كتابة :
آخر تحديث: 11/06/2024

مفهوم العنف اللفظي وتأثيره على سلوكيات الإنسان

يعتبر العنف بصفة عامة قضية تاريخية، وقديمة قدم البشرية، لكنه أصبح سمة العصر الذي نعيشه، ومن أشهر أنواع العنف الحالي العنف اللفظي، وهو الأكثر تأثيرا على نفسية الأشخاص وأساليب تعاملهم، قد انتشرت ظاهرة العنف اللفظي في المجتمع الآونة الأخيرة في كل المجتمعات خاصة العنف الموجه ضد الطفل، مما ترك أثار سلبية انعكست على سلوكيات الطفل وأساليب تعامله، وفي هذا المقال في موقعك مفاهيم نتعرف على العنف اللفظي بالتفصيل، تابعونا.
مفهوم العنف اللفظي وتأثيره على سلوكيات الإنسان

تعريف العنف

يمكننا توضيح مفهوم العنف بمعناه العام من خلال الآتي:

  • أن العنف هو القوة الممارسة من طرف شخص معين تجاه شخص آخر أو شيء بصورة مقصودة لإحداث ضرر معين وينقسم العنف ألي ثلاثة أقسام وهي العنف الجسدي، والعنف الجسدي، والعنف النفسي.

مفهوم العنف اللفظي

  • تعريف العنف اللفظي هو عبارة عن الكلمات القاسية والمفردات أو الجمل والعبارات التي تعد خروجاً عن القواعد المتفق عليها في آداب السلوك اللغوي، وتخرج للتعبير عن شعور سلبي أو عنيف نحو الآخر؛ بغرض إخضاعه أو إصابته بأضرار نفسية.
  • وقد انتشرت ظاهرة العنف بشكله اللفظي في الأيام الأخيرة بكل كبير فأصبحنا لا نسمع إلا تلك الألفاظ النابية الخارجة عن الأدب والحياء من سب وشتم وسخرية وازدراء وتهكم، فنحن نشاهد كل يوم كثيراً من المعاكسات التي يتفنن بها الشباب بكثير من الألفاظ الخارجة.
    والمشكلة أنها تعدت عنصر الذكور وانتقلت إلى الإناث الذين يرونها أنها مظهر من مظاهر التحضر وموضة العصر، وأصبحت الإساءة اللفظية هي اللغة الرسمية في أوساط الشباب وبين الجنسين ويجدونها أكثر من اللغة العربية وغيرها من اللغات.

أسباب العنف اللفظي

تتعدد الأسباب إلى تؤدي إلي انتشار العنف بشكله اللفظي، ومن أهمها :-

1. الشعور بالنقص

  • حيث يتزايد العنف لدي الأفراد الأيتام أو الأطفال الفقراء والأبناء غير الشرعيين نتيجة لعدم حصولهم علي حقوقهم الكافية من الحياة فيتولد لديه شعور بالانتقام والسخط على المجتمع بهدف الانتقام.
  • كما ينتج الشعور بالنقص أيضاً نتيجة المعاملة السيئة في المنزل أو المدرسة لذا يجب مراعاة شعور الطلاب في المدرسة لأن السخرية منه أمام زملائه والاستهانة به يدفعه للانتقام لنفسه من الآخرين.

2. الإعلام وتحريضه على العنف

  • إن مشاهدة الإنسان للأفلام التي تحض علي العنف ومحاولة تقمص الشخصية لتعظيم دور البطل، لها دور في انتشار العنف بشكل كبير.
  • ومن الجدير بالذكر أن نوعية العنف التي تقدم في الأفلام المعروضة اليوم أغلبها مشاهد عنف متطرف، متنوع الأشكال في النوع والدرجة.
  • وهي نوعية من الأفلام لا تشترط انتصار الخير على الشر في النهاية، كما أنها تدفع المشاهد للتعاطف مع المعتدي وليس مع الضحية أو المعتدي عليه ومن هنا تتزايد اتجاهات العنف والعدوان لدى المشاهد.

3. تفريغ الطاقة

  • ينتج العنف أيضاً عن قوة دفع معينة تكون أما عن طريق وجود نزعة فطرية، أو عن طريق الشعور بالإحباط، الذي يقوم بدوره بخلق الاستعداد لاتخاذ مسلك العنف.
  • فمثلاً نجد الأطفال يستخدمون ما يشاهدونه من أفلام كارتونية وسيلة لحل مشاكلهم أو التخلص من الشحنات العدوانية والسالبة الموجودة بداخلهم.

4. البطالة وضعف الاقتصاد

  • حيث إن عدم توافر فرص عمل مناسبة للشباب وتدني المستوى الاقتصادي، كما يسبب الشعور بالإحباط والسخط على المجتمع وبالتالي يلجأ إلى العنف كوسيلة لحل مشكلاته وتنفيس رغباته المكبوتة.

5. الإدمان

  • يؤثر إدمان الكحول وتعاطي المخدرات على عدم التحكم في الأفعال والسيطرة على الأعصاب، ومن ثم استجابة الشخص المدمن استجابة عدوانية في حالة إذا ما تعرض لسلوك لا يرضيه.

العنف اللفظي ضد المرأة

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد إلى ممارسة العنف ضد المرأة، ومن أهم عوامل العنف اللفظي ضد المرأة ما يلي:

1. ثقافة المجتمع والعادات والتقاليد

  • هناك بعض الثقافات في البلدان المختلفة التي لا تقدر قيمة المرأة ولا تدافع عن حقوقها، بل تعطي للرجل جميع الحقوق في التعدي على المرأة دون أي عقاب، وهذا ما يجعل المرأة تتعرض للعنف والإهانة، ويعتبرها المجتمع أمر طبيعي.

2. تدني مستوى التعليم

  • قد يؤدي تفشي الجهل وانتشار البطالة وعدم القدرة على تحمل مسؤولية المنزل، إلى إلقاء اللوم على المرأة باعتبارها هي المسؤولة عن مشكل بيت الزوجية، كما أن التعليم يجعل الأفراد أكثر وعيا بمكانة المرأة في المجتمع، وبالتالي تتلاشى هذه المعايير مع انتشار الجهل وتدني مستوى التعليم.

3. تدني الأخلاق وانتشار الرذيلة

  • قد يكون الانفتاح على العالم واحد من أسباب انتشار الأفكار السلبية التي تتعامل مع المرأة على أنها جسد، أدى إلى تعرض المرأة إلى الألفاظ البذيئة من الرجال في الشارع، بل قد يصل الأمر إلى المضايقات الجسدية والتحرش والاغتصاب.
  • ثم أن تدني الأخلاق وعدم وجود ركائز أخلاقية وعادات وتقاليد تحكم التعامل مع الأفراد جعل النساء تتعرضن للعنف اللفظي بشكل متطور.

4. المشاكل الأسرية

  • تعتبر المشاكل الزوجية من الآفات المجتمعية التي تؤدي إلى تعرض الزوجة للعنف اللفظي هى المشاكل الأسرية، وهي تعدي الرجل على المرأة بالضرب والإهانة والشتائم البذيئة أمام الأبناء والغرباء بحجة أنها زوجته ويفعل فيها كيفما يشاء، وقد يتطور الأمر إلى جروح عميقة وكسور وعاهات في الجسم.

5. عدم التكافؤ الاجتماعي

  • قد ينتج عن انتشار ثقافة أن المرأة تابعة للرجل وهو المسؤول الأول والأخير عن القرارات، إلى إهمال قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع، وهذا ما يدفع العديد من الرجال باختلاف مراحلهم العمرية إلى تعريض المرأة للعنف اللفظي من خلال السب والإهانة والتجريح وذمها، ونعتها بأسوأ الألفاظ.

6. الضغوط اليومية والمشاكل الجنسية

  • هناك بعض العوامل التي تدفع الرجل إلى ممارسة العنف د المرأة، ومنها عدم القدرة على تحمل المسؤولية أو الأعباء واحتياجات المنزل التي لا تنتهي مع مشاكل العمل، قد تدفع الرجل إلى التنفيس عن غضبه من خلال إهانة المرأة والتخلص من الشحنة السلبية التي يحملها في وجه المرأة التي تقف مكتوفة الأيدي حتى لا تخسر بيتها وتنهار أسرتها وتتحمل كل هذه الإهانة من أجل أبناءها.
  • كما أن المشاكل الجنسية من الضعف الجنسي أو الفتور الجنسي إلى تعرض المرأة للعنف من قبل الرجل.

العنف_اللفظي_ضد_المرأة

آثار العنف اللفظي ضد المرأة

هناك بعض المظاهر التي تتعرض لها المرأة من أثر العنف اللفظي، ومن هذه الآثار ما يلي:

  • تعرض المرأة للإهانة والسب والذم والتهديد والإذلال يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للمرأة والإصابة بالأمراض النفسية المزمنة التي تؤثر على الأسرة بأكملها.
  • تعرض المرأة للعنف اللفظي غير المباشر، من خلال تهميش دورها يؤدي إلى مشاكل التفكك الأسري، وتعرض الزوجين للطلاق الصامت، لأنهم يجعل الزوجين يبقى معا، ولكن كل منهما في عالمه الخاص، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة بشكل تدريجي.
  • التأثير على نفسية الأطفال وتنشئة جيل من الأبناء يعاني من مشاكل آباءهم وثابت ثقافة إهانة المرأة في عقول الأطفال الذكور، لأن القدوة الأب يقوم بذلك.
  • انهيار القيم التي تدعو إلى تعزيز مكانة المرأة ودورها في المجتمع واستبدالها بأفكار عدوانية توجه صوب المرأة.

علاج العنف اللفظي ضد المرأة

هناك بعض الطرق التي يمكن من خلال علاج مشكلة العنف اللفظي الموجه ضد المرأة، ومن هذه الطرق ما يلي:

  • توعية المرأة بمكانتها ودورها في المجتمع، وحثها على عدم تقبل الإهانة، والدفاع عن حقها في الحفاظ على كرامتها.
  • حملات إعلامية توعوية تهدف إلى تثقيف الأفراد بأهمية تجنب العنف اللفظي بجميع أشكاله.
  • سن قوانين رادعة تعاقب كل من يمارس العنف اللفظي ضد الآخر.
  • نشر مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع.
  • دور منظمات حقوق المرأة في التوعية والدفاع عن مشاكل المرأة يحد من انتشار هذه السلوكيات الخاطئة.

العنف_ضد_الرجل

العنف اللفظي ضد الرجل

العنف اللفظي لا يتوقف فقط على المرأة فقد يتعرض الرجل أيضا إلى العنف اللفظي سواء من المرأة أو الآخرين، ومن أشكال العنف اللفظي ضد الرجل ما يلي:

  • الإهانة والذل الذي يتعرض له الرجل من المرأة بسبب عدم قدرته على توفير احتياجات المنزل أو الإصابة بالعجز الجنسي أو شخصيته الضعيفة.
  • قد يتعرض الرجل للعنف اللفظي من قبل صاحب العمل، وقد يصل الأمر إلى الضرب والركل والجروح.
  • قد يتعرض الرجل في مشكلة ما إلى التهديد بالسلاح.
  • قد يًناد على الرجل بصفات وأسماء سيئة تجعله يشعر بالتنمر والإساءة اللفظية.

وفي دراسة حديثة قامت بها منظمة (ManKind) لحماية ضحايا العنف الأسري ضد الرجل، توصلت إلى أن 95% من الرجال الذي تعرضوا للعنف الأسري يعانون من الإساءة العاطفية، و68% قد يعانون من العنف الجسدي، و41% قد تعرضوا للعنف النفسي، إضافة إلى أن 23% قد تعرضوا للتحكم المالي من قبل المرأة.

مظاهر العنف اللفظي في المدارس

العنف اللفظي ضد الأطفال في المدارس هو ذلك السلوك العدواني اللفظي وغير اللفظي نحو شخص آخر داخل حدود المدرسة، مظاهر العنف المدرسي، للعنف مظاهر متعددة وهي في الغالب مرتبطة بالعملية التربوية ومن أهم مظاهره:

  1. العنف الموجه للمنهج الدراسي: ويحدث عندما يتجاوز المنهج طاقة المدرس والتلميذ ولا يراعي الفروق الفردية بين الأفراد.
  2. عنف نظام الامتحان: حيث إن مختلف التجديدات التربوية لم تستطيع أن تقلل من خطورة مواجهته، مما يولد اتجاه عنيف ضد المدرسة والقائمين على العملية التربوية.
  3. عنف ذو صلة بتدبير الزمن المدرسي وزمن التعليمات: حيث أن طول المنهج المدرسي وقصر الزمن المناسب لا نهاية يولد لدى المدرس والتلميذ غضباً وإحباطاً حين يعجزان عن تنفيذه.
  4. عنف مرتبط بتدبير الإمكانيات المادية والبشرية: ويظهر ذلك في ظاهرة تزاحم التلاميذ داخل الفصول، والمدرسين داخل الأقسام مما يعتبرونه تعد غير مقصود على حقوقهما.
  5. عنف مرتبط بالمدرس: حيث يقوم المعلم بتكليف التلاميذ بما يفوق طاقتهم من إنجاز المهام، كما ينشأ العنف أيضاً نتيجة اختلاف معاملة التلاميذ والتمييز بينهم على أساس الجنس والطبقة والقدرات أو الاستعدادات أو الميول دون أن يراعي الظروف التي أنتجت ذلك وعدم إشراكهم في العديد من المواقف والقرارات التي تهم اختباراتهم التعليمية.

العنف_اللفظي_في_المدارس

طرق مواجهة العنف اللفظي المدرسي

هناك مجموعة من الوسائل التي ينبغي على وزارة التربية والتعليم اتباعها لعلاج ظاهرة العنف :

  1. ضرورة وضع مناهج دراسية تتناسب مع قدرات التلاميذ.
  2. ضرورة توفير المرشدين المتخصصين للكشف عن السلوك الشاذ (العنف) في وقت مبكر.
  3. وضع مناهج تربوية تغرس القيم الأخلاقية التي تنمي الوازع الديني لدى التلاميذ.
  4. الاهتمام بالأنشطة الرياضية والترفيهية التي تعمل على تنفيس طاقات التلاميذ المكبوت.
  5. عمل مبادرات بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني لمحاربة العنف بكافة أشكاله.
  6. ضرورة الاهتمام بمادة التربية الدينية لتنمية القيم الدينية والأخلاقية وتكوين اتجاه إيجابي نحو التمسك بالدين وحماية أنفسهم من الانحراف السلوكي والعنف.

العنف اللفظي في مواقع التواصل الاجتماعي

العنف_اللفظي_في_مواقع_التواصل

  • لقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة في انتشار ظاهرة العنف اللفظي في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الأشخاص المتفاعلون في هذه الوسائط مجهولي الهوية، وهذا ما يجعلهم يمارسون العنف دون انتظار أي معاقبة على سلوكياتهم السيئة، مما يجعل ثقافة العنف اللفظي تسود بين أفراد المجتمع.
  • وقد تكون أشكال هذا العنف، من توجيه الشتائم والتحدث بالألفاظ البذيئة، وإرسال صور إباحية، وغرف الدردشة التطفلية على الآخرين، واستغلال البيانات الشخصية للأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي والتهديد بها وإسادءة استخدامها، كذلك قد يتحول العنف اللفظي إلى تأثير نفسي على الأشخاص وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر والقلق والاكتئاب وقد يصل إلى الانتحار وإنهاء الحياة بشكل نهائي.

حقائق عن العنف اللفظي

هناك مجموعة من الحقائق التي تم ملاحظتها عن العنف بشكله اللفظي في المجتمعات، ويمكننا توضيح كل تلك الحقائق من خلال النقاط الآتية:

  • الحقيقة الأولى: أن العنف بشكله اللفظي هو يكون في بداية الأمر تهديدا ً ثم يتطور إلي أن يتعدى إلى العنف الجسدي أو النفسي أو العاطفي.
  • الحقيقة الثانية: أن العنف مكتسب من البيئة الاجتماعية التي يعيش بها الفرد العنف بشكله اللفظي.
  • الحقيقة الثالثة: من الممكن أن الشخص الذي يمارس العنف بنوعه لفظا أن يتقمص دور الضحية، فالأطفال ذوي الإعاقات والحالات المرضية والأطفال ذوي الحماية الزائدة من أسرهم يلجؤون إلى استخدام العنف بشكله اللفظي واستخدامهم البكاء والصراخ كوسيلة لإرغام آبائهم علي الاستجابة لطلباتهم.
  • الحقيقة الرابعة: أن العنف بشكله اللفظي ليست مشكلة حديثة وأن الحديث هو الاهتمام بهذه الظاهرة لمنع تطورها والعمل على التوعية من مخاطرها.
  • الحقيقة الخامسة: أن العنف لفظيا يسبب مشكلة خطيرة علي الضحية، حيث أنه يؤدي إلى ضعف الثقة بنفسه والشعور بالتوتر والخوف وممكن أن يتفاقم الأمر إلى الرغبة في الانتقام.
  • الحقيقة السادسة: أنه من الممكن حل هذه المشكلة عن طريق إعداد جلسات تربوية يكون هدفها كيفية ضبط النفس والتحكم في الانفعالات.
العنف اللفظي من أخطر أنواع العنف التي تواجه كثير من الأفراد في فئات المجتمع المختلفة ويكون ذلك في الأسرة والمنزل والمدرسة ومع الأقران وفى المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ