كتابة : مريم بعقيلي
آخر تحديث: 22/03/2020

كل ما يجب معرفته على فيروس كورونا

كوكب الأرض يشهد انتشار مهول لفيروس كورونا في هذه الأيام، والأطباء والأخصائيون يحاولون جاهدين التصدي له ومحاصرته، ويجتهدون في الأبحاث للوصول لتلقيح مناسب أو علاج له. فما هو هذا الفيروس وما أعراضه وطرق الوقاية منه؟
كل ما يجب معرفته على فيروس كورونا

تعريف الفيروس

الفيروس كائن مجهري لا يرى إلا بالمجهر الإلكتروني، ولا يستطيع العيش إلا بالتطفل على خلايا كائن حي آخر. وتصيب جميع الكائنات الحية مثل: الحيوانات والنباتات والبكتيريا... يوجد هناك الملايين من أنواع الفيروسات، لكن لم يتم وصف بالتفصيل إلا 5.000 نوع.

فيروس كورونا

فيروس كورونا المستجد نوع من أنواع الفيروسات التي تتسبب في الزكام، وينتقل عن طريق الرذاذ أو الإفرازات التنفسية لأنه فيروس يهاجم الجهاز التنفسي، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه أصبح وباء عالمي.

والوباء هو المرض الذى ينتشر بسرعة في رقعة جغرافية صغيرة، لكن هذا الفيرس تجاوز مرحلة كونه وباء إلى مرحلة الوباء العالمي أو الجائحة وهو المرض الذي ينتشر في العالم بأسره.

هذا الفيروس سمي بكورونا نظرا لشكله، فهو يأخذ شكل التاج عند العرض بالمجهر الإلكتروني، وفي اللاتينية كورونا تعني التاج. ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيروس نوع من بين 200 نوع من الفيروسات التي تسبب الزكام أو ما نسميه نزلة البرد، هذا الأخير الذي يقتل حوالي 250 إلى 500 ألف شخص في العالم كل عام.

هذه المئتي فيروس التي سبق ذكرها تنقسم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تسمى ألفا إنفلوانزا فيروس، والمجموعة الثانية يطلق عليها بيطا كورونا فيروس، والفيروس الذي نتحدث عنه كأنه مولود جديد انضاف لعائلة بيطا كورونا فيروس وهو الفيروس السابع.

الفيروسات الأربعة الأولى من هذه المجموعة تسبب في نزلة برد بسيطة، لكن الفيروس الخامس ظهر في الصين كذلك سنة 2002 ويسمى SARS Cov يعني سارس كورونا فيروس أو باللغة الفصحى المتلازمة التنفسية الحادة الرخيمة.

في ذلك الوقت انتشر الفيروس إلى أكثر من 17 دولة وقتل أكثر من 800 شخص. لننتقل الآن للفيروس السادس الذي ظهر بالسعودية سنة 2012 وانتشر إلى 21 دولة عربية وقتل تقريبا 920 شخص، هذا الفيروس يسمى MERS Cov أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أما السابع فهو مازال جديدا لم يجد له العلماء اسما بعد لذلك يطلق عليه nCov- 2019 يعني novel coronavirus 2019 أو فيروس كورونا الجديد 2019 ويسمونه كذلك في وسائل الإعلام COVID-19 وهو اختصار للكلمة الإنجليزية Coronavirus disease 2019 وترجمتها هو مرض كورونا فيروس 2019.

أعراض كورونا فيروس

من الصعب تمييز الشخص المصاب بهذا الفيروس، لأن أعراضه هي نفس الأعراض المرافقة لأي نزلة برد أو زكام عادي، لكن لابأس في ذكر هذه الأعراض ومن الجدير بالذكر أن فترة حضانة الفيروس هي مابين يومين إلى أربعة عشر يوما، أي أن جسمك إذا استقبل الفيروس هذه هي المدة التي ستظهر فيها الأعراض.

  • السعال الحاد والجاف.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • إفرازات الجهاز التنفسي ذات اللون الأخضر.
  • ضيق شديد في التنفس.
  • التعب.
  • ألم في الحلق.
  • سيلان الأنف.
  • ألم العضلات.
  • الإسهال في بعض الأحيان.
  • التهاب رئوي حاد أحيانا.

ومن الجيد الإشارة أنه ليس من الضروري أن تظهر جميع هذه الأعراض، وإذا ظهر أحدهم ليس بالضرورة أن يكون السبب هو هذا الفيروس، لذلك من الأفضل إن كان الشخص يعاني من حمى وسعال حاد وجاف أو ضيق شديد في التنفس أن يتوجه للمستشفى أو يتصل بالرقم الذي تسخره الدولة التي يتواجد بها لتتبع الحالات المصابة وللسيطرة على هذا الوباء. فالطبيب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يؤكد إصابتك من عدمها.

يجب الحذر من تناول أي دواء دون وصفة طبية، كلنا نعلم أننا نتناول بعض الأدوية عندما نمرض بالزكام، لكن في هذه الفترة من الأفضل نسيانها حتى استشارة الطبيب، كذلك فإن المضادات الحيوية لا تقضي على الزكام لأنه مرض فيروسي بل هي فعالة بالنسبة للجراثيم فقط، كما يجب الإشارة كذلك إلى أن الأدوية المتناولة أثناء نزلة البرد تنقص من حدة الأعراض فقط ولا تقضي على الفيروس.

هذا المرض لا يستدعي الخوف المَرضي لأنه قابل للعلاج فقط بمناعتك الشخصية، علاوة على أن نسبة التعافي منه هي ٪80، لكنه رغم ذلك يستدعي الوقاية والحذر الصارمين لأنه وباء ومرض في الأخير. ومن طبيعة الحال فالأشخاص الكبار في السن والأطفال الرضع والمصابين ببعض الأمراض كالأمراض المزمنة مناعتهم ضعيفة لكن هذا لايعني أن المرض سيتمكن منهم، بل هذا يعني أنهم الفئة التي يجب أن نهتم بهم أكثر ونحسسهم بضرورة التزام مجموعة من التدابير الوقائية، لكن حتى إن كانت مناعتك في حالة جيدة هذا لا يعني إهمال الإرشادات الصحية والوقائية فالكل مدعو في الأخير لالتزامها.

الإجراءات الوقائية من هذا الفيروس

  • إذا اتخذت دولتك قرار الحجر الصحي فمن الأحسن احترامه، والالتزام بعدم الخروج إلا للضرورة فقط كي تنقذ حياتك وحياة الناس الآخرين.
  • من الجيد تجنب الاختلاط مع عدد كبير من الناس أو حضور التجمعات كحفلة مثلا.
  • غسل اليدين جيدا بالماء والصابون على الأقل 20 ثانية مع تخليل مابين الأصابع، هذا الغسل يتم في فترات متقاربة وبعد دخول المنزل أو مكان العمل أو بعد لمس الأسطح أو الأشياء المشكوك في احتوائها على الفيروس، ويمكن استعمال أحد المعقمات كذلك.
  • وضع مناديل فوق فمك وأنفك عند السعال أو تعريض مرفقك لهما.
  • تجنب لمس العينين والفم والأنف والوجه بيدك ما أمكن ذلك.
  • الاهتمام بتقوية مناعتك وذلك بالحفاظ على نوم منتظم ومناسب وكافي، تناول أغذية غنية بفيتامين سي ودال وعموما الحفاظ على نظام غذائي منتظم ومتنوع وشرب الماء بكثرة بطريقة مناسبة. كما أنه يجب الابتعاد عن التوتر والخوف لأنهما يقللان من المناعة لدى الشخص.
  • الاستفادة من الفيتامين دال وذلك بواسطة التعرض للشمس لفترة وجيزة، من طبيعة الحال إن كنت في الحجر الصحي سطح المنزل كافي.
  • تعريض الملابس والأغطية للشمس من الممكن أن يساهم في القضاء على الجراثيم والفيروسات إن وجدت.
  • عدم تصديق الأخبار التي تروج عن كورونا كالإحصائيات مثلا إلا إذا أعلنت من مصادر موثوقة ورسمية كوزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية.
  • من الأفضل عدم استعمال القفازات لأن كثير من الناس يخطؤون في استعمالها كما أنها تُعتبر وسطا يستطيع الفيروس العيش فيه مدة 9 أيام عكس اليدين التي يموت فيها بعد عشر دقائق. يجب الحفاظ على غسل اليدين أو تعقيمهما وعدم تقريب اليد للوجه، أما الكمامات فيجب عليك استعمالها لوقاية نفسك ومحيطك من الفيروس، لكن في حالة استعملتهما يجب وضعهما في كيس محكم الإغلاق وإلقاؤه مباشرة في القمامة مع غسل اليدين بعد هذه العملية، وينصح كذلك بعدم استعمال قفازة واحدة أو كمامة واحدة طوال الوقت إذ يجب تغييرها بين الحين والآخر.
ختاما وجب القول بأن هذا الفيروس ضعيف جدا يمكن أن نقضي عليه إن التزمنا بالتعليمات الصحية، ولاداعي للخوف والقلق إن التزم كل شخص بالتدابير الوقائية فهذه الأزمة ستمر بأقل الأضرار.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ