كيف تتعامل مع الطفل الغيور؟
كيف تتعامل مع الطفل الغيور؟
هناك وسائل تربوية يمكن للأب وللأم ولمن يقوم بأعمال الشخصيات الوالدية القيام بها لمساعدة الطفل الغيور على عبور تلك الأزمة، فهي مشكلة لها حل ولها العديد والعديد من الطرق التي يمكن استخدامها حتى يتعلم الطفل السلوك السليم بعيداً عن الغيرة.
وسنحاول في تلك المقالة أن نقوم بتبسيط بعض المعلومات عن الطرق التربوية للتعامل مع هذا الطفل، فهي في معظمها يعتمد على التعامل الواعي مع الطفل الغيور، وعدم التعامل معه بسلبية، فالعقاب على الغيرة أمر ممنوع تربوياً، ولكن تبسيط المعلومة التربوية من أهم الوسائل التي يمكن مساعدة الطفل الغيور بها لعبور تلك الأزمة، وسنحاول مناقشة بعض النصائح في السطور القادمة بشأن تلك المشكلة.
التواصل الإيجابي مع الطفل
- في بداية حل أي مشكلة مع الطفل يجب محاولة التواصل معه بكل وسيلة، والتحدث معه بشكل جاد للتعرف على مشاكله بشكل واع، فمجرد وصف المشكلة من ظاهرها الخارجي لا يحل المشكلة ولا يجعلنا قادرين على التعرف على أسباب المشكلة الحقيقية عند الطفل.
- فاحرص على التحدث مع طفلك والاستماع له، وعدم معاقبته على أي اعتراف يقوله لك بأي شكل من الأشكال.
- يجب أن يفهم الطفل أنك تحبه بكل صفاته، وأنك تقدره، فالتقدير والاحترام للطفل أمر غاية في الأهمية للطفل الغيور، فشعوره بالغيرة ينتج من افتقاده للتقدير والاهتمام من الشخصيات الوالدية.
- حاول أن تعبر عن تقديرك له بهدية جميلة تخصه بها، أو وصف جميل تصفه به، أو لقب جميل تطلقه عليه، أو تذكره دائماً بأفعاله الجميلة.
يجب أن تقبل الغيرة الإيجابية
- ليست كل الغيرة سلبية، فهناك بعض أنواع الغيرة تعد غيرة إيجابية، غيرة يمكن أن يستغلها الأب وتستغلها الأم لصالح الطفل وليس ضده، فالغيرة من التقدم العلمي يحفز الطفل على المذاكرة وحب العلم، والغيرة من التقدم الرياضي يجعل الطفل قادراً على تحمل مشاق التدريبات القاسية.
- وهنا يجب التفريق بين الغيرة التي يتمنى فيها الطفل إيذاء صاحب الميزة، والغيرة التي يريد فيها الطفل الوصول لمثل ما وصل إليه الطفل المميز دون إيذاء.
- فالغيرة المحمودة هي الغيرة التي فيها يفهم الطفل أنه يمكن له أن يحقق النجاح، مثل صديقه المميز، وبذلك لا يسعى لإفشال صديقه المميز بعمل بعض المكائد له.
تقبل الطفل لذاته لا لإنجازاته
- وهنا يجب التأكيد على أن الرسالة الواضحة التي يجب أن تصل للطفل هي أنك تحبه بكل صفاته، وتقبله بها، الصفات التي هو ضعيف فيها قبل الصفات التي قوي بها، تقبله بضعفه وقوته، وأنك تحبه تحت أي صفة وتحت أي تصرف يحاول فيه الوصول للنجاح حتى وإن لم يصل إليه، تحبه حتى وهو يحاول حتى وإن فشلت المحاولة.
- إن التأكيد على هذا المعنى له تأثير قوي على تدعيم ثقة الطفل بنفسه بشكل كبير، والقضاء بشكل تدريجي على شعوره بالغيرة، فمشاعر النقص ومشاعر الشعور بالدونية تختفي عند الشعور بالاهتمام والتقدير من الشخصيات الوالدية.
- وهنا نؤكد على أن هذه الكلمات يجب أن تقال بصدق وليست مجاملة، لأن الطفل يشعر بالكلمات الصادقة وينفعل بها، ويكتشف بسهولة الكلمات التي تقال لمجرد التعبير عن بعض المشاعر الغير حقيقية.
تعليم الطفل بأن المواهب موزعة على الجميع
- يجب أن يفهم الطفل من الشخصيات الوالدية التي تتحدث معه باستمرار عن أن المواهب موزعة بين كل البشر، وأنه لا يوجد إنسان في الدنيا متفوق في كل شيء، وأنه في الوقت الذي يجد فيه طفلاً متفوقاً في مجال من المجالات، ستجد نفس الطفل ضعيفاً في مجال آخر.
- وهذا الأمر لا يمثل أي مشكلة لأي طفل، فالمواهب موزعة على الجميع بلا استثناء، وأنه يجب أن يقبل تفوق بعض الأطفال عليه في بعض المجالات، لأنه سيتفوق عليهم في مجال آخر من المجالات، وهذا أمر طبيعي جداً.
- وهذه المناقشة الجميلة بين الأب وطفله لا تحدث مرة واحدة، بل عدة مرات، يتم التأكيد على تلك المفاهيم بشكل مستمر شفوياً وعمليا على حد سواء.
- ولا يجب أن يشعر الأب أو تشعر الأم بخيبة أمل إذا لم يستجيب الطفل من أول محادثة، ولكن يجب عليهم الاستمرار في التحدث مع الطفل والتأكيد على تلك المبادئ بشكل مستمر بدون كلل أو ملل.
- لأن الأطفال في استجابتهم للنصائح والمناقشات يختلفون في درجة استجابتهم وطريقة استجابتهم، فهناك بعض الأطفال يحتاجون لبعض الوقت لفهم بعض المفاهيم حتى يتمكنون من تنفيذها بشكل عملي.
غيرة الطفل من قدوم طفل جديد
- هناك بعض الأطفال يشعرون بالغيرة من قدوم طفل جديد، فالطفل الأول يكون قد تعود على الاهتمام والرعاية والتقدير من كل أفراد العائلة، ويكون هذا التقدير بشكل دائم ومستمر غير متناهي.
- ولكن ومع قدوم طفل جديد يشعر الطفل الأول بأن الاهتمام به قد قل عن معدلاته التي تعود عليها، ويربط بين قدوم الطفل الجديد وبين قلة الاهتمام به، الأمر الذي قد يؤدي إلى العديد من المشكلات التي قد تؤدي بالطفل إلى إيذاء الطفل الرضيع الجديد انتقاماً منه.
وهناك نصائح يمكن لكل أب ولكل أم أن يقوموا بها لتلافي تلك المشكلة:
- وأولى تلك النصائح أن يقوم الطفل الأول بمشاركة الأب والأم في رعاية الطفل الجديد، فشعور الطفل الأول أنه مسؤول عن الطفل الجديد يشعره بالتميز، وأنه له دور إيجابي يشعره بأهميته مع قدوم المولود الجديد.
- وقبل البدء في هذه الخطوات يمكن تهيئة الطفل للاستعداد لقدوم طفل جديد، بتعليمه كيفية رعاية هذا الطفل وهذا عن طريق إحضار دبدوب له يحاول من خلاله الطفل تعلم كيفية رعاية الطفل القادم.
- كما أن إحضار دبدوب للطفل أو عروسة للطفلة له دور في نفسية الطفل، حيث أنه يشعر بأن له طفل يقوم برعايته، كما تقوم والدته برعاية الطفل الجديد، فهذا يساعد على التنفيس النفسي الفعال للطفل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13237