج الإحباط؟
كان النبي صل الله عليه وسلم يربي صحابته على الصبر، وذلك عندما روى لخباب بن الأرت قصة ما كان يحدث قبله للمؤمنين بالله، فقال له:
"قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يُؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون"، فهذا الأمر هو ما يعرض المسلم للإحباط.
ومن أهم علاجات الإحباط في الإسلام، ما يلي:
- الإيمان بالقضاء والقدر، والرضا بما كتبه الله سبحانه وتعالى على المسلم، فما قدره الله للإنسان هو الخير وإن كان لا يعلم ذلك.
- الصبر على البلاء، فيجب على المسلم أن يتعود على ذلك الأمر، فقد ذكر القرآن الكريم كلام يعقوب لأبنائه بعدم الإحباط، وذلك في قوله تعالى: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ".
- التفاؤل مع حسن الظن بالله.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17850