آخر تحديث: 18/02/2022
التعرف على علم النفس وتطوير الذات
إن علم النفس وتطوير الذات أصبح يشغل الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في تطوير ذاتهم والتألق في حياتهم، حيث إن علم النفس يهتم بالذات الإنسانية التي تُشير إلى كيفية إدراك الفرد وتفكيره ونشاطه الذهني، ومدى تقييم الفرد لذاته.
يساعد علم النفس الفرد على فهم ذاته بطريقة سليمة، وعلى مدى إدراكه لصفاته وسماته النفسية والجسدية والاجتماعية، حيث تعتبر الذات الإنسانية هي الأساس الذي ينطلق منه الفرد لمساعدته على التعايش مع المحيطين به والتفاعل معهم.
علم النفس وتطوير الذات
مفهوم تطوير الذات
- إن تطوير الذات يعني المنهج الذي ينتهجه الإنسان في حياته ويحصل عن طريقه على عدة أمور تجعله يشعر بالقوة النفسية والرضا الذاتي، بالإضافة إلى الشعور بالسلام والأمان الداخلي، ويساهم في إعانته على التركيز على أهدافه في الحياة التي يعيشها.
- كما أن هذا المنهج يمكن في عدة أمور أبرزها اكتساب المهارات والمعلومات والسلوك الذي يعينه في الحياة العملية.
- والتطوير الذاتي له جوانب كثيرة، إن الحرص على تربية النفس والسعي إلى جعلها الأفضل، إلى جانب العمل الدؤوب لأن تكون إرادة الإنسان إرادة إيجابيّة، ممّا يسهم في تطوير الذات وارتقاء الإنسان.
- إن عمليّة تطوير الذات أو الشخصية الفردية هو الأسلوب الحياتي الذي يتبعه الفرد طوال فترة حياته، لإدارة الظروف المعيشية وطبيعة العلاقات الاجتماعية، وتطويعها لتحقيق أهدافه ومصالحه الأساسية.
- الأمر الذي يؤدّي للشعور بالقوة والرضا النفسي والشخصيّ، إلى جانب الأمان الداخليّ والاجتماعيّ، ويكمن أساس المنهج الحياتي على عدة جوانب أبرزها تطوير المهارات والإمكانيّات واكتساب المعلومات وتعلم السلوك الإنسانيّ.
- فالحرص على تربية النفس واحترامها داخلياً هو الأسلوب الأفضل في السعي لتطويرها.
- حاول علماء النفس دراسة الكيفية التي تنشأ من خلالها الذات ومعرفة أنواعها ومكوناتها، ومن أشهر العلماء الذين درسوا الذات عالم النفس كارل روجرز، ففي عام 1959 درس مفهوم الذات ومكوناتها وكيفية تطورها وجوانبها المتعددة.
علاقة علم النفس بتطوير الذات
- تعني الصورة أو الانطباع الذي يكوّنه الشخص عن نفسه، والتي لها دور كبير ومهم في تشكيل سلوكاته وتؤثر على سماته وصفاته المزاجية.
- وهي الإدراكات المعرفية الشعورية المتعلمة والمعتقدات والقيم والخبرات التربوية التي خاضها الفرد وشكلت سلوكه.
- والسؤال الذي يُبحر في الذات ويغوص في أعماقها هو "من أنا؟" فالإجابة عن هذا السؤال توضّح مفهوم الذات النفسية والتربوية والاجتماعية والمهنية للفرد.
مكونات الذات
بعد التعرف على علم النفس وتطوير الذات فما هي مكونات الذات، قسم روجرز عالم النفس الّذات لثلاثة أقسام: صورة الذّات:
- وهي إدراك الفرد لنفسه بأنه محبوب، واجتماعي، وانطوائي، ومجتهد وغيرها من التصورات الذاتية، إذ يستطيع الفرد وصف ذاته من خلال أربعة أنماط لصورته الذاتية وهي الوصف الجسمي، والدور الاجتماعي، والسمات الشخصية، والعبارات الوجودية.
- تقدير قيمة الذات: وهي القيمة التي يضعها الفرد لنفسه إما سلبًا وإما إيجابًا، فنظرة الفرد تجاه ذاته وتقديره المرتفع أو المتدني لها تؤثر على قدرات الفرد الخاصة وقبوله لذاته والتي تلعب دورًا مهمًا بتوقعاته المستقبلية.
- فتوجد أربعة عوامل لها أثر واضح على تقدير الذات وهي رد فعل الآخرين، والمقارنة مع الآخرين، والدور الاجتماعي، وتحديد الهوية.
- الذات المثالية: وهي صورة الذات التي يرغب ويتمنى أن يكون الفرد مثلها، فإذا كان يوجد تطابق واتساق بين الذات العملية الحقيقية مع الذات المثالية المنشودة.
- فإنها تؤثر كثيرًا على تقدير الذات التي بدورها تؤدي إلى التوافق النفسي ونمو الشخصية نموًّا سليمًا
أهم قواعد علم النفس التي تساعد على تطوير الذات
قواعد تطوير الذّات فيما يأتي مجموعة من القواعد لتطوير الذات:
تحديد الهدف:
- على كل فرد أن يضع هدفًا لحياته ويحدده لأن نتائج الهدف هي الغاية المطلوبة من ذلك، والهدف ينظم الحياة ويجعل الفرد يشعر دائمًا بالتفاؤل وأنه يوجد شيء يعطيه دافعًا فيبقيه بتجدد ونشاط.
- ومن شروط الهدف أن يكون واضحًا غير مبهم، والقناعة به، وأن يكون واقعيًا لا خياليًا، وألا يعارض القانون والمجتمع.
استثمار الوقت:
- ويطبق هذا على قول "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، فالوقت هو الحياة وقيمة الإنسان، فكل لحظة مهمة في حياة الإنسان.
- لذا على الفرد أن يستغل وقته وألا يضيعه دون أي استثمار، لأن استثمار الوقت يعود عليه بالمنفعة والخير، مثل المطالعة، وممارسة الرياضة.
- وتنظيم الوقت بعمل جدول يومي واسبوعي وشهري لأوقاته، حتى لا يشعر الفرد بالملل والكسل وحتى ينجز الهدف الذي يريده.
عدم الالتفات إلى الوراء:
- من أفضل النعم على الإنسان النسيان، فعلى الفرد ألا يلتفت إلى الماضي، وألا يقف عقبةً أمام حاضره ومستقبله، وألا يتأثر بمواقف الآخرين تجاهه ويضخمها ويقف عليها، بل عليه أن يمضي بإستمرار إلى الأمام.
التفاؤل:
- حيث يؤثر بشكل إيجابي على صحة الفرد الجسمية والنفسية، ويساهم في تقليل من أعراض الشيخوخة، ويطيل من عمر الإنسان ويبعده عن التوتر والقلق.
- وبالتالي يجنبه الإصابة بالجلطة، ويقي الإنسان من الوصول إلى مرحلة الاكتئاب ويبعده عن الأفكار الانتحارية.
ثقة الفرد بقدرته والاعتزاز بنفسه:
- وهي أن يحترم الفرد نفسه ويحافظ عليها، ويحاول ضبط تصرفاته والسيطرة عليها، وأن يكون حسن الخُلق والتصرف.
الاستفادة من الأخطاء والتّعلم منها:
- يتعلم الإنسان من الأخطاء التي يقع فيها، وكل إنسان معرض أن يقع بفشلٍ ما في حياته، فهنا لا يجب الوقوف على باب هذا الخطأ واعتبار أن العالم قد انتهى، بل على الفرد أن تزداد دافعيته ويقبل على تخطي هذه العقبة وأن يجد لها الحلول المناسبة.
- ويتجنب الوقوع فيها مرةً أخرى، لأنه أصبح هنا سلوك متعلم بألا يكرر ما فعله في نفس الموقف بل يستخدم إستراتيجيةً أخرى للخروج من المأزق، وألا يبقى يلوم ذاته ويؤنبها.
- وعليه أن يصحح مساره وألا يضخم الأمر، حيث أن تهوين الأمور وتبسيطها من أفضل استراتيجيات حل المشاكل.
اتخاذ القرار في الوقت المناسب وعدم التردد:
- إن عملية اتخاذ القرار عملية مهمة، لأنّ ما سيتخذه الفرد من قرار معناه إحداث تغيير جديد على حياته وتطويره لها، فالتروّي والحكمة والصبر ودراسة الموقف دراسةً حقيقةً لجميع جوانبه السلبية والإيجابية هي مفتاح التغيير الحقيقي.
اتباع الشغف:
- فتجب ممارسة وتطبيق الأمور التي يحبها الفرد، واتخاذ الطرق التي يرغبها والتي تتوافق مع قيمه، مع محاولة اختيار أشخاص يُشاركونه شغفه.
ما يتطلبه تطوير الذات ؟
إن تطوير الذات يتطلب من الشخص الذي يسعى إليه أن يكون:
- شامل لجميع نواحي حياته النفسية والاجتماعية والجسدية التي تؤثر فيما بينها على بعضها البعض، وعدم عزل جانب عن جانب آخر، الذات هي شخصية الإنسان وكيانه ومسيرته الدائمة التي تميز الأفراد، وتساعد الفرد على الرقي والتقدم في حياته.
أفضل الكتب في علم النفس وتطوير الذات
هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن تطوير الذات، لكن من أشهر هذه الكتب وأفضلها:
- قوة عقلك الباطن للمؤلف "جوزيف ميرفي".
- ارسم مستقبلك بنفسك للمستشار العالمي " براين تراسي "
- مهارات الاتصال للمؤلفة "دايانا بووهر".
- كن مبدعاً لمؤلفيه ،جاي كلاكستون وبيل لوكاس".
- كتاب التغيير لمؤلفته "سيندي هاينز".
- "كيف تقول لا؟" لمؤلفته " كورين سويت".
- كتاب 611" طريقة لتقدير الذاتي" لمؤلفه جامي ماكولرز.
إن علم النفس وتطوير الذات يتطلب من الشخص الإهتمام بكل نواحي حياته النفسية والاجتماعية والجسدية التي تؤثر فيما بينها على بعضها البعض، وعدم عزل جانب عن جانب آخر، حيث أن الذات هي شخصية الإنسان وكيانه ومسيرته المستمرة والتي تميّز الأفراد، والتي كذلك تساعد الفرد على الرقي والتقدم في جميع نواحي حياته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11985
تم النسخ
لم يتم النسخ