علم النفس الاجتماعي - مفهومه وأهدافه وأهميته
جدول المحتويات
لماذا نشأ علم النفس الاجتماعي؟
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي كما قال بن خلدون، ونظراً لطبيعة الإنسان الاجتماعية فإن الحياة الاجتماعية تقوم على التفاعلات بين الأفراد، سواء كانت التفاعلات في البيئة أو في الأسرة أو بين الأصدقاءوغيرها.
ويتمثل التفاعل في التعاون بين الأشخاص والتأثير والتأثر بالمحيطين، وتتم التفعالات من أجل تحقيق الأمن في المجتمع التعايش بشكل صحيح بدون مشكلات، وتحقيق الراحة والطمأنينة، وبذلك وجد الإنسان الحاجة إلى وجود نظام يضبط العلاقات والاتصالات والتفاعلات بين الناس، ومن هنا بدأ العلماء في التفكير في إنشاء فرع من فروع علم النفس يدرس الفرد والمجتمع.
مصادر علم النفس الاجتماعي
لا يقتصر علم النفس الاجتماعي في مصادره على علم النفس فقط بل توجد مصادر أخرى يمكننا التعرف عليها فيما يلي:
- علم الاجتماع حيث أن دور علم الاجتماع أساسي في ظهور علم النفس الاجتماعي لأنه جزء منه، وقد برز دوره في توجيه الباحثين والعلماء إلى أهمية دراسة أنماط الجماعة الصغيرة ودراسة قضايا الرأي العام بالإضافة لغيرها من الأمور الاجتماعية.
- علم الاقتصاد يعد مصدر من مصادر علم النفس الاجتماعي، وعلى الرغم من عدم وجود تشابه في الأسم لكن تظهر أهمية علم الاقتصاد لأن علم النفس الاجتماعي يحتاج إلى دراسة السلوكيات بين الأفراد في مختلف المواقف ومنها مواقف البيع والشراء.
- علم السياسة يرتبط علم النفس الاجتماعي بالسياسة بدرجة كبيرة، لأن علم النفس الاجتماعي هو علم شامل فيدرس المواقف بين البشر كما يدرس المواقف السياسية مثل التي تحدث في الانتخابات، كما يمكنه ان يدرس الخصائص التي تميز الجماعات الكبرى، وتصنيف الناس لتصنيفات معينة.
- علم النفس من أهم مراجع علم النفس الاجتماعي هو علم النفس، حيث يرجع له في دراسة الدوافع والاتجاهات النفسية التي تؤثر في السلوك الاجتماعي بشكل عام، مثل دراسة التعاون وروح المنافسة، وأثر كل ذلك في الانتاج.
موضوعات علم النفس الاجتماعي
تتعدد موضوعات علم النفس الاجتماعي كأحد فروع علم النفس، ونظراً لطبيعة العلاقات المعقدة بين البشر، فيكون لذلك أسباب كثيرة، لذلك نجد الكثير من المواضيع التي يتناولها علم النفس الاجتماعي والتي نذكرها فيما يلي:
- التعلم الاجتماعي:
يعتبر العلم غريزة أساسية في البشر فالإنسان منذ أعوامه الأولى وهو يحب الاكتشاف والاستطلاع والبحث عن الحقائق، لذلك فإن التعلم الاجتماعي يعتبر نظرية من نظريات التعلم.
وتخبرنا هذه النظرية بأن الناس يتعلمون باستمرار سلوكيات جديدة، ويتم من خلالها تعديل السلوك أو تعزيزه أو التخلص منه، ويمكن انب يتم التعلم من خلال الملاحظة في المجتمع أو ملاحظة المحيطين به.
وفي حين يرى الناس نتائج إيجابية في السلوكيات يزداد احتماية المحاكاة أو التقليد أو تبني السلوك.
- الاتجاه:
يعتبر الاتجاه هو تعبير أساسي عن الرفض أو الموافقة، أو عن الأشياء المفضلة للإنسان، ويعد الاتجاه أحد مواضيع علم النفس الاجتماعي، حيث أن يقوم بتعريف السلوك بأنه التقييمات العامة لفرد أو شيء أو مشكلة ما أو مكان قد يؤثر في العمل أو الفكر.
- التنافر المعرفي:
يدرس علم النفس الاجتماعي التنافر المعرفي في المجتمع أو بين الأفراد، حيث أن الشخص الذي يحمل معتقدات كثيرة وأفكار يكون في حالة من الإجهاد العقلي والتوتر وعدم الراحة بسبب تناقض أو تنافر المعلومات، وقد يلجأ إلى ممارسة سلوك مخالف لمعتقداته أو أفكاره وقيمه، وقد وضع العالم ليون فستنغر نظرية للتنافر المعرفي تتحدث عن سعي البشر للحصول على الاتساق الداخلي، كما أن الفرد الذي يواجه التنافر المعرفي يشعر بعدم الراحة نفسياً، ويبدأ في التخلص من ذلك التنافر، كما يتجنب المعلومات التي تزيد من التنافر المعرفي الداخلي.
- التيسير الاجتماعي:
تعد نظرية التيسير الاجتماعي هي إحدى مواضيع علم النفس الاجتماعي، وتتضمن هذه النظرية تحسين تعامل الفرد مع الأفراد الأخرين أو الجماعات، ويحدث هذا التسهيل في العلاقات لمجرد وجود أشخاص حول الفرد، لذلك فإن الأبحاث السابقة وجدت أن الآداء الفردي قد أصبح أفضل بعد أن عمل الأفراد مع جماعات أو من خلال العمل الجماعي، كما أن آداء مهمة أمام الآخرين الذين يقومون بمهام ممثلة يجعل المهمة تتم بشكل أفضل وأسرع.
أهمية علم النفس الاجتماعي
نظراً لكون علم النفس الاجتماعي يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، فإن كل الأفراد الذين يتواصلون مع مختلف الفئات في المجتمع يحتاجون إلى هذا العلم من أجل فهم الأفراد ودراسة الاستجابات المختلفة في الجماعة.
على سبيل المثال المعلم في المدرسة يحتاج إلى قواعد معينة لتحليل شخصية الطلبة، ويرغب في معرفة الاستراتيجيات المناسبة لأنماط إقناعهم بفكرة معينة، كما أنه يحتاج أن يدرس التعاون والتنافس والمشاركة في ما بينهم.
ويحتاج الأخصائيون الاجتماعيون علم النفس الاجتماعي لفهم الفلسفة الموجودة في المجتمع، ونسبية الظواهر وربطها بالسلوكيات الاجتماعية.
ويحتاج الفرد في حياته اليومية إلى علم النفس الاجتماعي حتى يستطيع أن يفسر ويعرف سلوكه الذاتي، كما يحتاج لمعرفة سلوك أصدقائه وأهله والأشخاص من حوله
وبذلك فإن علم النفس الاجتماعي يكون عام وضروري لفهم الكينونة الثقافية والاجتماعية التي تحدد السلوكيات المتوقعة في مختلفة المواقف الأجتماعية، ويمكن أن يمنح هذا العلم الفرد القدرة على التفريق بين الناس، وتقبل فئة من الناس والبعد عن فئات أخرى.
مفاهيم يرتكز عليها علم النفس الاجتماعي
يرتكز علم النفس الاجتماعي على مجموعة من المفاهيم، ويكون السلوك الاجتماعي عادة معقد ويتضمن أسباب عديدة، لذلك فإن شرح السلوكيات الاجتماعية تتطلب التوسع في مفاهيم متعددة، على سبيل المثال:
- مفهوم الامتثال يعني الاستجابة كرد فعل على طلب ما، وقد يكون ذلك الطلب ضمني أو صريح، وقد يعلم الفرد أنه يتم حثه على التعامل والتصرف بشكل معين، وقد لا يعلم ذلك ولكنه يمتثل أيضاً، ونظراً إلى أن علم النفس الاجتماعي يرتكز على التأثير الاجتماعي يتم تعريفه على أنه التأثير بالكلمات أو الأفعال على أفكار الأفراد وعلى مواقفهم ومشاعرهم وسلوكياتهم.
- التعصب التعصب هو حالة من رفض المعتقدات والممارسات الخاصة بالآخرين في المجتمع وعدم احترامها، ويكون اعتقاد الشخص المتعصب أنه الصح وأن المختلفين هم الخطأ، وقد يتضمن التعصب مجموعة كبيرة من السلوكيات ومنها خطابات الكراهية أو البعد أو الإيذاء الجسدي أو الضرب.
- السلوك الجمعي هو مصطلح يشير إلى الاحداث الاجتماعية التي تظهر بطريقة عفوية ولا يمكنها أن تعكس البنية الاجتماعية، وقد توسع استخدام مصطلح السلوك الجمعي ليضم الحيوانات مثل الأسماك والطيور والحشرات، ورغم أنه يتخذ أشكال عديدة ولكنه ينتهك معايير المجتمع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15067