كتابة : wafaa
آخر تحديث: 27/05/2020

ظاهرة تشغيل الأطفال

تعاني العديد من الدول النامية من تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال ويرجع السبب في عمالة الأطفال إلى سوء الأحوال الاقتصادية وعدم قدرة الاسرة على تحمل نفقة العناية وتربية الاطفال فتلجأ الى تشغيلهم في المهن المختلفة للحصول على أجر يمكنهم من تحقيق مطالبهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن،فما هي إيجابيات وسلبيات عمالة الأطفال، وما هو دور منظمات حقوق الطفل في التصدي لمثل هذه المشكلة .
ظاهرة تشغيل الأطفال

ظاهرة تشغيل الأطفال

المقصود بها هو أي نشاط أو عمل يقوم به الأطفال قبل السن القانوني للعمل بأجر مادي أو بدون، ويحرم الاطفال من الاستمتاع بطفولتهم ويضر بالصحة البدنية والعقلية ويعوق نموه الطبيعي.

أسباب عمالة الأطفال

تتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال إلى النزول إلى سوق العمل مبكرا وتحمل العوائق والمعاملة السيئة من قبل رب العمل وتتمثل في:

  • سوء الأحوال المادية والفقر الذي تعاني منه عدد كبير من الأسر.
  • رغبة الطفل من التسرب من التعليم فيلجأ للعمل حتي لا يتعرض من السؤال عن عدم الذهاب إلى المدرسة.
  • ضعف تنفيذ القوانين التي تتابع الأسر ومدى المعاناة التي يعيشون فيها.
  • عدم وجود رادع قانوني يمنع عمل الأطفال ويعاقب صاحب العمل على سوء معاملة الطفل.
  • تحميل الطفل مسؤولية الأسرة في سن صغير يجعله يقرر الذهاب للعمل لتأكيد هذا المبدأ .
  • ضعف وجود منظمات التضامن الاجتماعي في توفير حياة سليمة وتوفير متطلبات الأطفال البسيطة.

سلبيات عمالة الأطفال

مسؤولية الأطفال تقع على عاتق الاسرة المسؤولة مسؤولية كاملة على تنشئة جيل قادر على مواجهة الحياة، وبالتالي تعتبر ظاهرة تشغيل الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون حيث يحرم الأطفال من العيش حياة كريمة مستقرة وسط العائلة.

وعن سلبيات عمالة الأطفال فهي تتمثل في:

ينتج عن عمالة الأطفال مخاطر عديدة تتعلق بالسلامة والصحة البدنية والعقلية.

قد ينتج عن إجبار الطفل على حمل الأشياء الثقيلة إلى مشاكل في العمود الفقري والوهن العام الذي يؤثر عليه كثيرا في الكبر ،كما قد يؤثر العمل الخطر على صحة الطفل من خلال تعرضه لالات خطيرة أو مواد سامة.

تعرض الطفل إلى مشاكل نفسية عديدة مثل انكسار الذات والاكتئاب وعدم القدرة على تقدير قيمة نفسه ويخلق شخصية اجتماعية غير متزنة كما يتعرض الطفل إلى مشاكل سوء التغذية ومشاكل الشيخوخة المبكرة.

يصبح الطفل غير قادر على التعليم وعدم القدرة على تحسين مكانته وظروفه الاجتماعية ويصبح أميا طيلة العمر. قد يتعرض الطفل إلى مشاكل الاعتداء الجنسي والذي يؤثر على كرامة الطفل وأخلاقه.

كما أن الطفل قد ينجرف وراء طريق المخدرات بحثا عن المال ،كما أنه قد يلجأ إلى التسول والقيام ببعض الجرائم البسيطة .

ينتج عن عمالة الأطفال أشخاص غير ساويين ويشعرون بالنقص والاحتياج إلى أن يعيشوا طفولتهم خاصة أن فترة الطفولة هي للنمو واللعب والازدهار وليس للعمل.

قد يوجد بعض الأطفال الذين ليس لديهم أحد ويتجولون في الشوارع بحثا عن عمل وقد يتعرضون للاستغلال أو العبودية وتسخيرهم في تنفيذ المطالب السلبية لهم مثل التجنيد أو توزيع منشورات سياسية وغيرها.

إيجابيات تشغيل الأطفال

كثير ما يقع على مسامعنا جملة "أتركه يعمل حتى ينشف عظامه ويستطيع أن يواجه الحياة منذ الصغر " فهل هذا صحيح وكيف يمكن أ ن يكون لعمالة الأطفال إيجابيات وهذا ما سنعرض والذي يتمثل في:

يستطيع الطفل الذي يعمل منذ الصغر على تحمل المسؤولية والالتزام والانضباط ويعرف قيمة العمل وهذا يساعد كثيرا في تكوين شخصيته، كما يستطيع الطفل مع مرور الوقت في العمل أن يحصل على مزيد من الكفاءة والثقة وهو فى عمره الصغير.

يتم توسيع دائرة معارف الطفل والعلاقات الاجتماعية مقارنة بالطفل العادي التي تقتصر معارفه وعلاقته على اصدقاء المدرسة أو النادي حيث أن الطفل العامل يصبح لديه القدرة على إقامة علاقات إجتماعية مع صاحب العمل والعملاء وهذا ما يفيده عند الكبر.

لا يتوقف نجاح الفرد على النجاح الدراسي والحصول على أعلى الدرجات في سوق العمل يختلف عن التعليم الأكاديمي وبالتالي فالطفل العامل يكتسب خبرات عملية تفوق ما يقوم الأخر بدراسته في الكتب لسنوات.

يساعد عمل الطفل على التخلص من سوء الأحوال المعيشية لدى الأسرة وتحسين الدخل، كما أثبتت الدراسات أن الطفل الهامل يتمتع بصحة أفضل خصوصا إذا كان الأجر مصحوبا بوجبة غذائية ويحتاج الطفل بشكل كبير للطعام لتعويض ما فقده من تعب أثناء العمل.

حقوق الطفل في الاتفاقيات الدولية

تنص معاهدات حقوق الطفل والتي أكدت عليها منظمة الأمم المتحدة فيما يخص بحقوق الأطفال في المجتمع وعن عمالة الاطفال التالي:

  • حيث تنص المادة الخامسة من الاتفاقية على ضرورة تزويد الحكومات والآباء الأطفال بالمعرفة حتى يستطيعون أن يفهموا حقوقهم.
  • كما تنص المادة الثامن عشر على كلا الوالدين ضرورة تحمل مسؤوليات مشتركة عن تربية الطفل ونموه، وأن تكون مصالح الطفل همهم الأساسي.
  • كما تنص المادة التاسع عشر على ضرورة تضمن الحكومات حماية الأطفال من جميع أشكال العنف الجسدي والعقلي أو الإصابة أو الاعتداء أو الإهمال والاستغلال.
  • كما نصت المادة السادس والعشرون على ضرورة توفير الحكومات الموارد الصحيحة للأطفال إذا كانوا بحاجة إلى الاستفادة من الضمان الاجتماعي والحرص على تحقيق مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي.
وفي النهاية الأطفال هم بناة المستقبل وينبغي تنشئتهم تنشئة صحيحة ،وتقع تلك المسؤولية على الوالدين وحكومة الدولة في توفير حياة آمنة وعيشة راغدة للطفل ومنع الأطفال من العمل في سن صغير .

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ