العنف ضد المرأة في الإسلام.. ما رأي الإسلام فيه؟
العنف ضد المرأة في الإسلام هل هو حقيقة؟
السنة النبوية الشريفة مليئة بفقه المعاملات، وتوضح كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المرأة وكيف رحم بهن، واحترمهن، وفيما يلي في السطور القادمة نتعرف على موقف الإسلام من العنف الممارس ضد المرأة، ويشمل:
- تجد بعض الشيوخ الذين اقتصروا فقه بفقه المرأة فقط يتحدثون في البداية عن كيف أعلى الإسلام من قدر وشأن المرأة مقارنة بالجاهلية، ومن ثم تجدهم يرغبون بأي شكل من الأشكال في تقويض حرية المرأة.
- بالإضافة إلى ذلك، تعد ظاهرة ضرب الزوجة من الظواهر المنتشرة كثيرًا في ثقافتنا العربية، فتجد أن الرجال يعتقدون أن لديهم الحق في تأديب الزوجة بالضرب والإهانة وتقليل من شأنها كأنها تابع لا رأي له ولا قرار.
- وفي الحقيقة إن الإسلام بريء من هذه التصرفات، فهناك الكثير من الأدلة في القرآن والسنة على تجريم وتحريم إهانة المرأة وضربها والحط من شأنها، وإنما تحث الأحاديث على احترام المرأة وتقديرها.
- أما عن رأي العنف ضد المرأة في الإسلام فالإسلام لا يُشجع بأي شكل من الأشكال العنف ضد المرأة.
أيضًا يُخطئ الكثير من الناس حول تفسير آية:
«وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا»، «النساء: 34»
- اعتقادًا منهم أن هذا يعني من حق الرجل أن يضرب زوجته. ولكن أجمع شيوخ الإسلام أنه يجب على الرجل أولًا أن يعظ زوجته الناشزة، ثم يهجرها في مكان النوم، ومن ثم يضربها، والضرب هنا ليس الضرب المبرح المؤلم وإنما الضرب بشيء لا يؤلم مثل السواك أو شيء من هذا القبيل.
- ولكن الكثير من الجهلة الذين لا يتفقهون في الدين ولا يعرفون من القرآن إلا بضع آيات يفسرون الآيات حسب هواهم.
أدلة تحريم العنف ضد المرأة في الإسلام
هناك الكثير من الأدلة في القرآن والسنة الشريفة على أهمية احترام المرأة، ومنها:
آيات قرآنية عن العنف ضد المرأة
- «وعاشروهن بالمعروف»، «النساء - 19».
- «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف»، «البقرة - 228»، ووفي تفسير ابن كثير يفسر الآية المعروف هي الطيب من القول، والحسن من الفعل.
- «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، «الروم - 21».
حديث نبوي عن العنف ضد المرأة
- ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي.
- عن الصحابى الجليل النعمان بن بشير رضى الله عنه، ولفظه: «اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبا، فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِى أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّاما، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِى فِى سِلْمِكُمَا، كَمَا أَدْخَلْتُمَانِى فِى حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ فَعَلْنَا، قَدْ فَعَلْنَا». رواه أبو داود فى السنن.
ما هي أشكال العنف ضد المرأة؟
قد يعتقد البعض أن العنف ضد المرأة هو الضرب فقط، ولكن في الحقيقة هناك أشكال وأنواع أخرى من العنف، ومنها:
دورة العنف الجسدي
- لا يجوز استخدام العنف في العلاقات باستمرار أو على نفس المستوى، قد تكون للعلاقة فترات متتالية جيدة أو سيئة، في بعض الأحيان يمكن أن تتشابك مشاعر الحب والكراهية.
- بعبارة أخرى يحدث العنف عمومًا في دائرة؛ لهذا السبب لا تستطيع المرأة اتخاذ الاحتياطات اللازمة بعد العنف وتجد صعوبة في اتخاذ الإجراءات، إن معرفة أن العنف سيتكرر للأفراد الذين تعرضوا للعنف أمر مهم للغاية لاتخاذ الاحتياطات المبكرة.
باختصار، دورة العنف، التي تمر بأربع مراحل، تضمن استمرار العنف وتؤدي إلى حلقة مفرغة في العلاقة، وتشمل:
- المرحلة الأولى هي "العنف النفسي يبدأ" (فترة التوتر): يخلق الجاني توتراً لأي سبب من الأسباب، يبدأ جدالاً أو يحاول السيطرة على المرأة، إذا لم تتصرف المرأة بما يتماشى مع توقعات الرجل، فإنها تبدأ في تهديد المرأة.
- المرحلة الثانية هي "زيادة العنف النفسي" (فترة الأزمة): تبدأ في السيطرة على حياة المرأة بشكل مكثف أكثر فأكثر، يلوم النساء ويراهن غير كافيات وغير مكتملة، بهذه الطريقة يبرر نفسه، يبدأ معركة لأسباب تافهه، تزداد جرعة وشدة التهديدات ضد المرأة.
- المرحلة الثالثة هي "العنف الجسدي يبدأ" (فترة الأزمة): بدأ تطبيق أشكال شديدة من العنف، تتراوح من أشكال خفيفة من العنف مثل الضرب والصفع إلى الاغتصاب والإصابة وحتى القتل، يُظهر الجاني الذكر المرأة مسؤولة ومذنبة على أنها مسؤولة عن العنف ويبرر سلوكه العنيف.
- المرحلة الرابعة هي "فترة شهر العسل" (فترة التوبة والعذر): يشتري مرتكب العنف هدايا للمرأة المظلومة ويعتذر ويحاول إرضاء المرأة بعلامات الحب، في هذه المرحلة يتم تقليل العنف نسبيًا، يظهر الذكر موقفًا إيجابيًا، ويعد بعدم ارتكاب العنف مرة أخرى.
- يقدم أعذارًا عن السلوك العنيف، تحاول الضحية فهم أعذار الجاني ومساعدته على التغيير، تبدأ في الشك في تصوراتها وتلوم نفسه، ومع ذلك، فإن هذه الفترة قصيرة العمر، بعد فترة يخلق الرجل التوتر مرة أخرى وتعود العملية إلى البداية.
العنف الجنسي
- يقصد به الاتصال الجنسي القسري، والحمل، والولادة أو عدم الإنجاب، والإكراه على الزواج في سن مبكرة، وباختصار، جميع أشكال العنف الجنسي.
- غالبًا ما يشمل العنف الجنسي العنف الجسدي، غالبًا ما يكون الجاني غريبًا أو قريبًا مثل الزوج أو الحبيب أو الصديق أو القريب.
- يمكن أن يكون الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس والتوجهات الجنسية والطبقات والأعراق وأنماط الحياة هدفًا للعنف الجنسي.
التحرش الجنسي
- يشمل جميع السلوكيات اللفظية أو الجسدية الجنسية وغير المرغوب فيها. اللمسات والنظرات والإيماءات غير المرغوب فيها ؛ نقل رسائل أو طلبات جنسية صريحة باستخدام الهاتف أو البريد الإلكتروني أو وسائل الاتصال المماثلة، النكات الجنسية غير المرغوب فيها جميع السلوكيات مثل الإصرار على الجماع هي تحرش جنسي.
الاعتداء الجنسي
- الإساءة هي استغلال البالغين أو الأطفال جنسيًا، العلاقات الجنسية غير المرغوب فيها بين الأشخاص في علاقات مع اختلافات في المناصب الهرمية هي أمثلة على سوء المعاملة، يعتبر أي فعل جنسي يقوم به شخص بالغ أو طفل أكبر سنًا مع طفل إساءة معاملة للأطفال.
كيف تعامل الإسلام مع العنف ضد المرأة؟
يتعامل الإسلام مع العنف ضد المرأة بشكل جدي ويحث على احترام حقوق المرأة وحمايتها. إليك بعض النقاط التي توضح كيفية التعامل مع هذا الموضوع في الإسلام:
- يؤكد الإسلام على أهمية احترام حقوق المرأة، بما في ذلك حقوقها في الحياة والأمان والمساواة والعدالة.
- حث الإسلام على منع العنف الممارس ضد المرأة بكل أشكاله، سواء كان ذلك العنف الجسدي أو النفسي أو اللفظي.
- منح المرأة حقوقها بالتساوي مع الرجل في المجتمع وأمام القانون.
- يحث الإسلام على إقامة علاقات أسرية مبنية على المساواة والاحترام بين الزوجين.
- حث الإسلام على إعلاء قيمة المرأة ومنحها الحق في التعليم وتمكينها من المعرفة والتوعية والمشاركة السياسية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12377