كتابة :
آخر تحديث: 17/11/2024

كابوس بين اليقظة والنوم حقيقة أم خيال وماهي طبيعته؟

يظن الكثيرون أنه خيالات، وقد أثبتت إحدى الدراسات أن الإنسان يمكنهم أن يحلموا وهم في أقل حالة من الوعي، بل ويمكنهم سماع الأصوات من حولهم ويشعرون بأنفسهم وفي نفس الوقت يندمج الحلم مع الحقيقة ويكون قصة كاملة. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على تفاصيل كثيرة حول ظاهرة الحلم بين اليقظة والنوم، تابعونا.
كابوس بين اليقظة والنوم حقيقة أم خيال وماهي طبيعته؟

الحلم بين اليقظة والنوم

الحلم بين اليقظة والنوم يُعرف بظاهرة تُسمى "الحلم الواعي" (Hypnagogic State) إذا كان يحدث عند الدخول في النوم، أو "الحلم الانتقالي" (Hypnopompic State) عند الخروج منه. في هذه المرحلة، يكون العقل في حالة بين الوعي الكامل والنوم، وقد تتداخل فيها التجارب الحسية مع التخيلات والأفكار.

ومن خصائص الحلم بين اليقظة والنوم:

  1. الشعور بالوضوح: الشخص قد يكون واعيًا نسبيًا ويشعر بأنه يستطيع التحكم جزئيًا في الحلم.
  2. الهلاوس البصرية أو السمعية: قد يسمع أو يرى أشياءً غير حقيقية نتيجة دخول العقل في حالة تشبه الحلم.
  3. الإحساس بالشلل: قد يشعر البعض بعدم القدرة على الحركة أو الكلام (شلل النوم) خلال هذه المرحلة.

معلومات حول كابوس بين اليقظة والحلم

لقد قام الباحثون في دراسة ما بعمل مقارنة لتركيبة النوم عند إحدى عشر من المرضى المصابون بأضرار في الدماغ، فيكون منهم ستة أشخاص في حالة خفيفة من الوعي وخمسة منهم في الحالة النباتية أو اليقظة عديمة الاستجابة. وقد أبلغنا أحد العلماء مدير مجموعة علم الغيبوبة في بيان صحفي أنهم توصلوا إلى الآتي:

  • تم الاعتماد على حقيقة أن عيون المريض كانت مفتوحة وكمؤشر للنوم، ثم تم استخدام إغلاق المريض لعيونه وعضلاته الخاملة.
  • وقد تبين أن النشاط الكهربائي اختلاف بين حالات النوم وحالات انعدام النوم للمرضى في الحالة النباتية، لكن النوم في حالة الوعي الخفيف عند المرضى يكون مشابه للنوم الطبيعي عند الأصحاء.
  • وأكد أحد العلماء بأن تلك الحالات كانت قادرة على الوصول إلى الأحلام، وبذلك يمكننا أن نستنتج أنهم ما زالوا في حالة وعي بأنفسهم بالإضافة إلى وعي بالمحيط الخارجي
  • كما علق الدكتور محمد منصور استشاري الصحة النفسية أن الأحلام التي يراها الإنسان بين اليقظة والنوم لا تكون خيال لأن معظم الناس يحلمون في بداية نومهم بأحلام سريعة وخاطفة، ولم تجزم الدراسات والأبحاث هذه الأفكار حتى الآن.

التفسير العلمي لظاهرة كابوس بين اليقظة والحلم

الكوابيس التي نشعر بها أثناء الانتقال بين اليقظة والنوم، مثل السقوط من مكان عالٍ أو اقتراب وحش، يمكن تفسيرها وفقًا لبعض الدراسات الحديثة على أنها نتيجة لعدة عوامل نفسية وفسيولوجية:

  1. تداخل مراحل النوم: عندما نكون بين اليقظة والنوم، قد يحدث تداخل بين مرحلتي النوم العميق والسطحي، مما يؤدي إلى حدوث أحلام أو هلاوس تكون مزيجًا من الواقع والمخيلة. هذه الحالة تعرف بـ "نوم الانتقال" أو "Hypnagogia".
  2. القلق والتوتر: الكوابيس المرتبطة بالسقوط أو الوحوش قد تكون مرتبطة بمشاعر القلق أو الضغط النفسي في حياتنا اليومية. هذه الأنماط من الأحلام قد تمثل إحساسًا بفقدان السيطرة أو التهديد في حياتنا.
  3. نشاط الدماغ: في اللحظات بين النوم واليقظة، يكون الدماغ في حالة نشطة، حيث يعيد معالجة الذكريات والأحداث التي مررنا بها. أحيانًا يكون هذا النشاط مشوشًا، مما يؤدي إلى حدوث كوابيس مرعبة.
  4. التحفيز الحسي: بعض الأبحاث تشير إلى أن الكوابيس قد تنشأ بسبب التحفيز الحسي أثناء النوم (مثل ضوضاء أو حركة الجسم)، الذي يتم دمجه في الحلم بطريقة غير منطقية، ما يسبب التجارب المخيفة.
  5. الاستجابة الفسيولوجية: الكوابيس يمكن أن تحفز استجابة "القتال أو الهروب" في الدماغ، حيث يفرز الجسم الأدرينالين، مما يؤدي إلى الشعور بالرهبة أو الخوف الشديد أثناء النوم.

التفسير الديني لظاهرة كابوس بين اليقظة والنوم

في التفسير الديني الإسلامي، يعتبر حلم السقوط أو الخوف من الوحوش بين اليقظة والنوم أحد الظواهر التي يتم تناولها من خلال مفهوم "الأحلام" في الإسلام، وهناك عدة تفسيرات دينية محتملة لهذه الظاهرة:

  1. الأحلام من الله أو من الشيطان: في الإسلام، يُعتقد أن الأحلام تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الحلم الصادق: وهو من الله، وهو عادة ما يكون حلمًا هادفًا أو رسائل ربانية. الحلم الذي من الشيطان: ويشمل الكوابيس أو الأحلام المزعجة، مثل السقوط أو الوحوش التي تقترب منك. يُعتقد أن هذه الأحلام من عمل الشيطان، وهي تهدف إلى إزعاج المؤمنين وخلق القلق والخوف. الأحلام الناتجة عن النفس: وهي تلك الأحلام التي تنشأ نتيجة لتجاربنا اليومية أو مشاعرنا الشخصية.
  2. الاستعاذة بالله: في حال حدوث كابوس مخيف، يُوصى في الإسلام بالاستعاذة بالله من شر الشيطان، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم ما يكره في منامه فليتفل عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنها لا تضره" (رواه مسلم). هذا يشير إلى أنه يجب أن يستعيذ المسلم بالله لتجنب تأثير هذه الأحلام السلبية.
  3. تفسير السقوط: السقوط في الأحلام قد يرتبط بشكل غير مباشر مع الخوف من فقدان السيطرة أو الخوف من المستقبل، وهو شعور قد يختبره الإنسان في حياته اليومية. في التفسير الإسلامي، يُعتقد أن مثل هذه الأحلام قد تعكس حالة نفسية أو روحية معينة كالشعور بالضياع أو القلق على المستقبل.
  4. دعاء النوم: من السنة النبوية، يُنصح المسلم عند النوم أن يقول: "باسمك اللهم أموت وأحيا" (رواه البخاري)، كما يُستحب قراءة آية الكرسي وسورة الفلق وسورة الناس قبل النوم للحماية من شر الشيطان.

قصة فتاة بين النوم واليقظة

تحكي امرأة متزوجة قصتها عن موقف غريب تعرضت له في يوم من الأيام، وتبدأ القصة بأنها:

  • كانت تستيقظ إلى صلاة الفجر كعادتها وتيقظ زوجها حتى يذهب إلى العمل، وكان العمل يبعد عن البيت بمسافة عدة كيلو مترات.
  • وبعد أن غادر زوجها ذهبت حتى تنام لبعض الوقت، واستلقت على سريرها لكنها لا تعلم المدة الزمنية التي استلقتها بالضبط منذ ذهاب زوجها للعمل، ولكنها فجأة شعرت أنها ترى زوجها يمر من أمام الغرفة ويدخل دورة المياه، وكنت أناديه باسمه ولكنه لم يلتفت إليها وذهب.
  • وبعد ذهابه استيقظت كلياً وأمسكت الجوال واتصلت بزوجها وسألته أين هو أخبرها أنه في العمل، فتأكدت أن الذي شاهدته منذ قليل لم يكن زوجها.
  • وعندما أخبرت هذه المرأة أختها بما حدث، قالت لها أنها مرت بموقف مشابه له عندما كان زوجها في العمل ليلاً والمفترض أنه يجب أن يظل في العمل طوال الليل ويعود في الصباح، وأخبرتها أنها كانت على السرير فأحست به وهو يعدل ملابسه أمام المرآة، وعندما كلمته أخبرها أنه لم يأتي للبيت مطلقاً.
  • والحالة التي حدثت لتلك المرأة هي وأختها تفسر بأنهم كانوا بين اليقظة والنوم فلا يعلمن هل هي أحلام أم شيء حقيقي يتعلق بالعالم الآخر.

نوبات بين اليقظة والنوم

  • ينبغي العلم أن النوبات التي تحدث بين النوم واليقظة ليست خطيرة بالدرجة التي يقلق منها الإنسان، لذلك فإنها غالباً لا تحتاج إلى علاج.
  • ويجب أن نعلم أيضاً أن الجاثوم أو شلل النوم يمكن أن يكون أحد أعراض مرض النوم القهري الذي يكون أحياناً له علاج آخر.

علاج كابوس بين اليقظة والنوم

في الحقيقة الحالات التي تشعر بأنها رأت أحد أفراد البيت وهو يتجول في حين أنه ليس في البيت، هي حالات كانت في حالة حلم سريع جداً ولم يأخذ إلا وقت قصير لذلك شعرت أنها في حالة يقظة، ولكن الأمر يسهل علاجه من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • العمل على تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ وعدم الذهاب إلى النوم إلى في حال الرغبة الحقيقية في النوم.
  • عند الشعور بالإدراك أو اليقظة في الصباح فلا يجب أن يكمل الشخص نومه لأنه سوف يشعر أنه يحلم وهو مستيقظ، أو يشعر أنه بين اليقظة والنوم.
  • ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية والتي تقلل من الضغوط النفسية وتمنع الكوابيس الحقيقية أو الخيالية.
  • يمكن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب في حالات تكرار نوبات شلل النوم ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب وهذه الأدوية تقلل وقت مرحلة النوم للحالم وتقلل من حدوث كوابيس بين النوم واليقظة.

التعامل مع كابوس بين اليقظة والنوم

هناك طرق يمكن من خلالها التعامل مع الكابوس الذي يحدث بين اليقظة والنوم، ويشمل ما يلي:

  • قراءة الأذكار قبل النوم، وخاصة آية الكرسي والمعوذات.
  • النوم على وضوء والالتزام بالسنة في النوم.
  • مراجعة نمط حياتك لتقليل التوتر وتحسين جودة النوم.
بذلك فقد تحدثنا عن كابوس بين اليقظة والنوم وعرفنا الأسباب وطرق العلاج وقد أفادت بعض التقارير أن تجنب النوم على الظهر يقلل من حدوث الكوابيس التي تحدث بين اليقظة والنوم، وقد صدق رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام حين قال إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ