كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 15/11/2022

مفهوم وخصائص التجربة في الفلسفة

هي عبارة عن توجه فلسفي يؤيد المعرفة الإنسانية، كما يؤمن بأنها تأتي بشكل رئيسي وذلك عن طريق الحواس والخبرة، كما أن الأصول التاريخية التي تم توضيحها لمفهوم التجربة في الفلسفة ظهر كرد فعل على الفكرة التي عملت على التأييد بأن العقل هو الطريقة الصحيحة للوصول إلى الحقيقة، وذلك لأن العقل هو الجزء المشترك بين جميع البشر، ويمكن تعريف هذا النوع من المعارف والمعرفة الفلسفية التي يتأملها الإنسان بعقله بأفكاره، وتتميز بالتجريد الكلي وهي بعيدة عن الواقع نهائياً وتعرف أيضًا بـالتيار العقلاني، سوف نعرض لكم بواسطة مفاهيم كل ما يخص خصائص التجربة في الفلسفة.
مفهوم وخصائص التجربة في الفلسفة

مفهوم التجربة في الفلسفة

الحديث عن التجربة في الفلسفة نتج عن إغلاق الفلاسفة في التأمل وذلك من خلال الاستعانة بعقولهم، مما أدى للوصول إلى المعرفة المباشرة بالحدس.

  • كما أن هذا النوع من المعارف شائع جدًا بين المتصوفين، كما توجد في الفلسفة الأفلاطونية، وتم تعريف المرحلة التي يتم الوصول فيها إلى الحقيقة بـ(التعقل)، وهذا النوع من المعارف يتجاوز المعرفة العلمية، أي أن العلماء لا يمكنهم تحصيلها إذا توصلوا إلى النهج العلمي.
  • كما ظهر على جانب آخر ما يعاكس الفكر العقلاني، وهو الفكر التجريبي ويعرف على أنه المصادر الأساسية للمعرفة، من خلال الاعتماد على الملاحظة والتجربة مما جعلهم بعيدين كل البعد عن التأمل والتصوف، وارتبط فقط بالعلوم التجريبية وكانت له جذور تاريخية منذ نشأة الفلسفة اليونانية، وعرفت التجربة بأنها هي الطريقة التي يسعى الإنسان من خلالها ليقوم بالوصول إلى المعارف، وذلك بدءً من الملاحظة التي يكتسبها الإنسان من خلال الحواس.
  • تتميز الفلسفة التجريبية عن الفلسفة العقلانية بأن الفلسفة التجريبية لا تعمل على اكتشاف حقائق جديدة، إنما تعمل على دراسة المعرفة مما جعلها أكثر موضوعية من الفلسفة العقلانية، وذلك لأن من وجهة نظر الفلسفة التجريبية بأن الإغراق في التأملات الذاتية يعمل على إفساد دراسة المعرفة، وهذا بحسب وجهة نظر الفلسفة العقلانية، لذلك تتميز بالمنهجية العلمية وتعد سمة أساسية لها.

مفهوم التجربة في الفلسفة (جون لوك)

جون لوك هو من أول وأهم الفلاسفة التجريبيين، وذلك لأن من خلال بحوثه استطاع التوصل إلى أن الأشياء الموجودة في العالم الخارجي تتميز بالكيفيات الأساسية، كما أنها لا تنفصل عن الأشياء الموجودة في العالم الخارجي، مثل الصلابة والسكون والشكل والعدد، أما بالنسبة للكيفيات الثانوية فهي في ذات المدرك، كما أن هذه الكيفيات تعد أساس نظرة جون لوك في المعرفة البشرية والتي من خلالها تم التعرف على مفهوم التجربة، كما أوضح بأن تجربة الإنسان هو من يبنيها، وذلك لأن ذهن الإنسان عند ولادته يشبه الصفحة البيضاء وهو ما يقوم بالكتابة في هذه الصفحة، وذلك من خلال التجارب الشخصية خلال مرحلة النمو الطبيعية للإنسان.

مفهوم التجربة في الفلسفة (ديفيد هيوم)

ديفيد هيوم هو فيلسوف تجريبي عمل على تشييد فلسفته التجريبية عن طريق صياغتها في قالب منطقي، بالإضافة إلى أنه قام بالاستعانة بفلسفة جون لوك وباركلي، كما أنه من كتاب رسالة في الطبيعة البشرية، وهو من أهم وأفضل الكتب الفلسفية، كما قام فيه بالتحدث عن سبل تشكيل المعرفة بشكل تفصيلي، بالإضافة إلى الانطباعات التي تتشكل بالنسبة إلى نظرية ديفيد هيوم هي نتيجة للاحتكاك بالمعطيات الموجودة في العالم الخارجي، كما أنها لا تتم إلا من خلال التجربة، وذلك لأن الأفكار هي عبارة عن صور في الذاكرة فقط.

ما هي خصائص التجربة في الفلسفة؟

على الرغم من اختلاف التجارب العلمية، إلا أنها تشترك في سمات أساسية، يمكن أن تسمى خصائص التجربة في الفلسفة، وهي:

  • الملاحظة التجريبية: وهي تعد من خصائص التجربة في الفلسفة، كما أنها تعتمد فيها التجربة العلمية على ملاحظة جميع الظواهر والأشكال بصورة مباشرة، ويتم فيها اعتماد النتائج والحقائق.
  • التنبؤ والنماذج: يقوم العالم بإجراء عدة تنبؤات ليثبت أن نظرياته صحيحة، وهذا ليتم اختيار الملاحظات والفرضيات المقدمة في عدة ظروف مختلفة بهدف اكتشاف المزيد عن تلك النظرية وإثبات وجودها، كما يتم استخدام النماذج لأنها تعمل على تحسين التجربة العلمية عن طريق توفير تشابهات المصطلحات الثقيلة والصعبة التي لا يسهل فهمها.
  • التجارب العلمية قابلة للتكرار: بمعنى أنه يمكن لأي عالم تكرار التجربة في أي وقت وتحت أي ظروف؛ ليتمكن من الوصول إلى النظرية الحقيقية، كما يمكن تكرار تلك النظرية لإثبات فرضيات جديدة.
  • النتائج المؤقتة: تُعتمد النتائج التي تم الحصول عليها بعد إجراء أي تجربة علمية وتكرارها، حتى وإن كانت تلك النتائج تتعارض مع أي نظرية، وبناءً على تلك النتائج يتم تعديل النظرية المقترحة.
  • الهدف الموضوعي: وهذا يعني بأن التجربة لها هدف محدد وواضح، وتعتمد تلك التجربة على الحقائق والفرضيات بدلًا من الاعتماد على المعتقدات أو الرغبات، كما ينجح العالم ويصل إلى الهدف من خلال التجربة، وذلك دون التحيز لأي معتقدات أو رغبات.
  • المراقبة المنهجية: أي أنه يعتمد على دراسات مخططة بشكل دقيق وبعناية بدلًا من الملاحظات العشوائية.

ما هي أنواع التجربة؟

أنواع التجربة ما يلي:

  • التجربة العلمية: وهي ملاحظة متعمدة تتم في ظل ظروف معينة، يعمل على تنظيمها المراقب أو الباحث.
  • التجربة العشوائية: وهي التجربة التي يتم التعرف على عواقبها المحتملة بالتحديد قبل تنفيذها، ولكن لا يمكن التنبؤ بدقة النتائج إلا بعد إنهاء التجربة بشكل فعلي.
  • التجربة الاجتماعية: يعتمد الكثير من الناس على الصور النمطية في أحكامهم حول الأشياء أو الأفراد، مما يعمل على توفير الوقت الذي يقضونه الناس في تصفية الأحداث وإدراك واقعهم، وذلك على الرغم من تدمير القدرة على التفكير.

تعريف المنهج التجريبي في الفلسفة

المنهج التجريبي في الفلسفة معروف أيضًا باسم الفلسفة التجريبية، وذلك لأنه مبني على أساس توجيهي من قبل الفلسفة لما تقوم به بالتعبير عن جميع الحواس والخبرات، وذلك وفقًا للمعارف الإنسانية المحيطة، فينتج عن هذا وجود إنكار لجميع الأفكار الإنسانية وذلك لاعتقادها بأن خبرات التجارب العلمية السابقة غير موجودة، كما أن هذا المنهج التجريبي يتم الوصول إليه عن طريق إجراء بعض الأبحاث والتجارب العلمية، حتى يتم التوصل إلى العملية المعرفية بشكل كامل والتي تقوم بدورها في التعبير عن موضوع معين يكون محل البحث التجريبي، وذلك بإضافة النتائج التي تم البحث عنها سابقًا.

بدايات علم الفلسفة التجريبية

كانت بداية الفلسفة التجريبية في المدرسة التجريبية وتعلقت الأطباء اليونانيون القدماء، كما أن هؤلاء الأطباء اعتمدوا بشكل أساسي على المؤشرات الخارجية للفلسفة، وأوضح العالم جون لوك كيفية التناقض بين نظريته التي اعتمدت على الصفحة البيضاء وأنها تعني ما يولد عليه الإنسان، وبين النظرية الفلسفية التي أكدت بأن العناصر البشرية تملك أدنى أفكار فطرية تعبر عنه وعن تجاربه.

أخيرًا نكون قد تحدثنا بالتفصيل عن كل ما يخص خصائص التجربة في الفلسفة، كما تم الإشارة بلفظ التجربة إلى الكثير من المجالات المتنوعة، وذلك لأن التجربة تشمل المعارف والخبرات التي يعمل الإنسان على تكوينها في علاقاته المباشرة بالواقع، وأيضاً تعني اكتساب القدرة على الإتقان، أما بالنسبة لمجالات المعرفة العلمية فهي تعد الوسيلة الأساسية التي يلجأ العالم إليها للتعرف على القوانين المتحكمة في الظواهر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع