كتابة : خالد أبو عميرة
آخر تحديث: 12/10/2023

عبد الباسط عبد الصمد.. بلبل القرآن وإمام القراء

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، بلبل القرآن صاحب الصوت الملائكي الذي أمتع العالم بصوته الجميل في تلاوة القرآن الكريم، ويعد من أشهر لا قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي، ورغم أنه رحل عن عالمنا قبل 30 عاما إلا أن قراءاته الجميلة لا تزال تسيطر على الكثير من إذاعات والقنوات المتخصصة في بث القرآن الكريم، وفي موقع مفاهيم نأخذكم في جولة سريعة نحو السيرة الذاتية لهذا المقرئ العظيم، تابعونا..
عبد الباسط عبد الصمد.. بلبل القرآن وإمام القراء

ميلاده ونشأة عبد الباسط عبد الصمد

بطاقة تعريف

الاسم: عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود
تاريخ الميلاد: 1927
محل الميلاد: قرية المراعزة - محافظة قنا - جنوبي مصر
تاريخ الوفاة: 30 نوفمبر 1988

النشأة

  • ولد بلبل القرآن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1927 إلا أنه لم يعرف حتى يومنا هذا في أي يوم أو أي شهر حيث لم تكن في مصر قديما اهتمام بتسجيل المواليد.
  • كما أن آليات التسجيل كانت لا تزال بدائية جدا مع بداية القرن الماضي، وينحدر الشيخ الجليل من بلدة المراعزة ، إحدى قرى مدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا في صعيد مصر.
  • إلا أنه صوته الملائكي جعله واحد من أشهر قراء القرآن الكريم في العالم إن لم يكن أشهرهم، ولا تجد بيت مسلم يخلو من إحدى تسجيلاته الصوتية التي لطالما أمتعت الملايين من المسلمين وغير المسلمين حول العالم الأمر الذي نتج عنه إسلام الكثيرين من مواطني البلدان الغربية بسبب صوته العزب.

ألقاب المقرئ عبد الصمد

لقب الشيخ عبد الصمد بالعديد من الألقاب المشرفة، ومن هذه الألقاب ما يلي:

  • لُقب بصاحب الحنجرة الذهبية وصوت مكة وبلبل القرآن والعديد من الألقاب الأخرى التي أطلقها عليه مريديه حول العالم، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته.
  • أخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، وتسببت شهرته الواسعة في دخوله للإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.
  • عين صاحب الحنجرة الذهبية قارئاً لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952م، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا، وعلى مدى أعوام أثرى الإذاعة المصرية بكم هائل من التسجيلات الصوتية إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.
  • كما جاب بلبل القرآن بلاد العالم سفيراً لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984م.

عائلة عبد الباسط المحبة للقرآن

تميزت عائلة الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد بالآتي:

  • أنها مهتمة بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، فالجد الشيخ عبد الصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبد الصمد.
  • كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا، أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا "عبد الباسط".
  • وهو في السادسة من عمره، حيث التحق بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت الذي انبهر بصوته الجلي ومنحه كل الاهتمام من أجل صقل مواهبه في تلاوة وتجويد كتاب الله.
  • أتم الشيخ عبد الباسط حفظ القرآن الكريم في سن 10 سنوات، ويحكي الشيخ عن ذكريات طفولته قائلا: "كانت سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفًا بوزارة المواصلات.
  • وكان جدي من العلماء فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا عليَّ أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ محمد سليم.
  • ولكن المسافة بين أرمنت وطنطا بمحافظة الغربية كانت بعيدة جداً، ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر، وقبل التوجه إلى طنطا بيومٍ واحدٍ علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى أرمنت ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به.
  • لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر قد سَاقَ إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم "بأصفون المطاعنة".
  • فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات. فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله، ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع".

رحلة بلبل القرآن مع الإذاعة

التحق بلبل القرآن في أواخر 1951 م بالإذاعة المصرية وذلك بفضل:

  • بناء على طلب الشيخ الضباع، الذي حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد الزينبي وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن.
  • وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد قرائها، الأمر الذي قاده للشهرة والانتقال إلى القاهرة والاستقرار بها هو وأسرته نتيجة الشخرة الواسعة التي حققها خلال أشهر قليلة.
  • واختار حي السيدة زينب ليكون محل إقامته بالقاهرة.

السيدة زينب وشهرة عبد الباسط عبد الصمد

  • مع انتقاله للسيدة زينب تحول مقرئنا إلى أحد أشهر قراء مصر والعالم العربي نتيجة لكثرة المترددين على المسجد من مختلف جنسيات الأمر الذي جعل من مسجد السيدة زينب كبوابة لشهرة بلبل الإذاعة.

عبد الباسط عبد الصمد حول العالم

بدأ الشيخ عبد الباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان، ومن زياراته:

  • كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده.، واغتنم السعوديون الفرصة وطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة.
  • وهو الأمر الذي لاقى قبولا من الشيخ الجليل دون يتردد، حيث سجل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، ومن هنا لقب بعدها بصوت مكة.
    وكانت ثاني زياراته للخارج إلى الهند لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك، حيث فوجئ الشيخ عبد الباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع.
  • وتعددت زيارات الشيخ الجليل لكل بلدان العالم ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق.
  • وأشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم، ليتحول بلبل الإذاعة إلى أسطورة في عالم قراءة القرآن الكريم.

تكريم إمام القراء

كرمت العديد من دول العالم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وحصد العديد من الجوائز والأوسمة والشهرة الواسعة، وكانت أشهر الأوسمة التي حصل عليها:

  • وسام الاستحقاق من الجمهورية السورية عام 1956
  • وسام من رئيس وزراء سوريا صبري العسلي عام 1959.
  • الوسام الذهبي من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965.
  • وسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975.
  • الوسام الذهبي من باكستان عامي 1958 - 1980.
  • وسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984.
  • وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين عام 1984.
  • وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.
  • وسام تكريمي من الجمهورية العراقية.
  • وسام الكفاءة الفكرية المغربي.
  • وسام الاستحقاق السنغالي.
  • وسام الاستحقاق من إندونيسيا .
  • نياشين من تونس ولبنان والعراق .
  • وكان آخر وسام حصل عليه في حياته هو وسام الاستحقاق من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987.
  • ثم حصد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في الاحتفال بليلة القدر عام 1990 (بعد وفاته بعامين).

وفاة الشيخ عبد الصمد

  • توفي إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في يوم 30 نوفمبر 1988 بعد صراع مع المرض، حيث سافر في رحلة قصيرة للعلاج في لندن من مرض الالتهاب الكبدي والسكري.
  • رحم الله على من لا يزال صوته يصدح بآيات الله بعد 30 عاما من رحيله، بعدما عاش ممثلا رفيع الشأن للدين الإسلامي على مر 61 عاما عاشها يجوب بلدان العالم مغردًا بأسمى معاني الإنسانية والتسامح ناشرا بصوته العذب أسمى معاني الروحانيات.
هناك العديد من التلاوات القديمة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد التي تعتبر من كنوز القراءات القرآنية التي تجعلنا نتعمق في كلمات الله بشكل أقوى وأفهم وبنطق صحيح وتجويد أفضل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ