كتابة :
آخر تحديث: 30/04/2024

مفهوم الضغوط الحياتية وأنواعها وطرق التعامل معها

إن ضغوطات الحياة باتت تزداد شيئًا فشيئًا وبالأخص خلال الآونة الأخيرة بسبب الوضع السيئ الذي يعم البلاد بأكملها، وبالتالي فإن جميع الشعوب تعاني من تلك الضغوطات على اختلاف شكلها وقوة تأثيرها. بعض هذه الضغوطات قد يمكن تجاوزها والبعض الآخر نقف عاجزين عن تخطيه نظرًا لشدته، وفيما يلي على موقع مفاهيم سوف نتحدث باستفاضة عن جميع أشكال وأنواع تلك الضغوط.
مفهوم الضغوط الحياتية وأنواعها وطرق التعامل معها

مفهوم الضغوط الحياتية

مفهوم الضغوط الحياتية مجموعة القوى الداخلية فقط التي تؤدي استجابة انفعالية حادة أو مستمرة، بوجه عام ليست مقتصرة على سوء الحالة الاقتصادية والمشاكل التي تصحبها كما يزعم البعض، بل إن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا ولا يمت للواقع بصلة، حيث إن الضغوط قد تتمثل في مشاكل أكبر من ذلك بكثير.

  • لا يوجد فرد على وجه الكرة الأرضية بأكملها لا يعاني من الضغوط المختلفة، لكن تأثير هذه الضغوط يختلف من شخص لآخر تبعًا لأمور كثيرة، منها طاقة الشخص نفسه وقدرته على التحمل وما إلى ذلك، فالبعض قد يقوى على التجاوز والبعض الآخر قد ينهزم في مقابلها ويفقد حياته.
  • ضغوطات الحياة تجعل الإنسان يعاني من مشاكل نفسية كثيرة، لذلك يُفضل في تلك الحالة أن يتم عرض المريض على طبيب نفسي كي يساعده على التغلب على كل هذه المشاكل ومواجهة الحياة من جديد، دون أن يعتريه أي ضعف مرة أخرى.

الأنواع المختلفة للضغوط الحياتية

قد ذكرنا سابقًا أن تلك الضغوط تكون متنوعة وفيما يلي من خلال السطور القليلة القادمة سنتحدث بشيء من التفصيل عن كل نوع من هذه الأنواع، تابعوا القراءة معنا:

ضغوط العمل

  • فلا تكون نابعة من وظيفة معينة كمهنة الطب أو غير ذلك، بل إن جميع الوظائف تسبب ضغوط على الشخص على اختلاف أنواعها، فأحيانًا يتعرض الإنسان لأزمات ومشاكل ضخمة في مقر عمله.
  • والتي من الممكن أن تجعله يفقد تلك الوظيفة، فيصاب ذاك الشخص بتوتر شديد مخافةً ألا يتمكن من حل هذه المشكلة.

الضغوط المالية

  • وهذا النوع هو الأكثر انتشارًا ويعاني منه معظم سكان الأرض، أحيانًا يتعرض المرء لضائقة مالية بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في الدولة التي يقطن بها، مع ازدياد الأعباء والمسؤوليات التي تقع على عاتقه، فيعجز عن التصرف ويُصاب بحالة نفسية سيئة.
  • وفي ذلك الوقت ينبغي على كل من حوله أن يتفهموا موقفه وألا يقوموا بالضغط عليه كي لا يزداد همه أكثر وأكثر.

ضغوط صحية

  • قد يتعجب البعض من هذا المصطلح، لذا دعونا نشرح لكم المقصد منه، نعني هنا تعرض شخص ما لحادث أو إصابته بمرض خطير سواء كان مزمن أو غير مزمن.
  • ففي تلك الحالة سيعاني هذا الشخص من تدهور تام في صحته، وربما يصبح غير قادر على ممارسة أعماله اليومية كما كان يفعل من قبل، وحينها سيصاب بالاكتئاب الشديد.

ضغوط الحياة الزوجية

  • لا يخلو أي منزل من المشاكل الناتجة عن هذه الضغوط، وربما يكون السبب الرئيسي وراء ذلك هو الملل من الحياة الزوجية الروتينية مع كثرة المتطلبات، فيبدأ الطرفين في الانعزال عن بعضهما البعض، في تلك الحالة، يلزم التدخل السريع ومحاولة إنقاذ هذه العلاقة قبل أن يزداد الأمر سوءًا.

النتائج المترتبة على الضغوط المستمرة

ضغوطات الحياة يكون لها تأثيرات واضحة على الفرد والتي تختلف في شدتها تبعًا للشخص نفسه وتبعًا للمشكلة، هيا بنا نتعرف على التأثيرات المحتملة من خلال سطور هذه الفقرة:

سوء الحالة النفسية

  • الحالة النفسية هي أول ما يتأثر بأي مشكلة سواء كانت في العمل أو مع شريك الحياة أو في الدراسة أو أيًّا ما كان السبب، فتجد نفسك تعاني من أزمات نفسية متكررة كنوبات البكاء الشديد أو الانعزال في الغرفة بمفردك.
  • ويكون لذلك عظيم الأثر على الجوانب الحياتية الأخرى للفرد، فتؤثر بالسلب على عمله وعلى علاقته بأسرته وأصدقاءه، وإذا لم يتم التغلب على هذه المشاكل على الفور فإن الوضع سيصبح أسوأ من ذلك.

الإصابة بالاكتئاب

  • وبالنسبة للنساء فإن معدل إصابتهم بالاكتئاب يفوق الذكور بمقدار كبير، وسرعان ما يظهر تأثير هذه الضغوط على أجسامهم، فيصبح الجسم هزيل، ويبدأ الشعر في التساقط، وتعلو البشرة الكثير من الهالات، وتظهر علامات الإرهاق عليها وغير ذلك.

التأثير على شهية الإنسان

  • الضغوط بأنواعها تؤثر على شهية الإنسان ورغبته في تناول الطعام، حيث إن البعض يرفض الطعام بشكل تام إلى أن يصاب بأمراض كثيرة، والبعض الآخر يبدأ في تناول الطعام بشراهة عن ذي قبل، حتى يصاب بالسمنة المفرطة، وكلا التصرفين خاطئين بنسبة مائة بالمائة.

جلد الذات

  • جلد الذات المتكرر والشعور بعدم الإنجاز، أو التطور حتى وإن كان ذلك الشخص يبذل مجهود رائع، بل إنه سيستمر في إلقاء اللوم على نفسه، وذلك بسبب كثرة الضغوط التي يتعرض لها.

العصبية أو البرود

  • سلوك المرء يتحول كليًّا إذا ما تعرض لمشاكل أو ضغوط في الحياة، فالبعض يتحول إلى شخص عصبي لا يمكن التفاهم معه أبدًا ولا حتى الدخول في نقاش معه.
  • ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إنه سيصبح أكثر عنفًا، أما البعض الآخر سيتصف بالبرود مع عدم إبداء رد فعل لأي مشكلة تحدث.

كيفية التغلب على ضغوط الحياة؟

هناك بعض الأمور التي يمكن للإنسان اتباعها للتخلص من الضغوط الحياتية والنعم بحياة هادئة، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:

1. التخلص من الأمور المزعجة

  • أول خطوة عليك القيام بها هي محاولة تفريغ كافة الأمور التي تحبسها بداخلك وتمنعها من الخروج، ويمكنك القيام بذلك عن طريق مشاركة تلك الأشياء التي تزعجك مع زوجتك إن كنت متزوج أو مع صديقك الذي تثق به، فحل جميع المشاكل يبدأ من التحدث وعدم الكتمان.

2. التقرب إلى الله وتقوية علاقتك معه

  • احرص على تقوية العلاقة بينك وبين الله -عز وجل-، وكن على يقين تام بأن الله -سبحانه وتعالى- لن يتركك وحتمًا ستدركك رحمته، وسوف ينجبر قلبك كما لو أنك لم يكسر لكَ قلبًا قط.

3. التأقلم مع كافة الظروف وتطوعيها لصالحك

  • اعلم أنه لا مفر من المعاناة من هذه الآلام والمشاكل فهي دنيا وليست جنة، والاعتراف بالألم هو أولى خطوات العلاج، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه المحكم: "لقد خلقنا الإنسانَ في كَبَدٍ"، أي مشقة وعناء، لكن هذه المشقة سوف تنتهي يومًا ما ولطف الله آتٍ لا محالة.

4. استشارة الطبيب النفسي

  • يمكنك استشارة طبيب نفسي، لأنه سوف يتفهم حالتك وسوف يرشدك إلى الطريقة المثالية للتغلب على ما تشعر به، واعلم أن الذهاب للطبيب النفسي لن يقلل منك لأنه ليس بأمر مخزي كما يعتقد البعض، بل إنك بذلك تساعد نفسك على العلاج.

5. عدم التفكير في الضغوط وأخذ استراحة قصيرة

  • يُفضل أن تبتعد قليلاً عن السبب الرئيسي للمشكلة، فإذا كانت المشكلة نابعة من محل العمل فعليك أن تأخذ إجازة صغيرة وتذهب لأي مكان مريح للأعصاب بعيد عن المشاكل والضغوطات.
  • وإذا كانت المشكلة نابعة من المنزل نفسه أو من زوجتك فعليكما أن تتفقا على أخذ استراحة من المشاكل لمدة، وتحاولا تناسي كافة الأمور المزعجة حتى يعم المنزل الهدوء من جديد.

6. ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل

  • ممارسة الرياضة أيضًا تعتبر من أفضل الطرق المتبعة في محاولة الاسترخاء والتخلص من الضغوط النفسية والعصبية؛ لذلك ينصح الأطباء بضرورة الذهاب إلى صالات التدريب أو حتى ممارسة الرياضة من المنزل، لكن دون انقطاع.
  • ويُفضل إذا كنت شخص مبتدئ أن تمارس التمارين البسيطة التي لا تتسبب في حدوث أي مشاكل صحية لك، وبمرور الوقت سوف تلاحظ تحسن حالتك النفسية بشكل كبير.
ضغوطات الحياة لا نهاية لها، لكن الذكي هو مَن يبحث عن السبب، ويبدأ في اتخاذ خطوات إيجابية على الفور تجاه العلاج دون الاستماع إلى كلام المحبطين واليائسين من الحياة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ