كتابة : رحاب
آخر تحديث: 05/09/2023

مفهوم الخطاب الإعلامي بين النظرية والتحليل وأهم أدواته ومميزاته

أهمية الخطاب الإعلامي أهمية كبيرة ومؤثرة في حياة المجتمعات وثقافاتهم وتفاعلهم مع أجهزة الدولة والموضوعات والقضايا المعاصرة. كذلك يؤثر الخطاب الإعلامي في حل الكثير من المشكلات والقضايا القائمة من خلال مناقشة الآراء المطروحة والتوصل إلى عدة حلول ووجهات نظر يمكن اختبار تطبيقها على أرض الواقع، بشرط خضوع هذا الخطاب للمعايير الإعلامية المنظمة له، وفيما يلي في موقعكم مفاهيم نسلط الضوء على أهمية ودور الخطاب الإعلامي وأدواته والخطاب الإعلامي بين النظرية والتحليل، تابعونا.
مفهوم الخطاب الإعلامي بين النظرية والتحليل وأهم أدواته ومميزاته

مفهوم الخطاب الإعلامي وسماته

يعبر هذا مصطلح الخطاب الإعلامي على ممارسة المجتمع من أقوال وأفعال اتجاه الأحداث المختلفة في الدولة وآراء المواطنين في الكثير من الأمور المحلية. حيث تكون وظيفته هي النقل عبر وسائل الإعلام المختلفة لهذه الآراء المجتمعية بشكل دقيق وحيادي، ومن سمات هذا الخطاب، ما يلي:

المهنية في الخطاب الإعلامي وعدم التحيز

  • وعلى الرغم من فرض المهنية في الخطاب عدم التحيز، إلا أن التحيزات تفرض نفسها سواء تم ملاحظتها، أو لم تكن معلنة، وذلك بسبب عدم إجراء التحليل الكافي لعمليات التواصل والإعلام، في كيفية التكوين وعدم الإدراك الكافي لطبيعة الجمهور، وما يخص الملكية ونظم العمل.

الخطاب الإعلامي صناعة ثقافة مجتمعية

  • لذلك فإنه يعبر عن تكوين صناعة ثقافية تتألف من عدة وسائل مجتمعة متخصصة في إرسال رسائل مجتمعية مجملة متباينة الآراء عبر وسائل الإعلام.

توصيل المعلومات والمعارف والأخبار للجماهير

  • فهو أحد أهم الوسائل التواصلية مع الجماهير عبر تقارير الأخبار أو المقال الصحفي أو البرامج بأنواع بثها عبر الراديو أو التلفاز، والكثير غيرها من وسائل الإعلام.

يتميز بالتجدد والتطوير والتحديث المستمر

  • وهو من الممارسات الخاضعة للتغير مع الوقت والتطور حيث يرتكز على المعلومات المتجددة واللغة والتقنيات التي تتطور بشكل مستمر، ولا يعبر الخطاب، أو يتبنى رأياً واحداً، وإنما يبث وينشر الآراء المتعارضة مع بعضها والمتباينة؛ لأن هذه الآراء في النهاية تمثل طوائف ومجموعات من داخل المجتمع.
  • كل له مذهبه العقلي ورأيه الذي يعبر عنه من خلال منظوره الخاص، وهذا ما يشكل المحتوى العام للخطاب.

يضم الرأي والرأي الآخر

  • ويساهم هذا الخطاب في توضيح مدى الاختلاف في وجهات النظر بين المجتمع ومحاولة التقريب بينها خلال عرضها.

يشتمل على رؤية مستقبلية للأحداث والمواقف

  • التي يمكن أن يتحدد من خلالها الرؤى المستقبلية، وكذلك تحديد الأهداف المشتركة بين كل هذه الآراء للجماهير.

أشكال الخطاب الإعلامي

تتعدد الأشكال التي يمكن أن يظهر من خلالها الخطاب الإعلامي وتتمثل في:

1. النص المكتوب:

  • هو الأفضل والأشهر والأكثر تداولاً بين أشكال الخطاب، حيث يقوم الإعلامي بتناول حديثه من النص المكتوب بطريقة مرتبة ومنظمة، وتم إعدادها سابقاً.
  • مما يساهم في عرض تفاصيل القضايا والمشكلات، وعرض الطرق المناسبة لحلها.

2. الارتجال بفكرة:

  • يحتوي هذا النوع من الخطاب على مفكرة ترافق الإعلامي لا تحتوي إلا على نقاط معينة أو عناوين رئيسية دون أي تفاصيل تذكر.
  • ويتناولها المتحدث بشكل تفصيلي عبر ارتجاله فيما يريد الحديث عنه، فهي بمثابة مفكرة لمحاور الخطاب.

3. الارتجال العام:

  • وهذا من أصعب أشكال الخطاب حيث يتطلب متحدثاً بارعاً في اللغة ولديه إلمام شامل بالموضوعات محل الخطاب.
  • كما أنه له إمكانياته في طرق عرضها، دون الوقوع في أي خطأ.

شروط الخطاب الإعلامي

للخطاب الإعلامي شروط يجب أن يكون قائماً عليها، وهذه الشروط تتمثل في:

  1. أن يكون الأهداف من هذا الخطاب المعلن محددة وواضحة.
  2. أن يكون الجمهور أو الطبقة أو الطائفة المستهدف للخطاب محدداً بدقة.
  3. أن تكون اللغة المستخدمة في صياغة الخطاب وكذلك أسلوب عرضه ملائم بشكل كامل لثقافة الجمهور المستهدف منه.
  4. أن تكون المدة الزمنية المقررة لعرض الخطاب محددة مسبقاً بشكل دقيق.
  5. أن يراعي المتحدث الآداب والثقافة والأذواق العامة في النص الخطابي، وأن يبتعد عن إظهار تحيزه، وأن يتحلى بالحيادية التامة خاصةً في أثناء عرضه للخطاب، وأن يكون بعيداً عن أساليب القذف أو السبّ.

عناصر كتابة خطاب إعلامي

للخطاب الإعلامي عناصر يتكون منها، وهي ما تحدد طبيعته وشكله العام، وهي كالآتي:

الأهمية

  • يجب أن يكون الخطاب له أهميته في مناقشة القضايا الهادفة والمتعلقة بالمجتمع بشكل عام، بحيث تعبر عن متطلباتهم، وأهدافهم، ومشكلاتهم القائمة.

المعلومات الجيدة

  • يجب أيضاً أن يكون المتحدث مدركاً للمعلومات التي يقدمها؛ لأن المجتمع ينتظر ما لا يعرفه، وليس ما لديه العلم به، فيجب أن يكون حريصاً على تقديم المعلومات الجديدة والحصرية.
  • وذلك من خلال إدراكه في أثناء تكوين الخطاب بالبحث عن المصادر الجديدة والحصرية.
  • كما ينبغي له الالتزام بصحة هذه المعلومات والأخبار قبل عرضها على الجماهير، وفق الأدلة القائمة والمصادر الموثوقة.

قضايا الساحة

  • أو ما يطلق عليه حديثاً "التريند" وفق مصطلحات السوشيال ميديا، ويقصد بها القضايا الساخنة الصاعدة إلى ساحة الإعلام تواً.
  • حيث تحقق هذه القضايا الإثارة لدى الجمهور، فيكون حريصاً على متابعة كل جديد متعلق بها، ومع ذلك يجب التزام الشفافية والدقة في تناولها.

تناول الموضوعات المبهمة

  • حيث إن الكثير من الموضوعات التي تتناولها المصادر الإعلامية دون تفاصيل كالأخبار السياسية والموضوعات الاجتماعية وبعض مواد القوانين التي تتم إضافتها أو تعديلها.
  • مما يدعو إلى تفسيرها وشرح ما يدور حولها من تفاصيل من أجل إزالة الغموض المتعلق بها.

الفاعلية

وهي خاصة بالمخاطب أو المتحدث، حيث إن تصرفاته وصفاته تكون منعكسة في الخطاب الذي يتناوله، سواء كان المخاطِب شخصاً منفرداً أو أكثر. ويقوم هذا المتحدث بعدة وظائف منها:

  1. إعادة الصياغة للمحتوى الخطابي الموجود من قبل أو الذي سبق طرحه، وذلك لتناوله بشكل جديد يثير المشاهد أو الجمهور المستهدف.
  2. أن يكون حريصاً على توزيع المحتوى الخطابي وفق القواعد والأساسيات المتعارف عليها في منظومة الإعلام.
  3. الحرص على توزيع المحتوى الخطابي بعد صدور الموافقة من الجهات الرقابية عليه، والمسؤولة عن إصداره.

الفضائية

وهو الدائرة المحدودة المسؤولة عن تحويل دلالات الخطاب إلى علاقات ودلالات سياسية مرتبطة به، وذلك باتباع المتحدث للآتي:

  1. أسلوب المخاطِب المنعكس على المحتوى الخطابي، باستخدام اللغة المثيرة للسلوك العام.
  2. يقوم المتحدث بفرض محتواه الخطابي والآراء التي بحوزته على الجمهور، وذلك بتشجيعهم على الاعتراف به ولو كان مخالفاً لوجهات نظرهم.

مميزات صيغة خطاب إعلامي

من أهم السمات والمميزات التي يتسم بها الخطاب الإعلامي الآتي:

الخطاب الطقوسي

حيث يميل هذا النوع من المحتوى الخطابي بخلق مجموعة من الطقوس والمثيرات حول الخطاب والتي تساهم في فاعليته بشكل كبير، من خلال بعض السلوك والإشارات التي ترافق عرضه، وتتكون كالآتي:

الخواص المنفردة:

  • التي تنظم القدسية الخاصة بموضوع الخطاب، بناءً على الضوابط والقواعد المحددة له.

الأدوار الملائمة:

  • التي تستعمل إشارات وسلوكاً يستهدف التأثير في مشاعر وعواطف الجماهير، وهي مجموعة رمزية متحركة تتأثر بها الجماهير.

الخطاب الأسطوري

يتميز المحتوى بالخطابي بالبعد الأسطوري، وهو خلق نوعاً من الأسطورة حول الخطاب يثير الضجة، ويستهدف إلى استفزاز القوة الجماهيرية في المتابعة، وذلك من خلال الأدوات التالية:

  1. تغيير المحتوى الخطابي من موضوعات واقعية إلى أسطورة، يمكن من خلالها تفسير الأزمنة المختلفة.
  2. صياغة المحتوى الخطابي من الجهات الأيدولوجية المختلفة وتناولها من نواحي متعددة منها السياسية والعقائدية والدستورية.
  3. منح شعور لكل شخص من الجمهور المستهدف أنه يملك السلطة الكافية، والتصور الموضوعي للواقع العالمي المحيط به.

الخطاب الإعلامي بين النظرية والتحليل

إن تحليل الخطاب الإعلامي قائم على عملية اتصال متكاملة شاملة المرسل والمتلقي والوسيلة الإعلامية وتأثير الرسالة الإعلامية، والجدير بالذكر أن الخطاب الإعلامي ليس مجرد نظريات علمية مجردة من التطبيق، ولكنها مستمدة من واقع الخطاب الإعلامي نفسه، ويمكن تحليل الخطاب الإعلامي، من خلال:

1. تحليل الأطروحات:

  • ويقصد بها الفكرة المطروحة من خلال الخطاب التي يهدف الخطاب إلى وصولها للجمهور المستهدف، ليقتنع الجمهور بوجهة نظر الخطاب والاستسلام لها وذلك بمساعدة اللغة الفكرية للخطاب والثقافية له.

2. تحليل السياق:

  • سياق المحتوى الخطابي هو المسؤول عن الشكل العام للخطاب، وذلك من خلال تحديد المدة الزمنية والمجال المكاني، باختلاف النواحي الواقعية السياسية والاقتصادية.
  • ويقوم هذا المحتوى الخطابي على تحليل الأبعاد الزمانية والمكانية، وتوضيحها بشكل دقيق.
  • وكذلك أن يكون القائمون على صناعة الخطاب لديهم الإدراك الكافي لأساليب المجتمع المستهدف، ولغته وثقافته وطبيعة الواقع الذي يعيشه.

أما عن النظريات التي تهتم بدراسة الخطاب الإعلامي تشمل الآتي:

  • نظريات التأثير الانتقائي للخطاب الإعلامي: وتشمل نظرية الاستخدامات والاشباعات، نظرية انتقال الاتصال على مرحلتين، نظرية انتشار المبتكرات.
  • نظريات التأثير القوي للخطاب الإعلامي: وتشمل نظرية اجتياز المجتمع التقليدي، ونظرية وسائل الاتصال كامتداد للحواس، نظرية دوامة الصمت.
  • نظريات التأثير المعتدل للمحتوى الإعلامي: وتشمل نظرية ترتيب الأولويات، ونظريات الغرس الثقافي، ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام.
  • نظريات المعرفة من وسائل الإعلام: وتشمل نظرية الأطر المعرفية، ونظرية فجوة المعرفة، ونظرية التماس المعلومات، ونظرية تمثيل المعلومات، ونظرية التهيئة المعرفية.
  • نظريات المفسرة للعنف، وكذلك نظريات فكرية سياسية للإعلام الجماهيري، والتبعية الإعلامية.
لذلك يجب الحرص على إدراك الخطاب الإعلامي وتحليل الرسائل التي يتلقاها المجتمع منه بطريقة منطقية والتجنب التام للاقتناع قبل خضوع هذه الأفكار والرسائل للتحليل المنطقي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ