كتابة : مي مجدي
آخر تحديث: 01/07/2019

كيفية التعامل مع التحرش بالأطفال

من أهم الظواهر التى انتشرت مؤخرا فى المدارس والتى تعتبر غريبة نوعا ما على أذهاننا هى ظاهرة التحرش بالأطفال واغتصابهم فى المدرسة من قبل المدرسين أو من زملائهم، فقد وصل مستوى تدنى المدرسة ودورها فى أن يتحول المدرس إلى مجرم، ولم يعد هو القدوة والمثل الأعلى التى يقتدى بها التلميذ بل أصبح وحشا كاسر يخشاه كل طفل، ولقد أدى انتشار هذه الظاهرة إلى خوف أولياء الأمور من إرسال أطفالهم إلى المدرسة والاكتفاء بإعطائهم الدروس الخصوصية فى المنزل لكى يكون أمام عينيها.

كيفية التعامل مع التحرش بالأطفال

أسباب التحرش بالأطفال

للتحرش عدة أسباب على رأسها غياب دور الأسرة، فالأسرة تلعب دورا هاما فى ممارسة الأبناء للتحرش وذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتى تجعل من المراهق إما شخصا سويا أو منحرفا عن الطبيعى، كما أن للتنشأة جناحان الأول هو التوجيه المباشر للطفل إفعل لا تفعل والجناح الثانى هو القدوة وهو أشد تأثيرا من الأول لأن الطفل رغم سنه يلاحظ ما يدور حوله بالإضافة إلى انتشار الأفلام الإباحية على شبكات الإنترنت بطريقة مفزعة والتى أصبحت متاحة للشاب والمراهق فى ظل غياب الرقابة على برامج الإنترنت.

صفات المتحرش

المتحرش دائما ما يكون شخصا منقادا لدافع الشهوة لا يملك قراراه بيده لتحقيق شهواته عند شعوره باختفاء دور الأسرة، بالإضافة إلى أصدقاء السوء التى تدفعه إلى ارتكاب هذا الفعل.

الطالب وفقدان القدوة

الطالب فقد المثل الأعلى له داخل المدرسة بعد أن تحولت المدارس إلى صرح للكسب والحصول على الماديات فقط وتحول دور المدرس من صاحب رسالة قوية لتربية الطلاب وتعليمهم إلى مجرد موظف يؤدى عمله، وهناك ثقافة انتشرت هذه الأيام لدى الطلاب داخل المدارس اقتبسوها من المدارس الدولية تمثلت فى أن الفتاة لابد أن تعيش قصة حب بينها وبين أحد من زملائها داخل المدرسة، فبعد أن فقد الطالب القدوة سواء داخل الأسرة أو مع أصدقاؤه أو داخل المنظومة التعليمية أصبح يسعى بكل الطرق لتحقيق رغبته الجنسية وشهوته.

دور المدرسة

المدرسة ليست قلعة محصنة عن الواقع الاجتماعى الذى نعيش فيه، فهناك الكثير من أشكال الفوضى التى تصب وتعود إلى فقدان المدرسة لقيمتها كمؤسسة تربوية فريدة متميزة، وذلك بعد أن نزعت الدروس الخصوصية هذا الدور، وتدهور قيمة المدرسة جعلها فرصة لممارسة السلوكيات الشاذة داخلها وخارجها بالإضافة إلى ضعف من قبل وزارة التربية والتعليم والمفتشين والمراقبين.

دور الفوضى في التحرش بالأطفال

التحرش بالأطفال هو نتاج طبيعى لثقافة الفوضى الناجمة عن السياسات الرأسمالية والتي دفعت المجتمع إلى تحويل كل شىء لسلعة، فأبح الفن سلعة والثقافة سلعة والتعليم سلعة، وبالتالى فالسينما تحولت إلى تجارة بالغرائز والمخدرات وما يصاحبها من سلوكيات وألفاظ غريبة عن قيمنا وأخلاقنا

دور التعليم في مواجهة التحرش بالأطفال

"التعليم له دور حقيقى في مواجهة هذه الظاهرة، ولكن للأسف انعدام دور المدرسة التربوى والتعليمى ونتيجة وجود التعليم الموازى الأسود، وهو الدروس الخصوصية والتي تنتفى فيها كل القيم التربوية، وتكتفي بعملية البيع والشراء، فالمعلم تاجر والطالب زبون والعلم سلعة غير متوفر فيها الشروط الصحية، فأصبح أبناؤنا يتلقون كل ما طرأ على المجتمع من سلوكيات سلبية دون ترشيح أو فلترة تربوية حقيقية".

إحصائيات التحرش بالأطفال

في الأردن

أكدت عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار – قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه.

في لبنان

أوضحت دراسة صادرة عن جريدة "لوريان لوجور" أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 - 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.

في مصر

تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنباري أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة.

نصائح للتعامل مع التحرض

الأم لابد أن تطمأن الطفل وأن تشعره بأنها غير منزعجة ومتوترة وتتحدث معه بطريقة هادئة وعدم استعمال العنف، ولا تعامليه بطريقة سيئة لأنه وثق فى أحد دون علمك بالموضوع، ولا تقللى من شأنه وتهينيه بسبب هذا الموضوع، كذلك اعرضيه على طبيب مختص لكى يفحص يجسده ويعرف طبيعة الحالة بالتفصيل وما إذا كانت تحتاج إلى علاج، كذلك لابد من عرضه على طبيب نفسى لكى يعيد بناء شخصيته ويزرع فيه الثقة فى نفسه وفى المحيطين من جديد، ولعل أهم النصائح التى يجب أن تفعليها هى أن تزيدى من أنشطته التى يفضلها ولا تتركيه وحده فى وقت الفراغ حتى لا تدعيه يفكر فى الموضوع منفردا ويبدأ فى العزلة والخوف.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ