الكذب عند الاطفال أسبابه وطرق علاجه
جدول المحتويات
الكذب عند الأطفال .. من أين نبدأ؟
يخطئ من يتصور أن الكذب كله نوعاً واحداً، فهناك أنواع من الكذب، وهناك أيضاً أسباباً مختلفة للكذب.
ويجب التأكيد دائماً على أهمية تدريب الطفل على ممارسة الصدق في بيئته، فمن لم يتدرب على الصدق ولم يلاحظه فسيقع حتماً في الكذب، لأن الكذب قد يبدوا لمن يمارسه أنه أيسر ويسبب الربح الوفير، ذلك على خلاف الحقيقة طبعاً.
علاقة الكذب ببعض الأعراض الأخرى
هناك علاقة وثيقة بين الكذب والسرقة عند الأطفال، فعرض السرقة الذي يقوم به الطفل يدفعه عادة للكذب، فكلاً منهما يؤدي للآخر، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدفع الطفل للسرقة.
حقيقة أن هذا ليس بموضوعنا الأصلي، فمقالنا عن الكذب، ولكن السرقة من الممكن أن يكون لها عدة دوافع عند الأطفال، منها الرغبة في الانتقام من بعض الأشخاص، ومنها الغيرة مما عندهم ورغبته في امتلاك ما عند الغير.
وقد تكون السرقة غير مقصودة، مثلما يقوم به بعض الأطفال الذين يدخلون أيامهم الأولى في الحضانة بعيداً عن الوالدين، فهم يتعاملون مع دار الحضانة كما يتعاملون مع المنزل تماماً، فكل ما في المنزل متاح لهم، وكذلك يعتقدون في بداية تعاملهم مع الحضانة أن كل شيء متاح لهم أيضاً، فهذا لا يعد سرقة بالمعنى الحرفي، ولكنه تصرف من لم يكتسب بعد بعض المعارف الهامة في الحياة، وبمجرد أن يدرك الطفل الفارق بين الحضانة والمنزل سيمتنع عن السرقة.
أما السرقة التي تدفع للكذب، فيكون صاحبها مدركاً تماماً لعدم توافق السرقة مع قواعد البيئة التي يعيش فيها، ولكنه يكذب ليخفي فعله السلبي.
علاقة الخوف بالكذب عند الأطفال
ينشأ الخوف عند الأطفال كصفة طبيعية تولد مع أي إنسان، فأي إنسان يشعر بالخوف عند الشعور بالورطة أو بقدوم بعض الأخطار، ولكن الخوف المرضي يختلف عن ذلك حيث أنه ينشأ ليخاف الطفل من أشياء لا يخاف منها الإنسان عادة.
- والخوف قد يدفع الطفل للكذب في بعض الأحيان حين يريد الهروب من الموقف المثير لحالة الخوف لديه، ولا يجد سبيلاً للهروب من هذا المثير إلا الكذب.
- وقد لا يرغب الطفل في الكذب ولكنه يطيع والده خوفاً من عقاب والده في حالة عدم طاعة أمر والده، بمعنى أنه في بعض الأحيان يطلب الأب من طفله أن يكذب عند الرد على التليفون بمعلومة كاذبة.
- فهنا يقوم الطفل بالكذب على المتحدث ولكنه كذب اضطراري خوفاً من غضب والده وطاعة له، وبذلك يكذب الطفل ليس رغبة في الكذب ولكن خوفاً من التمرد على الشخصيات الوالدية.
علاقة الكذب بالخيال
هناك علاقة وثيقة بين الكذب والخيال عند الأطفال، بل أنه هناك ما يطلق عليه علماء النفس، الكذب الخيالي، وسنتحدث عنه في السطور القادمة.
- في البداية يجب أن نعلم أن هناك أسلوب تفكير عند الطفل يجب أن يعرفه الآباء وهو أسلوب تفكير يعجز فيه الطفل عن التفرقة بين الخيال والحقيقة فيحكي خياله وكأنه حقيقة ويحكي الحقيقة وكأنها خيال.
- إن هذا الأسلوب لا يعد كذباً على الإطلاق، ولكنه نوع من أنواع التفاعل الإيجابي مع الذات والحياة، فمن يحلم يعيش حلمه كأنه حقيقة، فما أجمل الأطفال حين يحلمون، فلا تتهم طفلك بالكذب حينها، ولكن اجعلها فرصة لتدخل عالم أحلامه.
- إن دخولك لعالم أحلام الطفل الخيالي حين يرويها لك، يسمح لك بالتعرف عن قرب بطفلك كما لو كنت أول مرة تراه، نعم فستتفاجأ بدائرة اهتماماته، وسيكون يسيراً عليك بعدها اختيار هدية عيد الميلاد التي تناسبه وتحقق أحلامه.
- سيسهل عليك التعرف على الجانب السلبي لخيالاته، فحين تجده يحدثك عن الاضطرابات والمشاحنات في خياله، اعلم أن هناك واقعا صعباً يحاول التعبير عنه في خياله.
- حين تجده يصف نفسه بطلاً في خياله، مقرراً خوض العديد من المعارك، اعلم أنه يريد أن يحقق ذلك في الواقع، فساعده على الاعتماد على نفسه.
الكذب الالتباسي كنوع من أنواع الكذب
هناك نوع من أنواع الكذب يسمى الكذب الالتباسي وهولا يعد كذباً بالمعنى الحرفي للكلمة، فكما ذكرنا في السطور السابقة أن الطفل لا يفرق بين الواقع والخيال، وكذلك لا يفرق في تلك المرحلة بين الأفكار والواقع.
- ففكرة سلبية واحدة من الممكن أن تجعله يتخيل أشياء سلبية ويرويها وكأنها حدثت، فمثلاً حين يشاهد رجلاً يضرب صاحبه بوحشية بالصفع مثلاً، من الممكن أن يبالغ الطفل في وصف الضرب بأن يضيف في وصف المشهد أشياء أخرى لم تحدث، ولكنه شاهدها في أفكاره.
- والمبالغة هنا في وصف الحدث لا تعد كذباً بقدر ما هي تفريغ نفسي عن حالة التوتر والفزع التي أصابت الطفل حين شاهد الموقف الحقيقي، فالمبالغة في وصف الموقف هو في الحقيقة اختلاط طبيعي بين الواقع والخيال يحدث عادة للأطفال ويجب أن تدركه الشخصيات الوالدية ويتفهمونه.
- بل يجب على الآباء والأمهات استغلال هذا الخلط بين الواقع والخيال للتعرف على أفكار الطفل السلبية منها والإيجابية، ومن خلالها يمكن توقع المسار النفسي لشخصية الطفل في المستقبل من خلال تتبع أسلوب خلطه للواقع بالخيال.
الكذب الادعائي لدى الأطفال
وهو نوع شائع لدى الأطفال الذين يفتقرون للثقة بالنفس، ويحاولون ادعاء بطولات لم تحدث لهم، ولكنهم يشعرون بأنهم في حاجة للكذب لتعويض النقص الذي يشعرون به.
- فالشعور بالمركز أحد أهم الاحتياجات النفسية التي يحتاجها الطفل، وهو احتياج معناه أن يكون الطفل في فترة من الفترات هو مركز الأحداث، ويكون هو المتحدث، والجميع ينتظرون كلماته لينفذوها.
- في حالة افتقار الطفل لمواقف حقيقية تشعره بأنه المركز، يتجه للادعاء أو المبالغة في وصف أحد أحداث حياته، ويحدث الافتقار في هذا الشأن حين يعاني الطفل من الحماية الزائدة من الشخصيات الوالدية.
- . ففي الحماية الزائدة تتخذ الشخصيات الوالدية كافة القرارات التي من المفترض أن يتخذها الطفل ليتدرب على تحمل المسئولية، فمن المفترض أن يختار لعبته ويختار لعبته الرياضية المفضلة التي يريد لعبها، ولكن مع الحماية الزائدة لا يجد الطفل المواقف الداعمة لشخصيته، ولا يشعر أنه يتخذ أي قرار، أو أن أي فرد في الدنيا ينتظر قراره.
- ولكن عليه فقط انتظار قرارات الشخصيات الوالدية، قما يدفعه لادعاء بعض المواقف حتى يعوض النقص الذي يعاني منه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12472